وماذا عملنا للتي لم يتم التجاوز عليها؟
في السبعينيات من القرن الماضي اعلنت الحكومة العراقية، عن مجانية التعليم، بما عاناه حينها في توفير الكتب والقرطاسية وغيرها مجانا. وفي حالة من التحدي قمنا نحن في لجنة الشباب الاثوري في كنيسة مار عوديشو الواقعة في منطقة كراج الامانة، باعلان مماثل اي جعل التعليم السورث (السريانية) لكل الطلاب مجانا. كان تسجيل الطلاب يحدث عندما يقوم اعضاء لجنة الشباب بحملة في المنطقة بيتا بيتا لتسجيل كل من يرغب في تعلم السورث كبارا وصغارا، فقد كانت لنا صفوف للكبار وصفوف للصغار حسب العمر والمستوى الدراسي، فالكبار كانوا مقسمين الى المبتدئين والمتقدمين، اما الصغار فكانوا مقسمين الى الصفوف من الاول الى السادس. وكان التدريس يتم في كل ركن من بناية الكنيسة حتى على السطح كان لنا صفين يدرسان عليه. وكان عدد المسجلين لتعلم اكثر من الحضور حقيقة، ولكن الحضور كان احيانا يتجاوز الاربعمائة طالب يوميا بدوامين صباحي ومسائي. ولكن توفير القرطاسية والكتب لهذا العدد كان يتطلب نشاطا اخر، واتذكر انه في السنة الاولى كان السيد بابا مركو من كركوك قد عرض على الاخ الشماس مفقود الحرب العراقية الايرانية دانيال بنيامين امكانية تقديمه المساعدة كونه يعمل في تربية كركوك، وهكذا سافرنا انا وهو الى كركوك وتمكنا من الحصول على كمية كبيرة من القرطاسية، اما بقية المسلتزمات وخصوصا الكتب فقد تم توفير ثمنها من تبرعات اهالي الطلاب المتمكنين وهكذا تمكنا من توفر وتطبيق مجانية التعليم السرياني لاول مرة دون ان نكلف اغلب الطلاب اي مبلغ. لا اعتقد ان ما تقوم به بعض الجهات من طلب دعم التعليم السرياني ماديا الا بهذه الصورة ولكن بمساحة اكبر، واذا كانت المسألة بهذه الصورة وهذا الامر كررته مرارا فاين حق تعليم السريانية، بما يعنية من قيام الدولة بواجبها تجاه هذا التعليم، واذا كانت الدولة تقوم بواجبها فما الحاجة للمتاجرة بالتعليم السرياني؟ ولماذا نقبل اصلا هذه المتاجرة التي ترتقي لحد السرقة المكشوفة وخداع الشعب الذي يعتبروه اهبل ويمكن تمرير كل شئ عليه؟ هذه المقدمة تعبر حقيقة عن عملية استهبال الشعب واعتبار كل ما يمرر عليه طبيعيا وليس عيبا . ان تمكنا من خداعة مرة او مرتان او اكثر فنحن (وهذه النحن تعود لمن يقوم بهذا العمل) اكثر قدرة على معرفة مصلحته وان خدعناه! والاعادة ضرورية لان من يقوم بالخداع لا يزال مستمرا وان لم يكن في الساحة التي تعرف خلفيات الامر.
ولو تابعنا عملية المتاجرة بمسألة التجاوز على اراضينا وممتلكاتنا وقرانا، نرى عملية استهبال الشعب والناس وادخال الشعور القومي الزائف والمتاجر به في المسألة. فمن البديهيات ان لا تترك ارض زراعية لتتحول الى بور نتيجة عدم استغلالها من قبل صاحبها المهاجر، ومن البديهيات ان المال السائب يشجع على التجاوز واملا كنا وممتلكاتنا تركناها سائبة وهي تسيل لعاب البعض عليها لكي يتجاوزا عليها. ولكن السؤال الاكثر اثارة هو ماذا عملنا للمناطق والقرى الغير المتجاوز عليها؟ قد يقول قائل ان الدولة لم تكن بالمستوى؟، فاقول واين هي ارادة الانسان في التغيير والتطور، هل ان الدولة يجب ان تبني فلل للناس لكي يسكنوا فيها؟ بل يجب القول اين افكارنا ومشاركتنا في تطوير قدرات شعبنا؟
في عملية قد تعتبر الاولى من نوعها، وهي اعادة بناء القرى والتي قادها الاستاذ سركيس اغاجان ورغم ما رافقها من التخبط والتسيب، الا انها تعتبر بحق اول عملية من نوعها لربط الانسان بالارض من خلال توفير مسكن لائق له، لم تتحرك احزابنا لدعم القضية، لا بل البعض وخصوصا من المتاجرين بالتعليم السرياني والتجاوزات حاول الاستيلاء عليها بحجة انه الممثل الشرعي للامة وانه من حضن الامة والبقية من …… الامة. سبق وان قدمت بعض الاقتراحات المتواضعة لدعم تواجدنا وتفعيله وترقية وزننا السياسي، الا ان احزابنا وكناءسنا ومنظماتنا في واد اخر بالتاكيد. صحيح ان الامان امر ضروري ولكن الاهم معالجة الاوضاع واشعار الناس انهم اقوياء وان استهدافهم صعب، ليس هذا ولكن الاهم اشعار الخصم ان وجودنا مترسخ وله جذور وقوي لا يمكنهم زعزته، من خلال الترابط والنشاطات المختلفة، التي تظهر وجودنا وبشكل دائم في مختلف الساحات الوطنية وفي الاقليم. لماذا لا يتم تحويل ايام الاحاد في القرى الى ايام مهرجانات مختلفة، من المسابقات الرياضية الى مسابقات ثقافية واجتماعية؟ مسابقات بين القرى وبين المجموعات، لماذا لم نفكر في ايجاد مشاريع اقتصادية تستفيد من المنتوج المحلي لكي نقوي اقتصادنا؟ لماذا لم نخلق حركة حقيقية بين الوطن والمهجر مستغلين الاعياد والتذكارات الدينية، ولماذات كثيرة اخرى، ومنها لماذا استسلمنا للهجرة والتهجير ومن ثم البكاء على الاطلال ومحاربة الاخر في الاعلام الانترنيت، لا نريد نحن ان نستغل ولا نريد الاخر ان يستفيد، بحجة انه ملكنا، ونسينا ان حكاري وغيرها كانت ملكنا ايضا؟
وفي ظل عملية الاستهبال والخداع ما يمارسه البعض من ان تغيير تاو الى شين في اسم معين تضيف ابعاد روحية وقوة مستمدة من الاله الى قوة شعبنا، في لعبة اقل ما يقال عنها انها غبية لانها تلهي الشعب بامور لا علاقة لها لا بالقوة ولا بالحقوق ولا بالاله. انها رغبة جامحة في السير بمسيرة الاخطاء خوفا او عدم القدرة على الاعتراف بالخطاء باعتبار ما مورس جاء من روح القدس. ان القوة الحقيقية لاي شعب تتاتي من اشتراكه في رؤية معينة للنهوض واقتصاد متين وارض صلبة يتكاء عليها.
وفي مزايدات رخيصة ولكنها غبية حقا، لعبت بعض الاحزاب دورا غبيا، فهي من الناحية تطالب بالمشاركة في القرار السياسي والحضور الاداري ولكنها في الشعب تلعب دور لكي ينعزل عن المشارك في الثروة الوطنية، لا بل لم تضغط من اجل حصول هذه المشاركة. فكلنا نعلم ان الدولة لا تمنح المال للناس هكذا، بل تمنحه من خلال القيام بوظائف معينة. ولكن احزابنا تعاملت وكان هذا الامر لا يعنيها، فلم تتم مشاركتنا بصورة صحيحة وواجبة في القوى الامنية المختلفة، بحجج واهية ولا ترتقى الى الحقيقة وان كانت فالمفروض ان لا تنطبق علينا، ولكن تعاطف من خرج من احضان الامة مع طرف جعلنا في الجانب المشكوك فيه.
سنة تطوي اخرى، ونحن ليس اشوريين بل كلنا في تراجع مخيف ومرعب، والامر من كل هذا، اننا لا نزال نجتر حروبنا البالية.
فهنيئا لشعب هؤلاء قادته ومثقفيه
هل لنا خارطة الطريق للعمل القومي؟
قد لا يمكن وضع خارطة واضحة للعمل القومي، عند البدء به، بل يتطلب الامر تجارب كثيرة. وقد تكون تلك التجارب مريرة وتكلف الامة او الشعب الكثير. وهذا الامر يمكن فهمه، لان لا امة تولد متكاملة الامكانيات. ولكن التجارب والتضحيات ستؤدي حتما الى التفكير بوضع ولو اطار نظري لمثل هذه الخارطة. ونحن نقدر القول اليوم، ان شعبنا وبرغم قلة عدده، ورغم ما اصبه من المحن والالام وما قدمه من التضحيات، علي ابناءه واجب العمل من اجل وضع مثل هذه الخريطة، لكي تكون مدار دارسة وتمحيص وتعديل وتطوير. ان خارطة الطريق، تعني اهداف قابلة لتحقيق، وقيادات وتوجهات مهما اختلفت في التفاصيل الا انها متفقة في العام. وليس كما نشاهد ونقرأ اليوم، فهناك تضارب واختلاف كبير في كل شئ، وهذا الاختلاف والتضارب هو بلا اي ضوابط.
ما الذي يحدد فضاء العمل القومي، الذي في اطاره يكون العمل. باعتقادي ان فضاء العمل القومي، يحدده ثلاثة عوامل رئيسية ، وكل منها يؤثر في هذا الفضاء بشكل ما، سلبا وايجابا، وحينما تكون تلك العوامل قوية ومترابطة، فانها بالتأكيد ستدفع العمل القومي نحو التقدم والتطور. والعوامل الثلاثة هي التاريخ والجغرافية والسكان. فالتاريخ وهو عامل عاطفي فعال في ترابط ابناء الامة، انه يعمل من اجل جعل الامة كلها وحدة واحدة. التاريخ بقدر كونه عامل فعال في توحيد ابناء الامة، الا انه يمكن ان يكون عامل سلبي، كما في حالتنا نحن. فنحن نستند الى تاريخ كبير وعظيم بانجازاته العسكرية التي هي مدار فخر البعض، والاهم انجازاته في مجال دفع مسيرة البشرية خطوات كبيرة الى الامام، اي العلوم والابتكارات المتعلقة بتسهيل الحياة. ان الاستناد الى التاريخ وحدة، لن يأتي باي نتيجة،لانه فخر على شئ مضى، وليس فخرا بانتاج وعمل يؤثر في حياة الناس الحالية، مما يجعلهم يقفون منه موقفا ايجابيا او سلبيا. ان سلبية عامل التاريخ تظهر بوضوح في حالة، تظافر العاملين الاخرين ضدك، سواء بشكل متعمد او لا والاكثر سلبية هو الاعتماد على التاريخ والنوم في احضانه وكانه يكفينا ان نكون احفاد من صنعه، ولا نعير للواقع اي اهمية.
الجغرافية، عامل مهم في تحديد طريق العمل القومي ووضع رؤية او خارطة الطريق له. فالجغرافية تحدد الحدود التي يتحرك فيها العمل القومي، وبالتالي الجيران او الشعوب الجارة التي يمكن ان تتعامل معها خارطة الطريق، وتحدد طرق التعامل معهم. مبينة الاسباب لهذا التعامل. فالجيران وقوتهم وكيفية انتشارهم، وتاريخهم والمعتقدات المنتشرة بينهم، وحتى البناء الاجتماعي لهم يؤثر في طرق التعامل معهم. ومن هنا اهمية معرفتنا بجيراننا، معرفة حقيقية، علمية، وليس معرفة مبنية على الاحقاد. المعرفة عامل محايد، يمكن الاستفادة منها، لنعرف الاخر وكيف يفكر وماهي عوامل قوته وضعفه. مثلا العدد السكاني الكبير لدى من نعتقده خصما، قد يكون في غير صالحنا، ولكن انقسامه الى عشائر متخاصمة ومذاهب متحاربة واحزابة متنافسة، قد يمكننا من الاستفادة من ذلك. السكان، وهم مجموعة الناس الذين تهتم بهم خارطة الطريقة، والتي من اجل بناء مستقبل افضل لهم وضعت اسس هذه الخارطة. ان الاهتمام بالسكان وبناء اسس قوية ليكونوا قوة يعتد بها، وزرع الامل من خلال تعويض النقص الكبير في السكان مثلا، بعلاقات سياسية او تحالفات، يمكن ان تضمن حقوق هؤلاء السكان، وكسب ثقتهم بالعمل القومي والمراحل التي يمر بها. امر مهم لنجاح اي خارطة للطريق، تخص عملنا القومي، هو الامل، ولكي نزرع الامل لديهم عليك ان تكون واقعيا بطورحاتك ومطالباتك.
ان كان التاريخ يمكن ان يوحد، فان الجغرافية والسكان يمكن ان تقسم، فحينما ننسب انفسنا لتاريخ واحد يمتد من اور وبابل ونينوى، ويمر بالكراسي البطريركية وما انتجه شعبنا في ظل المسيحية. فان الجغرافية تقسمنا الى ايراني وتركي (نسبة الى الدولة) وعراقي وسوري ولبناني. كما ان الجيران يقسموننا، فان كنا في ايران محاطين بالتركمان (هاوشاري) والكورد، فاننا في تركيا والعراق وسوريا محاطين بالكورد والعرب ولكن توزيعنا على الاكثر هو بشكل جزر في مناطق غالبيتها كوردية حاليا. وتبعا لهذه الامر شئنا ام ابينا، سيكون هناك تاثير كبير لهذا الامر، ليس على خارطة الطريق، ولكن على واقع شعبنا من كل النواحي. وعندما اقول من كل النواحي، فانه يجب تحديدها ومعرفة نوعية التاثير وكيفيه الحد من تاثيراته السلبية. تاثيراته السلبية، تتاتي من الاهداف المتعارضة لمن نعيش معهم، وهم في الغالب كورد وعرب. وهذا لاحظناه في العراق خلا السنوات الماضية. وخصوصا حينما نكون نحن العنصر الاضعف في المؤثر على الواقع وهو السكان. وعلينا البحث وتقوية العناصر الايجابية ان وجدت. وفي ظل هذا الواقع الجغرافي المرير ووجود طاغي للكورد، والذي يكاد يمتد من سلامس شمال شرق اورمية في ايران الى كوباني وعفرين في شمال غربي سورية وفي ماردين وديار بكر في تركيا غربا.ومن بحيرة وان شمالا الى سهل نينوى جنوبا، لا يمكننا ان نغمض اعيننا، وان نكذب على انفسنا، ونقول ان الكورد طارئين على المنطقة، وان كانوا قد اتوا بعدنا باكثر من الفي سنة او اكثر. المهم وجودهم القائم وهو وجود قبل قيام الدولة العثمانية على الاقل. ان من يرمي مثل هذه الاقوال يحاول تقليد النعامة، باخفاء راسها في الرمال ضنا منها ان العدو لا يراها.
ان وضع خارطة الطريق للعمل القومي، يتطلب اظهار وتبيان ما هو موجود على ارض الواقع، وتحديد العوامل السلبية او الايجابية الموجودة، لكي نحذر السلبيات ونقوي الايجابيات على الاقل.وخارطة الطريقة هي قراءة للواقع كما هو لكي يتم تكوين رؤية موحدة لهذا الواقع مما يخلق وحدة فكرية للناشطين القوميين، مبنية على دراسة موضوعية، وليس على امال وطموحات لا يمكن تحقيقها. ويلغيها الواقع القائم ونوعية العلاقات السيايسة القائمة.
بعد ان يتم دراسة ما تقدم بالتفصيل، يأتي وقت تحديد الاهداف المرمي الوصول اليها على المدى القريب او البعيد. والمؤسف ان هناك اتجاهان في طريقة تحديد الاهداف، وهذين الاتجاهين يعملان في اغلب الاحيان على التضحية بالمصالح القومية لشعبنا، من اجل ترجيح كفة احد الاتجاهات. واحداها ،هي التمسك بالوطن الحالي كما هو، وهي وان كانت نظرة يمكن مناقشتها، الا انه لا يلاحظ فيها اي انجاز فعلي لشعبنا. وهذه النظرة اتت من الواقع المرير الذي نمر به كشعب كلداني سرياني اشوري او كشعب عراق او سوري. فهي تتمنى بروز قوة الدولة لتحقيق الامن. دون الاخذ بنظر الاعتبار ان تحقيق الامن والتضحية بكل شئ من اجله، لم يحقق اي امن ولم يحقق بناء دولة عصرية، وبالتالي بقاءونا في دوامة من حكومات امنية لم تتطور، ولم تتمكن من وضع اسس بناء دولة حقيقية، ودائما بحجة الامن (داخلي اوخارجي). اما الاتجاه الثاني والمنخرط في التوجهات التي تقول بتقنين الدولة والعمل من اجل تفكيكها الى اقاليم، فانه ايضا، وعلى مستوى شعبنا، لا يعمل بجد لكي يتم انجاز الكثير له. وان كانت بعض المسودات قد خرجت، ولكنها لم تتحول الى قوانين فعلية يمكن الاستناد اليها، تجربة اقليم كوردستان كنموذج.
يحاول البعض الادعاء بفرض ما نريده، لانه حق وقانوني، ولكن السياسية مع الاسف لا تتعامل مع الحقوق والقوانين في اخر الامر، انها تتعامل مع موازين القوى. وهذا الامر يكاد المبتدئ بالسياسة يدركه، الا ابناء شعبنا، ممن استهوتهم مقولة الشعب الاصيل. فبالرغم من عدم رغبتنا في المجادلة حول هذه المقولة، الا ان تحقيقها يحتاج الى وعي قانوني ودستوري واجتماعي. وانتشار الوعي بحقوق الاقليات في الاكثريات التي نتعايش معها، اي نفس ما قلناه مرارا بوجوب العمل مع القوى الليبرالية في المنطقة لكي نتمكن من ان نقتنص حقوقنا من هؤلاء الجائعين للسلطة والقوة. ان المطالبة بدعم دولي لتحقيق المطالب ايضا في الكثير من الاحيان يتم تشويهه، حينما يقع المطالب في فخ العنصرية ونكران حقوق الاخر، هذا الامر الذي، يستغربه كل من نطالب بدعمهم. فالمظلوم من المفروض ان لا يتحول الى ظالم وان كان بالكلام. والمؤسف ان المطالبين بالفرض بالقوة، لايملكون اي جزء من هذه القوة، بل يطلبونها من المجتمع الدولي، الذي نحاول نسيانه حينما نطرح مطالب تلغي الاخر، متناسين ان المجتمع الدولي هو مجموعة من الدول، ذات المصالح المتضاربة، وبالتالي علينا ان نكون بمستوى من القوة (في اي مجال) لكي يطمع البعض فيها ويحاول دعمنا لكسب هذه القوة الى جانبه.
ان الاخرمن جيراننا،ايضا محكوم بموازين القوى، ويتصارع لاجل البقاء، يطلب المساندة والدعم، وليس ان نكون حمل ثقيل عليه. وهذا لا يعني ان لا نطالب ولا نعمل من اجل اقرار حقوقنا، بل ان نحدد كيف ومتى. وان نعمل من اجل ايجاد اوراق قوة، يمكن للاخر ان ينجذب اليها، لكي يطلب التحالف معنا. اما البقاء في الحالة الراهنة، فان وضعنا هو كمتسولين على مائدة اللئام ليس الا.اذا نجن في كل الاحوال بحاجة الى حليف قوي، حليف دولي ومحلي اننا بحاجة الى التحالف مع القوى القائمة على الارض، ولا يمكننا البقاء بلا اي فعالية، ساكتين منتظرين متغيرات قد تأتي او لا تأتي. لان الاخرين يسيرون الى الامام او يتعاملون ويطرحون رؤاهم ومطالبهم وهي في حالة حركة دائمة، ولن ينتظروا لحين ان نقرر ان نبدأ. اننا بحاجة دائمة لان نبحث عن المزيد من نقاط التي يمكن الاستثمار فيها لاجل تحقيق وجود قوي لنا، ولعل نقطة المهجر ان استثمرت بشكل صحيح، باعتقادي يمكن ان تأتي بنتائج جيدة. المهجر الذي يمكن ان يستثمر في البناء وتطوير البني التحتية والبني الاقتصادية الجالبة للاموال والمشغلة للايدي العاملة. ولهذا الامر هناك مهمة للاحزاب للعمل من اجل تطوير البنية القانونية والامنية للمناطق التي نعيش فيها. ومن واجب الاحزاب حول المهجر هو ايجاد وسائل لجذب الشباب المهجري الى العودة، ومعايشة مغامرة البناء والتطور وترسيخ الجذور. لاخراج العمل القومي من حالة الرومانسية القومية، اي التغني به، الى حالة العمل الفعلي، اي ترسيخ الوجود.
الموت على مذبح الايديولوجية
يحكى ان عشيرة من عشائر شعبنا ابتلت بفترة قحط وانقطاع المطر، فعم الجوع وكان ذلك في فترة الصوم الكبير(صوم للمسيحيين يدوم خمسون يوما وفي السابق كان يصوموه بالاكل النباتي ومرة واحدة في اليوم بعد ناقوس العصر)، الناس جوعى والحيوانات ابتدات بالنفوق، فذهب كبار رجال القبيلة الى مطران المنطقة طالبين منه اعفاءهم من الصوم للاسباب التي وضحوها، فابى المطران ذلك واصر على رايه رغم رجاء رجال العشيرة. وعندما ابتدأت الخسائر تزاداد اقر الرجال اعتناق الاسلام دينا، وهكذا ابتداوا ياكلون من حيواناتهم بدلا من تركها تموت ويموتون هم ايضا. ويقال ان العشيرة كبرت والان تسكن مناطق كثيرة في تركيا وسوريا. وهكذا وعلى مذبح العناد وجمود الفكر خسرنا بشرا وارض.
قبل سنوات قرات لاحد كتابنا وهو يطالب بان يكون لنا حزب عقائدي مثل حزب البعث. لكي يقود الامة نحو الانتصارات، ويصهرها في بوتقة واحدة، لم اعرف لحد الان ماهي انتصارات البعث وكيف تمكن من خلق امة قوية، فبعدما كان العرب يتهمون الاستعمار بتقسيم الامة العربية، وبفضل نضال البعث وغيره صاروا يحاربون لبقاء بلدانهم موحدة، هذا اذا كانت تهمهم وحدة بلدانهم. ونقراء في الاونة الاخيرة الكثير مما يكتبه البعض فارضين قراتهم ومعتقداتهم على الجميع قولا وكتابة وفي الانترنت فقط طبعا وليس في الواقع، لانهم لو كانوا في الواقع بقوة ما يكتبون لنصبوا المشانق لابناء امتهم مثلما فعل اصحاب الايديولوجيات الثورية والقومية والنقية والمنقذة.
وفي الاونة الاخير ظهر نبي اشوري في الانترنيت وعمل قناة في اليوتيوب، مبشرا بتشكيل جيش اشوري لتحرير مناطق شعبنا وبموافقة دولية واقليمية، والتحضير والتدريب كما يقول مستمر. ولا اعرف هل انا اعيش في عالم اخر بحيث لا يمكنني فهم الاحداث ام، انه حقا هناك متغييرات اقليمية ودولية وديموغرافية تسمح لمثل هذا الشخص بقول كل ذلك وعلنا ودون اي….
بالامس قرأت رسالة الدكتور سركون داديشو رئيس المؤتمر القومي الاشوري الى الاستاذ مسعود البارازاني رئيس اقليم كوردستان.. لم تعد لدي القدرة على التعليق لانه سيكون اكيد مبتذلا، بابتذال واقعنا الذي يعرفه الجميع ولكن البعض لا يزال يتاجر ببضاعته القديمة والكاسدة بلا شعور بالمسؤولية ولو الانسانية.
الفكر امر مطلوب لتوضيح الطريق والغاية والاسلوب، ولكن ان يكون كل شئ ضحية للفكر ، وبمعنى اعمق ان نضع انفسنا سدنة فكر معين ونحن من نحدد الصح والخطاء وكل من يخرج عن رؤيانا فهو خائن، عميل، بائع لذاته، جبان، فهنا الفكر لن يبقى كذلك بل هو سجن والقتل والنبذ باسم الرؤياء.
يناقشني البعض حول معارضتي لتغيير حرف في تسمية شعبنا الاشوري بالسورث اي (ܐܬܘܪܝܐ الى ܐܫܘܪܝܐ) ويجادولنني بانها الاصح وبان برابولا الكاتب الفلندي اقرها وان Assyrian التي كتبها اليونان تعني ان الاشورايي هي الاصح، واخيرا يقولون بانها لم تثر اي معارضة، او انها والاتورايا نفس الشئ. وانا لم اناقش صحة ذلك ام عدم صحته، انا اناقش مدى قدرتنا على تجاوز كل ثوابتنا الاساسية وبعمل فردي، وهو الاستهانة بشعبنا وبفهمه وبتضحياته.
في كل الكتب القديمة والتي اتتنا مكتوبة بالحرف السرياني (ܐ،ܒ،ܓ ܘܫܪ) وهي الكتب التي يمكننا قراتها (بكسر القاف) ولفظ حروفها بشكل صحيح، لاننا لازلنا نستعمل نفس اللفظ للحروف كما كان منذ ان انبثقت هذه الحروف. توجد تسمية شعبنا وارضنا بصيغة (ܐܬܘܪ، ܦܠܢ ܡܢ ܫܒ̣ܛܐ ܐܬܘܪܝܐ، ܡܪܥܝܬܐ ܕܐܬܘܪ) وهذه الكتب يرقى بعضها الى حوالي الفين من السنين، لا بل ان بعض المؤرخين العرب ذكرها بالعربية ايضا اتور او اثور. علما بان كلمة اتور في الغالب تاتي بشكل اثور لاسباب تتعلق باللغة السريانية الادبية التي تحتم تركيخ الحرف القابلة للتركيخ، الذي ياتي ما بعد حروف البدول(ܒ،ܕ،ܘ،ܠ).اذا يرقي استعمال تسمية اتور وبهذه الصيغة الى ما قبل 2000 سنة لانه ليس معقولا ان هذه صيغت وعم انتشارها وسميت المناطق بها رأسا، علما ان مستعمليها هم الاقرب زمنيا الى ما كان مستعملا في زمن نينوى وبابل، وعلمان ايضا ان التغييرات الثقافية وتاثيراتها كانت نادرة في ذلك الزمان.
قبل ان تبداء الحركة القومية تحت التسمية الاشورية (ܐܬܘܪܝܬܐ) منذ حوالي مائة وخمسون سنة، كان شعبنا مقسما الى عشائر، ومناطق، فالناس كانت تنسب نفسها لمن تخاطبه بالسورث الى المناطق والعشيرة مثل القوشنايا، تيارايا، اورمجنايا، نحلايا (من انحل)، وهكذا، ولكنهم وبين انفسهم كانوا يسمون انفسهم سورايي، صحيح ان السوراي كانت احيانا تميل الى الوجهة الدينية، وهذا ناتج الى انهم كانوا محكومين من قبل نظام يقسم الناس الى اديانهم. الا ان توسع استعمالها وبين ابناء شعبنا وشمولها كل الكنائس وكل المتكلمين بالسورث منحها نوع من التسمية القومية.لسبب ما، وقد يكون بسبب ان الكنيسة الكلدانية عرفت تحت هذه التسمية والسريانية ايضا ومنذ ذلك الوقت، فضل الرواد القوميين استعمال تسمية اتورايا وبالعربي اشوري، عن التسميتين الاخرتين، وهنا نحن نتحدث عن بدايات الحركة القومية، التي كان يجب ان تؤطر تحت تسمية معينة. حالنا حال جيراننا من العرب والكورد، اللذين مرا بنفس المراحل، فقد عانى العرب من اتخاذ هذه التسمية لتاطير عملهم القومي، بسبب استهزاء اهل المدن بهم، كما ان الكورد كان لهم تسميات اخرى تعبر عنهم مثل كلمة كرمانج، ولكن الحركتين القوميتين وبسبب القوة التي امتلكتاها، القوة العسكرية والمادية (وظائف، امتيازات) فقد استقر استعمالهما وانتشر وتم القبول به كامر واقع، لحد ان متطلبات الحياة الاساسية كان يمكن ان تمنع عن اي شخص لا يعترف بذلك، سواء بشكل متعمد او بفعل القوانين السارية . في حين اننا لم نمتلك مثل ذلك، وحينما نطرح مشروع الحكم الذاتي او المحافظة، يتم محاربته بمختلف الحجج اما باننا تقسيميون او اننا لا نطالب الحد الاعلى مثل الاكراد.
في كل الكتابات سواء كانت ادبية اوسياسية التي ظهرت منذ وصول المطبعة ونشر الصحف والكتب، كتب اسم شعبنا بصيغة (ܐܬܘܪܝܐ) واذا ادركنا ان التسمية الاشورية (ܐܬܘܪܝܐ) احتاجت الى تضحيات وجهود ثقافية وتبشيرية مختلفة لكي تنتشر، واذا ادركنا ان قبول التبشير يكون اسهل من تغييره وبالاخص ان تسمية اتورايا وضعت كتسمية جامعة ما فوق المناطقية والعشائرية، واذا ادركنا ان وسائط تواصل ابناء شعبنا في القرنين الماضيين كانت اسهل، بمعنى ان الحدود لم تكن مانعا للتواصل، كما ان السورث كانت لغة التخاطب وهي الوسيلة الاكثر فعالية في نشر وبث الوعي القومي والسياسي، واذا ادركنا ان ابناء شعبنا بعد قرنين من العمل القومي بات البعض منهم يكتب ويقراء بالعربية،والاخر بالانكليزية، وغيره بالفارسية او التركية او الفرنسية او السويدية. لادركنا ان كل المبررات التي تمنح لكتابة اسم شعبنا ب(ܐܫܘܪܝܐ) ليست فقط كاذبة، بل هي عملية اجرامية بحق شعبنا ونضاله وتضحياته وثوابته. فغدا قد ياتي كاتب او مؤرخ اخر ويقول بقراءة اخرى فهل علينا ان نبدل تسميتنا القومية يا ترى مرة اخرى. الا يدل استعمال البعض لهذه الصورة من التسمية ب شين وليس تاء اوثاء على استرخاصهم للثوابت وان كل واحد ممكن ان يجتهد وان يطبق اجتهاده في حقل هو عام ويخص كل ابناء شعبنا، ممن يعرف وعرف نفسه باسم اتورايا. عملية هي عملية واضحة ان استعمال اشورايا لن تضيف لحقوق شعبنا ولا لامانيه ولا لقوته ولا لتوجهاته السياسية اي جديد، اذا مرة اخرى ما الداعي الى استعمال هذه الصيغة الشاذة، غير بذل جهود لنشرها بديلا عن التسمية الصحيحة (اتورايا). وهذا قد يخلق شرخ في القسم المؤمن باشوريته بين من يؤيد اتورايا ومن يؤيد اشورايا.
انا لم اناقش كيف كان الاشوريين في زمن نينوى يعرفون انفسهم، ولا تهمني ايهما الاصح، المهم هو ان نتمكن من ان نحافظ على ثوابت معينة، ولا نمنح لاي شخص الحق في التلاعب بها. لانه لن تبقى هناك امة او شعب او اي شئ بلا ثوابت لا يمكن التلاعب بها. وهنا اقول وبملئ الفاه لو كان لنا مجلسا قوميا منتخبا من قبل ابناء شعبنا او على الاقل غالبيته واقر استعمال اشورايا لما كان لدي مانع، ولكن ان يقوم كل شخص وباجتهاد شخصي باستعمال ما يريده، فهل هناك اكثر من هذا ما يريده اعداء امتنا. قبل سنين حاول البعض التلاعب بالوان العلم القومي لشعبنا، ونحن وقفنا نفس الموقف، اي لا يجوز وباجتهاد فردي او حتى نتيجة خطاء وعدم القدرة على الاعتراف به بعد ذلك، ان نقوم بتغيير ثوابت اجتمع حولها شعبنا واخذها كرمز تعبر عنه، دون الرجوع الى الية متفق بشأنها. والامر المؤلم في هذا الشأن، ان لا تغيير التاو الى شين ولا تغيير تسلسل الالوان في العلم يمنح اي اظافة لشعبنا من ناحية الحقوق والقوة والاندفاع، بل انه سيقسم المتوحد، اي الذين هم اساسا متوحدين تحت التسمية اتورايا والعلم المعروف بتغيير اي منهم دون وجود اليه متنفق بشأنها. فهل سيعرف المتلاعبين برموز شعبنا اي اتجاه خطر واجرامي يتجهون؟
البعض يجادلني ويقول ان هذا التغيير لم يثر اي اعتراض، والناس تستعمل الاثنين، ها انا ومنذ ان بداء استعماله اقول انه خطاء، واعتقد ان الكثيرين يتفقون معي في ذلك، ولكن ليس كلهم يكتبون او يصرحون بما يؤمنون به، ليس هذا بل الطامة الكبرى ان هؤلاء المجادلين يمنحون لانفسهم ولغيرهم حق تمرير اي شئ على الشعب ان لم يعترض، وينسون دور الاحزاب والمثقفين والطليعة القومية التي من واجبها التنبيه للمخاطر، في كل ما يحدث ويطرح ان كان فيه خطر حقا، وهنا انا اقول انكم بمثل هذه الممارسة تبنون لتقسيم امتكم مرة اخرى وبوعي تام لانه تم تحذريكم من ذلك.
هذا امر واستعمال التسمية المركبة (كلداني سرياني اشوري) شئ اخر، انه ليس تسمية ولا تلاعب بها، انه حل للحفاظ على وحدة شعبنا الذي ورث هذه التسميات ولم يخترعها له احد، لذا فان كل شخص من ابناء شعبنا من مختلف التسميات سيحتفظ بالتسمية التي تتفق مع ضميره وتوجهاته والحقائق التي يعرفها، ولكن امام القانون و امام الحقوق وامتيازاتها (اللغة، منطقة للحكم الذاتي، تبعية قانونية) سيكونون تحت مظلة واحدة وهي (الكلداني السرياني الاشوري) (ܟܠܕܝܐ،ܐ̄ܣܘܪܝܐ، ܐܬܘܪܝܐ).
انه عمليه قول للجميع انكم واحد من جهة، ومن جهة اخرى تسهيل قوننة حقوقنا التي يجب ان نتمتع بها، وعدم السماح لمن ياخذ تعددية التسمية كحجة لعدم الاعتارف بوحدة شعبنا وامتنا وحقوقها المشروعة، او يحاول من خلال هذه التعددية الدخول لخلق صراعات تلهينا عن التمتع بحقوقنا القومية.
11/07/2013 »
لن نعيش بالشعارات والمزايدات
اقول وكلي الم، نعم نحن لن نعيش، لاننا قاب قوسين او ادنى من الموت، فاستمرارنا في الحروب الدونكيشوتية، حول امور يمكن حسمها مستقبلا، ومزاياداتنا التي لا تبنى على اي اساس، لهي دليل انحدارنا المأساوي في وقت يضربنا الارهاب ومصالح الاقوياء ويجبروننا على ترك كل ما نملك، طالبين الامان والامان فقط.
احدهم، ياتيني بمقالة منسوبة الى مصادر عديدة اسميا، عن مؤامرة كوردية صهيونية لاعادة يهود العراق او يهود اقليم كوردستان الى العراق، مبينا ان الاكراد يتأمرون، ولكنني لم افهم حقيقة على من يتأمرون في هذه الحالة؟
فيهود العراق هم ابناءه الاصلاء حالهم حال الاشوريين الكلدان السريان، فاول وجبة منهم قدمت للعراق قبل سبعمائة سنة قبل الميلاد، يعني الف سنة قبل قدوم العرب من الجزيرة، وقد تم طردهم مع اسقاط الجنسية العراقية عنهم لا لسبب، بل فقط لكونهم يهود، وتلقفتهم اسرائيل اناس مستويين ومتمكنين ومقتدرين. اذا لسنا بحاجة لمؤامرة ولطبخ طبخات او نشر تبريرات، فاليهود ليس من حقهم العودة الى بلدهم العراق فقط، بل ومن حقهم استلام تعويض مجزي عن ما لحق بهم من الام الغربة واعادة كل ممتلكاتهم اليهم،وتقديم اعتذار علني واقرار بعدم تكرار ما حدث بحقهم. واذا لم نكن بهذا المستوى فان ادعاءاتنا القومية والوطنية والانسانية باطلة وكاذبة.
انها مسألة السذاجة، فمن ناحية نتهم الحركة الصهيونية بالعمل من اجل تهجير يهود العراق وكل العالم لكي ((تغتصب)) فلسطين مجاراة للفكر القومي العربي، ومرة نقول انهم يتأمرون للعودة الى العراق وهو وطنهم ومن حقهم العودة اليه. انها مفارقة ان نقول ان الكورد يحاربوننا ولكننا نقول انهم يتامرون لجلب يهود من اصل اقليم كوردستان؟ فاما الكورد يريدون تنويع مجتمع اقليم كوردستان او انهم عنصريين لا يريدون احد ان يشاركهم في السلطة والثروة والوطن، يجب ان نفهم اليس كذلك؟
نختلف مع بعض الاحزاب الكوردية، وقد تختلف طموحاتنا مع طموحات الشعب الكوردي وتتناقض، ولكن علينا ان نعمل من اجل الحصول على حقوقنا دون ان نبخس حق الكورد بحقوقهم. والمؤلم اننا نبخسهم هذا الحق في مقالات قد لا يقرأها الا عدد محدود من الناس، ونقوم بعمل تنفيس لغضب مكبوت، دون ان نقوم بفرض حقوقنا على الكورد وغيرهم، ودون ان نقوم بتوجيه غضبنا ان كان محقا واؤمن ان جله محق الى طريق لخلق وسائل وامتلاك ادوات لنفرض حقنا على الاخرين. اننا نحارب بعضنا البعض، وكل منا يستل سيفه حاملا انجيل الحق، عاملا من الاخرين مسخا لا يفهمون، ان لم يكونوا عملاء واتباع للاخرين. ولكن حاملي رايات الحق لا يقولون لنا ماذا سنفعل، بل فقط يسقطون جم غضبهم وسبابهم وحقدهم على الاخر، وهذه كلها لن تنتج بديلا، غير التنفيس والذي لن يستفاد منه في النهاية الا من يقف في وجه شعبنا وحقوقه المشروعة.
نعير الكورد بانهم وافدون، وهذا اسفين يدق في اساس مطالبنا القومية، فالقانون العراقي الاساسي عرف العراقي بانه كل من كان في العراق بتاريخ معين (كل عثماني مولود هو ووالده في العراق – الذي لم يكتسب الجنسية التركية او جنسية احدى البلاد الاخرى التي كانت تكون الدولة العثمانية بصلة اقامته، عادة من 23 / اب / 1921 الى 6 / اب / 1924 في تركيا او احدى البلاد الاخرى التي كانت تكون الدولة العثمانية يعتبر مكتسبا الجنسية العراقية وفق المادة الثامنة ب)) هناك مواد اخرى لو اطلعنا عليها لما سمحنا لانفسنا التكلم عن من هو عراقي ومن هو غير عراقي لو كنا حقا نفتخر بالعراق وبعراقيتنا. ونتهم الكورد باحتلال مناطقنا، وهنا نحن لسنا نغالط انفسنا بل نخدع الذات وخداع الذات لم يكن ابدا طريقا لتحقيق المطالب، بل كان طريقا للضياع والتيه كما هو حالنا. وكما قلت هنالك مواد كثيرة في قانون الجنسية العراقية المرقم 24 لعام 1924 يسمح للكثيرين بالتجنس وقد استقاد الكورد والعرب منها لكي يتجنسوا بالجنسية العراقية، اما نحن فقد بقينا نرفع الشعارات ونلوم الاخرين بانهم غرباء، وكان مذبحة سميل والعوائق التي وضعت امام تجنسنا ضربة حتى لحاملي الجنسية العراقية من خلال فرض تعهد الاثوريين علينا كشرط لحمل الجنسية العراقية. والغريب ان بعض من يكتب ناكرا عراقية الكوردي، يتفاخر بجنسيته الاسترالية او الامريكية او الالمانية والتي استحقها لمجرد بقاءه في تلك البلدان لمدة ما بين سبعو وخمسة سنوات. فهل هذا الشخص مستعد لكي يعيره السويدي او الالماني او البريطاني بانه ليس من هذه البلدان، الن يعتبر ذلك موقفا عنصريا وشوفينيا؟ كم من المواقف المزدوجة نعيش وكم اكاذيب نروج؟
كانت الاحزاب الكوردية في بدايتها قومية صرفة، وكانت تستعمل في توصيف احزابها كلمة الكوردي، ولكنها ومنذ الاربعينيات باتت تستعمل كلمة كوردستاني، وهو مفهو وطني بحسب الكورد، ويشمل كل من سكن المنطقة التي تعرف لديهم بكوردستان. وهذا الفهم اخذ بعده العملي من خلال مشاركة ابناء شعبنا في الحركات الكوردية (ثورة ايلول لعام 1961 او ثورة كولان وخلالهما عرف انواع مختلفة من طرق المشاركة، مشاركة هرمز مالك جكو والتي كانت مشاركة الى حد كبير مستقلة ولكنها متحالفة مع الحركة الكوردية، مشاركة اعضاء اخرين مثل ماركريت وغيرها وكانت في صلب الحركة الكوردية اي تتلقي الاوامر من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وبعد 1974 تم تاسيس لجنة شؤون المسيحيين والتي كانت برئاسة المرحوم كوركيس مالك جكو وهي ايضا كانت تعتبر من هيئات الثورة الكوردستانية ولم تكن مستقلة عن مؤسسات الحزب الديمقراطي الكوردستاني. لقد نجح الكورد في تسويق نظرتهم للامور من خلال زخم المشاركات الغير الكوردية وخصوصا الا شورية وبعض العربية وتحالف مع الحزب الشيوعي العراقي بمختلف انتماءات اعضاءه. ليس هذا بل ونتيجة للتحالف الموضوعي بين الاحزاب الكوردية والحزب الشيوعي العراقي واحزاب شعبنا الحركة الديمقراطية الاشورية والتجمع الديمقراطي الاشوري وحزب بيت نهرين، كان شعار الحكم الذاتي الحقيق لكوردستان العراق جزء مهما من شعارات احزابنا المرفوعة حينها.
نتيجة للوعي القومي المتجذر بين ابناء شعبنا، ورغم كل التحالفات والانتماءات فانهم لم ينكروا انتماءهم القومي ومهما كان المنصب الذي تسنموه في الحركة الكوردية، والا مثلة الواضحة من هرمز مالك جكو وماركريت جورج وفرنسوا الحريري والعاملين حاليا، لا بل ان البعض منهم يزايد ويرفض التسمية المركبة ويصر على الاشورية.
اذا التقت رؤية الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبعض ابناء امتنا في القدرة على العمل ولكن دون الانصهار في البوتقة الكوردية، لا بل بمكن القول ان دفاع الاشوريين المنتمين للحركة الكوردستانية عن انتماءهم القومي كان في احيانا كثيرة صلفا وحديا. وما ذكرته اعلاه ليس دفاعا ولا تايدا ولكنه واقع وحدث.
من هنا ندرك ان المزايدين وحملة الشعارات القومية المتطرفة وبالاخص المعاديين للكورد والمؤيدين للعراق وكانهم في الخط الامامي للدفاع عنه، ليسوا الا مطلقي اصوات غوغائية لن تقدم ولن تؤخر في مسار حركتنا القومية التي تمر بازمة كبيرة، جراء الهجرة والانقسام المذهبي المدعوم كنسيا وشركاء الوطن.
قد يجادلني البعض ويقول انه لو لم يكن الكورد موجودين لكان وضعنا احسن، وهو افتراض لا يمنح اي خيار اخر، فلو لم يكن الكورد موجودين، لكان هناك التركمان، او لكان هناك الفرس او العرب. فهل حالنا مع هؤلاء كان ماضيا افضل او سيكون مستقبلا افضل؟ يمكن استنباط الجواب من الاحوال الحالية. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى، متى كانت الامم تختار جيرانها او شركاءها في الوطن؟ لا اعتقد ان هناك امة اختارت جيرانها او شركاءها، ولكن كل الامم تتبع سياسات تتوافق مع وضعها لكي تتمكن ان تعيش او تتعايش مع الجيران.
ولكن ما العمل؟
العمل هو في تمتين الوحدة الداخلية، وتمتين هذه الوحدة لن يأتي بفرض رؤية على الاخرين، بل ياتي من خلال الحوار وليس لدينا الا بدائل قليلة يمكن اتباعها لكي يكون الحوار ناجحا. برغم كل ما تعرضنا له، من حملة تقتيل وارهاب واهانة وتجاوز، الا ان الفاعل لم يشعر باي رد فعل منا غير الصراخ وطلب العون. كما قلنا وكررنا مرارا، ان اقامة الامة من خلال قواهاالسياسية تحالفات وطنية سليمة هي ورقة يمكن ان تكون من اوراق القوة لدينا، يمكن استعمالها في المفاوضات واللقاءات، ولكن الاعتماد الكلي على ذلك ليس خطاء بل جريمة كبرى. لان الاخرين ومهما كانوا حلفاءنا، فانهم في مفترق الطرق، سيختارون مصالحهم. وفي الاغلب الحلفاء الاقوياء لا يستسيغون حلفاء ليس لهم من عمل سوى الصراخ وطلب النجدة، بل حلفاء يضيفون الى قوتهم قوة محسوسا بها. ومن هنا على قوانا السياسية ان تستنبط طرق واساليب لاشعار الاخرين باننا لسنا تلك اللقمة التي يسهل هظمها، وليس شرطا اعلان ذلك والتباهي به، بل مجرد وصول الرسالة فان المرسل اليه سيفهم. وكل هذا لا يستدعي انكار احقية فلان او علان في الوطن، لان انكار حق الناس في وطنها الذي عاشت فيه اجيال واجيال هو موقف شوفيني عنصري، ونحن نعاني من مثل هذا الموقف، فكيف لنا ان نمارسه. ناهيك ان هذا الانكار ليس من السياسية، بل مواقف صلبة تعبر عن اناس متشنجين ليس الا، والمرير في الامر ان المقابل يدرك ان من يقول بذلك لا يملك اي شئ لكي يؤثر فيه. فيما تبني ورقة ايصال رسائل وردود قوية دون كتابة عنوان المرسل، تدل على الحنكة والدراية وزرع الف عامل للحذر والحيطة لدى الاخر.
في ظل موازين القوى الحالية، وادراكنا ان بعض ابناء شعبنا، مستعد لعمل اي شئ لتحقيق مصالحه الذاتية مستغلا ثغرات تاريخية ومذهبية لا يمكن لشركأننا رفضها بشكل تام، علينا ان نكون ارقى مستوى وان لا نمنح لشركاننا لكي يضروننا من حيث لا يدرون، او من خلال الاقرار بانها جزء من حقوق الانسان او القوميات او غيرها. ولكن هذا الذكاء لا يعني ان نسب وان ننكر وان نطعن بدون بسبب بهم. ان البعض ومن خلال مجالسهم الوثيرة يفتون ويعتقدون بان على الكل ان يتبع ومن لا يتبع فهم مستعدين للتهجم عليه واتهامه بشتى الاتهامات دون ان يرف لهم جفن. ولم يقل لنفسه اي واحد من هؤلاء وماذا فعلت لكي اصحح الامور، كم بيت دخلت وكم رسالة اطمئنان ومحبة وثقة اوصلت، وكم شرح تاريخي مبني على الحقائق وضحت.
ففي الوقت الذي لا يهشون ذبابة تقف على انفهم، نراهم يهددون ويمنحون الصفات الوطنية والقومية او يسلبونها كيفما شاؤوا ومن يبحث عن الكعكة وعلى حساب وحدة شعبنا ومستقبلة، يزدادون شراهة وشراسة.
12/05/2013
العرضحالجية
العريضة في اللهجة العراقية كناية عن طلب مكتوب يقدمه شخص الى ادارة او مسؤول، وكان سابقا امام كل دائرة عرضحالجي او اكثر يقوم بسطر مطاليب المواطنين لان اغلبهم كانوا اميين.
وابناء شعبنا جزء من الشعب العراقي ادمنوا العرائض. ففي بداية الثلاثينات من القرن الماضي تم الاتفاق على ارسال قداسة مار ايشاي شمعون ليمثل شعبنا في المداولات الجارية بشأن استقلال العراق وليضمن حقوقنا في العراق الذي كان على طريق الحصول على استقلاله. الا ان البرقيات وهي نوع اخر من العرائض ولكن طيارة (أي تطير) بين البلدان والمدن لاحقته ومن نفس الاشخاص الذين أيدوه سابقا مدعين بانه لا يمثلهم. . وطارت الحقوق واتت سميل وما لحقها!
لست معاديا للديمقراطية، بل يمكنني الزعم إنني وحسب قدرتي قد حاربت، ولو بالقلم أو القول وهو أضعف الايمان، من أجل الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية ولكني ادرك إن هنالك فرقا بين الديمقراطية والفوضى، وما يجري الآن هو عين الفوضى والتخريب والتدمير والتدنيس!
امة او شعب او قومية سموا ما شئتم، لا تعرف لها اسما وهي أمام امتحان مصيري ترفض أن تتفق أن يكون لها اسما موحدا. وهي باعتقادها ان العالم سيتوقف بانتظارها لكي تحدد الأسم ومن ثم يستأنف العالم المسير. وها نعيد لعبة الانتظار التي مارسها العرب لحين قرر العالم ان يفرض عليهم الحل الذي يرتأيه.
فهل ننتظر أن تفرض القوى العراقية علينا الحل الذي سيرونه الأصوب!
انه سوق او بازار المطالب والعرائض.
وكل عريضة تبصم باسماء عديدة ووهمية في الغالب، والبعض النزير من الاسماء الحقيقية تدرج أسماءهم احيانا بدون إستشارة وبدون سؤال وتقدم الى رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة الجمعية الوطنية العراقية تطالب باضافة هذا الاسم أو ذاك، وتقول وتؤكد انها تمثل الاكثرية.
(بالمناسبة ان كل تنظيماتنا يدعون تمثيل الأكثرية ففي شعبنا لا يوجد أقلية في الرأي ولا يوجد ممثلين لرأي الاقلية، فنحن لا نؤمن بالأقليات من كثرة ما اوصمنا (بكسر الصاد) بالاقلية ككل)!!!
ان ما يجري حاليا هو امر في غاية الخطورة واللامسؤولية والاستخفاف بالهم الوطني والقومي لشعبنا.
ان ما يجري هو اشعال نيران الحقد والكراهية بين مكونات شعبنا.
انه اصرار على الرأي لحد الموت. . وهنا لوكان الموت فرديا لما ناقشناه، ولكنه موت امة وشعب وقومية.
انه اصرار حقود نتن، لا يميز بين حرية الرأي وفرض أمر. .
انه اصرار: ليأتي من بعده الدمار!
كل يحاول اخراج شئ من جعبته، ويحاول فرض نفسه منقذا لهذه الامة المبتلية بالمنقذين.
اننا كالغرقى، بدلا من انقاذنا نرى منقذينا المتعددين كل واحد يجر بنا الى جهة ما، لحين خوار قوانا وحينها سيبتلعنا اليم (بفتح الياء) بسهولة ولن تقوم لنا قائمة!
تعالوا واقرؤوا العرائض المقدمة، انها بنفس المضمون ولكن تختلف بتأييد تسمية معينة، كان تؤيد الاشورية أو الكلدانية.
كل يجمع قواه، او ما يسمى قواه، كذبا وزورا وبهتانا من أجل ضرب أخاه في المقتل وهو يحسب انه لن تقوم قائمة لأخيه أو عدوه الازلي.
انها حرب البسوس. كل يستل خنجره المسنون لهذا اليوم التاريخي لكي يضرب ضربته القاصمة وليتنقم من الاحقاد التاريخية ومن عدوه اللدود الذي يقف حجر عثرة امام طموحاته. وليضرب ضربته المميتة الان الان وليس غدا!
هل هؤلاء، أو من يقوم بمثل هذه الافعال أو الاعمال، هم من السياسيين أم من المشعوذين.
هل السياسي يمكنه اأن يقدم على أمرٍ، يدرك انه سيضر شعبه وأمته، ولكن يشبع لديه شهوة الانتقام، من غريمه ومن عدوه اللدود. هذا الذي يزرعه بعض سياسيينا، أو ممن اصطلحنا على تسميتهم بسياسينا.
ماذا ننتظر من سياسي يعمل كل جهده ليشوه سمعة طرف اخر من شعبه وبأقذر الوسائل، بدءاً بالتزوير والاتهام والوشاية والتهديد لا بل محاولة القتل. . كل همه أن يثبت إنه الشريف الوحيد، فاتهم البعض بالعمالة للبعث!! والاخرين بالعمالة للصهيونية!! واستعان بكل شخص، لا بل نصب اشخاصا ممثلين لاحزاب هم خارجها او طردوا منها لكي يثبت للاخرين انه يحظى بالتأييد اللازم.
هذه اللعبة القذرة، التي ابتدعها السياسي اللامع والعبقري، ها هي تتوسع وتأخذ مداها. وكل يقول (ما في حدا احسن من حدا) ويا روح ما بعدك روح! انها سياسة الحد القاطع. فأما انت معي بالمطلق أو انت عدوي لحد القتل.
انها سياسة فرض امر واقع والتي اعجب البعض بها وحاول فرضها.
وها هي ردود الفعل لا تأتي فرادا بل جمعا ومن كل اتجاه. فها هو الدكتور يرد الصاع لمن اتهمه بقائمة مفبركة ومملوءة باسماء نصفها وهمية ومعظم النصف الاخر مسميات بذات العائدية والبعض الاخر حشر اسمه دون ان يستشار.
انها قائمة او عريضة تعادي العرائض الاخرى ولكنها تشبهها في المضمون. ومقتلها لن يصيب في من اتهم الدكتور القابع امام كامرته وهو يلقي الكلام على عواهنه، بل سيصيب الامة. الم يقم غريمه بالمثل؟ فلماذا لا يقدم عليها ايضا! وهو الدكتور الادرى!!
فاذا كان غريمه يمكن ان يصنع من شخص مفرد حزبا اسمه حزب بيت نهرين الديمقراطي، فهو ايضا قادر ان يدعم اشخاصا ليكونوا الحركة الديمقراطية الاشورية – الاتجاه الوطني، خصوصا هم بعدد لا يستهان بهم.
اما مصالح الأمة فلتتأجل الان من اجل الانتقام! ولا بأس ان تكون الامة ضحية هذا الصراع!
ولا بأس ان تزول الامة المهم ان يحقق الانتقام غرضه! أليس بزوال الامة يزول مبرر ادعاء البعض انه ممثلها الوحيد والاوحد! كما قال احدهم: ان الامة باتت عاقرة بعد ان انجبت القائد الاوحد.
(لعلم البعض انه في عام 1986 عندما انقسمت الحركة وكنت شخصيا حينها في المناطق المحررة مع التجمع الديمقراطي الاشوري وكجزء من وساطتي ومحاولاتي لانهاء الصراع بين طرفي الحركة المنقسمة على نفسها وتطويقه من الانجراف الى التصفيات الجسدية فقد اقترحت حينها ان يقوم الطرف المنقسم بتذييل اسم الحركة باسم او صفة اخرى للتمييز وللتخلص من اشكالية تشابه الاسماء وحرب ادعاء حقوق التصرف بالاسم وشرعية تمثيل الحركة. ) انها حرب تولد حروبا.
فليست حرب اشورية كلدانية، ولا حرب سريانية كلدانية، ولا حرب سريانية اشورية. انها تولد حروبا كلدانية كلدانية واشورية اشورية وسريانية سريانية، وبهذا ستمتد لتولد حربا زوعاوية زوعاوية و واترانية اترنية وديمقراطية ديمقراطية وكبيتة كبيتة (من كبا بمعنى الحزب) وكوناشيتة كوناشيتة (من كوناشا بمعنى التجمع) (باعتبار احزابنا اما تحمل اسم الحزب او الحركة او كوناشا او تحمل في اسمها كلمة الوطنية او الديمقراطية!). ما هي الصورة التي نريد ان نقدمها للعالم عن انفسنا؟
أليست صورة مهرجين يتلاعبون بمصيرهم. أليست صورة اناس حقودين يمتلكهم حب الثأر والانتقام من ذواتهم؟ أليس الاخر، الذي يحمل التسمية الاخرى أو ينتمي الى الحزب الاخر، ذات من كياني؟ اليس وجودي مشوها وناقصا دون هذا الاخر؟
كل يحاول فرض حقائقه علينا. . وكل يحاول فرض ايمانه الذي لا يتزعزع علينا علما ان السياسة لا تتقبل الحقائق المطلقة. وعلما ان السياسة هي مساومة للوصول الى الانسب والاكثر ملائمة، وليس الصح المطلق والجامد.
فالصح اليوم قد يعتبر خطأ غدا لتغيير أحد مكوناته أو موازين القوى المكونة لما قبلناه صحا. وهذه هي حركة العالم الصح اليوم، وغدا العمل من اجل الاصح، والعالم دائما في حالة تغير لا تتوقف. إلا نحن الجامدين الى الابد، المتحصنون بحصوننا واسوارنا واحقادنا، بعضنا تجاه الاخر! هل الحالة هذه ايضا من مؤامرات العرب او الاكراد او الصهيونية او الامبريالية؟
أليست بضاعتنا هي التي تعود الينا؟ ألم تكن الأسماء من انتاجنا؟ أليست لعبة الاحقاد والانتقام والتفرد من ممارساتنا؟ هل يأتي احد ويدندن في اذان البعض بما يعملوه، وهم في اميركا او اوربا! اننا غيبنا العقل. . أردناه مستريحا، وفوضنا امر التفكير للاخرين. وعندما صحا هذا العقل المغيب فانه بدا يضرب في كل اتجاه، فلا رادع يردعه ولا ضمير يستوقفه. فالضمير نائم في سرير الانتقام والحقد!
الضـحالـة
عندما يكون الماء غير عميق، نسميه ماء ضحل، وعندما يكون ضحلا وغير متحرك أي لا يجري نسميه ماءً راكداً وعندما يبقى راكداً لمدة طويلة نسميه ماء اسنا وهو الماء ذو الرائحة الكريهة العفنة، والعقل عندما لا يتعمق بظواهر الأمور ويحاول إدراك ابعادها ليتوصل الى الحقائق، يكون عقلا ضحلا، وعندما لا يناقش هذا العقل الامور لكي يفرز الصح من الخطاء يكون عقلاً راكداً، وعندما لا نستعمل هذا العقل بل نجعله أسير آلة يتحكم البعض بها من بعد يكون عقلا اسنا يفرز أعمالا وأقولاً كريهة واجرامية.
قبل سنوات عدة كنت عضوا في الهيئة الادارية للنادي الثقافي الاشوري ابجد، وكان حاضرا في زيارة المانيا السيد الشماس اندريوس يوخنا رئيس المركز الثقافي الاشوري في دهوك (حاليا عضو المجلس الوطني الكردستاني عن الحركة الديمقراطية الاشورية) وكان من الطبيعي ان يلتقي بنا كون اهتمامنا مشترك لاننا نحمل نفس الصفة وهي الثقافة، وكون النظام الداخلي للنادي الذي انتمي اليه يحرم دعم طرف سياسي او مذهبي بعينه، فحاولت معرفة كم المركز الثقافي الاشوري مرتبط بالحركة الديمقراطية الاشورية من خلال طرح بعض الاسئلة التي لم اقتنع باجابات السيد الشماس اندريوس حولها لانني اعرف انها اجابات مراوغة باحسن حال وكاذبة بالحقيقة ولو انني في نفسي كنت مصمما على عدم الوقوف في وجه اي تعاون ان تم الاقرار به، وكان يرافق السيد الشماس اندريوس مسؤول تنظيم المانيا للحركة الديمقراطية الاشورية حينها، وعندما رأى وسمع استفساراتي، لم يتمالك نفسه فقام مزمجرا معربدا مزبدا واصبعه موجهة لي قائلا انت عميل انت جاسوس انت مخرب اي ثلاثة تهم صدامية كل منها عقوبتها الاعدام وشكرت ربي انني خرجت سالما لانني في المانيا، اذكر هذه الحادثة ليس لأهمية الشخص بل لأهمية الاستنتاجات التي يمكن ان نخرج بها لمعرفة الضحالة واسبابها.
فالضحالة العقلية والثقافية تأتي من عدم استعمال العقل الا بأدنى درجاته، هذه الدرجات التي تسير الغرائز، فالشخص اعلاه لم يمارس ما مارسه لانه يمتلك حقا ولو ادنى شك بي وباخلاصي فقد كان صديقا ونسامر معا ونتزاور، الا ان الذي دفعه لهذه الممارسة هو الخوف، والدفاع عن النفس عند الخوف هي حالة غريزية لا فكرية، تندفع الاعضاء لوقف الهجوم او الاعتداء سواء كان اعتداء حقيقيا او متخيلا، فهذا الشخص ما كان له في السياسة خبرة حقيقية الا تجربة في الاتحاد الوطني لطلبة العراق اي في تنظيمات البعث الطلابية، ونحن ندرك ان تنظيمات البعث ما كانت مكانا لاكتساب تجارب توسع المدارك، بل كانت حلقات لاستلام الاوامر ونقل التقارير عن الاخرين ونشاطاتهم وحتى علاقاتهم الجنسية وهي تجربة اقل ما يقال فيها انها تهين انسانية الانسان، هذا الشخص عندما سمع ما اقوله حول دحض اقوال الزائر احس انني اكشف اسرارا في غاية الخطورة تهدده في منصبه ومكانته لدى زعمائه الجدد، الذين منحوه هذا المركز، ولانه كان يشعر بنفسه كطاووس والاخرين ما هم الا دجاجات تنحني له، شعر ان مكانته ستهتز وعرشه سيزول، بتوجيهه هذه الاتهامات لي كان يدافع عن نفسه، لأنه لم يستلم مكانته نتيجة للمعارف والخبرات التي يمتلكها فالحظ هو الذي جعله قائدا لكي ينفخ ويتوعد ويهدد، ولو في مجتمع صغير كمجتمعنا الاشوري في المانيا، بالطبع لا اعتقد ان قيادته انبته على مثل هذا التصرف، لانه تصرف اعتيادي ممارس، بل يمكن القول ان هنالك تشجيعا على مثل هذه الممارسات، لاسكات الخصوم وحشرهم في زاوية الدفاع عن الذات.
الضحالة الفكرية او الثقافية تكاد ان تغرقنا في يم لا قرار له، تسحبنا الى الخلف ليس بالسنوات ولكن بالعقود تعيدنا للتمسك بقيم وعادات وقوانين ليست ملائمة لا للزمان ولا للمكان، ويا ليت تمسكنا بهذه القوانيين لقلنا انه لدينا قانون نتمسك به، بل هو كله ادعاء فارغ وتكاذب مفضوح ينكشف في اول تجربة.
مظاهر الضحالة تكاد تشيع في المجتمع على أنها الحقيقة المدوية، أما التفكير المرن والعميق والمتزن فماله الانزواء والتقهقر والصمت وان حاول البعض رفع راية قول الحقيقة سيجدون امامهم من يسكتهم ويوصمهم بما وصمت انا، ولم افعل الا ما يأمرني به النظام الداخلي للمؤسسة التي كنت انتمي اليها، هذه الفقرة ليست تبريرا للذات او هربا من تحمل المسؤولية، ولكنها واقع حال يمكن تلمسه في كل مؤسساتنا وأغلب مواقف هذه المؤسسات، هذه المواقف التي شجعت على شيلني وأشيلك باسم الامة ووحدانية قيادتها، وكل يسير في فلك لا يسأل عن المصير فمادام اليوم عال فالف لعنة على الغد، وان كان الغد يتحمل ضريبته أبنائي وأحفادي.
لنعود الى تجربة اخرى عشتها وهي التجربة الفاشلة لأعتيال الاخ روميل شمشون شموئيل عضو قيادة الاترنايي، بالطبع الحزب الوطني الاشوري لم يعلم بخلفيات مسألة اصابة السيد شاهين (الذي اصيب صدفة بدلا من السيد روميل)، ولكن من مقر فرع دهوك للحركة خرجت المعلومات وعمت، والحكومة القائمة حينذاك والتي كان السيد يونادم يوسف كنا وزيرا فيها هي التي حققت وقضائها هو الذي اصدر الاحكام، الاترنايي كل ما فعلوه انهم نقلوا مظلوميتهم لاخوتهم الاحزاب الاشورية، فما كانت ردة فعل هذه الاحزاب، تصديق تكذيبات الحركة، ولكن بعد كل هذا الزمن وبعد ان اكدها اعضاء قياديون في الحركة من خلال استقالاتهم، هل تحرك أحد لكي يدين الممارسة، أي ليس لأهمية السيد روميل شمشون بل ان مثل هذه الممارسة ان عمت فستشل العمل القومي وتدمره وتجعله اشلاء كل يحتمي بالاخرين من بني جلدته، وهذا يؤكد إن أغلب تنظيماتنا لا يهتم بالانسان الاشوري بقدر اهتمامه بمصلحة انية متناسين ان الاهتمام بحقوق الانسان كان سببا ليعيشوا احرارا في بيئات غريبة عنهم، لم يتم تدارك الكثير من الممارسات بل تم غض الطرف عنها لحين استفحالها وشيوعها واعتبارها ممارسات طبيعية وعادية في العمل السياسي، فالكذب الفاضح يتم السكوت عنه، وادخال الكنيسة ورجالها في السياسة مرة ومرة الدعوة الى خروجهم من السياسة النقيضين يتم القبول بهما، لا بل ان حالات من السلب العلني حدثت باسم مساعدة المناضلين والمقاتلين (القروتاني) واعتبر ممارسيها ابطالا، اما الكذب فاعتبر من شطارة السياسين وكل من لا يكذب فهو جبان رعديد.
الضحالة هذه الحالة المستشرية اعطت لكل شخص الحق في التكفير والافتاء بالقتل وافناء للخصوم، لمجرد انهم يخالفون في الرأي، هذه الضحالة لم تسمح بطرح سؤال منطقي لمن يقترف هذه الجرائم لماذ اذا هربت او عارضت جحيم صدام مادمت تمارس ما مارسه، ألا يثبت هذا الامر كذب ودجل الشعارات القومية والحقوق والانسانية والوطنية، فلبنة الوطن والقومية والانسانية هو الفرد الواحد، ان لم نحترمه فلن نحترم المجموع، وان لم نحترم عقله فهل سنحترم حقوقه ونعمل من اجلها.
في صمت القبور الذي نعيشه بعد مسودة الدستور العراقي، هل تم محاسبة احد، ان الجاني الاكبر معروف للجميع، هذا الجاني والاساليب والاعمال التي اوصلتنا الى هذا الدرك، كلها مكشوفة، كان هنالك شخص استغل ببراعة رغبة الجميع في بداية جديدة للعمل القومي، وقد سحب البساط من تحت اقدام الكل، ووزع الغنائم على من يطيعه طاعة عمياء، وهو بكل صلافة يقول ان الاخرين يطالبون بمناصب، ولكن لم يسأله احد ان كنت زاهدا في المناصب لماذا استوليت عليها جميعا لك ولزبانيتك؟ لم يسأل احد ان لم يستلم الاخرين منا صب كيف سيمكنهم من اظهار سياستهم بشكل عملي، ان ما يوقولونه في صحفهم محتاج الى ان يحتك بالواقع وهذا يحدث من خلال مناصب وادارات يستلمونها في الدولة، وكانت النتيجة عندما رأى البعض تكويشته على كل الامتيازات، ان وقفوا وبصراحة لا مراء فيها، هذه الصراحة تقول مصالحك ليست مصالحنا، لا بل ان امتك ليست امتنا وسندافع وسنستميت من اجل ما لنا، ولتذهب الى الجحيم، وهكذا كان فلم يذهب شخصا الى الجحيم بل وحدة الشعب، ولذا أنصح الوحدويين من الاخوة الذين يقولون عن انفسهم الكلدان، محاسبة من فرط بالوحدة، واعلان البراء منه قبل كل شئ ليكون لقولهم صدى، مع عدم اضافة اسماء وهمية او من دون استئذان اصحابها.
ان ضحالتنا السياسية جعلتنا نعتقد أو البعض من أنه القوة الأقوى القادرة والمتمكنة من فرض اجندتها، وهذا البعض لم يدرك ان الاخرين ببعض التحالفات والتكتيكات وكشف بعض المستور يمكنهم من سحب البساط وقلب الطاولة على رؤوسهم ورؤوس الجميع، كانت لعبة على وعلى اعدائي فالأخوة أصبحوا أعداء بعد استيلاء أحدهم على كل المغانم، واليوم إن تحدث البعض بالتاريخ يتحدث الآخرين بالواقع، وان اصدر الوحدويون التجديد الخامس يصدر الانفصاليون التجديد السادس عشر ان لم يكن السابع عشر وكل يريد الحصول على حقوقه بركل الاخر، اما رفع اعلام حزب أذاقنا إنكساراً وأشبعنا أكاذيب منذ خمسة عشر سنة، فيذكرني بالمدائح التي إنهالت على صدام بعد ما سمي باٌم المعارك، أو بالتمسك بجمال عبد الناصر بعد حرب الايام الستة، أو البكاء على كيم ايل سونغ بعد وفاته.
والضحالة تسمح لنا بأن نقول المتأشور، ولا ادري من هو المتأشور، فكيف لأنسان يقر إنه آشوري لانه يتكلم السورث وينتسب لارومة وتاريخ ويمارس عادات معينة ان يكون متأشورا، هل لهذا البعض ان يفرق بين الاشوري والمتأشور وبين الكلداني والمتكلدن والسرياني والمتسرين لا بل الاشوري والكلداني، ان اندفاع البعض في الانفصال لحد الشماتة أو زرع المزيد من الاحقاد والضغائن يرينا كم ان الضحالة شائعة بيننا متمكنة منا لا بل هي قائدتنا في مسيرة التراجع، فما جرى في مسودة الدستور ايها السادة وحسم الامر بهذا الشكل هو الصراع على المصالح الانية بين شخصين وكان صراع كسر العظم أقول مرة اخرى دفع شعبنا ثمنه ويسير في تأجيجه بعض السذج وذوي النيات الحسنة. فهل نترك الموتى لكي يقبروا موتاهم؟
14 ايلول 2005
الانتماء السياسي والايديولوجي وبضمنه الانتماء القومي هو خيار من حق الأنسان الواعي والقادر والبالغ ان يختاره بملئ حريته. الانتماء القومي يتداخل فيه امران اساسيان وهما الولادة والخيار، تلعب ولادة الفرد في اسرة ما دورا محوريا في المشاعر القومية، فالانسان بطبعه ميال لما تعود عليه، فمثلا توضيحيا اننا في العراق ما كنا متعودين على وضع اللبن فوق الطماطة، أعتقد أنه لو كنا شاهدنا شخص يفعل ذلك لقلنا انه مجنون أو مخربط، برغم من نعتنا لشخص يتلائم مع كل حدث بانه مثل الطماطة، ولذا فعند حضوري الى المانيا وفي دعوة من سيدة المانيا جارة لنا عملت لنا عشاء المانيا وكان من ضمنه سلاطة الطماطة مخلوطة باللبن وبعد ان انتهينا من الأكل سألتني عن رأي بالاكل وبالسلاطة فقلت ان السلاطة طيبة ولكن لا تعمليها مرة ثانية، برغم من انني الان متعود على وضع اللبن على الطماطة وصار لي شيئا عاديا.
اذا التعود يلعب دورا كبيرا في الشعور بالانتماء القومي، فنحن في أسرنا نتعود على مأكل ومشرب ونكات وقصص وأحاديث وامثال ولغة وايحاءات معينة. ويكون لنا معها إرتباط وجداني، ولذا فان كل ما يرتبط باصحاب هذه اللغة والأمثال والحكايات التي ندعي ملكيتها أو المشاركة في ملكيتها يكون جاذبا لنا ولعل التاريخ يلعب ايضا دوراً كبيرا في تنمية الشعور بالانتماء لقوم محدد او للقوم الذي تعلمنا من اسرنا اننا ننتمي اليه، ويكون التاريخ القومي على الاغلب ناصعا ومليئاً بالانجازات والمفاخر والبطولات، كل ما قلته أعلاه يخلق امر مهم اخر وهو المصالح المشتركة والقرابات المشتركة وهلم جر من المشتركات التي لا تنتهي.
اما الخيار في الانتماء القومي فهو خيار الانسان الواعي، ولا أظن ان انسان يغير أو يتلبس انتماء قوميا جديدا إلا اذا تعرض لمغريات مصلحية أو تحوطا للمستقبل او وهو الشائع في بلداننا خوفا من التعرض للاضطها. فيقرر الانسان التماهي مع الاكثريات للانصهار فيها وهذا النوع من الناس يكاد ان يكون الاكثر تعصبا لأنتمائه الجديد من ابناء القومية الاصليين.
في عام 1977 وكنت في البصرة جنديا، قال لي صديقي اننا نحن القوميين قالها بالسورث (ܐܘܡܬܢܝ̈ܐ ) غضبت عليه كثيرا، ليس لانني ما كنت احب امتي، بل لاعتقادي إن من يحق له ان ينعت بانه قومي هو من قدم التضحيات الجسام لأمته، وكان اهمها الحياة اي ان القومي بنظري كان من استشهد لأجل امته ومبادئها او لاجل تجسيد حقوقها.
كانت نظرة رومانسية للعمل القومي هي التي توجهني اكثر مما هو الواقع والحقيقة، فالحقيقة ان الامم تحتاج لابناءها الاحياء اكثر مما تحتاج للشهداء، فالشهيد ورغم تبجيلنا له الا انه سيبقى في اطار التبجيل ولن ينتج شيئا جديدا للامة، لا ابناء ولا قيم ولا نظريات ولا اي شئ اخر.
وفي اطار هذا الانتماء القومي وهذا الارتباط الذي اضفنا له صفة المقدس وكل ما يتعلق بهذا الانتماء. صرنا نعيش المبادئ السامية في واقع يتطلب منا أن نتحاور، أن نتقاتل أن نتكاذب أن ندعي ما لا نملك وهذه كلها لا ارتباط بها مع المقدس الا التبشير الرومانسي الذي قمنا به وتصورنا ان العمل القومي يقف عند حدوده.
سقت هذه المقدمة لرغبتي الرد على من يحاول تجريد الناس من وعيها ومن هويتها بجرة قلم لأن هؤلاء الناس لا يتفقون معهم في أمر ما، وليس في امور اخرى وقد يكون المتفق عليه اكثر من المختلف الا انهم وانسياقا من رغبتهم او وعيهم بانهم يمتلكون الحقيقة وحدهم يخونون كل من لا يتفق معهم في أصغر الشؤون والأمور.
ففي الصراع التسموي الذي ابتلينا به (مرة بفتح ومرة بضم الالف) كان كل من سمع مصطلحا يحاول ادخاله في مقالة. فنرى الهويات القومية المتعددة لقومية وأمة واحدة، ونرى ان لا أحد من الكتبة الفطاحل حاول تفسير كلمة الهوية، ولكن الكل مستعجل لكي ينطح من يراه غريمه أو عدوه اللدود، فيحاول اطلاق كلمات ومصطلحات قد لا يتطلبها المقال.
وبعد المقالة الاخيرة لي تلقيت بعض الردود التي تجردني من انتمائي القومي أو تخونني لمجرد انني طرحت ما عرفته من الحقائق وحاولت تحليل الامور والتصرفات والادعاءات التي قيلت والتي تقال. وموقفي معروف انني اقف بالضد لكل من تسوله نفسه تدمير مؤسسات شعبنا. سواء من اتفقت مع قيادتها او مدبرها او لم اتفق، لانني اعتقد ان هذه المؤسسة بنيت بمال شعبنا وعلينا تطويرها لا هدمها. لانني كنت شاهداً على كم من مصاعب وكم من الوقت والمال رأيته يصرف من أجل بناء مؤسسة إعتقد مؤسسوها إن شعبنا بحاجة اليها، ورأيت ان بعض هذه المؤسسات تهدم بليلة وضحاها ودون ان أي كلمة اسف (وغالبا من قبل من يدعي الدفاع عن الامة والحيض عن شرفها)، وياما بكينا مؤسسات هدمناها بكل عنجهية وتعصب اعمى.
قد اكون متفق مع نيافة مار باوي في أن الكنيسة الشرقية بحاجة الى تطوير واصلاح، وأعتقد إن أغلب رجال الكنيسة من قداسة البطريرك وغبطة المطارنة ونيافة الاساقفة والمهتمين يعتقدون بضرورة تطوير الكنيسة. والكنيسة ادخلت الكثير من الامور التي جعلتها تعيش، ولكنني لست مع نيافته في إما أن يقبلوا ما يطرحه أو إنه سيعمل بحسب ما يرتأيه. نعم من حقة ان يخرج من الكنيسة وان يؤسس لنفسه كنيسة اخرى، ولكن بعد ايقافه من المجمع السنهاديقي لا يحق له اخلاقيا التكلم باسم الكنيسة. لان هذه الكنيسة بالغالبية المطلقة لقادتها رفضت طروحاته، أو رفضت هذه الطروحات زمنيا، ووفرت لنيافته مخرجا مشرفا كان سيمكنه من اظهار قدراته التنظيمية والأدارية والأيمانية، الا أن خياره الذي رسى عليه فيه الكثير من علامات الاستفهام، وهذه العلامات تم توضيحها اكثر من مرة.
قد اكون متفق مع البعض في حقهم لتأييد نيافته ولكن هل من الضروري أن يكون التأييد بهذه الصفاقة والسوقية والأكاذيب، التي لا تترك مجال لألتقاط الانفاس والتفكير مليا بمخارج مشرفة وحلول تتلائم مع قدسية قرارات المجلس السنهاديقي وموقع قداسة البطريرك؟
لدي ومع كل هذا الوقت الذي أمضيته ولا أدعي الانجازات، إلا أنني كشخص كنت وخلال اكثر من ثلاثين عاماً في الصف القومي حتى من كنت اختلف معهم ما كان لديهم ولم يتمكنوا في يوم من الايام من الانتقاص من إلتزامي القومي والوطني. ولكن الانتماء والمحبة والرغبة في عمل كل ما هو خير وانجاز للامة والشعب شئ والتصرفات الرعناء التي نراها والتي رأيناها شئ اخر. فأنا لا أتمكن من الايمان بان محاولة قتل ولو شخص واحد من ابناء أمتي مهما كان خلافي معه على أنه عمل قومي وخصوصا لو كان هذا الشخص محسوبا على التيار القومي. وأنا ومهما كان إلتزامي القومي قويا، لا اتمكن من الايمان ان هدم مؤسسات شعبنا بكل سهولة وخفة ولا مسؤولية ان كان فيها أصلا مسؤولية هو عمل قومي.
وأنا لا أتمكن من أن أحسب ما حصل كل هذه السنين عملا قوميا وأنا أرى بأم عيني كل المحاولات الجارية لحصر القرار القومي بيد حفنة من الأشخاص ممن لا يدركون الا النظر الى مستقبلهم الشخصي والعمل من أجل استمرارية التمتع بمصالحهم مهما كانت الخسائر التي تلحق بالأمة ووحدتها. وصراع التسموي لم يكن ليكون بهذه الحدة، وكان يمكن التخفيف من تأثيراته السلبية كثيرا لو أدرنا صراعنا السياسي في إطار مطبخ متكامل الادوات وليس بقرارات عشوائية تصدر من سلطة تحسب نفسها فوق الاخطاء والمحاسبة.
إن أي انجاز تحقق كان بفضل التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا. وأغلب هذه التضحيات ذهبت اليوم سدىً لأن من استلم دفة ادارة الامور، حسب إن القيادة معقودة له وليس من حق اياً كان أن يحاسبه، مستعملا التضحيات والشهداء، وكأنها تكفي لتحقيق الانجازات وتكفي شهادة لحسن السيرة والسلوك.
اليوم الأمة ليست بحاجة لطبالين، لأن صدام كان يمتلك اكبر زمرة من الطبالين يتوزعون من الخليج الى المحيط لا بل زرع الكثيرين منهم في اوربا وامريكا. واليوم الأمة او بعض الاطراف يجب أن لا تتباهي بكثرة المنتمين. فالبعثيين ولمدة اكثر من ثلاثين عاما كانوا الاكثر عددا لحد ان البعض قدرهم بخمسة ملايين. الامة الواعية والمقتدرة والقابلة للحياة بحاجة لابناء بررة، بمعنى من يقدر على الكلام وقول الحقيقة مهما كانت مرة، لأنه باخفاء الامور والاخطاء لن نحل الاشكالات ولن تتقدم الامة ولن تحضى بحقوقها المشروعة، بل ستتراكم الامور وتستفحل لحد استحالة ايجاد الدواء للداء.
ان الذين يحسبون القوميين هم فقط من يوالي فصيل سياسي واحد واغلبهم ممن يعيش في بلدان الاغتراب. فهم كذبة ودجالون لانهم كلهم اقروا بان التعددية والنظام الديمقراطي لهم هو الأفضل. وهذا مذكور في أوراق لجوئهم أو ملفات نيلهم للجنسياتهم الجديدة، ولكنهم يريدون التعامي عن الحقيقة باصطناع واقع يرتضونه لأنفسهم ولكي يقولوا إننا انجزنا ما علينا، أو تهربا من الحقيقة القاتمة والتي بينتها وما هو قائم الآن من اعادة إعمار القرى التي لم يعمر فصيلهم منها شيئا حقيقيا رغم كل الدعم والتطبيل والتزمير كل هذه السنوات.
ان الفصيل السياسي الذي لم يتوقف يوما من إدخال شعبنا في معارك وهمية، يعبر عن ثقافة التنظيمات الشمولية التي ما كانت تقبل الحقيقة الا من فم الرفيق السكرتير العام او القائد الملهم. فمعارك الفصيل ابتدأت بالاترنايي (توضيحا قلت ان الكثيرين تعلموا من تجربة الاترنايي، بمعنى إنهم لم يعودوا يخافون من البقرة المقدسة بعد ان انكشف المستور وهذا ما فعله الاترنايي كل هذه السنين فقد قالوا ما اعتقدوه دائما) وانتقلت الى الحزب الكلداني وتحولت الى الاكراد وخلالها البرت يلدا وفوزي الحريرو سركون داديشو وتلفزيون عشتار ومار دنخا ومار عمانوئيل دلي وآخرأ وليس أخيرا الاستاذ سركيس اغاحان الذي سألت يوما السيد يونادم كنا عنه لانني شخصيا لم أعرفه أو ألتقيه فقال إنه احد أفضل الشخصيات القومية، لأنه في حينها كان يقدم المساندة والدعم لحزب السيد يونادم ويؤمن له الاتصال بقيادة البارتي والقائمة تطول.
الالتزام القومي، ليس تبعية وليس عبودية وليس العيش في الاحلام أو الأوهام الوردية. بل هو مواجه الحقائق والوقائع، ولأنصار الفصيل السياسي الذي آلمته كلمات مقالتي السابقة، اقول لو ضغطتم على قيادة فصيلكم السياسي منذ ان ابتدأ صراخنا وانينا وشكوانا بالارتفاع، لكان لفصيلكم ولقضيتنا ولواقعنا شأنا اخر، ولكنكم فضلتم ورغم كل التكذيبات التي تتدفق من الوطن على دعم كل ما يقال لكم من قبل هذه القيادة والدفاع عنه.
أن أكون قوميا أو لا فهذا لن يكون هبة من أحد. أنا الوحيد ومن خلال الممارسة ساوضحه وأرسخه. اليوم ليس مطلوبا أن أدافع عن هل انا قومي ام لا، بل المطلوب ممن صدق الاكاذيب المتتالية والتي كشفها الزمن ان يقول لمن روج لها لماذا كان كل هذا الحقد الذي زرعتموه في الأمة وضد ابناءها وفصائلها؟
الصورة التي جعلت البعض يطالب باعدام دويخ نوشي
في السياسة، هناك فصل بين الحدث واسبابه، فمثلا خبر احترق مصنع، يمكن ان ينشره اليميني واليساري والليبرالي والقومي العنصري، ولكن سيختلفون حول اسباب الحريق في التحليل لحين اثبات الوقائع حقائق معينة ادت الى احتراق المصنع. ومثال اخر هو الاستقلالية، الاستقلالية هو الامر الذي لا يمتلكه احد في السياسة رغم ادعاء البعض بها. ولكن هذا البعض يصر على استعمال هذا المصطلح وكانه يمتلك استقلالية القرار حقا، والاخرين لا. وهذا كذب غير مقبول في الاستعمال السياسي. لانه يخدع الناس والذي يخدع مرة يخدع اكثر من مرة ايضا. والذي يخدع الناس لا يمكن ان يخدمهم والذي لا يمكن ان يخدم الناس فهو ليس الا كاذب. ومن يستنكر على الاخرين الحوار مع الاخر، والتعاون معه لانه قوة على الارض، ولكنه يتحالف مع طرف اخر ويقبل ان يكون على الاقل ضيفا على طرف ويتلقى منهم المساعدة، وهذا الطرف ايضا ليس من ابناء امتنا بل من ابناء امة التي تعاون وتحاور معها الطرف الاول، فهو يخدع الامة مرة وثانية وثالثة. وانه لا يتعلم مما لحق بنا.
بالرغم من تقييمي الايجابي لاغلب ما قاله السيد كنا(الرابط رقم 2) ، ولكن المقارنة بين هذه المقابلة التي اجراها السيد نينوس تيرنيان والمقابلة التي اجراها بعدها بايام مع السيد عمانوئيل خوشابا سكرتير الحزب الوطني الاشوري(الرابط رقم 1)، تظهر النفاق والكذب من طرف السيد تيرنيان ومصدر معلوماته. فهو يركز كثيرا على انه يعلم وله خبرة بالعلم العسكري ولكنه لا يعلم ان هناك انفاق يمكن ان تحفر او ممرات او سواتر، كما انه وحسب علمه العسكري يجب ان يكون الدويخ نوشي متسخي الملابس ومتطينين وهم يرمون لكي يتأكد من انهم يقاتلون والا فهم غير ذلك، ويطالبهم هم والوحدات التابعة للمجلس الشعبي وحزب بيت نهرين واتحاد بيت نهرين بشهادة الاستقلالية واظهار عدم ارتباطهم ومصدر تمويلهم وكونهم يعملون لاجل امتنا. ولكنه يقول وبملء الفاه انه يدعم وحدات حماية سهل نينوى، التي تديرها الحركة الديمقراطية الاشورية، ويقر بكل ما يقولوه وما يدعوه وبدون تمحيص او شهادة. ولا اعرف لماذا ، ولا اعرف شخصيا من اين يمكن جلب هذه الشهادة، هل من السيد مسعود البرزاني ام السيد جلال الطالباني او من السيد يونادم كنا.
السيد تيرنيان يلعن الدويخ نوشي نعم وبكل صلافة يلعنهم، وهم على الاقل ذهبوا تطوعا ومؤمنين بهدف واحد يعتقدون انه يخدم بقاءهم على اراضيهم. وهم على بعد اقل من ثلاثة كيلومترات من العدو، ولكنه يجاهر بمساندته لقوات حماية سهل نينوى وهم يدعون نفس الهدف ولكنهم يتدربون في جمجمال وعلى بعد العشرات من الكيلومترات ان لم نقل اكثر من مائة. والسيد نينوس تيرنيان يفتخر بمن هم مع الحشد الشعبي و وحدات حماية سهل نينوى (لا اعلم كم وحدة هم؟) ولكنه ينكر على الدويخ نوشي العمل لانهم يجلبون العار والخطر على امتهم وشعبهم حسب اقواله!!! وبكل صراحة وغضب وعنجهية يقول انا كنينوس انكركم، وكان على الامة واحزابها ومؤسساتها ان تستأذنه في كل عمل تقوم به وكانه قائد الامة وليس مذيعا. لا بل يطالب بتسليم الدويخ نوشي الى دولة يمكن ان تحاكمهم ويقول ويجب ان يتم اعدامهم ولكن دون ان تنزل دماءهم على الارض لكي لا تتسخ الارض. فهل رأيتم حقدا مثل هذا؟. ساعة من المقابلة حاول السيد نينوس تيرنيان وبكل السبل اظهار المقابل كاذبا، ولم يقم بعمله الاعلامي وهو تقديم المعلومة للمتلقي او المشاهد. بل حاول تلقين الناس بما يريد هو. وهذا الامر يعتبر كفرا بالعمل الاعلامي المستقل الذي يدعيه وكل عمل اعلامي يحترم نفسه. السيد تيرنيان اثارته قيام احد قيادات الدويخ نوشي وهو الاخ البرت كيسو بتقديم هدية الى غبطة مار ميلس وهي عبارة عن درع او شعار الدويخ نوشي. وكانه عمل يشكل كفرا، فكيف يجيزون لانفسه القيام بهذا العمل ومن هم لكي يقوم بتقديم الهدية؟؟؟؟؟!!!
في مقابلته مع السيد كنا ،يوافق السيد نينوس تيرنيان السيد كتا على كل ما يقول وخصوصا وجوب وجود تحالف مع القوى الفاعلة على ارض وخصوصا جيراننا الكورد. الذين استعان بهم بريمر لحماية منطقة سهل نينوى وحسب السيد كنا. ولكنه يتهجم على الحزب الوطني والدويخ نوشي متهما اياهم بانهم لعبة او يسيرون وحسب رغبات حكومة الاقليم. فهل في هذا عمل اعلامي حقا؟ وهل في هذه المقارنة مصداقية ما؟ كما انه يوافق السيد كنا عندما يستغرب من قوله القوات، ولكنه لا يسأل عن وحدات وليس وحدة حماية سهل نينوى؟. السؤال الذي يتبادر الى الذهن ماهو المعيار الذي يقيس به السيد تيرنيار عمل الحركة والحزب الوطني؟ ولماذا لهذا حرام وللاخر حلال؟ رغم عدم ثبوت تلقي اي مساعدة من الحزب الوطني من قبل حكومة الاقليم ومن الحزب الديمقراطي الكوردستاني غير التعاون اللازم؟ الذي تستلزمه كونهم ضد جهة واحدة وهي داعش. فيما ثبت ان وحدات حماية سهل نينوى التي نحترم اندفاع وتطوع افرادها، انها تتدرب في مواقع تابعة لليكتي ولا نعرف كمية المساعدة التي تتلقاها منه. وان لم تثر المسألة لدينا اي تساؤل لانه من الطبيعي ان يتعاون الحلفاء ضد العدو المشترك.
السيد تيرنيان يقول وبتايد ضمني من السيد كنا ان الدويخ نوشي لا يتعدون الخمسة عشر شخصا، رغم ان هؤلاء الاشخاص يتبادلون القيام بواجب الحراسة على محور بيقوبا اي كل مجموعة تبقي اسبوعا او اكثر. لتحل محلها مجموعة اخرى. وهذا هو الامكان ولا يمكن جلب افراد وهم لا يحملون اسلحة. ولكن لو وفرنا الاسلحة ووحدة القرار والتخطيط النزيه، فاننا يمكن ان نجلب الاخرين وان نكون قوة يحسب حسابها في القرار لتحرير المنطقة، وبالتالي المطالبة السياسية مقابل ذلك. ولكن الظاهر ان القوة سبعين هي التي تحدد توجهات الناس وليس القرار القومي؟
السيد نينوس تيرنيان يستشهد بالفيس بوك ويقول هناك من يقول في الفبس بوك ان صورة الدويخ نوشي وهو بجانب قتلى الدواعش تضر امتنا. ولكن عندما يقول السيد عمانوئيل خوشابا ان هذه الصورة جلبت لايكات بالالاف وتم نشرها تكرارا ومرارا (شخصيا انا لم اعد نشرها لانني لا احب نشر صور القتلى) . وهنا تثور ثائرة السيد تيرنيان ويصرخ ويهدد ويتوعد بقطع المقابلة، لانه لا يمكنه ان يقوم بمقابلة من شخص يستند على الفيس بوك. اي انه اراد حجة لكي يقطع المقابلة. السيد تيرنيان في الوقت الذي كان وديعا ويسمع كالطالب النجيب للسيد يونادم كنا. فانه ومنذ بداية المقابلة مع الاخ عمانوئيل خوشابا، ارادها مقابلة لتكذيبه وتكذيب الدويخ نوشي. وكلمة الدويخ نوشي كان يستعملها وخصو صا في المقابلة مع السيد كنا. وكانها تسمية غريبة ويصعب عليه نطقها لانه لا يعرفها او يجدها غير لائقة وهو المذيع بلغتنا، لغة الام. ورغم استنكار السيد تيرنيار لنشر هذه الصورة الا انه لم ينطق باي شئ في الصور الدعائية التي نشرتها وحدات سهل نينوى وهي ليست صحيحة ولاننا نعلم بانهم لم يدخلوا اي مواجهة مع اي طرف انظر(الرابط رقم 3)
السيد تيرنيان وغيره من مقدمي البرامج او المقابلات، لا يتوقف دورهم على الاستفهام ودحض بعض الامور وحسب معلومات ثابته. لا بل يحاولون توجيه وتعليم وتثقيف المقابل اي الذي يقومون باجراء مقابلة معه وابداء اراهم الشخصية ورؤاهم حول المسألة. وهو الامر الغير المسموح في الشأن الاعلامي ، لا بل غالبا ما يستحوذ المذيع على الوقت الاكبر من المقابلة وخصوصا حينما تكون مع شخص ليس من توجهاتهم.
ولكن لماذا هذا التهجم؟ الظاهر ان مشاركة الدويخ نوشي في التصدي للهجوم على محور باقوفة قبل ايام. حيث تم ايقاف الهجوم، والذي كان من خلال سيارات مفخخة وارهابين تم قتل عدد منهم وتم نشر صورة للدويخ نوشي بجانب الارهابيين القتلى او انكشاف قضية التدريب في جمجمال البعيدة وتحت حماية القوة سبعون كانت القشة التي قصمت ظهر البعير. ومن هنا فالسيد تيرنيان يلوي عنق الحقيقة ويحاول اتهام الدويخ نوشي وصورهم بانها كانت سبب اجتياح منطقة الخابور. اي ان الهجوم الذي حدث في خابور وكان قبل هجوم داعش في محور باقوفة، سببه الصورة التي صورت في باقوفة!!!!!!!!!!!!!! ولكنه لا يقول لنا اذا كانت كل المصائب اتتنا بعد نشر الصورة ام قبلها. وفي الوقت الذي يرحب بوحدات حماية سهل نينوى ويفتخر بمن هم مع الحشد الشعبي، يقول ان الدويخ نوشي سيكونون سببا في تدمير امتنا وهجوم الارهابيين علينا ومرة اخرى دون اي معيار او سبب مقنع غير الحقد والكره المزروع او الرغبة في مسح الاخرين ومحاولة ازالتهم من الذاكرة. وكان ما حدث في سهل نينوى والموصل والخابور وخطف المطرانين وذبح المصريين والاثيوبين وتهديد اقباط سينا بالذبح ، كان رسالة معطرة وهدية محلاة من الارهابيين لامتنا ولمسيحي المنطقة. قبل فترة قال بعض المتعاطفين مع النظام السوري ان تحالف الاشوريين مع الكورد هو سبب هجوم داعش على قرى الخابور. انهم يبررون كل شئ ولا يريدون لشعبنا الا ان يظل خانعا. ولكن السيد تيرنيان لا يقبل حتى بهذا بل يريد ان يتجرد الاخرون من كل قيمة وكل انتماء لانهم ليسوا من وحدات حماية سهل نينوى.
اليوم كان يفترض بكل قوانا السياسية ومؤسساتنا الاعلامية وكنائسنا، ان تقف موقف واضح، وموحد لان وجودنا مهدد حقا وليس توقعا، وكان من المفترض اصلا عدم القيام بانشاء فصائل ووحدات عسكرية متعددة، بل العمل وبشكل سريع لتوحيد الخطاب السياسي، واقامة منبر واحد يتكلم باسم الكل. ولكن هذا التشرذم والذي برره الكثيرون خدم مصالح اطراف عديدة على حساب مصالح الامة والشعب. والاخطر بات واضحا ان بعض قوانا ولاجل تحقيق انتصارات صغيرة على خصومها في الامة مستعدة ان تدمر مستقبل الامة ووجودها. فاغلب قوانا بات يرى ان خصومه من ابناء الامة هم الاعداء وليس داعش ولا الاخرين.
28 نيسان 2015 عنكاوا
منى يوخنا ياقو تاسر قلوب الاشوريين
قبل حوالي سنة قدم الأستاذ جونسون سياوش وزير النقل والاتصالات في حكومة إقليم كوردستان، استقالته اعتراضا على عدم قيام حكومة الإقليم بواجبها تجاه الاشوريين الفارين من نينوى وسهله ممن تم طردهم من قبل منظمة داعش بعد اجتياح مناطقهم. وفي حينها لم تؤخذ الاستقالة جراء تسارع الاحداث مكانتها من التقدير او لكون السيد الوزير ممثلا عن المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري والذي كان يرتبط بالحزب الديمقراطي الكوردستاني بعلاقات قوية جدا.
وبالامس انسحبت الدكتور منى يوخنا ياقو من اجتماع للجنة صياغة دستور الإقليم، اعتراضا على تجاهلها وتجاهل مطالب أساسية لشعبنا، فاشعلت بهذا الانسحاب مواقع التواصل الاجتماعي، ترحيبا بهذه الخطوة التي اعتبرها البعض جريئة جدا، وشخصيا اعتقد انه لو اعلن استفتاء اليوم عن اكثر الاشوريين شعبية بين أبناء شعبهم، لظهر اسمها في مقدمة الأسماء.
يقف شعبنا على مفترق الطرق، وكل الطرق تكاد تؤدي الى مصير اكثر اظلاما من الاخر، وهذه نتيجة طبيعية لكونه شعب تعرض للمذابح والقتل والتنكيل جراء حمله هوية دينية مغايرة للاكثرية. في منطقة تكاد هذه الهوية تختصر كل شئ. ولا نريد ان نضع اللوم على الجيران فقط، ولكن بسبب الدين أيضا انقسم شعبنا الى مذاهب، عملت بعضها على سلخه من هويته القومية ولعبت دورا كبيرا في تعريبه وبالأخص الكنائس التي ارتبطت بروما من مختلف التسميات. ونتيجة لهذا الواقع، يكاد إيجاد الحلول لمشاكله، امر صعب جدا، وخصوصا مع قيام بعض جيراننا بالتمسك بجعل الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للتشريع، رغم ان العالم كله بات يدرك ان الدول التي قامت بفرض الشريعة او فرضها كمصدر أساس للتشريع، تعاني تخلف وتصدع الوحدة الوطنية.
كاشوريين يهمنا بالأساس حقوق شعبنا، ولم يعد بامكاننا ان نمنح الفرص للاخرين لكي يرتبوا حالهم لعلهم ينظرون بعدها بعين العطف الى قضيتنا. ولقد كان املنا كبير بقيام حكومة الإقليم، بالعمل من اجل تعميم القيم الديمقراطية والحريات الفردية، والمساواة بين المكونات برغم من ان الثقل يميل لطرف ما. الا ان الاحداث المتتالية اثبتت ان حكومة الإقليم اخر ما يهمها هو قضية شعبنا ومعاناته. ان دعوتنا للتعاون والتعاضد مع حكومة وبقية مكونات الإقليم، والتي لم اخفيها يوما ما، رغم تهجم البعض، باعتقادي لم تعد تعطي النتائج المرجوة منها. فانين أبناء شعبنا ومخاوفهم على القدرة للبقاء في ارضهم التاريخية يكادان يطغيان على كل تفكيرهم. وهم يشعرون كالمحصور في جزيرة صغيرة وينتظرون قدوم مد هائل يقتلعهم من جذورهم. والاهم ان هذا الاقتلاع قد يكون اخر ما يوحي بوجودهم على الأرض كامة لها مميزاتها الخاصة.
ليس في نيتي التهجم، فالهجوم اللفظي لم يكن يوما ما طريقة لعلاج المشاكل، فانا مدرك انه لا بد للتعاون، بين ممثلي كل مكونات الإقليم لكي يمكن ان نضع اللبنات الأساسية لبناء هكيلية تدير الأمور بنجاح يضمن الحريات والمساواة للجميع. ولكن باعتقادي ان تجاهل مخاوف الاشوريين، ومحاولة لوي الذراع من خلال اشعال حروب بينهم على أسس داخلية، لا يبشر باي خير. فالاشوريين مرتبطين بهذه الأرض، وكونهم اقلية ليس ذنبهم، فهم لم يقوموا بخصي رجالهم، بل ذنب من رفع سيف الله اكبر وذبحهم. وعلى من قام بهذا ان يكفر عن جرائمه. وليس تجاهل الضحية ونعتها بانها اقلية. ان السياسي الناجح ليس من يتمكن من ان يسكت انين الاخرين بالقوة، بل ان يحول الانين الى نغمات الفرح والسعادة.
من هنا أقول ان مجرد موقف تحدي شعره الاشوريين، اعتبروه نصرا رغم انه ليس كذلك بالمعنى الحقيقي. ولكنه نوع من الصراخ العالي، ليسمع العالم، ان ممثلي الكورد يتجاهلون وجود الاشوريين وهم اقدم شعوب الإقليم. فلا تم ذكرهم وذكر معاناتهم في ديباجة المقترحة للدستور، وتم تجاهل مخاوفهم من اسلمة القانون والحياة الاجتماعية، وتم اقصاءهم من المشاركة الفعالة في تحديد السياسة اليومية للإقليم. في ظل مثل هذه الظروف لا يمكننا الا ان نؤيد موقف الدكتورة منى يوخنا ياقو في انسحابها من الاجتماع عندما تشعر حقا بالتجاهل وكانها لا تمثل أي شيء.
ان الظلم وحش لا يشبع، ولكن الضحية شأت ام ابت ستتحرك وتقوم بما يمكنها لايصال صوتها. كان بشار الأسد وصدام وغيره يطرحون انفسهم كصمام امان للمنطقة، بعد ان حولوا المجتمعات الى تكتلات منغلقة، افادهم الامر في السيطرة عليها لمدة كبيرة، ولكنها جعلت الكراهية والحقد ينموا ولم يعد يربط أبناء الوطن، هذا الرابط الي يجعلهم يتعاطفون بعضهم مع الاخر، وهم كانوا يدركون ما هم فاعلون لانهم اعلنوا على رؤوس الاشهاد انهم سيتركون البلد خرابا. بات علينا ان نتعلم من التجارب التي كانت قائمة في المنطقة والتي ثبت انها كانت الطريق الى الدمار. من هنا ادعوا القيادات السياسية في الإقليم للانتباه الى ان لا يجعلهم الصراع السياسي ان ينسوا واجبهم في بناء الدولة على أسس صحيحة. وان يكون الأساس في بناء المجتمع الحريات وليس المساوامات السياسية مع طبقة رؤساء العشائر والاغوات ممن لا يهمهم الا استمرار سيطرتهم الغير القانونية ولا الأخلاقية على الناس.
لقد كانت خيبة املنا كبيرة في حركة التغيير التي انشقت عن الاتحاد الوطني الكوردستاني، فرغم رفعها شعارات إصلاحية، الا انها كانت مستعدة للتعاون مع اكثر الأحزاب رجعية لاجل الحكم، ان الأحزاب والأيديولوجية الإسلامية، ان تحكمت في الإقليم يعني انه سيسير الى الخراب فالمهم بالنسبة لهم ليس التنمية بل كيفية تكبيل المجتمع والفرد وخضوعه للجماعة والتي هي بعرفهم الإسلام السياسي.
اب 2015 ايلاف
زعماءنا لم ولن يكونوا قديسين ولا مجرمين
في النقاشات التي دارت على صفحات عنكاوا كوم، اثيرت امور باعتقادي خرجت من كونها دراسة تاريخية، الى كونها موقف ثابت لا يتغيير بمرور الزمن وان ظهرت عليه حقائق جديدة. ان التاريخ ورجالته هم جزء من موروث الشعب، ولابناءه الحق في دراسة هذا الموروث واعطاء وجهة النظر فيه، ولايجب هنا اتهام احد لانه لم يطلع على وثائق قد لا تكون متوفرة او متداولة، وبرغم من بعض الوثائق قد تظهر حقائق جديدة، الا ان الموقف يجب ان يكون النقد والتصحيح وتبيان الاخطاء لاستخلاص الدروس، فمالك خوشابا ومالك ياقو واغابطرس وسورما ومار بنيامين شمعون وغيرهم صاروا ملك شعبهم وهم لم يعودوا ملك عشائرهم وعوائلهم، لانهم ليسوا رموزا لهذه العوائل بل رموزا لشعبهم. ان واجبنا اليوم هو الخروج من دائرة الاتهامات والاتهامات المتبادلة، وخصوصا لزعماء لم يعد بوسعهم ان يخطأوا، لانهم رحلوا عنا.
كان شعبنا ولا يزال ينقسم الى طوائف دينية متعددة وكان ينقسم الى عشائر(عشيرتي) والفلاحين العاملين في القرى تحت رحمة الاغوات الاكراد او العرب او غيرهم حسب موقعهم (رهتي) ومن عشائرنا البارزة تياري العليا وتياري السفلى وباز وديزى وكاور وتخوما وجيلو. هذان التقسيمان الطائفي والعشائري والفلاحي اثر في شعبنا كما اثر في شعوب المنطقة التي تعاني نفس مشاكلنا وقد يكون بصورة اقل وذلك لكثرة عددهم مما هيأهم للسيطرة على بعض المقدرات التي تمكنوا من استغلال حزء منها في تمتين هوية قومية اكثر وضوحا منا.
قيادات شعبنا كانت قيادات العشائر، باسثناء اغا بطرس الذي يمكن ان يقال عنه انه صنع قيادته بنفسه، الا انه ايضا كان من ابناء العشائر، وبالتالي ان قولنا ان قيادتنا كانت عشائرية كمكون وحتى كتفكير وانتماء لا يتنافي مع الحقيقة ابدا. لانهم كانوا ابناء بيئتهم ولا يمكن لومهم على ذلك، لا بل ان القيم العشائرية كانت مطلبا ومقياسا للقوة والرجولة والكرامة وحتى ابناء شعبنا من الرهتى كانت تحاول التمثل برجال العشائر في مواقف معينة كالثار مثلا.
الحركة القومية، هي حركة سياسية ثقافية اجتماعية، وهي حركة عابرة للعشائرية، تعتبر العشيرة والقيم العشائرية معيقات تقف في وجه تطور حركة قومية سليمة ومعاصرة. كررنا مرارا اننا استوردنا الحركة القومية كاطار لعملنا القومي، ولكن لم تكن حالة مختلقة عندنا نتيجة تراكمات ثقافية واقتصادية وقانونية، استوردنا نموذجا ناجحا في اوربا، كان نتاج حركة اقتصادية واجتماعية وثقافية محددة ومستمرة لاكثر من ثلاثة قرون، ونحن والعرب والكورد والارمن والترك اخذنا هذا النموذج دون ان نمر بالمراحل التي مرت بها في اوربا. وبالتالي كان علينا ان نخلق اطار قومي يشعر الجميع حقا بالانتماء اليه وينمي لديهم الامان والتطلع للمستقبل الزاهر. الحركة القومية وعدت بذلك، ولكن النتائج كانت مخيبة للامال. العشيرة واستمرارها ليست معيقة لحركة قومية ناشئة بل هي معيقة للدولة الوطنية ايضا، المؤسسة التي بنيت على مقياس حركة قومية او وطنية عابر للعشائر ولا يمكنها بالحقيقة التعايش مع القيم العشائرية. والمفارقة الكبيرة في شعبنا ان تقسيماته العشائرية والفخر بها لا تزال متداولة رغم ان ابناء العشائر لا يمارسون اي من قيمها ولا يعيشون بيئتها، ولهذا دلالة كبرى وهي تعني فشل الحركة القومية في ان تكون البديل للعشائرية، والامر الثاني ان الشخص العشائري وغيره لا يزال مفتقدا للامان ولمستقبل مطمئن، بالرغم من انخراط الكثير من ابناء شعبنا في اطار الحركة القومية من خلال الاحزاب او المؤسسات الثقافية والخيرية والاجتماعية وغيرها.
اذا كانت لدينا قيادات عشائرية تقود حركة بمطالب قومية، وهو امر صعب جدا ان يحقق نتائج، ولكن الواقع كان كذلك فان القوة كانت بيد هذه القيادات، وبيد الكنيسة الشرقية التي كانت كل العشائر السبعة تنضوي فيها او تاتمر وتعترف بقيادة المارشمعون لها، وهو نظام ولد نتيجة لاوضاع شعبنا، وكان نظاما ناجحا لانه ولد من الحاجة اليه، فتمكنت العشار من المقاومة به لاكثر من ثلاثة قرون، الا ان هذا النظام كان بحاجة الى تجديد وتطوير يلائم التغييرات التي حدثت في المنطقة. ومنها محاولة السلطنة العثمانية فرض سطوتها على الجميع. فالعشائر التي كان يمكنها مجابهة العشائر الكوردية، لم يعد بامكانها مجابهة هذه العشائر المدعومة من السلطنة، ان رغبة السلطنة في توسيع رقعة سيطرتها الداخلية وخصوصا الممالك الشبه المستقلة مثل العشائر السبعة، ترافقت مع فقدان هذه السلطنة لمناطق واسعة في اوربا نتيجة لثورات هذه البلدان الاستقلالية، ومن هنا كان هناك ميل ليس لتوسيع رقعة دافعي الضرائب، بل الميل للانتقام من المكون الديني المماثل للذي حقق انتصارات في ساحات اخرى.ان سرعة التطورات وانعزال العشائر السبعة عن العالم جعلت من الصعوبة عليها هضم التطورات الحديثة سواء على المستوى الافكار او العلوم او الادارة.ولذا فقد بقت على نظامها القديم.
اما القوميين المثقفين والغير المنتمين للعشائر وكان اغلبهم اما من منطقة اورمية او جورجيا او طورعابدين فهم كانوا يمتلكون القلم والثقافة الحديثة ولكنهم لم يمتلكوا القوة، والحال كان يتطلب القوة وتجييش الناس. ولذا فان انخراط الماربنيامين شمعون في الحركة القومية منحها تلك القوة، التي كانت بحاجة لها، لتحقيق امال الامة في الاستقلا ل الذاتي. وهذا يشبه ما حدث للحركة القومية الكوردية، بقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حيث تم منح قيادة الحزب للملا مصطفى البارازاني القائد العشائري والذي كان يمتلك ماضيا نضاليا، لكي يمنح مصادقية اكبر لحركة المثقفين الكورد، المنادية بالمطالب القومية الكوردية ولكي يمدهم برجال العشائر المسلحة.
يقال ان للنصر الف اب، ولكن عند الهزيمة الكل يتنصل منها، وعندما انهزمنا في اورميا، تحت ضربات قوات السلطنة العثمانية، كل حاول وضع المسؤولية على عاتق الاخرين، وكانت العائلة الشمعونية اكثر ممن تحمل وزر الاتهام، بحجة انها هربت وتركت الناس في مازق، ولكن في الحقيقة ان هذه العائلة كانت بلا قائد حقيقي، فحتى سورما خانم لم يكن لها تلك القوة او الدراية للتصرف في مثل هذه الحالات، حالات العدو يطوق المدينة والقادة العسكريين بعيدن عن الناس، فهرب الناس من الموت المحقق لينقذوا ما يمكنهم انقاذه.
في مقالة سابقة تطرقت الى ان اتهام مالك خوشابا بالعمالة امر غير صحيح، واتذكر انني قلت لاحد اصدقائي عام 1985 انه لو كنا كلنا توحدنا خلف مالك خوشابا لكان مصيرنا افضل، ولكن عين الامر لو كنا كلنا توحدنا خلف العائلة الشمعونية، ان اكثرما اضرنا في الحقيقة انقسامنا، ليس الى رايين فيهما اختلاف ولكنهما سيمارسان عين الشئ عند احتدام الامور، بل الى فريقين متعاديين، وان لم ينشب بينهم قتال ولكن الاخر من كان يتربص بشعبنا استفاد كثيرا من هذا العداء.
من الممارسات العشائرية الاعتزاز بالراي والتعصب له واحيانا التضحية بكل شئ من اجل اظهار الفرادة والتمييز، وهذه حالة او ممارسة عشائرية، ولكن في العمل القومي يتم وضع مصلحة الامة فوق كل شئ، ومصلحة الامة هي ما يتفق بشأنه، ولكن ما حدث ان البريطانيين والفرنسيين ارادوا الاستفادة القصوى من شعبنا في تحقيق مصالح معينة، فمقابل ما وعدت بريطانيا شعبنا به وخصوصا قبل واثناء الحرب العالمية الاولى وحتى قبول العراق في الامم المتحدة، كانت فرنسا ايضا تحاول ان يكون لها نصيب من جهد شعبنا لترسيخ سلطتها في الجزيرة وبعض مناطق حنوب تركيا من خلال وعودها لبعض رؤساء الاشوريين مثل مالك قمبر. في مؤتمر ريشا داميديا (سري اميدي) اتفق القادة مجتمعين على مطالب معينة وكان الموقعون عليها كل من (المار شمعون ايشا، المطران يوسف خنانيشو، الاسقف زيا سركيس، الاسقف يوالاها، ملك خوشابا ملك يوسف، ملك زيا ملك شمزدين، ياقو ملك اسماعيل، ملك خنانو التخومي، زادوق بيت مار شمعون) ولم يكن بينهم سورما خانم وان كانت تعتبر المستشارة الخاصة لمار شمعون وموجهته، بعد تقديم المطالب انقسم القادة، وكانت النتائج مأساوية، والتي يعلم بها الكل. وفي مثل هذه الحالة الكل يحاول التنصل، والبعض اتهم العائلة الشمعونية بانها عميلة الاستعمار والانكليز، سيرة على ما تم بثه من قبل الحكومة العراقية التي كان لها في كل وزارة مستشار بريطاني، لا يقرر الوزير الا بعد اخذ رايه. ان العائلة الشمعونية كونها قائدة ووريثة ما بنيامين شمعون، وحافظة النظام الموروث والذي لم يتم تغييره بعد، كانت تمثل هذا الطرف من شعبنا الذي اعلن ثورته من اجل مطالبه القومية، وتحالف مع اطراف دولية، وكان هذا كله بعلم جميع قادة شعبنا وقادة عشائره، وبالتالي فان اتصال العائلة بالحلفاء واخذ مشورتهم على الاقل من كان يتعاطف منهم مع قضايا شعبنا، كان امرا حتميا، لكن الخطاء هو ان الاتصالات لم تكن بصورة معلومة بالتفاصيل للجميع، ان قيادة شعبنا لم تكن على ادراك تام لدور اقامة مؤسسة حقيقية تضم كل القادة لكي يتم فيها اتخاذ القرارات. والاخرين اتهموا مالك خوشابة بالعمالة للنظام العراقي رد على اتهام العائلة الشمعونية وسورما تحديدا، والنتيجة دفع شعبنا الثمن الكبير، ليس باستشهاد الالاف من ابناءه وما يترتب عليه ذلك من الناحية الديمغرافية حينذاك وترتب عليه الان ايضا، بل من الناحية السياسية حيث شل الرعب شعبنا لسنوات عن المطالبة السياسية، ناهيك عن ازدياد تقسيم شعبنا الى اجزاء جديدة. وهذه الحالة وهذا الدرس نعيشه بامتياز منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي ولحد الان، حيث ان انقسام قوانا السياسية حزبيا وطائفيا وتاثيرات العشائرية، دفع ثمنها شعبنا من ابناءه المهاجرين وتقلص حجمه ديمغرافيا وتهميشه سياسيا. التوصيف يكون دائما اسهل من العلاج، ولكن من واجبنا وصف وتحليل الاحداث كل من وجهة نظره لكي يمكننا ان نتعض وان نتوقف من الوقوف مواقف ثابتة وحدية ولا تقبل النقاش. من الملاحظ ان عدم قدرة قادتنا حينذاك واليوم ايضا من معرفة ما يدور في اروقة السياسة الدولية وحتى الوطنية، يمنعهم من اتخاذ القرارات الصحيحة. احداث سميل كانت ضرورية لتحقيق طموحات بعض القادة العراقيين من الذين رضعوا الثقافة العثمانية، والتي كانت ترى في المطالب الاشورية انقلاب تاريخي على مفهوم اهل الذمة، الذي وان لم يكن في القانون العراقي الا انه كان في ذهنية بعض القادة السياسين والعسكريين العراقيين. فالحكومة كانت قد اتخذت اجراءات محددة لاضعاف الاشوريين، ومنها حجز مار شمعون في جمعية الشبان المسيحيين ومنها مطالبته بالتوقيع والموافقة على الاسكان كما ارادت الحكومة ودون ان يعرف ابعاده. هذه الحكومة لم تكن تعلم ما هي مشاعر ومخاوف المارشمعون وهو وشعبه خارج من مذابح كبيرة قلصت نصف عدد اتباعه ومن ابناء شعبه من الكنائس الاخرى. ان الخيارات قد تكون خاطئة لفترة قصيرة ولكنها قد تكون على المدى البعيد صحيحة والعكس ايضا صحيح، فخيارات قادتنا كلهم ثبت انها كانت خاطئة لانها ادت الى ضعف الشعب ولم تؤدي الى تقويته (قوة القرار السياسي والاقتصادي والعسكري). فالعراق الذي اعتقده مالك خوشابا الملاذ الاخير لشعبنا وعلينا القبول بما يراه قادته، لم نتمكن من العيش فيه بحرية وامان منذ تاسيسه، فكنا نحن ضحايا الخلافات السياسية وضحايا الخلاف الكوردي العربي الذي جعلنا نخسر قرنا وممتلكاتنا في مناطق دهوك ومناطق اخرى من اربيل، ونحن ام نكن جزء من الصراع.
ان الارتقاء بمفهوم الانتماء القومي وبناء مؤسسات تقرر قوميا بعد دراسة وفهم لابعاد كل قرار، هو درس يمكن استخلاصه من تجربة خلاف قادتنا السياسين منذ ما بعد الحرب العالمية الاولى ولحد الا ن. ان كل قائد من قادة شعبنا كانت له مصادره التي يعتمد عليها، سواء كانت هذه المصادر انكليزية او فرنسية او عربية او امريكية، ولكن لم يتم يوما وضع ما تزوده هذه المصادر في دائرة نقاش جماعية وكل يعطي ما لديه من المعلومات، اي ان انقطاع التواصل وعدم الثقة هي علة من عللنا المستمرة، والتي لا نزال نعيشها، فكل قائد من قادتنا يعيش في برجه العاجي وهو يعتقد بانه يمتلك الحقيقة الكاملة، ولا يريد ان يزود الاخرين بها خشية من ضياع النصيب من الكعكة او خشية من مشارك الاخرين في النصر .
16/09/2012
هل كان هؤلاء عملاء حقا؟
العميل هو شخص الاكثر اهمية في كل مكان وزمان للمؤسسات المنتجة للبضائع هكذا يعرف العميل بالحقيقة، ولكنه في اللغة العربية له مفهوم اخر، العميل هو الجاسوس، او الذي ينقل ما يقوله ويخطط له الناس او الحكومة او اي جهة الى الحكومة الوطنية او الحزب الحاكم ، او الدول الاجنبية مقابل اموال او موقع او للحماية او للايمان الايديولوجي . والمفروض في العميل ان يكون عين النظام والحزب والدول الاجنبية في الشعب والمؤسسات المعنية او الدولة. يحصي عليهم انفاسهم. وبهذا المفهوم فالعميل ليس من يتجسس لصالح الدول الاخرى فقط، بل هو من يتجسس داخل الدولة وعلى شعبها لصالح النظام والحزب او الفئة الحاكمة. وهو مفهو ملتبس فمن ناحية ان الدولة التي يفترض بها حماية المواطن وحريته وقدرته على قول رايه بكل حرية، تكون في الكثير من الاحيان هي التي تقوم بخرق ذلك من خلال عملاء او جواسيس داخليين، ليس لمعرفة توجهات الناس لتغيير الخاطي او الغير المقبول، بل لقمع كل ما لا يلائم توجهها الديني او الايديولوجي او الاقتصادي. ومن ناحية اخرى ان هذا المفهوم يخرق الانتماء الوطني، بمعنى ان معرفة ما تخطط له الدول او المنظمات الاجنبية لتحصين الوطن من كل النواحي هو موقف وطني بامتياز يجب ان يقابل بالترحيب والتقدير، ولكن في بلداننا الشرق اوسطية او ذات السلطة الدكتاتوية كان مفهوم العميل هو الشخص الذي يلبي رغبات السلطة بالضد من اماني الشعب او الشعوب او الطوائف او حتى الاحزاب. وكما ترون ان مفهوم الوطن والشعب الواحد بالكاد ان يكون موجودا في فكر وممارسة السلطات او حتى المعارضات المختلفة التوجهات، هنالك معي او ضدي، ولكي احمي نفسي من اعدائي فعلي ان اتغدى بيهم قبل ان يتعشوا بي، ومعارضة اليوم ان استلمت السلطة ستمارس نفس الشئ.
حضر الشماس كوركيس بيت بنيامين داشيتا الى العراق في اوائل الثمانينات من اميركا، ولذ رتب لنا الاخ الدكتور وليم اشعيا لقاء معه ضمني والاخوة روبن بيت شموئيل واشمائيل ننو واخوة اخرين وفي الحوار معه احتد النقاش بيني وبينه حتى قال لي المثل العراقي الايد الي ما تكدر ددوسها بوسها، في مثل ظل هذا الواقع وهذه المفاهيم تعامل الكثيرين مع واقع شعبهم، شعروا انهم ضعفاء وليس لديهم امكانية ما للمقاومة ولذا فعليهم التعامل مع الواقع كما هو، وهذه الثقافة موجودة واقر انها ثقافة استسلامية ولكنها لا تعبر عن كره بقدر تعبيرها عن الاستسلام لواقع مرير. ففي حين ان الاقرار بالواقع مطلوب لتوضيح الامور ومعرفة الابعاد، الا انه يجب ان نفكر بالحلول المطلوب. لقد عاش اغلب ابناء شعبنا تحت ظل حكومات لا ترحم ابدا، ولذا فان ردود افعالها كانت في الغالب حذرة جدا، لانها تدرك العواقب، وتدرك ان التضحيات في شعبنا غالية ومحسوسة جدا. وعليه فاننا حينما نتحدث عن العمالة والعملاء فنه من واجبنا ان نأخذ هذه الامور بنظر الاعتبار، كما اننا يجب ان ناخذ الضحايا الذين كانوا نتيجة عمالة فلان او علان او الاخطار التي تعرضت لها الامة نتيجة اعمالهم. لكي تستقيم الامور ونحدد حقيقة موقف شخص ما. وليس طرح الامور على علاتها واتهام الناس والتضحية بهم وتجريحهم وجعلهم يعيشون حالة الالم الابدي، من خلال عدم تفهم الناس لهم. فهل يمكنني في ظل مثل هذا الحوار ان اقول ان الشماس كوركيس رحمه الله كان عميلا وهو الذي خدم ثقافتنا من خلال كتبه وشعره وكذلك لغتنا من خلال مطبعته، رغم انه صار استسلاميا لواقع معين خلال السنوات الاخيرة من عمره، نتيجة لخبرة او ياسا او لتاثره بصهره اقليمس كنجي؟
يقول احد كتابنا ان السيد وليم شاؤول كان يعرف حتى الاطفال في شعبنا، على انه عميل، لنفترض حسن نية الكاتب في مثل هذه العبارة، ولكن هل حقا ان السيد وليم شاؤول بهذا المفهوم كان عميلا، فالعميل من المفترض ان يكون سريا، وان لا يعرف به احد، والا كيف به ان ينقل ما يقال امامه او من خلال موقعة الى الجهات التي يعمل لها بالسر؟، او كيف للناس ان تثق به وهي تدرك انه عميل؟. فاهم مفهو في العمالة هو السرية التامة، لان العمالة ليس ممارسة دور الشرطي القمعي او حتى الوظيفي. اذا ان معرفة الناس بان الشخص الفلاني يعمل لصالح جهة معينة وبالضد من مصالح الشعب او الامة او المنظمة او اي اطار يمكن ان يجمع مجموعة من الناس، يعني الغاء امكانية القيام بهذا الدور وانتفاء مفهوم العمالة. ومن هنا نرى ان الكثير من الدعاوي التي الصقت باناس بانهم عملاء النظام لم تكن لها حقيقة من الواقع، الا ان هؤلاء الناس ربما كانت لهم رؤية اخرى، غير السائدة، وقد تكون هذه الرؤية سليمة او غير سليمة، ولكن من حق الناس ان تكون لهم رؤياهم الخاصة وان يطرحوها ويروجوا لها، وبالاخص في حالة عدم وجود توافق يضم غالبية المنتمين للاطار المعين. وحتى في هذا الحالة فان الاقلية لها حق قول رايها ولكن بالعموم ان الاطار الضامن للمختلفين، سيسير براي الاكثرية مع احترام حق الاقلية ومخاوفها. وهنا اتحدث عن وليم شاؤول في السبعينيات وليس في التسعينيات من القرن الماضي، فما اتهم به في الولايات المتحدة الامريكية انه صار عميلا للنظام العراقي عام 1996 وهو لم يذكر ذلك في الاوراق الرسمية التي تطلب ذكر مثل هذه الامور. ان الصاق مفوم العمالة بوليم شاؤول مثلا هو اتهام مباشر لمن يطلقه في الغالب، فكيف لشخص عميل وكريه لحد ان الاطفال في الشارع تعرف عمالته ويعرف اسرارا كثيرة ولا يقوم بكشفها. ولو عرف من يعمل لاجلهم انه يحفي كل تلك الاسرار لكانت عقوبته شديدة القسوة.
لقد شاع وعلى نطاق واسع الصاق مفهوم العمالة بمالك خوشابا يوسف، لانه اتخذ موقفا مغايرا لما اتفقت الاكثرية عليه، ومالك خوشابا لم يخفي اعتراضه، وخطاه الاكبر كان الخروج عن الاجماع في مؤتمر ريشا داميديا بعد ان كان متفقا على كل مقرراته، وهذا الخطاء لا يعتبر عمالة بقدر ما يعتبر خطاء فادح، ليس بالنتائج ولكن بالممارسة السياسية التي تسمح بالاختلاف ولكنها تدعوا الى الاتفاق العام في حالات معينة للحفاظ على المصالح العليا. هنا سنواجه امرين مهمين وهما تحديد مفهوم المصالح العليا، وهل كان قوميا او كنسيا او عشائريا. فاذا كان قوميا وهو مفهوم ملتبس هنا، لان قطاعات واسعة من ابناء الامة كان مغيبا من مؤتمر ريشا داميديا، وبالاخص ابناء شعبنا من المتسمون بالكلدانية والسريانية، هنا سنجني على حركتنا القومية بمنحه هذه الصفة. اي نعم الاندفاع والفخر يدعياننا لفعل ذلك لان مثل هذه المؤتمرات وبالقوة التي اظهرتها كان مدعاة ولا تزال للاعتزاز، الا انه يجب الاقرار بانها لم تضم مختلف التوجهات في الامة، وبالتالي كان ينقص المؤتمر الكثير لكي يحقق التمثيل القومي. اما كنسيا فالظاهر ان كل الحاضرين للمؤتمر اعلاه كانوا من كنيسة المشرق من اتباع المار ايشاي شمعون، ومالك خوشابا كان الوحيد الذي لم يكن من هذه الكنيسة، فهو كان من اتباع الكنيسة الانجيلية، والمؤتمر لم يضم كلدان ولا ارثوذكس او كاثوليك سريان في صفوفه، وهنا ايضا نقع في مطب ان المؤتمر لم يكن شاملا. اما عشائريا فالواضح ان المؤتمر كان يمثل مصالح عشائر على الاغلب، لانه ضم رؤساء العشائر ورجال الدين الكبار، فمثلا كان تمثيل برور وصبنا من خلال ماريوالاها وهو اسقف بروار، وغيب مرة اخرى دور اهل السهول والمدن والقرى الكبرى فيه. اذا يمكن القول ان مؤتمر ريشا داميديا كان مؤتمرا قوميا اوليا وفيه نواقص عديدة، بالرغم من ان مقرراته كان سيستفاد منها كل قاطني قضاء دهوك في حينها بالاظافة الى ان مقرراته لم تكن بعيدة عن الواقعية السياسية. وكان المؤتمر سيؤدي الى خلق كتلة موحدة وقوية برئاسة مار ايشاي شمعون، توازي قوة اطراف اخرى في المنطقة كالعشائر الكوردية. من هنا يمكن القول انه تنطبق على موقف مالك خوشابا مفهوم المصالح المغايرة وهو مصطلح سياسي بامتياز، اي يجب اخذه بنظر الاعتبار في الممارسة السياسية كامر واقع ،كما انه راي ان موقفه يحقق مصالح الاغلبية وليس موقف الاخرين، ولقد حاول ان يراهن على مفهوم الدولة العراقية الحديثة، مضحيا ببعض الامور التي اعتبرها مؤقتة، ولكنه اعتقد انه رهانه سيكسب الامة الكثير مستقبلا. والواقع ان رهان الطرفين الذين خرجا من مؤتمر ريشا داميديا متفقين واختلفا لاحقا لم يحقق اي شئ، فرهان العائلة البطريريكية كان من نتائجه اللاحقة ما حدث في سميل (على ان لا يفهم اننا نحمل نتائج المذبحة لهذه المواقف، لان قضية سميل ونتائجها يتطلب دراسة الوضع الوطني العراقي والجوار والوضع البريطاني والوضع الاشوري) ورهان مالك خوشابا افرزته الايام ايضا فاشلا لانه بالحقيقة كانت هناك صورة للدولة،ولكن لم تقم في العراق منذ تاسيسه دولة المواطنة ونتائج ذلك نراها الان. من هنا نرى بان محاولة البعض الصاق تهمة العمالة بمالك خوشابا ليست صحيحة وليست سليمة واضرت العمل القومي كثيرا. ان قولنا هذا لا يمنع من توجيه النقد لمواقف اتخذها مالك خوشابا او عائلة مار شمعون او مالك ياقو ، ولكن فهم الاتجاه على انه موقف سياسي نابع من رؤية خاصة يجعل مفهوم العمل القومي اوسع مما حاول او يحاول البعض تحديده. يبقى ان نقول انه من الواضح ان مالك خوشابا لا تنطبق عليه مفاهيم العمالة، هذا الشخص الشجاع والذي يدرك الجميع شجاعته في حروب اورميا وفي عملية اخذ الثأر، الا ان هذه الشجاعة تبقى شجاعة عشائرية، التي ترى الحق في صالحها وتاخذ قرارها دون ان تاخذ الكثير من الامور في الحسبان، وخصوصا ردة فعل الاخرين والتضحيات التي بمكن ان يتطلبها الموقف الشجاع. ويستوي في هذا الامر كل زعماء العشائر او الذين من خلفيات عشائرية قريبة. ويحضرني هنا قول مالك ياقول لنا في اجتماع ضمنا نحن اعضاء لجنة الشباب الاشوري في كنيسة مار عوديشو معه في عيد الميلاد عام 1973 انهم كانو يستبسلون في القتال من اجل تحرير جبل ما ولكنهم ما كانوا يعملون لاجل وضع مجموعة لكي تحتفظ به، اي ان عملية التحرير لم تكن لتحرير تربة وطنية بل عملية كر وفر عشائري، والفخر والصدى الذي يحدثه الانتصار الذي لم يكن تحسب نتائجه ولا فوائده.
في السبعينيات ايضا كان من الشائع ان يطلق على المرحوم شليمون بكو، رئيس اللجنة المركزية للطائفة الاثورية (كما سميت) بانه عميل للحكومة العراقية، هنا كما ترون كلمة عميل للحكومة (هناك انفصال واسع بين العراقيين بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية والسياسية والحكومة) لم يشعر العراقيين ابدا ان الحكومة تمثلهم او تمثل وطنهم، ان المعارضة والتي كانت على الدوام غالبية الشعب ولكن هذه المعارضة مختلفة الاتجاهات ومتعادية في الغالب، تتفق على ان من يعمل او يتعاون مع الحكومة هو عميل لها، ليس الشخص المدني الذي يعمل ويؤمن بمشروع الدولة القائم، بل حتى المنتسب الامني الذي تتطلب منه وظيفته القيام بالمهام الامنية مثل اعتقال المجرمين او متابعة اللصوص وغيرها كان يعتبر عميلا للحكومة ولم يعتبر يوما موظفا يؤدي واجبا وطنيا. لان جميع العراقيين واعتقد جازما السوريين واللبنانين يختلفون حول مفوم ماهية الوطن والمواطنية لحد العداء.
لقد كان السيد شليمون بكو رئيسا لهيئة مدنية ارتضتها الكنيسة لنفسها لادارة شؤونها، وهي اللجنة المركزية للطائفة الاثورية، وبحكم منصبه كان عليه ان يلتقي ويتلقى توجيهات الحكومة، ولم يدعي يوما بانه يقوم بثورة قومية او احياء الامة انه ارتضى لنفسه ادارة ماهو موجود، وباحسن السبل الممكنة مع مراعاة متطلبات الاخر الذي لايمكن ان تعارضه لاختلال موازين القوى الفاضح. ولكن نحن القوميين ولاننا رفعنا راية الامة والمطالبة بحقوقها وتحدي كل العالم من اجلها، حاولنا ان نضع الجميع في سلتنا، فاما ان يكونوا مثلنا في اندفاعنا وتهورنا احيانا او هم ليسوا بالامتنايي (بقوميين). وبالرغم من كل ما لحق بالسيد شليمون بكو وغيره بقوا يحفظون الود ويحترمون العلاقات الاجتماعية والاهم كان يهمهم الانسان الذي كان الكثيرمن القوميين مستعدين للتضحية به على مذبح الشعارات.
ان من اهم ما نخرج به هنا هو ان مفهوم الامتانيا او القومي قد تم تضيقه وجعل منه مفهوما اقصائيا وحدد من قبل تيارات قومية مختلفة، ولم يكن واسعا ورحبا ليضم مختلف الاراء والتوجهات، ان مفهوم الامتنايا صار مثل المفاهيم الايدولوجية الاخرى التي يتم تحديدها فوقيا من قبل قوى ترى بان لها وحدها الحق في تحديد من هو القومي الصحيح، بالضد من رغبات وتطلعات ابناء الامة بمختلف مشاربهم، الامر الذي نعانيه اليوم من النظرة المسبقة والمتشككة بالراي الاخر. ليس عيبا ان نعيد النظر بتاريخنا وندرسه على ضؤ ما بتنا نمتلكه من ادوات فكرية ومفاهيم سياسية حديثة، ولكن العيب ان نبقى اسرى للماضي بدعوة محاولة نسيانه، وكان البعض من خلال دعوة نسيان الماضي يحاول ان يمني الاخرين بانه قدم لهم ما لا يستحقون.
ان التركيز على الشخصيات الواضحة، والتي اعلنت مواقفها ورؤيها مهما اختلفنا معها، قد سمح لمن كان عميلا حقيقيا لحزب البعث واجهزته ولكل من حاول ان يندس في مجتمعنا محاولا زرع الخلافات والاحقاد، ان يقوم بمهامه دون ان يردع او يكشف. لان توجيه التهم لمن ينادي بموقف مغاير قد جعل الامة تلتهي عن حقيقة تعرضها لهجوم غير مرئي ادواته قد يكونون من ابناء الامة وكل ذلك مقابل مكانة او مال او اضطرارا ايضا.
ان من الاخطاء الكثيرة التي اقترفت في حق مسيرة حركتنا القومية هو قطع التواصل، وافتراض كل جهة انها تمثل الحقيقة، وعدم القدرة على سماع الراي المخالف، وهذا الامر يمنحنا الحق في القول ان الكثير من المفاهيم العشائرية والقروية والتي تخالف المدنية التي تتؤام مع الحركة القومية، ماتزال فاعلية في حياتنا اليومية رغم اننا بتنا نلبس احدث الازياء الاوربية. الامم الفاعلة تستفاد حتى من المخالفين ممن يعيشون على هامش الحياة فهي تحسب لكي امر حسابه، ولا تضحي بابناءها بسهولة وبيسر، بل تتمسك بهم وتمنحهم فرص العيش وقول ما يريدون، لانهم بالنهاية يريدون الخير لامتهم
الحركة القومية الأشورية…
نشرت في الآونة الأخيرة مقالات عديدة لكتاب مختلفين، ولكنها تتفق في الغالب في مسار واحد. إلا وهو تقسيم شعبنا (الكلداني السرياني الأشوري) وشرذمته وإزالة أي اثر للوحدة فيه، رغم كل علامات وحدة التاريخ واللغة والثقافة والمستقبل.
بدأت حركة الوعي القومي لشعبنا منذ منتصف القرن التاسع عشر، بفعل عوامل عديدة شرحناها نحن وغيرنا من الكتاب مرارا. وكانت حركة الوعي القومي هي الرد العملي لحالة الشرذمة التي كان أبناء شعبنا يعانونها. ومنها الانقسام العشائري والمذهبي والمناطقي. ولقد كان الرواد القوميون، باعتقادي منصفون ومحقون في اختيار التسمية الأشورية (ܐܬܘܪܝܐ) كإطار موحد لكل العشائر والمذاهب. بالرغم من إن التسمية الأخرى والموازية وهي السورايي لا تقل عنها صحة واحقيه إلا إن إلصاق التسمية بكنائس معينة كان يمكن أن يجعل بعض الأطراف حساسة منها. ولكن التسمية الأشورية ذات التاريخ الطويل والمجيد والتي تمكنت خلال عمرها الذي امتدت لما يقارب الألف عام، من تأطير هذه التسمية لتطلق على أبناء المنطقة التي حكمتها كلها وخصوصا بين النهرين وما جاورها وخصوصا في الشمال الشرقي والشمال الغربي من بيت نهرين.
بداء الإنتاج القومي الموحد، بشكل المقالات الدافعة لخلق الحماس والتآزر والتألف وتجاوز عوامل الانقسام التي فتت شعبنا. فكانت الصحف مثل ناقوشا وغيرها تعزز هذا التوجه. وبداء الشعراء في نشر قصائد والأغاني الحماسية لدفع الشباب ليكون مشاعل نشر الوعي وتحقيق الآمال والطموحات. وكانت الآمال والطموحات تتمحور كبقية الامم في تحقيق الاستقلال والحكم الذاتي وبناء حالة قومية تحافظ على أبناء الامة وتبني مستقبلهم الامن والقوي ولكل أبناء شعبنا ولاي كنيسة انتمى. كان أمام رواد حركة العمل القومي ما كان يحدث لأبناء شعبنا من المذابح ومنها مذابح بدرخان بك التي شملت مناطق واسعة ابتداء من بوتان وباتجاه الشرق، ولحقتها مذابح أمير راوندوز محمد كورا متجها نحو مناطق شعبنا في حكارى وجنوبا نحو مناطق زاخو وسهل نينوى ومارا إلي مناطق طور عابدين. وقد تم استغلال الانقسامات الطائفية والعشائرية في شعبنا في تحييد بعض أطرافة ومن ثم اكتساحه بعد التخلص من الأطراف الأخرى. وهكذا تم قهر شعبنا وتدمير وسلب ممتلكاته وسبي بناته وقتل واسر الكثير من أبناءه. كانت غاية القوميين تجاوز هذه الانقسامات وخلق حالة موحدة، ولم تكن غايتهم صهر طرف في أخر، بل وحدة، لأنه أساسا لم تكن هناك أطراف تختلف في التكوين لكي تنصهر، بل كانت الغاية تجاوز حالة إلى حالة اكثر تقدما وقوة ووحدة. وكان خيار التسمية الأشورية (ܐܬܘܪܝܐ) هو الخيار الملائم حسب اعتقادهم. ولان هذا الخيار وبعد أن تم إعادة تعميده بالمقومات القائمة من اللغة المحكية والعادات والتقاليد المتوارثة والتاريخ بما فيه تاريخنا المسيحي المجيد، فانه لم يعد فقط يشمل الفترة الممتدة من 1800 ق م إلى 612 ق م، بل شمل كل الحقبة من الفترة السومرية إلى المرحلة الراهنة.
ولان الوعي القومي هو دعوة وكل دعوة تبتدأ في زمن ومكان معين، وقد تنبت نتائجها في مكان اخز، هكذا كانت حركة الدعوة القومية الأشورية التي ابتدأت في ارمي ومناطق جنوب شرق تركيا الحالية وسهول العراق الحالي. إلا إن أول تحرك سياسي تحت إطار الدعوة القومية، كان في أورميا بتأسيس شوشاطا اومتنايا عام 1895 ومن ثم ما قام بتنظيمه البطريرك مار بنيامين شمعون، سليل البطاركة الشمعونين من عائلة أبونا الالقوشية العريقة. بعد ذلك في اورميا ايضا، وتلته في عام 1917 تأسيس أول حزب أشوري تحت تسمية الحزب الاشتراكي الأشوري، بقيادة الدكتور فريدون اتورايا. ومنذ ذاك توالت التحركات القومية لشعبنا تحت التسمية الأشورية أو الكلدواشورية، أو السريان الاشوريين، ومحاولة طرح قضية شعبنا أمام المحافل الدولية ولعل من اوائل هذه التحركات، التحالف مع الحلفاء في الحرب العالمية الاولى والجلسة المنعقدة في اورمي بحضور قناصل روسيا وفرنسا وموفد انكليزي، وتلتها مشروع اغا بطرس في مؤتمر السلام في عام 1919 وما طالب به مؤتمر راس عمادية (ܪܫܐ ܕܐܡܝܕܝܐ) لعام 1932.ورغم المذابح والقتل والتنكيل والإرهاب مثل مذبحة سميل فان الحركة القومية لشعبنا ، لم تخمد، بل استمر وتلونت باشكال مختلفة، اي بصورة نشاط ثقافي أو إنساني أو رياضي ، وكانت اغلبها تحت التسمية الأشورية وفي مختلف مناطق تواجد أبناء شعبنا. ففي إيران ابتدأـ حركة تحديثية قادتها اللجنة الثقافية للشباب الأشوري وقامت بإصدار مجلة كلكامش واصدرت كتب ومؤلفات باللغة السريانية الحديثة المحكية. وهكذا في العراق وسوريا ولبنان وحتى في روسيا لم تتوقف التحركات في إذكاء العمل القومي. في العراق ومنذ الأربعينيات تم تأسيس أحزاب سياسية أشورية مثل حزب الاتحاد والحرية الأشورية (ܚ ܚ ܐ) وتلته في الستينيات ما عرف باسم الصيعتا وفي نهاية الستينات 1968 انبثق الاتحاد الأشوري العالمي، الذي احدث انبثاقه صدى قوي على مستوى المنطقة، ومن ثم الأحزاب المتواجدة حاليا مثل الحزب الوطني الأشوري وبيت نهرين والحركة الديمقراطية الأشورية و المتغيرون زمنيا وغيرها من الأحزاب الأشورية التي انبثقت في السبعينيات، ومنذ ذاك، كانت هذه الأحزاب تضم مختلف أبناء شعبنا ومن مختلف الطوائف. وفي نهاية الستينيات حدث انقلاب 17 تموز والذي كان بحاجة إلي خطوات وممارسات جديدة لكي تمحي أو تزيل من الذاكرة السجل الأسود لحزب البعث وممارساته في عام 1963، فحدث الانفتاح السياسي وحاولت القيادة السياسية اتباع اسلوب اخر للحوار الوطني مع مختلف الأطراف. وكان عليها أن تتحاور مع شعبنا ولذا فأنها اختارت لذلك أولا قداسة مار ايشاي شمعون، ومن ثم حاورت الاتحاد الأشوري العالمي، ومع وفده برئاسة المرحوم مالك ياقو مالك اسماعيل. ومن هنا خرج البيان الخاص بمنح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية وتم تقديم مطالب شعبنا للقيادة السياسية وبشكل رسمي. وكل هذه الممارسات حدثت باسم الاشوريين بالاضافة الى تحركات جماهيرية وشعبية عملت تحت اليافطة الأشورية ومنها الاندية وحركة الطلبة الجامعيين الاشوريين، التي دخلت حوارات ونقاشات من خلال أعضاءها مع الاتحاد الوطني لطلبة العراق والاتحاد العام لطلبة العراق بصفتها تحرك يمثل الطلبة الاشوريين وكانت تضم من ذاك الحين من مختلف أبناء شعبنا. أو لجان الشبيبة الكنسية التابعة لكنيسة المشرق. كما شاركت احزاب شعبنا تحت التسمية الأشورية في الكفاح المسلح ضد النظام بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، ومنها بيت نهرين و الحركة الديمقراطية الأشورية والتجمع الديمقراطي الأشوري ومن ثم الاتحاد الديمقراطي الأشوري. ومن الطبيعي ان يكون لهذا الحضور والنشاط السياسي تأثيره على الساحة الوطنية والاقليمة، ولذا فانتشار واتساع دائرة المعرفة بقضية شعبنا تحت التسمية الاشورية اتسعت تبعا لهذه النشاطات، التي كان ولابد ان تكون مؤطرة بتسمية ما ولم يكن امام الرواد الا تسميات محددة للخيار بينها وهي السريانية (سوراي) والكلدانية (كلدايي) او الاشورية (اتورايي). وكل هذه التسميات تعبر عن حالة واحدة ومضمون واحد.
المثير هو انه في بداية السبعينيات وبعد ان تم تثبيت حق شعبنا التعلم بلغته من خلال بيان مجلس قيادة الثورة حول الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية، تدخلت اطراف اخرى ممن لم يكن لها اي اهتمام بالنشر وبتوسيع التعلم بلغة الام بل كانت تشجع صراحة التعريب. تدخلت لكي تفرض رؤياها في التعليم باللغة الادبية والتي لم تكن مستعملة في الحياة اليومية، رغم انه كان يمكن البدء باللغة المحكية والتي تكونت من مختلف لهجات شعبنا، ومن ثم يتم التطوير لتشمل اللغة الادبية او المصطلح تسميتها القديمة. ومن خلال هذا الصراع وصراع الخط وغيره تم وأد التجربة قبل ان تبدأ.
اذا ان الحركة القومية الاشورية ليست وليدة تحرك حزب معين، وليست ابنة 2003 كما يحلو للبعض، بل تمتد جذورها مع انتشار الوعي القومي في المنطقة متأثرا باوربا حال شعبنا كحال الكورد والارمن والترك والفرس. ولكن هذه الحركة مرت بمراحل مختلفة وقدمت التضحيات الكثيرة لكي تتمكن من ان تنموا وتبقى وتحاول ان تثبت شعبنا حرا في ارضه التاريخية. وهذه الحركة لم تولد لتضم ابناء كنيسة معينة وما كان بامكانها ان تنتظر مائة سنة او اكثر لكي تستفي ابناء هذا العصر عن اي تسمية يفضلون لكي تؤطر العمل القومي لكل شعبنا. اذا الاشوريين في مفهوم الحركة القومية الاشورية ليسوا اثنية مختلفة عن من يتسمى بالكلدان او السريان اليوم، الاشوريون هم كل هؤلاء. وان كان لاحد ملاحظات على التسمية فعليه ان يحترم جهد شعبه والتضحيات التي قدمت والمخاطر التي يتعرض لها من خلال كل من يريد ان يزيله من الوجود. لكي يرث ارضه ومكانته وتاريخه.
ان محاولة البعض اللعب على كلمات ومصطلحات لكي يحاولوا تمرير، ان هناك حقيقة اثنيات مختلفة تقسم هذا الشعب وتحوله الى اقسام متصارعة، هي في الحقيقة المشاركة الفعلية في وأد حلم امتنا او شعبنا في ان يكون حرا وسيد نفسه. وبعد ان ادرك الجميع ان اللغة الواحدة تلمنا وتشملنا، ولا يمكن المجادلة في وحدة تاريخ شعبنا، يحاولون التسويق للتعدد الاثني بحجة ان وحدة اللغة والتاريخ والجغرافية لا تعني بالضرورة وحدة قومية او اثنية.
ان المؤمنين بالاشورية كتسمية تؤطر العمل القومي لشعبنا، لا يمكنهم في اي حال من الاحوال، التمييز بين المنتمين الى الحركة القومية على اساس طائفي او كنسي، لان اي تمييز على اساس ذلك يعني التسليم للطائفيين بالاحقية او مشروعية ما ينادون به. ولكن الطائفيين يمكن ان يقعوا في شر اعمالهم وسيذهب شعبنا ضحية مثل هذا الشر، حينما يتم تجريده من كل فعل قومي حقيقي وخصوصا انهم سيصدمون في تعريف ذاتهم للعالم وللمنتمين الى تحركهم، حينما لا يمكن التمييز بين الناس على اساس الانتماء الطائفي في الحياة اليومية، بل فقط حينما يتجه الى الكنيسة.
لقد قدمت الحركة القومية الاشورية مخارج متعددة لتحقيق وتأطير العمل القومي لشعبنا، وذلك لكي يتمكن من ان يحصل عليها ويجسدها قانونيا وفعليا. وذلك من خلال القبول بالتسمية الثلاثية القانونية، اي (الكلداني السرياني الاشوري) وهذه التسمية هي تسمية تسري في اروقة الدوائر الرسمية وما يخرج منها من الوثائق، ولكنها ليست ملزمة الاستعمال كلما سئل الفرد عن قوميته. فيمكن وبكل بساطة ان يقول كلداني او سرياني او اشوري حسبما يشاء ولكن قانونيا سيتم ادخاله في خانة الكلداني السرياني الاشوري. ان تقسيم شعبنا، سيعني ان امكانية تجسيد حقوقه ايضا سيتعرض لخطر عدم التحقق، لان القانون في الغالب يشترط توافر نسبة معينة من ابناء شعبنا لكي يتم تجسديد المقررات القانونية. او لكي يتم تفعيل بعض الحقوق، مثلا التعليم والتعلم بلغة الام. كما ان تقسيم شعبنا وقد يلحقة تقسيم اسم اللغة وبالتالي امكانية عدم تنفيذ حق التعليم والتعلم. كامثلة لما يمكن ان يحدث في حالة تقسيم شعبنا.
ان البعض لا يزال يعيش في وهم انه الاكثرية، معتمدا على الواقع الكنسي، متناسيا انه حتى هذا الواقع قد تغيير بعد موجات الهجرات المختلفة التي عانى منها شعبنا، وبعد عملية انتشار الوعي القومي بوحدة الكل. واذا كان هذا البعض قد تمكن من حصر ابناء الطائفة في الكنيسة وانها الوحيدة التي تمثلهم، ومع الاسف ان بعض الكنائس لم يكن لها اي مانع في ان يعرف المنتمين اليها على انهم عرب او كورد ليس الا. ان هذا البعض وفي ادعاء كاذب بمحاولة صهر او التهميش، لم يعد حقا يدرك معنى الكلمات او المصطلحات، فهو يقبل ان يكون كورديا او عربيا، بما يعنيه ذلك من احتمالية كبيرة لتغيير اللغة والعادات والتقاليد والانسلاخ من تاريخه واحتمال ذوبانه في هذه التسميات. ولكنه لا يقبل التسمية المشتركة والتي تعني الحفاظ على كل ما يدعية من مميزات اثنية خاصة به. لا بل ان تاريخ الكنيسة التي تمثلهم حسب اعتقاد البعض لا يبرز لنا اي مطالب للحفاظ على اللغة والعادات والحقوق. ولعل موقف الكنائس ابان ازالة اكثر من مائتي قرية لابناء شعبنا ابان الانفال وصمتها المريب، بما كانت تضمه هذه القرى من الاديرة والكنائس التاريخية ويعتبر بحق ارث انساني، يظهر ان الدفاع عن التمايز الاثني بين مكونات شعبنا الغير الموجود الا في المخيلة، ادعاء كاذب حقا. اليوم وفي الحالة التي يعيشها شعبنا من التشتت ، بات من الضروري الانتباه للمحافظة على لغته وتراثه وتواصله، فابناء شعبنا ان لم يتواصلوا مع بعضهم البعض بمختلف انتماءاتهم الكنسية، فسينصهرون في الشعوب التي يعيشون بينها. وحينها لن تفيدنا الحروب المفتعلة الحالية.
18/01/2018
من هم اعداء شعبنا؟
سؤال يتبادر الى الذهن دائما حينما نسمع من بعض النشطاء وهم يكررون مرة بعد اخرى، هذه الكلمة اعداء شعبنا يريدون القضاء علينا. الحقيقة العداوة ايضا لها مسببات، ولا يمكن ان تظهر بدون اي سبب. ولعل اسهل اسباب العداوة الطمع بما تملك، وقد يتطور الامر بسبب النزاع على ممتلكات او لاسباب دينية او تاريخية. كل هذه يمكن ان تكون اسبابا للعداوة، حتى بين شخصين فردين، ولكن العداء بين شعبين قد يكون كما في حالتنا لاسباب تاريخية. كان يكون مترسخا في عقول احدهم المأسي والحروب والمذابح التي حدثت في التاريخ من شعب ضد شعب اخر. وهذا الامر يمكن تلمسه من شعبنا وموقفه من الشعب الكوردي والسلطة العثمانية والحركة القومية التركية، جراء ما حدث في التاريخ القريب والممتد لمائتي سنة الماضية. والحقيقة لانه الباقي في الذاكرة، او الذي تمكن شعبنا من الاحتفاظ به مكتوبا. ولكن مثل هذه الاحداث حدثت بين شعوب اخرى ايضا، وشعبنا عانى كثيرا في مناطق اخرى، فبعد ان كان الاكثرية في المنطقة المعروفة بالعراق وسوريا الحاليتين تحول الى اقلية، بفعل الضغوط والمذابح والقوانين المجحفة. وكمثال ان الشعب الالماني والفرنسي عانا كثيرا من العداء التاريخي بينهم، لحين قدوم كونراد اديناور والجنرال شارل ديغول وتمكنا من تجاوز هذه المرحلة بحلول مبتكرة وبنشر فكر انسانوي ونشر التاريخ كما حدث وتقبل ما حدث، لانه لم يعد من الممكن تعييره.
نحن كشعب، لا زلنا لا نملك قيادة موحدة ولا دولة لها مصالح محددة لكي يمكن ان تحدد مصالحنا الاستراتيجية وعلى ضؤ هذه المصالح يمكن تحديد العدو من الصديق. في عنوان لمقاله قال الاستاذ انطوان صنا (لا اصدقاء لشعبنا في الوطن)، وهو صحيح، فمن يكون صديقا لجهة لا يمكن ان يستفيد منها باي شئ. نحن مع الاسف حتى القوى التي نملكها والتي يمكن ان نسوقها لنكسب الاصدقاء، نفرط فيها وندمرها. لان عدونا الاول هو نحن!
لنأتي الى الارض التي نتباكى عليها، هذه الارض تركناها في الغالب اثناء ثورة ايلول ضد الحكومات العراقية المختلفة. نعم تعرضنا للاعتداء من قبل اذناب السلطة وخصوصا من قوات الجتا، ولكننا لم نرتبط بالارض. بل تركناها واغلب من هاجر لم يتعرض لظلم مباشر. لنتذكر الهجرة الكبرى التي ابتدأت في عام 1973، حينها شخصيا ورغم صغر سني القيت كلمة في لجنة الشباب الاثوري في كنيسة مار عوديشو على اعضاء اللجنة عن الهجرة ومخاطرها، ولم نكتفي بذلك، كنا كاعضاء للحزب الوطني الاشوري نبشر ضد الهجرة وضرورة التشبث بالبقاء، واذكر ان لم تخني الذاكرة اننا دعونا الاستاذ خوشابا سولاقا لالقاء محاضرة قومية في لجنة الشباب وكانت حول الهجرة ايضا. ورغم نشاطنا كحزب وكلجان الشباب وكالنادي الثقافي، الا ان تلك الهجرة كان لها تاثير كبير في خلخلة اوضاع شعبنا الديموغرافيا. وكانت بلا اسباب مباشرة ابدا. فالحكومة كانت لا تزال في سلام مع الحركة الكوردية والحزب الشيوعي يعمل علنا، والوفد الاشوري كان قد قدم للتفاوض حول حقوق الاشوريين مع الحكومة العراقية، والمار شمعون كان قد رفض وعلنا عرض الحكومة العراقية. الحكومة العراقية اخذت خطوة واحدة نشرت الدعايات وسهلت عملية الخروج، بحيث انها كانت تننح جوازت السفر حتى لمن لم يكن يملك شهادة الجنسية العراقية، وتلقفها شعبنا. من كان سبب هذه الضربة القاضية على شعبنا؟ الم نكن نحن، علما ان المهاجرين في تلك الفترة او غالبيتهم كانوا من المتعلمين، ومن الطبقة المتوسطة.؟
في ظروف الحرب العراقية الإيرانية، تأسس لشعبنا تنظيمات سياسية، كان يمكن ان تكون ذات دور فاعل في تحديد مستقبل افضل لشعبنا، كالحركة الديمقراطية الاشورية وكبيت نهرين وكالتجمع الديمقراطي الاشوري، ومن ثم الاتحاد الديمقراطي الاشوري، هرب الالاف من شبابنا من الحرب والى ايران ومروا بهذه التنظيمات، ولم يلتحق بها الا ما ندر. لو كان لنا الف او اكثر من المناصرين والفعالين الحاملين للاسلحة، لكان ميزان القوة افضل بكثير لنا. ولكن بقى عشرة الى عشرين في الحركة ومثلهم او اقل في التجمع وفقط. علما ان اغلب من عبر الى ايران كان من حملة الشهادات. نعم كانت هناك مشاكل، الا ان الكثرة احيانا تتغلب على المشاكل، ولعل قلة العدد، وقلة الموارد، كانت سببا، لعدم احتسابنا في جبهة جود، والتي قلت في اجتماع مع عضو من اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني، ان لم تقبلوا التجمع، فنحن لا مانع لدينا لقبول الحركة. ولكنا كنا ضعفاء وقليلي العدد.
حينما تحررت المناطق من سلطة صدام، واذا كنا نبكي على الارض التاريخية وحقنا المسلوب، كم منا عاد الى هذه الارض، كم منا اشترا منزل او ارض او اقام مصلحة او مصنع؟ كم حزب من احزابنا العالمة هناك دعا الى استثمار حقيقي في المنطقة، عدا شعار رفعه الحزب الوطني للدعم ولم يرد ان يسمع احد، لان الجميع انتشوا ببطولات متخيلة تم سوقها. لو كنا على الاقل نشكل عشرون بالمائة من سكان المنطقة الان، لتغييرت موازين كثيرة. لتودد الناس الينا، ولقدموا لنا التنازلات، عشرين بالمائة، ومع الة اعلامية واقتصادية مخطط لها، لكانت عملت الكثير الكثير. ولما حاولنا معالجة خيباتنا بتاريخ مضى وبعضهم لا يزال يتغني به ولكن كل الفرص استزفناها ونحن نهرب.
في السياسة الصداقة تعني المصالح، السياسيين ليسوا رؤساء منظمات حقوق الانسان، انهم يريدون ان يترجم كل شئ الى اعداد، اعداد الاصوات، اعداد البنادق، اعداد الدولارات، من هنا تنبع الصداقة السياسية، اما ان نتصورها كالصداقة بين شخصين فهو وهم، حتى بين شخصين يجب ان تكون الميول مشتركة اي هناك نوعا من المصلحة. فهل فكرنا ويفكر من يدعو الجميع اعداء شعبنا حقا. وباي حق، يسمح كل واحد ان يحدد اعداء شعبنا وكانه القيم على الشعب.
نعم لنا حقوق، ولنقولها بصوت عالي نحن نريد حقوقنا ومساواتنا، ونطالب بمشاركة ممثلي شعبنا في التخطيط وتنفيذ السياسيات، وفي تمكينه من تطوير ثقافته والمحافظة على هويته. ولكن لكي نفرض هذه الحقوق على الاخر، اليس مطلوبا الاتحاد حولها. يقول السيد كنا ان السيد مسعود البرزاني قال له، انه مؤيد لوحدة شعبنا، ولكن ماذا يفعل لو انه في زاخو التقى مطرانا فقال له نحن لسنا منهم نحن سريان، وعنكاوا التقى اخر فقال له نحن لسنا منهم نحن كلدان، الا ينطبق المثل الاشوري علينا كوزا مكاوي كي خارو (الجوز من الداخل يفسد). ابسط مفاهيم السياسية، تقول انه ليس مطلوبا من الاخر ان يكون اكثر قومية منك، وخصوصا هو من شعب وامة اخرى. نحن نطالب الاخرين وبكل انقساماتنا ان يقروا ما نريد، وكل منا وكل تسمية وكل حزب حسبما يريد.
نحن بامس الحاجة الى الأصدقاء، وليكن شعارنا كيف نخلق الاصدقاءـ وكيف نبني الصداقات، وكيف نكسب الاصدقاء. لكي نتمكن وبمعيتهم ان نبني مستقبل مستقر، قد يمكن لابناء شعبنا الباقين على الارض، من ترسيخ وجودهم وتطويره، ونحن سنكون عضدهم.
ولكن لكي نكسب الأصدقاء، علينا ان نتعلم كيف نتحدث، كيف نطالب، اصدقكم القول، لو اننا قدمنا ملفا كاملا وموثقا باملاكنا الفعلية والمتجاوز عليها وبشكل قانوني، وقلنا ان اصحابها سيسكنوها حالما يتم حل التجاوز، فان الكثير من ذلك سيحدث. ولكن للدول مسؤوليات تجاه شعوبها، الشعوب تريد ان تاكل وان تشرب وان تزرع، فمن الصعب منع انسان من زرع اراض صالحة للزراعة متروكة، لان اصحابها بعيدين عنها، انه امر، لا يمكن لاي دولة ان تتركه. لان اي منتوج يدخل في النهاية في الميزانية بهذا الشكل او اخر.
وفي مسألة المثارة حاليا وهي الاستفتاء، قانونيا العراق منح حق تقرير المصير للكورد، وهناك العشرات من الاتفاقيات بين الاطراف تتضمن مثل هذا البند، ما حدث انه يمكن معارضة الاستفتاء، لانه كما هو حق للكورد، فالرفض كذلك حق للناس للتعبير عن رايها بالموضوع، ولكن عندنا ظهر وكانها هستيريا عدائية. في المقابل كان يجب التاكيد على ان اجراء الاستفتاء وتايدنا له مشروط بتلبية حقوقنا المشروعة. ومنها التجاوزات، وتسمية الدولة والمسأل التربوية وحق المشاركة في القرار والتنفيذ، وتعديل القوانين للتوافق مع تطلعتات شعبنا وهويته القومية والدينة. السياسية وكل سياسي يفهم انه في مراحل التغييرات تحدث المطالبات الكبرى وتحدث المساومات الكبيرة. فهل تحركنا كذلك. يقول السد كنا ان السيد مسعود البرزاني طلب منه ان يجتمع احزاب شعبنا ويحددوا مطالبهم ويقدموها، فهل سيجتمعوا ويحددوا المطالب بشكل واضح سواء على ضؤ بروكسل او المطالب السابقة. وهل سيقدموها وفي علمهم انهم يمارسون عملية سياسية، وليس مثاليات منظمات حقوق الانسان. لنرى هل سنبحث عن اعداء شعبنا، ام علينا ان نكسب الاصداقاء، وبالسياسة. ام اننا بارعون في تضييع الفرص.
09/08/2017
المشاركة في اللعبة السياسية
لم يشارك شعبنا، سواء من خلال الافراد او من خلال تنظيماته سياسية، في اي قرار سياسي يتعلق باي قضية اجتماعية او سياسية او اقتصادية او قانونية، على مر تاريخ العراق. سوى النادر منها، وهي المتعلقة بقضية التسميات وغيرها التي تم معالجتها بحسب اجتهادات انية ومصالح تعتمد على موازين قوة، لم تكن تعبر تعبيرا حقيقيا عن مطالبات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
لا يخفى على احد ان احقاق حقوق اي شعب، لا تعتمد على اقرار فقرة من الفقرات، بل تعتمد على مجمل المتطلبات الحياتية لشعب ما. وفي الوقت الذي لا يمكننا فصل الكثير من المتطلبات الفردية لكل ابناء العراق، وخصوصا من ناحية الحريات والاسعار والرواتب وتوفر الخدمات الاساسية. الا انه حتى في مثل هذه المتطلبات قد يكون هناك تباين ما، وخصوصا ان اغلب ابناء شعبنا يحسب من الطبقة الوسطى، هذا ناهيك عن المتطلبات المتعلقة بالبنية الثقافية والاجتماعية والقانونية والسياسية.
كانت اولى بوادر اشراقة مرحلة جديدة في تاريخ العراق وتاريخ شعبنا من ضمنه، اقرار اقامة المنطقة الامنة ومن ثم اقامة ادارة لتمشية الامور في المنطقة، حيث كان هناك امل ان يكون لشعبنا وقواه السياسية المتمثلة حينها بالحركة الديمقراطية الاشورية، دور كبير، يتلائم مع قوته ليس العددية فقط، بل قوته المهجرية المتطلعة الى الدعم والمساندة. الا انه مما يؤسف له، انه تم استنزاف هذا الدور من خلا اشعال صراعات داخلية غير ضرورية لا بنائة.
من خارج المشاركة السياسة حينها حاولت اطراف العمل من اجل رفد، المؤسسة السياسية القائمة، سواء البرلمان او المجلس التنفيذي او القيادات السياسية، باراء ومطالب لتحقيق بعض المطالب التي تساعد في مشاركة شعبنا السياسية، الا ان المشارك السياسي باسم شعبنا كان في واد اخر، ولم يعر هذه المحاولات اي انتباه، بل اختصر اغلب عمله في الشأن الداخلي وتصفية حسابات وصراعات وهمية، لم تكن اي منها تمتلك واقعا مجسدا.
لقد هللنا ودعمنا واغلبنا وبقدر المستطاع لاقامة المنطقة الامنة واقامة حكومة اقليمية ادت فيما بعد الى قيام حكومة الاقليم، وكذلك دعمنا وفرحنا بتغيير النظام الذي اتى من خلال الدعم الخارجي. ولكن هذين التغييرين لم يحققا لشعبنا المشاركة في القرار السياسي لقيام عراق تعددي يضمن حضورنا في المشهد السياسي والاجتماعي. ولم يتمكن العراقيين من الاستفادة منهما في اعادة تشكيل عراق يتطلع الى المستقبل. بل ان ما حدث هو انفجار لكل المخاوف المتبادلة وخروجها من قمقمها وتطلع كل طرف الى القضاء على الطرف الاخر. وظهر بوضوح هذا الامر من خلال محاولة اطراف من السنة والشيعة للتخلص من الاقليات المتواجدة بينها مثل ابناء شعبنا والازيدية والصابئة المندائية ومن ثم الالتفات للتخلص من الدخيل في الاكثرية من الطائفة المقابلة. وتم تهجير ابناء شعبنا من البصرة ومناطق في الانبار ومناطق من بغداد وديالي واستهدفوا بضراوة في الموصل، وفي الاقليم كان ما حدث في زاخو ومناطق من دهوك، انذارا باننا نعيش في حالة يمكن ان يقوم الغوغاء فيها باستهدافنا بسهولة تامة. اي ليس لنا اي غطاء وحتى المعالجة لم ترتقى الى مستوى المخاوف والوقائع.
على رغم من كوننا مكونا صغيرا عدديا، مقارنة بالشيعة والسنة والكورد، الا انه يبقى اننا مكون متميز. وكوننا مكونا متميزا بميزات خاصة به، كان يتحتم مساواته في الدستور مع بقية المكونات، ليمكن القول اننا نرمي الى بناء عراق جديد خال من الظلم والتهميش. الا انه تم تجاوزنا كليا واقصاءنا ليس اعتمادا على الالية الديمقراطية، فهم يقولون بمشاركتهم كلهم رغم اختلاف قوتهم العددية. فيما تم محاولة تعديل وضع الاخوة التركمان من خلال القانون الصادر من البرلمان باعتبارهم المكون القومي الثالث بعد العرب والكورد. وعليه فمن واجبنا العمل بكل الطرق لتحقيق مساواة مكوننا مع المكونات الاخرى حفاظا على مصالح ابناءه، وهذا يتحقق بمشاركتنا بفعالية في اللعبة السياسة اليومية الجارية في العراق كله و الاقليم ايضا وعلى مختلف الصعد. ففي السابق كان ممثلونا في السلطة التشريعية او التنفيذية الاة صماء حين تعلق الامر بتوزيع السلطة وقوتها وتحديد الاوليات الوطنية والميزانية وحتى العلاقات الداخلية او الخارجية، هذه الامور التي تؤثر تاثيرا كبيرا في دورنا في الوطن. وهنا تذكرني صورة تكررت مرتان وهي ان بعض ممثلوا شعبنا لم يرفعوا اصبع الاعتراض الا حينما بينوا معارضتهم لتوزير احد ابناء شعبهم من غير تنظيمهم.
وعلى الرغم من ما ينشر من ان اللعب مع الكبار يفقد الصغار كل مقومات استقلالهم، الا انه بات واضحا ان سكوتنا وصمتنا والقبول بالفتات لم يرضى عنا الاطراف الاخرى، التي تحاول قضم كل ما نملك لحد تجريدنا من كل مقومات الحياة. ولذا فانه بات اليوم مطلوبا منا تقوية دورنا في العملية السياسية، لكي نتمكن من تقوية وتطوير حقوق شعبنا ومكانته بين مكونات العراق. وهذه التقوية ستكون بمختلف الطرق واحداها تكوين قوى خاصة بشعبنا، باعتبار شعبنا قوة واحدة وان اختلفت اطرافه سياسيا.
واذا كان الدستور العراقي قد تم تلغيمه ويصعب اجراء اي تغيير فيه، فاننا يجب ان نتحرك على الابواب المتبقية لكي نتمكن من تقوية دور شعبنا وقوته السياسية. من خلال وحدتنا والعمل كخلية واحدة لتشكيل المجلس الاتحادي على اساس المكونات وليس على اساس الاقاليم والمحافظات. وهذا يعني ان يكون ممثلوا كل المكونات متساوية القوة التصويتية والمكانة وان يكون هنالك ضمانات مثل حق الفيتو وان اعتبره البعض معيقا. او وضع قوانين دستورية ملزمة لا يمكن المساس بها من اي طرف، مثل ميثاق حقوق الانسان واعتباره جزء من الدستور بكل مكوناته، من الاسس الديمقراطية والحريات الفردية والمساواة في كل النواحي، يعتبر من القوانين التي لا يمكن المس بها في مختلف المراحل. بالطبع مع موازاة ذلك بالمطالبة بمشاركتنا بفعالية في المؤسسات الدستورية الاخرى مثل المفوضية العليا للانتخابات في العراق او في الاقليم، او غيرها من المؤسسات السياسية المستقلة.
لقد تبين ان العرب بشيعتهم وسنتهم والكورد على الاقل قد وضعوا استراتيجية خاصة بهم، وهي لا عراق بدون كامل حقوق مكونهم، وهو حق تمام لا يمكن المجادلة فيه، وعليه مثلهم من حقنا ان يكون لنا دور لاننا جزء من العراق، وما نريده لا نسرقه من الاخرين، بل ان عدم الاقرار بما نطالب به يعني سرقة حق مشروع لنا ومنحه للاخرين.
3 كانون الأول 2014 عنكاوا
ماذا عن ارادتنا المشتركة، عن بدائلنا؟
لايمكن لاي شعب ان يحقق انجازات مهمة وحقيقية، ان لم تتحد غالبية قواه السياسية والاجتماعية والثقافية في اطار يؤدي الى استنهاض هم كل مواطن نحو الهدف المعلن. فما بالنا ونحن لا نواجه هجمة خطرة قد تزيل كل وجود لنا في ارض شعبنا الاصلية فقط، بل هناك توقع واسع ان المنطقة قد تنخرها الانقسامات والتغييرات الجغرافية ان لم يكن بشكل رسمي ولكن بشكل فعلي او امر واقع. ولذا قلنا في مقالنا السابق ان ما بعد 10 حزيران لن يكون كما قبله، كما كان ما قبل 6حزيران 1967 ليس كما قبله بل طالت المنطقة تغييرات واسعة وتوجهات جديدة سادت الفكر السياسي.
بغض النظر عن ما سيقوله غلاة الاشورية من ان شعبنا هو صاحب الارض واننا مللنا من الخطاب المكرر والذي لن يستفاد منه شعبنا شيئا. ماذا علينا ان نفعل؟ هل نفتت جهدنا ونتطلع صوب بغداد او جنوبا اكثر لكي ياتينا الانقاذ؟ ام علينا ان نفكر بالبدائل الواقعية القائمة او التي يمكن ان تكون بدائل في حالة اننا لم نخسرها. حاول البعض وبسذاجة لعب الورقة اعلاه من خلال اتهامات وجهت لاطراف معينة بالاعتداء على ابناء شعبنا. وبالرغم من اننا ندين مسبقا كل اعتداء واهانة او اعاقة او اي مؤثر يؤثر سلبا على ابناء شعبنا وطموحاته، ولكن تحميل الامور ما لا تتحمل ومن ثم اعادة تفسيرها بحادثة منعزلة ان كانت قد حدثت فهي مدانة بالتاكيد، باعتقادي لعبة غبية ولا تقدم ان لم تؤخر.
باعتقادي كان موقف البشمركة في حالة قضية بغديدا سليما من ناحية النيات وقاموا بواجبهم كما صمد الكثير من ابناء شعبنا في قصبتهم دفاعا عنها او اصرارا على البقاء على ارضهم. وهذا لا يعيب وقوع اخطاء في الممارسة او في التخطيط او التصريح. ولكن بالتاكيد ان حراس الكنائس المتسلحين باسلحة بسيطة لا ينتظر منهم مواجهة جيش يقوم باستعراض استيلائه على الدبابات وصواريخ سكود، وله دوافع دينية مقيتة ضد الاخر. من هنا هل يمكن لقياداتنا وبعيدا عن اي مزايادات يونادمية او غيرها لتحقيق رؤية موحدة يمكن العمل عليها ام لا؟ هذا هو السؤال الذي علينا الاجابة عليه؟
لقد تم طرح مسألة حق تقرير المصير لشعب كوردستان ليس الان ولكن مرارا وكل الاحزاب الوطنية العراقية قد اقرت هذا الامر ضمن اتفاقياتها مع الاحزاب الكوردستانية. وان كانت في ذلك الزمن تعتقد انها تمارس لعبة لن يأتي زمانها، فها هي السياسة الخاطئة والغير الحكيمة للسيد رئيس الوزراء العراقي الاستاذ نوري المالكي تصلنا بسرعة البرق الى هذا الاستحقاق. ان لم يكن واقعيا وممكن التطبيق دوليا، فهل هناك مانع من تحققه على الارض بشكل امر لا مفر منه دون الاقرار العلني به؟
لقد طرح السيد رئيس اقليم كوردستان الاستاذ مسعود البرزاني، وبشكل مباشر حق شعب اقليم كوردستان تقرير مصيره من خلال استفتاء يقوم به البرلمان وان وافق هذا البرلمان على نتيجة الاستفتاء. التي تتفق غالبية المحللين على انها ستكون لصالح اعلان الاستقلال، فانه سيكون ملزما لرئاسة الاقليم والحكومة تحقيق ذلك باعتباره رغبة الشعب.
اين نحن من ذلك؟
قد لا يعرف الكثيرين ان غالبية اراضي شعبنا وقراه واصول سكانه هي من ضمن حدود اقليم كوردستان الحالي، اي عدا سهل نينوى، وكان موقف البشمركة خلال هذه السنوات موقفا جيدا ولصالح ابناء شعبنا في سهل نينوى من ناحية توفير الحد الادنى من الامن والاستقرار فيه. والموقف الاخير في بغديدا كان اخر شهادة على ذلك. الاقليم يطالب بضم هذه المناطق الى اقليم كوردستان باعتبارها امتدادا حغرافيا وسكانيا لاقليم كوردستان، بالطبع ليس كل ما يشتهيه المرء يدركه، فالمساومات السياسية قد تفرض التخلي عن هذا المطلب او ذاك لصالح تحقيق مطلب اكثر اهمية. ان سهل نينوى ليس ايقونة مقدسة في اجندة الساسة في اقليم كوردستان في حالة عرض مطالب او تحقيق مطالب اخرى.
ولكن في حالة تمكن هؤلاء الساسة من الحصول على تاييد حر ونتيجة لتوافق المصالح من قيادة مشتركة من احزابنا، فاني اعتقد ان هذه القيادة او الساسة لن يفرطوا في هذه الورقة التي يمكن استعمالها دوليا لصالح تحقيق مصالحهم. وهذا لا يعني الاستسلام لمطالب الساسة الكورد، بل محاولة وضع رؤية لمستقبل دور شعبنا في صنع القرار وطريقة ادارة اموره لو تحقق الامر.
من هنا لو كان سياسينا جادين عليهم اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق الاجماع والكف عن الصراع الطفولي الذي تطرحه اطراف في الحركة الديمقراطية الاشورية. وكانها صاحبة الفضل بعد موافقتها على طرح الذي تمر تكراره من عدة اطراف في شعبنا وعلى مدى سنوات وكانت هي الوحيدة مع بعض الاطراف الانفصالية في شعبنا تعترض عليه. ان على قيادة تجمع احزابنا ان تجتمع وان لا تنتظر دعوة البدء من هذا الطرف او ذاك، بل يكفي ان يقوم احدهم بالتحرك لتحقيق الاجتماع وذلك لفقدان التجمع اهم اسس الوحدة وهوي السكرتارية الخاصة به، تقود العمل في مثل هذه الحالة.
فهل ننتظر من السيد ضياء بطرس مثلا بصفته المتعلقة بحقوق الانسان في الاقليم دعوة هذه الاطراف للاهتمام بمصير الانسان الذي تدعي هذه الاحزاب الدفاع عنه. ام ان انها ستتمكن من تجاوز هذا العائق وتجتمع بحضو كل الاطراف بما فيها ابناء النهرين والحزب الديمقراطي الكلداني وتقرر الصالح والموقف الواجب اتخاذه.
وبعيدا عن اي امال كاذبة فانني اقول ان الامور الحالية او التي نراها بالصورة الحالية، قد تختلف تفاصيلها كليا بعدة فترة قصيرة. فقد تظهر قوى جديدة ترث الحالية او تزول دعاوي لصالح اخرى، ولو اعدنا النظر لما حصل من الاحداث في لبنان بعد 13 نيسان عام 1975 ولحد الان سنجد العجب من التحالفات التي قامت بين الاطراف المختلفة والتغييرات التي حصلت على ارض الواقع. من هنا نقول ان تحصين وجود شعبنا وتقويته وامكانية ان يكون له دور مستقبلي وطني واقليمي امر ضروري لكي نخرج من المنتظر باوراق اقوى وليس بخسائرة قد تقودنا الى خسارة الوجود.
6 تموز 2014 عنكاوا
زوعا تطور نوعي
اطلعت على البيان الصادر في 27 حزيران 2014 عن اجتماع اللجنة المركزية للحركة الديمقراطية الاشورية المنعقد في دهوك. لا اخفيكم القول انني شعرت بنوع من الارتياح حيال ما ورد فيه. بقدر شعوري بالاسى والحزن لتاخر الكثير من المواقف الايجابية سنوات طويلة، وخصوصا ان هذه المواقف تم المناداة بها، ولم تكن تختلف عن الواقع الحالي الا بان الوجه الحقيقي للارهاب تبين بشكل مباشر ولم يتخفي بالف برقع وبرقع. ليس بالضرورة ان تتفق ارأنا لحد التطابق كما درجت عادة اللقاءات العربية، والتي تدعي تطابق وجهات النظر. بل من الضروري ان نتفهم دوافع الاخر في نقاط الاختلاف. وليس من الضروري ان نتحد في كل الامور. ولكن المصير ليس قابل للاختلاف، وليس كل ترحيب بخطوة ما، على انه اعلان لنسيان الماضي. ولكن ما نراه ايجابيا يجب ان يدرس ويقوم وينشر وينقد ايضا في النقاط التي نراها غير متوافقة مع الظروف او حقائق الواقع.
الحقيقة التي يجب ان يدركها اغلب سياسينا، هي ان الارهاب نتيجة وليس وليد صدفة. انه نتيجة ثقافة كره الاخر ورفضه، وما الادعاء بقبول هذا الاخر الا كذبة كبيرة، تؤكدها حقائق التاريخ الملون بلون دماء شعوبنا المختلفة عن الفئة الحاكمة. وبالتالي فان الصراع الذي برز علنيا وبشكل مباشر، ليس وليد مخططات خارجية، وانما هذه المخططات استفادت من واقع حال، لم تحاول اي حكومة في المنطقة معالجته على مدى ما يقارب اكثر من تسعون سنة هو عمر الدولة العراقية. فالصراع السني الشيعي كان على الدوام هو البوصلة التي تحدد سياسة المنطقة، وان تغلف احيانا وتلبس شعارات توحيدية تحت راية الامة العربية. كما ان الاختراق الامني الذي نحب ان نردده وكانه حالة شاذة لواقع وطني جميل وبراق. هي حالة اعتيادية في ظل التوجهات الطائفية والصراع الطائفي الذي يلبس كل تحرك سياسي في المنطقة من اكثر من الف سنة. ان احد مشاكل العراق المزمنة هي عدم وجود رؤية وطنية حقيقية. بل كل طرف يحاول ان يفرض رؤيته على انها رؤية وطنية مستعينا بالقوى الخارجية او بالقوات المسلحة التي كان يجب ان تبقى بعيدة عن اي صراع داخلي لو امنا حقا برؤية وطنية موحدة. فالاختراق هنا هو تعبير عن الخوف على ما بات شبه هوية. فرغم مشاركة العرب السنة والعرب الشيعة باللغة الواحدة والكثير من ما يوحد، الا ان صراعهم الطائفي له الاولية. والتحالف مع الاخر من نفس الطائفة كان هو الافضل والاكثر قبولا. ان محاولة عرب السنة فرض واقع قومي عروبي على العراق، ومحاولة سلخ العراق من عراقيته، لم تكن بدوافع قومية صرفة بل، كانت بدوافع طائفية للانتصار على قوة الشيعة العددية والمعنوية لقربها من حليفها المذهبي الايراني. ان ما حدث في الموصل وفي المحافظات السنية لم يكن وليد صدفة، بل وليد مخطط داخلي يرمي لاقتلاع الشيعة وقوتها السياسية والعودة الى ماكان سائدا قبل عام 2003. وساعد على ذلك الاخطاء الكارثية للقيادة الشيعية. فاهتمام الشيعة كان منصبا على المناسبات الدينية اكثر مما هو على العمل من اجل بناء هوية وطنية عراقية عابرة للهويات الطائفية والقومية من خلال تبني نموذج وطني يظم كل هذه المكونات مع تمتعها بكامل حقوقها القومية والدينية. وهيهات ان يعود الماضي ولذا نقول لمن يريد ان يرجع عقارب الساعة الم ما كانت عليه قبل 10 حزيران الفائت انه مجرد احلام يقضة ليس الا، فالعراق سيؤرخ بما بعد 10 حزيران 2014.
ورغم ايمان ابناء شعبنا التام بالقانون وسلطته، وكونهم اول من يرحب بشيوع تطبيق القانون، الا اننا يجب ان ندرك ان سلطة القانون لن تكون مطبقة وقادرة على حل مثل هذه الاختراقات دون حلول جوهرية لمشاكل العراق البنيوية. ومنها بالتاكيد العمل على النظام الفدرالي التام والكامل. وتشريع كل القوانين المسهلة لذلك. ولتحقيق كل الغايات، على الشيعة وقواها السياسية عدم استعجال الامور وكان لا يمكن للواقع ان يكون افضل مما هو عليه. بل على كل القوى السياسية ان تؤمن بمرحلة طويلة من المشاركة الفعلية في القرار السياسي. وذلك لانعدام الثقة بين الاطراف السياسيسة، تلك الثقة التي تسمح بتشكيل حكومات الاكثرية السياسية. ولعل من اهم الامور التي يجب توافرها لتشكيل مثل هذه الحكومة ان لا نجد فيها احزاب مثل الاحزاب الاسلامية بشيعتها او سنتها او الاحزاب القومية بكل تلاوينها، بل احزاب وطنية عابر للقومي والطائفي. وهذا لن يتحقق الا بعد ان يتمتع كل العراقيين وتتمتع كل المكونات العراقية بكامل حقوقها الفردية والجماعية.
ماذكرناه اعلاه يعرفه اغلب ابناء شعبنا، وان لم يكن الكثيرين يقدرون على التعبير عنه. وعليه باعتقادنا ان الدعوة الى المنطقة الامنة، والمحمية بقوات دولية ومشاركة من ابناء شعبنا لانهم ابناء المنطقة وهم الذين يعرفون الصديق من غيره. يجب ان تكون حالة طارئة لمعالجة الامور بصورة جدية اكثر. ان النظام الفدرالي يجب ان يفسح المجال لشعبنا لكي يمكنه العمل من اجل الحفاظ على ارثه الحضاري وتطلعاته المستقبلية، من خلال ادارة شؤونه بنفسه، قانونيا وتنمويا وثقافيا. وبالتالي ان تشكيل المحافظة المطالب بها صار امرا مفرغا منه، اي يجب ان يتحقق، ولذا فان دعوة الاخوة الشبك، للتخلص من اعتمادهم على حليفهم الطائفي صارا امرا ضرويا والاعتماد على الذات وبمشاركة معنا ومع الاخوة الازيدية لتحقيق حلم المحافظة المختلطة والمسالمة والتي تعمل لكي تخدم ابناءها تنمويا وقانونيا وتربويا. نعم ان المنطقة الامنة ضرورية ولكن علينا النظر ابعد من ذلك ايضا وهذا حقنا، استنادا الى ارادتنا المشتركة والى المواثيق الدولية ومنها حق الشعوب في تقرير مصيرها، ولذا فان المنطقة الامنة والتي ليست سجنا كما ادعى البعض، بل حالة خاصة لما بات يهدد الوجود، يجب ان تسمح لتطويرها الى حالة قانونية ادارية وتنفيذية ضمن الفدرالية العراقية المستقبلية.
يبقى ان انوه انني لم اطلع كفاية على ((اعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصيلة)) الذي استند البيان اليه، حيث لفت نظري انه صادر من الجمعية العامة وليس كقانون ملزم من مجلس الامن، اي انه اتفاق غير ملزم الا لمن وقعه، وليس ارادة المجتمع الدولي، كما افسره انا بطبيعة الحال ولمن له معلومات للاستزادة فاهلا بها. كما ان مسألة الشعوب الاصيلة بالنسبة لنا ستكون ذات اشكالية ممكن ان يحاججنا بها البعض، ولكن مسألة ارادة شعوب متميزة تتعرض للتهديد باعتقادي سيكون امرا مهما الاشارة اليه.
ولكي تتظافر جهود الجميع من اجل تحقيق اهداف شعبنا، على الحركة وانصارها، الانضواء في العمل الجماعي وتحت الراية القومية لشعبنا والاحتفاظ برايتهم لاحتفالاتهم الخاصة، لانه بات امرا مدركا للجميع ما الغاية من توزيع هذه الراية على الجميع ابان احتفالات وغيرها، انها نفس الغاية الاقصائية التي يقوم بها كل من يعتقد في ذاته الامكانية والقدرة الاخلاقية لممارستها. انه نداء من اجل انخراط كوادر واعضاء زوعا في العمل القومي بشكل لا يجعل لهم ميزة لا مبرر لها اصلا وتحت اي دعاوي اعلانية وليس اعلامية. ويا حبذا لو خرج المسؤول الاول للحركة الديمقراطية الى العلن وبشكل تصريح بالصوت والصورة مؤكدا تغييرات حقيقية في مسيرة زوعا ومنها التعامل مع كل فصائل شعبنا باحترام بما فيهم ابناء النهرين.
تحياتي لكل جهد يبذل في الطريق الصحيح ومنتظرا المزيد من الاراء لدفع المسيرة نحو الافضل
1 تموز 2014 عنكاوا
هل يستحق الوزير سركون لازار صليوو السجن حقا؟
في العراق بلد العجائب، وغير المتوقع من القرارات والمواقف، نجد ان استهداف المكون المسيحي حقا او شعورا، يسير بخطى حثيثة ومعلنة وكأنه شعار يقول الى متى البقاء. ارحلوا عنا يا مسحيي العراق، ليصفو لنا الجو ونبني بلدنا المثالي الذي يتلوث بانفاسكم. على الأقل هذا شعور عام يكاد يشعر به المسيحيين (الاشوريون الكلدان السريان والارمن) ليس اليوم بل منذ ان بداء استهدافهم. والحقيقة ان هذا الاستهداف لم يتوقف يوما، منذ زمن بعيد وليس منذ 2003 كما يحلو للبعض، الا ان الاستهداف كان في تلك السنوات، بطرقة غير معلنة ومبطنة، من خلال التعليم او القوانين او التهجير وتدمير القرى والممتلكات والابنية التراثية والكنائس الموغلة في القدم، بحجة القضاء على العصاة.
طبعا ان انصار السيد سركون لازار وانصار الحركة الديمقراطية الاشورية، التي هو عضو في مكتبها السياسي، سيجدون من الضرورة التشديد على ان الاستهداف هو لكونه مسيحي في بلد إسلامي. ومن متابعتنا للقضية بعد صدور هذا القرار كان واضحا هذا التوجه، وهو توجه مناقض لمسار الحركة وتحالفها مع دولة القانون او السير حسب مشيئتها، لحد ان السيد الوزير سركون لازار كان من المصوتين على قانون الجعفري، الذي دعمته هذه الكتلة وهو قانون رفضه بعض النواب الشيعة لانه غير عصري.
الحكم على السيد الوزير كان بتهمة الاضرار بالممتلكات العامة، وهو قابل للتمييز، بمعنى انه يمكن ان يلغى او ان يخفف او ان يعفى منه، لاسباب قانونية او غيرها. وبالتالي فهو أي الحكم غير نهائي، ولكن الضجة التي اثارها اشوريا، كانت كبيرة وهذا نابع من التوجهات السياسية للقارئ او المعلق. فكما قلنا في محاولات فاشلة وغير موفقة حاول انصار الوزير الاتكاء على المشاعر التي انتشرت وبقوة جدا في الآونة الأخيرة من ان المسيحيين مستهدفون من قبل أجهزة الدولة والقوى السياسية الفاعلة. والمسيحيين لا يحتاجون بالحقيقة الى قرارات واحكام لكي يترسخ هذا الشعور لديهم. فمن ما فعلته داعش وتفجيرات الكنائس واستهداف ابناءهم بصورة فردية لترك محلاتهم ومناصبهم وممتلكاتهم المستمر منذ مدة. الى موافقة البرلمان على نص يجيز اسلمة ابناءهم لو اسلم احد الوالدين كان كافيا لترسيخ هذا الشعور لدى اكثر المؤمنين بوحدة الشعب العراقي. وأقول فاشلة لان الحركة الديمقراطية الاشورية منخرطة بفعالية في السياسية اليومية وهي ورغم قلة نوابها الا انها تعتبر نفسها حليفا لدولة القانون، القائمة الشيعية ذات التوجهات الدينية الواضحة.
اما من يخالف التوجه السياسي للسيد الوزير فانه بالتأكيد، يرى فيه فضحا لنهج الحركة السياسي ولممارسة خال الوزير السيد يونادم كنا. في اتباع كل الطرق لتقوية مواقعهم بما فيها الاستيلاء على أموال عامة. وهنا نحن نذكر الجميع بان القرار غير نهائي ويمكن ان ينقلب الى عكسه وخصوصا انه وبشهادة الخبير القانوني طارق حرب شابته أخطاء قانونية.
الا اننا نوجه اسئلتنا الى الدولة باجهزتها المختلفة، ونقول مسبقا، إن المسيحيين هم اول فئة او مكون بالإضافة الى الازيدية والمندائيين ممن يرحب بان يستظل بمظلة القانون. وليت القانون الواضح والعادل يسري على كل شيء. ولكن ان يأتي هذا االحكم بعد سلسلة من الخطوات والافعال التي تمت على مستوى العراق ضد المكون المسيحي، فماهي الرسالة التي يمكن ان يوجهها العراق او توجهها الدولة لمواطنيها المسيحيين؟ الم يكن بالإمكان تأجيل القرار او الانتظار لحين يكون القرار جزء من قرارات عامة تشمل الاخرين. ولماذا يكاد ان يكون الوزير الأول المستهدف والمعتقل لانه حضر جلسة المحاكمة، ولان من وردت بحقهم التهم من المسؤولين الكبار الاخرين كلهم خارج سلطة القانون العراقي الان، اليس من حقنا اذا ان نرفع علامة الاستفهام مقرونة بعلامة التعجب؟ واليس من حقنا ان نتسأل هل وجدت السلطة القضائية وكلنا يعلم ان القانون كما يقال اعمى، بمعنى انه لا يمييز بين الناس فكلهم عنده سواسية وهو ينظر للواقائع. أقول هل وجدت هذه السلطة في المسيحيين ذاك الحائط الناصي الذي من خلاله يمكنها ان تثبت قوتها وتطبق قوانينها؟ باعتقادي ان المسيحيين كانوا سيرحبون بالقرار دون ادنى شك او مواربه، لو كان هذا القضاء قد تمكن من ان يقوم بدوره في حماية المال العام المسروق، ومعروفون اللصوص علنا، ولم يصدر بحقهم أي قرار او لو كان هذا القانون تمكن من حمايتهم وحماية أموالهم وممتلكاتهم ولكن الواقع يقول عكس ذلك تماما فالقضاء والقانون اغلقوا عينهم عن رؤية ما يتعرض له المسيحيين والمندائيين والازيدية من الانتهاكات. يقال انه سئل عنترة بن شداد عن سر قوته وجرأته، فقال انه في الحرب بدا بالخصم الذي راه خائفا ومرتعدا، فهجم عليه وهكذا الى الاخر ممن الخائفين، ومن هنا ذاع صيته وعم الخبر عن شجاعته. فبات الشجعان يخافونه قبل مواجهته، فهل تلعب السلطة القضائية ومحكمة النزاهة هذا الدور، بان ابتدأت بالاضعف؟ كنا أيضا نتمنى ذلك ولكن الامنيات امام المشاهد تبقى امنيات تتبخر امام الواقع المرير.
8 تشرين الثاني 2015 ايلاف
الآشوريون يصعدون الى السماء
العنوان اعلاه، ليس مطابقا تماما لما تحويه هذه المقالة، الا انه اي العنوان كان يطرق على عقلي وكأنه يحث على الظهور ومهما كانت المبررات. هل هناك علاقة عكسية بين الضعف وتصاعد المطالب، بمعنى هل كل ما يضعف المرء او الشعب، تتصاعد مطالبه، وبما لا يتوافق مع قدراته الادارية او السياسية او الديمغرافية، انها حالة الصعود الى عنان السماء، حينما لا تتناسب المطالب مع القدرات و واقع الحال. في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وعند تأسيس لجنة لشؤون المسيحيين، والتي ارتبطت بقيادة الثورة الكوردية، وكانت برئاسة المرحوم كوركيس مالك جكو، التحق بعض الشباب بهم وكانوا مندفعين جدا ويدعون الى تحرير نينوى، فقال كلمته، كوري كافانا (قرية اشورية وكانت قريته) ضاعت من ايادينا، وهؤلاء يطالبون بنينوى!
جدليا، لا يمكن باي حال من الاحوال، تجريد الشعب الاشوري من حق امتلاك دولته الخاصة (وهذا وضحته من خلال مقالة نشرتها بعنوان،ان من حقنا ان نمتلك دولة)، لانه حق طبيعي لكل شعوب الارض، ولانه مقر امميا بمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها. ولكن الحق القانوني والحق الطبيعي ليس ملزمان سياسيا، وخصوصا عند عدم توافر، مستلزمات معينة لتجسيد هذا الحق. ومنها التواصل والتواجد الديموغرافي على بقعة ارض معينة، والارادة ووجود اجماع او شبه اجماع على ذلك. ومع الاسف ان الخطابات التي يقول بها هذا البعض لا تساعد على ظهور الاجماع ابدا.
يجادل بعض الاشوريين من ابناء جلدتنا، بان الارض تاريخيا هي للشعب الاشوري، وهذا قد لا يمكن نكرانه، وخصوصا حينما يقترن الكلام بصفة تاريخية، ولكن مرة اخرى السياسية لا تتعامل مع ما كان بل مع ما هو واقع والمثل الاشوري يقول ما ترجمته لا تقل ابي واباك، بل قل حملي وحملك (ما تقدر على حمله). ويحاول البعض تشبيه قضية شعبنا بقضية الشعب اليهودي او العبري، ولذا فانه لا مانع لديهم من هجرة ابناء شعبنا كلهم، ومن ثم عودتهم المظفرة، وهنا هم يتناسون ان اليهود، قبل تطبيق مبداء المطالبة بالدولة، بنوا اسس واقعية لقيام دولتهم، واهما كان تواصل سكاني جغرافي وحضور ديموغرافي معتبر، وبنية اقتصادية وعلمية اقوى مما لدى جيرانهم العرب. هذا ناهيك عن قوة عسكرية قوية توحدت جميعها تحت قيادة واحدة، عدا منظمات متطرفة صغيرة ولكنها فاعلة. ففي زمن قرار الامم المتحدة بتقسيم ارض فلسطين، كان عدد اليهود بحدود 14% من السكان، وقد قرروا بغالبيتهم ومن خلال ممثليهم المطالبة بدولتهم الخاصة.
والبعض يطالب ويقول، وبما ان الارض تاريخيا اشورية، فليس من حق اي كان ان يسكنها او ان يستفيد منها وان بقت فارغة او غير مستغلة. وهذا تعامل قروي ساذج، ينقل التعامل مع الممتلكات الفردية في قرية ما الى مدى اوسع وهو التعامل مع اراض شاسعة وخصبة. فبالرغم من عدم واقعية المطروح، لان الناس لن تنظر الى اراض فارغة صالحة للزراعة وهي تبور وتخرب. كما ان اي دولة مسؤولة لن تقبل ذلك، لانه يعتبر تخريبا اقتصاديا متعمدا. من هنا فان الدولة المسؤولة وان لم تمنح الارض كملكية خالصة للفلاح، الا انها ستعمل على الاستفادة منها، لانها بالنهاية استفادة جماعية، وهذا واضح في التعامل مع ممتلكات اليهود العراقيين الذين هجروا في نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات القرن الماضي. فحولت الى عرصات تباع لسنوات محددة وبعدها تعود للدولة. وليس لي علم حقيقي عن اراض شعبنا في تركيا، وكيف تصرفت بها الحكومة التركية، حقا، ولكن حسب معلومات متناقلة فان الحكومة التركية ايضا تؤجرها لمدة تسعة وتسعون عام لشخص يقوم باستغلالها لصالحه ومن ثم تعود للدولة او تصبح ملكا صرفا للشخص المؤجر وهذا عائد للقانون الساري المفعول.
من هنا نستنتج ان حكومة اقليم كوردستان لا يمكنها قانونيا التصرف بالممتلكات الفردية لابناء شعبنا الاشوري، وخصوصا بالبيع او الشراء او غيرها، الا لدواعي مثل المصلحة العامة. وحينها عليها تعويض المتضرر او ورثته او وكلاءه تعويضا مجزيا. ولكن نحن هنا لا نناقش مثل هذه الاوضاع، بل نناقش، الوضع القانوني او الفضاء القانوني الذي تخضع له الارض التاريخية تلك. فحتى لو افترضنا، اقرار الجميع وهذا حاصل من خلال الحوار النفاقي الشائع، عندما يقر الجميع بان الاشوريين هم الاقدم وهم اصل الوطن وغيرها من التعابير، فان الامر الواقعي لا يتغيير، لان القانون الحاكم هوالقانون الذي وضعته القوة المسيطرة على الارض فعليا.
طبعا وقانونيا ايضا، علينا التكلم بالقانون وليس بالعواطف التي لا تعرف الحدود، لا يمكن تجريد الكورد من مواطنيتهم ولا من كونهم اصلاء. اولا لانهم متواجدين قبل وجود الدولة العراقية، التي اعتبرت كل من كان موجودا قبل تاريخ معين مواطن. والامر الثاني اننا لو ادركنا ان الكثير منهم هم من ابناء شعبنا او المسيحيين الذين كانوا يقطنون هذه البقاع، ونتيجة اعتناقهم الدين الاسلامي، تجردوا من لغتهم واغلب عاداتهم، وهو امر مؤسف، الا انه حدث لان اللغة التي نتكلمها لها خصوصية مسيحية، وقداسة اتت من كون كل كتبنا الدينية بهذه اللغة. فهل تسقط الاصالة بالتحول الديني، حينها ستسقط اصالتنا لاننا تحولنا الى المسيحية.
مرة اخرى القضية ليست رفع شعارات وخداع السذج الذين لا يمكنهم معرفة الحقائق، بل في الغالب تسيرهم العواطف. ان من واجب السياسي ان يواجه شعبه بالحقائق وليس من واجبه ان يخدرهم ويوعدهم بالجنة وهم ينزلقون الى الجحيم. لقد فعلها من قبل بعض الحكام والنتائج مرئية امام اعيننا على طول وعرض المنطقة.ان البعض يتهمني بتهم شتى، ولكن لا مجال للعواطف في عالم السياسة البارد حتى الانجماد. انه عالم المصالح والتوازن بينها، ولذا فعلى الاشوريين ان يعملوا من اجل الحد من الخسائر وزيادة المكاسب، وليس من واجبهم لعب دور القاضي من يستحق ومن لا يستحق، وبالاخص ان لا احد مستعد ان يستمع اليهم.
مشكلة بعض الاشوريين، ليست كيف تتقدم امتهم ويستقر شعبهم ويتطور مفهومهم للحقوق، بل هي كيف ينكرون على الاخرين حقوقهم، في تكرار للموقف التركماني السابق، في حين ان في العالم وفي العراق وفي بيت نهرين متسع من المكان ليتمتع الجميع بحقوقهم. فالكورد تطوروا في طرح مطالبهم السياسية، من اللامركزية الادارية الى الحكم الذاتي ومن ثم الفدرالية والان هم بحكم التمتع بالكونفدرالية ويطرحون الانفصال ليس كخيار نظري، بل كامكانية واقعية، والدولة الاكثر تضررا او عداء لمثل هذا الانفصال (تركيا) تستقبلهم وتسمح بدخول قواتهم وبالاسلحة وبرموزهم القومية اراضيها لكي يعبروا الى كوباني، في حين ان نفس الدولة جردتنا كلنا نحن الاشوريون والكورد والشيوعيين وغيرهم من اسلحتنا لكي تسمح لنا العبور الى ايران، ونحن مهددين بالابادة، ابان الانفال عام 1988، فهل يستوعب البعض مدى التغييرات الحاصلة؟
من هنا عندما نطرح اراء بخصوص مستقبل الاشوريين، ليست الغاية، افادة الاخرين والقبول بان يصيبهم الضرر او دعوتهم للسكنية والاستسلام. ولكن نحن نطرح الممكن والذي يمكن لهم فيه ان يستفاد، دون ان ننكر ان الاخر ايضا قد يستفاد. اليوم مطلوب من القوى السياسية الاشورية ان تعمل من اجل توحيد رؤياها الحقيقة. وكفى لها ان تلعب اللعبة الخبيثة المتكرر والتي تلحق الكثير من الاضرار بمستقبل الاشوريون، فبعض الاطراف، يقبل بكل ما يملي عليه، ولكنه في المهجر يلعب ورقة التعصب والعداء للاخر، ليس هذا بل المزايدة في العداء لكسب بعض الاصوات. يجب ان ندرك ان مستقبل الاشوريين اهم من كل احزابهم وقياداتهم، وهي التي اتت لخدمة الشعب ولتحقيق اماله المستقبلية وليس العكس.
14 حزيران 2015 ايلاف
لسنا بسقط المتاع
يسقط الكثير من المسيحيين في العراق صرعى التفجيرات والعمليات الاجرامية التي يقترفها المجرمون من حملة شعارات الاسلاموية والقومجية العروبية من ايتام البعث الفاشي، ويأتي سقوط القتلى من المسيحيين كحالة عامة يعيشها كل العراقيين، من كل القوميات والاديان والمذاهب.
إلا إنه حين يتم قتل المسيحيين لكونهم مسيحيين، فعندها علينا ان نتوقف وان نقول بكل صراحة وبملئ الفم، ان هناك حدا وأننا لن نرضى لأنفسنا ان نكون اهل الذمة بعد الان ولن نرضى ان نعيش بمنة وفضل من احد. وانه يجب ان نضمن مستقبلنا ومستقبل ابناءنا من خلال بناء عراق يحتضن هؤلاء الابناء بتلك الحرارة التي يحتضن فيها كل ابناءه وبالتساوي. بقليل الكلام اننا لن نرضى باقل من المساواة مع بقية ابناء وطننا العراقي الحبيب.
تناولت وسائل الاعلام، وبخاصة شبكة الانترنت، اخبارا عن تخصيص منطقة امنة او ادارية للمسيحيين العراقيين في اعقاب ما تعرضوا ويتعرضون له من حملة ارهابية منظمة.
ورغم عدم وجود اية تفاصيل او تقارير موثوقة عن “المقترح” (اذا جاز لنا اعتباره مقترحا بالاساس)، فان السيد يونادم كنا (احد اعضاء المجلس الوطني المؤقت عن شعبنا الكلداني الاشوري السرياني) صرح في اكثر من مناسبة ان المسيحيين لا يقبلون بمنطقة امنة، فهم سيعيشون مع بقية ابناء العراق حالهم حال البقية وانه يريد الامن للعراقيين اجمع وليس للمسيحيين فقط.
التصريح رائع من ناحية تبيان كم نحن اخوة للاخرين واننا لا نفضل انفسنا على الغير.
والتصريح رائع وربما يكون مؤثرا ايجابيا عندما يحاول السيد كنا تسويق نفسه للانتخابات المقبلة، فذلك طموح يضمنه القانون للسيد كنا ولكل العراقيين وانه امر يتوقف على السيد كنا في اختيار ما يحقق له تسويق طموحه الانتخابي.
ولكن ماذا عن مئات الالاف من ابناء شعبنا الاشوري الكلداني السرياني في العراق؟
هل التصريح يعبرعن عشرات الالاف من المرعوبين منهم، من انذارات المتأسلمين؟
هل التصريح يعبر عن عشرات الشهداء الابرياء والمئات من اليتامى من ضحايا العمليات الارهابية الموجهة ضدهم؟
هل التصريح يعبر عن رأي الفتاتين اللتين تم خطفهما واغتصابهما ومن ثم بيعهما لمجموعة من المراهقيين الذين ظلوا يفعلون فعلتهم الكريهة بهن لمدة اربعة ايام لحين هربهن؟
هل التصريح يعبر عن المذبوحين اسلاميا؟
هل التصريح يعبر عن مئات الطلبة الذين تركوا مقاعد الدراسة وقبعوا في بيوتهم خوفا ورعبا، من انذارات المنظمات الجهادية؟
هل التصريح يعبر عن الاف العوائل من الذين تركوا دورهم وخرجوا الى المنافي الداخلية او الخارجية طلبا للامان (عفوا الاصطياف بحسب السيد كنا)؟
لا والف لا..
ان التصريح اعلاه وغيره من التصريحات التي سبق للسيد كنا واخرين ترويجها، مثل تبرير الاعتداءات على الكنائس يوم الاحد الدامي في اب المنصرم سواء من حيث سببها، حيث اكد السيد كنا ان سببها هو ما اسماه التبشيريين رغم علمه ان الكنائس المستهدفة جميعها اطلاقا كانت كاثوليكية وهي من الكنائس العريقة في العراق والتي لم ولن ترتبط بقريب او ببعيد بالكنائس الاصلاحية الامريكية (لاحظ ان السيد ابراهيم الجعفريْ زعيم حزب الدعوة الاسلامية، رفض رفضا مطلقا ادعاءات وربط السيد كنا لتلك الاعتداءات بالتبشيريين). او من حيث هدفها حيث ادعى السيد كنا ان الهدف كان تعطيل انعقاد المجلس الوطني العراقي!!!! مرورا باضفاء صفة السياحة والاصطياف على نزوح وهجرة الاف العوائل المسيحية، وانتهاءا بالتصريح الاخير حول المنطقة الامنة.
ان مجمل هذه التصريحات تعبر عن حالة الذل التي عشناها والتي يراد لنا ان نعيشها.
انها تعبر بحق عن الدونية الذموية (الذموية تصريف لحالة اهل الذمة) التي الصقت بنا على مدار اربعة عشر قرنا ليس الا.
نعم، فانه بسبب طول مدة الحالة الذموية التي عشناها بتنا نعتبر ان مجرد بقاءنا على قيد الحياة في اوطاننا هي مكرمة يجب ان نقابلها بالشكر والامتنان، وهذا ما تعبر عنه تصريحات الاسلامويين المتطرفين في مواقعهم على الانترنت او في اعلامهم الموجه.
على مسؤولينا في اي موقع او اية مسؤولية ان يرتقوا الى روحية المواطنة.
ان يدركوا اننا يجب ان نتساوى مع كل المواطنين الاخرين، وان كوننا مسيحيين لا ينتقص قيد انملة من حقوقنا كمواطنين.
ان هذا الموقف يجب ان لا يفسر بالعداء للاخرين، فليس في مطالبتي بالعيش بالحرية والكرامة الانسانية والمساواة اية دلائل عدائية.
ووفق هذا السياق فان اقامة المنطقة الامنة يعتبر اكثر من ضروري. لان تمتعنا بحقوقنا وبالمساواة مع الاخرين لا ينتقص من حقوقهم شيئا. وان الاصرار على هضم حقوقنا وزرع بذور التفرقة والانتقاص وارواء بذرة الدونية والفوقية يعني الاصرار على استمرار الاهانة والظلم التاريخي المحيق بنا بدءا بالمذابح المتكررة وانتهاءا بتدمير قرانا وتشويه تاريخنا وهلم جرا.
بعد ما مارسه النظام البعث الفاشي السابق من المذابح وعمليات الابادة بحق العراقيين عامة والاكراد خاصة، ارتقى الاكراد بمطالبهم نحو الفيدرالية، اي ان يحكموا انفسهم بانفسهم.
فالشعب الكردي وقياداته السياسية لم تعد تثق بحكم الاخرين. وهذه نتيجة طبيعية ومنطقية افرزتها ممارسات القتل والتدمير التي مارستها الحكومات المتعاقبة ضدهم. فكانت النقلة السياسية النوعية والواعية للقيادات الكردية في تطوير مطالبها بما يعكس نبض وطموح شعبها، بعيدا عن المزايدات السياسية والشعاراتية. ولانها بهذه المطالب تحقق الامان والازدهار الاقتصادي والاستقرار السياسي والتطور الثقافي والاجتماعي.
اي ان القيادات السياسية الكردية وبدراية وتفاعل مع الظرفين الذاتي والموضوعي حققوا لشعبهم منطقة امنة محمية بقوتهم الذاتية. وبذا تحقق لديها ولدى ابناء شعبها الكثير من الاستقرار النفسي الذي يمكنهم من تطوير مطاليبهم وتمكينهم من وضع خطط مستقبلية تخدم تحقيق طموحاتهم. وهذه هي بالضبط مهمة ومسؤولية اية قيادة سياسية اذا ارادت تجسيد التزامها طموح شعبها عمليا لا شعاراتيا. وهذا هو بالضبط معيار الحكم على اخلاص القيادات لشعوبها من حيث انها تخدم وتحقق طموح شعبها لا ان تجعله مادة في سوق المزايدات لتحقيق مآرب شخصية.
فهل كان ذلك خيانة للعراق ولشعبه؟ أم كان تحقيقا لطموحات مشروعة لشعب اكتوى بنار الظلم والاظطهاد المستمر؟
يقينا انه كان تحقيق لطموح مشروع.
فما بال بعض سياسيينا يسارعون الى الرفض القاطع والمسبق لكل ورقة يمكن استعمالها لتطوير حقوقنا رغم ان تفاصيل الورقة ليست بالمعروفة؟
لماذا لا يعطون لانفسهم ولشعبهم واصدقاءهم فرصة التريث لمعرفة الامور ودراستها قبل الحكم عليها بالرفض المطلق؟
أم تراهم يفتقرون الى الحكمة والقدرة في اختيار الردود الدبلوماسية الرمادية التي تبقي الباب مفتوحا للتعاطي مع الامور بحسب الاحداث والتفاصيل؟
أليس من حقنا ان نشكك ان هناك عملية بيع مصير شعب من اجل كرسي بائس في الحكم؟ ولن تخدم الكاريزما او الدونكيشوتية او ارتال المتهافتين على تسويق او تبرير مواقف “القيادات التاريخية” في ازالة هذه الشكوك.
ما بالهم لا يستغلون بعض الطروحات او وقائع الارهاب الموجه ضد شعبنا في رفع سقف المطالب خاصة وانها لا تتناقض مع الوحدة الوطنية العراقية التي لا يمكن لاحد ان يشكك في حرص شعبنا الاشوري الكلداني السرياني عليها؟
لصالح من يتم الرفض دون مشاورة احد من اعضاء البرلمان من ابناء شعبنا او من السياسيين الاخرين؟
أبهذه الطروحات يريد السيد كنا بناء العمل المشترك؟. ان المزايدات بالشعارات الوطنية لن يفيدنا في شيء اذا فقدنا جل شعبنا في “المصايف” السورية والاردنية. ان ما يفيدنا حقا هو وضع النقاط على الاحرف. لم ولا يتحدث احد عن مخيمات امنة محمية.
المنطقة الامنة هي منطقة ادارية تحقق امنها ذاتيا من خلال التجانس بين ابناءها ومن خلال مؤسسات الدولة العراقية من قوات امن وشرطة وادارات وغيرها من ابناء المنطقة. ولا يزيد دور القوات الدولية فيها عن دورها في البصرة والسماوة وبغداد وبقية اجزاء العراق.
اذا كان البعض لا يريد ذلك، فلماذا اذا طالب قبل عام بمنطقة ادارية في سهل الموصل؟ ام ترى ان متطلبات الطموح الشخصي في هذه الايام هي غير متطلباته قبل عام!!
ان المسيحيين في العراق مهددون لكونهم مسيحيين. وهذا ليس محض افتراض او قول مختلق، فالانذارات و الممارسات تقول وتشهد بذلك.
ويجب ان نتعامل مع هذا الواقع ونتائجه بذهنية متحررة من الذهنيات السياسية الى الامس القريب بل والى اليوم لدى الكثيرين في بلداننا والتي تستغل شعارات مثل “الارادة الوطنية” و”الوحدة الوطنية” من اجل هضم حقوق الانسان والقوميات والاديان القليلة العدد، او ما اصطلح على تسميته بالاقليات.
فهل نسينا ان مذابح سميل وحلبجة والانفال والاهوار ارتكبت جميعها تحت يافطات الشعارات الوطنية البراقة.
ان حماية المسيحيين العزل هي مسؤولية الدولة العراقية التي من صميم واجباتها حماية مواطنيها مهما كان دينهم او عرقهم. واذا كانت الدولة لا تتمكن من ممارسة هذا الدور الاساسي المناط بها، لاي سبب كان. فانه ليس مطلوبا منا ان نبقى نقدم قرابين الانتماء لحين ان يفرغ الوطن منا؟ هل لانسان ان يقول لنا الى متى الانتظار؟
اننا كسريان كلدان اشوريين، اول من يدعم الدولة لممارسة واجباتها وصلاحياتها، فنحن ندرك ونساند احتكار الدولة لممارسة القوة، لادراكنا انها ستمارس القوة لتطبيق القانون. ولكن ان يطلب منا انتظار مجئ غودو، فلا والف لا. فنحن بشر اولا واخيرا، ونحب الحياة التي وهبها الله لنا ونخاف عليها. نحن نريد لابناءنا مستقبل زاهر وان يعيشوا في سلام وامان. وان لم يتم توفيره لنا ولابناءنا، فمن حقنا الطبيعي البحث عن البديل، خصوصا اننا ببحثنا عن البديل، لا نهضم حقوق الاخرين.
لا للشماتة.. لا للاستهانة..
لقد تملكنا الفرح ونحن نشاهد عمليات اعادة الاعمار التي قامت بها مجموعة خيرة بادارة الاستاذ سركيس اغاجان، لا بل تملكتنا السعادة والحبور وامتلاءنا بالامل ونحن نرى قرى ما كنا نتوقع عودة الحياة اليها، تدب فيها الحياة، واخذنا الخيال نحو تصور بعيد للحياة المستقبلية فيها. فكنا نرى عودة الاعراس الخريفية ودف المدافئ والجلسات الشتوية حولها، والسهرات الصيفية، وتكسير البيض في عيد القيامة المجيد والسهرات الدينية في الكنائس (ܫܗܪܬܐ، شهرتا)، وهذا كله حق لنا لاننا بتنا سنوات كثيرة ونحن لانقدر على الحلم ولا على ايقاد الدفء في مخيلتنا لكي تعمل.
في ظل كل هذه الامال التي عقدناها على هذه الهمة والعملية التي لا يمكن وصفها الا بالايجابية والمطلوب دعمها بكل السبل لكي تأخذ مجراها نحو التجسيد الكامل والحقيقي، ولكي تخرج عن الدعاية المجانية التي تعودنا عليها من البعض الذي ظل يتاجر بالقضية والشهداء والدفاع عن المقدسات، وهو لا في العير ولا في النفير. خرجت الانباء الينا بسقوط وتهدم جسر منطقة النهلة والقاعة المبنية في قرية مركيجيا. والمؤسف ان من يقراء الخبرين المتعلقين بهاتين الحادثتين يشم منهما رائحة الشماتة وليس التقويم. فالخبران يشيران الى الحادث ولكن الانسان يشم من خلال قراءة الخبرين ان الناشر لا يهمه من الامر الا الشماتة بمن قام ببناء الجسر والقاعة والتشكيك بكل المشاريع الاخرى، وليقول لنا ألم أقل لكم؟.
الظاهر ان سكوت القائمين على قيادة المشروع وعدم الاسراع باعلان الخبر منح لكل شخص الحق لكي يتشكك في كل العملية ومنح لمن ينشر الاخبار او يتصيد الاخطاء المصداقية.
من هنا علينا ان نفصل بين الغاية والتنفيذ، فالغاية اي غاية هذه المشاريع هي عين المراد ولا اعتقد ان هناك من يقف بالضد منها. بل المطلوب مساندة ودعم هذه المشاريع لكي تتطور وتشمل مختلف مناحي الحياة بالتجديد والتطوير واعادة بعث الامل فيها. ومن اساليب المساندة هي التقويم والنقد لكي يتم فصل المسيء وتحسين الاداء وازالة الاخطاء.
لا خلاف ان وجودنا كشعب سرياني كلداني اشوري، في المدن الجنوبية وخصوصا في بغداد والبصرة كان قد انمحى منذ سنوات طويلة. وحافظ شعبنا على بقاءه في القرون الاخيرة في القرى والقصبات في الموصل ودهوك واربيل. وبالتالي الشعور الجمعي الحالي لشعبنا وحنينه هو للقرية التي يعتبرها جذره الاساس ومنها انطلق. واذا فالاهتمام بالقرية هو الاهتمام بالجذر ويعني العودة اليه، محمولا بكل ما اكتسبه الانسان من الخبرات خلال فترة ابتعاده عن القرية. وهنا فالقرية هي البوتقة التي انحصرت فيها كل ممارسة لعاداتنا القومية او الدينية بحرية ولذا فستبقى القرية الحلم المراد العودة اليه.
وبالخطوات التي اقدمت عليها اللجنة التي يترأسها الاستاذ سركيس اغاجان، فقد كانت موفقة في امور كثيرة ومنها انها ضربت على الوتر الحساس لدى ابناء شعبنا في شحذ المخيلة وزرع الامل والاهم ان القول اقترن بالفعل لا بل ان الفعل سبق القول في احيانا كثيرة. ولكن يبقى دائما في اي عمل قصور او اخطاء او حتى جرائم متقصدة. قد لايلتفت اليها في خضم الحماسة والاندفاع، وهنا مربط الفرس كما يقال. فالعمل الذي حاز على تأييد الكثيرين ودعمهم ومساندتهم العاطفية على الأقل، يتم ضربه من حيث لا يفطن اليه المرء، اي من قبل العاملين في المشروع نفسه، سواء من المهندسين او المقاولين او بعض العمال، فانهيار جسر نهلة وقاعة الاستقبال في مركيجية لها اسباب تتعلق اما بالغش في المواد او بعدم وضع المخطط السليم او بسرقة المواد من قبل جهات معينة.
ولانجاح المشروع واعادة الثقة به واسكات الالسن المتشككة والتي تحاول اخفاء سرقاتها وتلاعبها كل هذه السنوات بالتشكيك بالاخرين. فانه مطلوب من الجهة القائمة على هذه المشاريع ونخص بالذكر الاستاذ سركيس اغاجان القيام بالتالي لكي نحمي العمل والامل ونعيد الثقة التي يحاول البعض زعزعتها، ومنهم اعضاء هذه اللجنة وخصوصا عندما يكتمون نشر خبر سقوط الجسر او القاعة لكي يمنحوا للمتصيدين الفرصة الكاملة لفعل فعلهم الخبيث.
ولذا فعلى اللجنة القائمة، القيام وفورا بتشكيل لجنة تحقيقية نزيهة مؤلفة من مهندسين ذو خبرة ومن اداريين ورجال مشهود لهم بالنزاهة والعمل النظيف، لكشف اسباب هذه الانهيارات التي حدثت. ومعاقبة من كان السبب، معاقبة قانونية مع تحميله كل الخسائر سواء بالمواد او الزمن او الاموال المصروفة بمعنى معاقبة متعددة. لان من قام بمثل هذه العملية والتي يشم من وراءها جرم مع سبق الاصرار والترصد، فقد قام بذلك لمحاولة سرقة اموال مخصصة للشعب ولم يكن هو من دفعها او شارك في دفعها. كما ان من قام بهذا الفعل فقد شارك في تعريض حياة اناس ابرياء الى الخطر، ناهيك عن الاخطار التي يمكن ان تحدث نتيجة فقدان الثقة حيث انها اخطر بكثير من الاموال لانها قد تشيع حالة الخيانة والسرقة (واني شعلي قابل مال ابويا).
ولذا فنعود ونكرر انه في الوقت الذي لا نقبل بالشماتة من قبل البعض الذي حضر نفسه مسبقا لنشر الكثير من خلال مواقع فضائحية اسسها لهذه الغاية. او القيام بنشر الاخطاء التي تصيدها في مواقع اخرى ومن ثم نقلها عنها. فاننا نقول يجب عدم الاستهانة بالاموال المخصصة لشعبنا والتي له الحق وحده الاستفادة منها وكذالك عدم الاستهانة بحياة ابناء شعبنا الاشوري السرياني الكلداني فكل ما يجب عمله هو لصالح هذا الشعب وليس لاي شئ اخر.
ولذا فاننا بالاضافة الى اقتراحنا تشكيل لجنة تحقيقية مختصة، نقول ان على اللجنة المختصة بتنفيذ هذه المشاريع، تشكيل هيئة ادارية تقيد الوارد والصادر من كل الامور. وان تقوم باخضاع كل مشاريعها لمكاتب هندسية مختصة تتحمل مسؤولية اعمالها. وان يكون للهيئة الادارية مراقبين يزورون مواقع العمل لكشف الخلل او التسيب بالعمل. نعم الثقة شئ جميل ولكن التأكيد والمراقبة واجبة، فلايمكن معرفة متى تهتز مصداقية اي شخص وخصوصا اذ احس انه حر في ممارساته ولا رقيب عليه. كما قيل ان الاموال السائبة تعلم السرقة، ولذا فالاعتقاد السائد ان الاوربيين اكثر امانة منا من ناحية سرقة اموال الدولة هو هراء، ولكن كل ما في الامر ان الدولة قد وضعت ضوابط كثيرة للحد من السرقات. لانها تدرك ان الانسان يمكن ان تنجر يده عندما لا يجد محاسبة او مراقبة.
علينا ان نؤسس لثقافة جديدة تعلم تحمل المسؤولية. فكفانا العمل وكأن الناس قصر لا يتحملون مسؤولية ممارساتهم، وخصوصا ان هذه الممارسات تتعلق بالاموال المخصصة للشعب وتتعلق بحياة افراد هذا الشعب، الذي ندعي كلنا اننا نعمل من اجل خلاصه وتقدمه وتطوره.
ولكي نعيد الثقة يجب ان نتقبل النقد ويجب ان يعاقب المسيء.
30 اذار 2006
بعد حرب الايام الستة لعام 1967 عقد في خرطوم مؤتمر للقمة العربية رفع فيها لآته الشهيرة الثلاثة، لا صلح، لا تفاوض، لااعتراف. اي لا للصلح مع اسرائيل ولا للتفاوض معها ولا للاعتراف بها. ومنذ ذلك الحين والعرب ونحن ابناء هذه البلدان ندفع ضرائب باهضة لهذا الموقف. لا بل نحن ابناء منطقة الشرق الاوسط ندفع هذه الضرائب منذ 1948 نتيجة لمواقف القيادات العربية التي لم تساير المتغيرات الدولية. وبروز مكانة مجلس الامن كمشرع ومنفذ للقانون الدولي. ان مواقف الدول العربية غير العقلانية والتي كانت للمزايدة احدها على الاخر، ادت الى وقوع الانقلابات العسكرية المتتالية بحجة انقاذ فلسطين. وبالنتيجة لا فلسطين انقذت ولا الشعوب تقدمت. لا بل لا زالت تتراجع القهقري. لا اود الاستطالة في هذا الامر لانه مثال. لحال بعض اطرافنا السياسية، انها بأسم المبدأية تغيب السياسية، وبأسم المبدأية يغيب الحوار والمؤسف انه في كل هذه السنين المغيب الاكبر كان الشعب.
اصدر اعلام التجمع الوطني الاشوري بتاريخ 20 ايار الماضي بيان بمقدمة تاريخية طويلة. الا انه ينتهي بقرارات قطعية (مطالب). من المهم لفت النظر اليها وتمحيصها والقاء الضوء عليها لتبيان السلبيات والايجابيات ان وجدت طبعا الاثنتان. يقول البيان في الفقرة الاولى من قراراته مايلي: (عدم السماح لكائن من كان التلاعب بالاسم الاشوري القومي، واعتباره مع اللغة الاشورية والثقافة والحضارة الاشورية ارثاً عراقياً نقياً يجب الحفاظ عليه وصونه من خلال الاقرار به دستورياً فهو شأن العراقيين جميعاً قبل ان يكون شأنا ًآشورياً. اذ حيثما ذكر العراق ذكرت آشور تلك القوة العظمى التي حركت عجلة التطور البشري لما يزيد عن ثلاثة الاف سنة ومازالت رغم كل المعاناة).
فهذه الفقرة تطالب من الجمعية الوطنية العراقية. بعدم السماح لكائن من كان التلاعب والى اخر الفقرة، اولا ما شأن الجمعية الوطنية في خلافاتنا الداخلية؟ أهي حقا المرجع الاخير لحسمها؟ أم انكم تأمرونها بذلك؟ أم تطالبونها بأصدار تشريعات لتحقيق الطلب؟ كل هذا يبقى غير معلوم بشكل واضح، بقدر وضوح ان البيان صدر لايهام الناس بأنهم أي قيادة ومؤيدي التيار يعملون. فتاريخيا الاسم الاشوري والسومري والاكدي والكلداني وكذلك السرياني والعربي والكردي هي ارث عراقي. اما النقاء فلا يمكن تحديده، وخصوصا اننا لا ندري هل يقصد نقاء الدم ام الثقافة. وكليهما قابلان للتفاعل والامتزاج ولا يمكن عزلهما وخصوصا في الثقافات الحية. طبعا اسم العراق ليس فقط مرتبط بالاسم الاشوري، برغم ايماننا ان الاشورية قد تكون هي المرحلة الاطول في تاريخه. الا ان اسم العراق مرتبط بالتسميات الانفة الذكر، ومرتبط بالاسم الازيدي والمندائي والمانوي والعباسي والمعتزلة والحسين وغيرها من الاسماء التي لها تاثيرها في العراق. وقد يكون تاثيرا ايجابيا او سلبيا، فاسم هتلر مرتبط باسم المانيا، كما اسم صدام مرتبط باسم العراق، وكون اشور قوى عظمى امر ممكن الفخر به ولكن الان ما الحال؟ ان اي باحث منصف عندما يدرس الفترة الممتدة بين الالف والثمان مائة قبل الميلاد والقرن السادس ما قبل الميلاد لا بد ان يذكر اسم الاشوريين. فهذا لا غبار عليه، ولكن بعد ذلك، وخصوصا اننا استعمرنا من قبل الدول المجاورة او من الاغريق ومن العرب. والتاريخ غالبا يذكر الدول والحكام، فهل يعني مصدري البيان تاريخيا ام حتى الان؟ ان الامر الواضح في الفقرة التالية والتي تقول (عدم اللجوء الى ابتكار صيغ توفيقية واسماء مركبة أو طائفية أو مذهبية وفرضها على الاشوريين بحجة الوفاق والتفاهم وما الى ذلك من سلبيات وترسبات الماضي كما اشرنا باختصار. فالاشوريون لا يقبلون الا بآشوريتهم الأصيلة الابية والشعب الذي صمد هذه القرون كلها ورفض كل الحلول لقاء كل المغريات، لقادر على ان يصبر ويصمد امام محنته ومن أجل وجوده عهوداً أخرى).
هنا من الواضح ان هنالك رفض واضح لاي عملية توافقية. باختصار ان البيان يقول ان الاشوريين لا يقبلون الا باشوريتهم الاصيلة الابية. انني متأكد لو سألنا اي ممن اصدر هذا البيان عن رأيه بمن يقول عن نفسه انه كلداني او سرياني، لقال انهم اشوريين اصلاء. وهذا في الحقيقة رأي انا ايضا. ولكن البيان يتناسى ان من نقول انهم اشوريون اصلاء يرفضون تسميتهم بالاشوريين فكيف الحال بالاصلاء. ثانيا ان البيان يتكلم بأسم كل الآشوريين مختزلهم برأي من اصدره. علما ان مقررات مؤتمر بغداد لعام 2003 وبيانات الاحزاب الاخرى لا تقول ذلك. فلا ندري هل تم سحب هويتهم الاشورية، مثلما يفعل انصار السيد يونادم كنا بسحب هوية ممثلينا في الجمعية الوطنية وحصرها به. برغم لقاء بهرا مع احدهم كممثل لشعبنا. أو كما اسقط النظام الصدامي جنسيات بعض مبدعي الشعب العراقي لمجرد انهم عروه وانتقدوا ممارساته. وهل هم بقادرين على سحب الهوية الاشورية الاصيلة الابية؟ والامر المستغرب ان يتحدث البيان عن رفض الاشوريين كل الحلول ويفتخر بذلك. لم يذكر لنا تلك الحلول المرفوضة وهنا ايضا نكرر لعبة الافتخار بمواقف لا علاقة لها بالسياسة ولا بالعقل بل بالعناد. اطلع على الفقرة التالية (الاشوري الذي لا يقبل بآشوريته لا سمح الله ويقدم الى هذا المحفل العراقي الشرعي والتشريعي بصيغ ومقترحات وبدائل وحلول يحاول من خلالها زعزعة الحالة الاشورية الصامدة. نقول له ومن خلالكم ايها السادة: لا شأن للاشوريين بالذي ينكر قوميته وذاته! فهو حرّ في اختيار ما يطيب له من العناوين ولكنه ليس مخولاً بتقرير مصير ومستقبل أمة لا يرضى ان يكون فرداً فعالاً بين صفوف ابنائها).
من الواضح ان البيان يؤكد على ان الاشوري الذي يقبل بالصيغ التوفيقية، لا شأن للاشوريين به. اي ليذهب الى الجحيم فهو ناكر لقوميته ويريد زعزعة الحالة الاشورية الصامدة. ولكن هذه الزعزعة لم توضح لنا كيف تحث في الحالة الصامدة واغلب من يؤمن انهم آشوريين.لا يستعملون هذه التسمية كعنوان لهم. فهذه الغالبية ومعها بقية المساومين من الاحزاب الاشورية، بقدرة قادر ليسوا مخولين لتقرير مستقبل الامة! وهكذا تكون الرجولة وهكذا نجد حلولا لمشاكلنا، فاحسن حل اشطب عدوك او معارضك او من لا ترضى عنه، فالحوار لا يجدي، ألم يتحاوروا كثيراً ولم يأت المخالفون إلى بر الأمان الآشوري. فالآشوريين اثبتوا انهم يحبون الكلدان والسريان مثل انفسهم ولكن المشكلة في الكلدان والسريان الذين لا يقبلون التسمية الاشورية. ولذا فالاشوري الاصيل يجب ان يتخذ قراره ويشطبهم من ذاكرته. والى المزيد من المواقف التي تذكرنا بالاخوة العرب مثل قول بعض زعماءهم لمعارضيهم فليشربوا من البحر، تعالوا واطلعوا على الفقرة التالية:
(اذا تعذر البعض عن الاقرار دستورياً بالامة واللغة والثقافة الاشورية بحجة تجزئة الاشوريين وربما ظهور قومية جديدة في الدستور، نقول لهم: الاشوريون مجزئون ومنذ عهود طويلة كما مرّ. وان ظهور قومية جديدة أو عدمه موضوع أكبر من مقدرة الاشوريين الحالية للبت فيه. فنحن نريد آشوريتنا ولغيرنا الحق في ان يريد ويسعى الى ما يشاء).
هل قرأت عزيز القارئ هذه الفقرة، أرجو اعادة قرأتها، الاشوريون مجزئون ومنذ عهود طويلة. وان ظهور قومية جديدة او عدمه موضوع اكبر من مقدرة الخ. ألن يتسأل القارئ ولماذا تأسستم؟، ولما تناضلون ايها الاشاوس؟، أليست احدى مشاكلنا هذا التشتت في التسميات. وأليس من واجب التنظيمات التقريب بين ابناء هذه التسميات، بالتوضيح وخلق كل ما يقربنا احدنا من الاخر اليس من واجب التنظيمات السياسية محاولة ايجاد حلول لمشاكلنا القومية؟، ام ان السياسية لديكم ايها السادة اما انت معي او انت عدوي، ارجو ان لا تحسبوا انفسكم السيد جورج بوش، فهو قالها وهو يملك الاموال والاساطيل والتكنولوجيا وقالها ليس لمن يخالفه بالرأي بل لمن يساند القتلة والمجرمين. اليس من واجبكم ايها السادة الارتقاء بامكانيات الاشوريين؟ وهل يجب ان نظل عهود طويلة اخرى مشتتين ولا نزيح عن ارأنا والاصح عن عنادنا؟ فنحن ابناء الملوك وورثتهم فهل يجب ان يتنازل ابناء وورثة الملوك. لماذا تفترضون فيكم فقط الصحة؟ لماذا تخرجون من المجال السياسي الى الايمان الديني؟، الذي لا يقبل النقاش. ان السياسة لم تكن في يوم من الايام عناد وتشبث، بل حوار وخلق مجالاته ليستمر، لكي لا يصل المتحاوران الى الحرب او القطيعة، وهكذا السادة في التجمع الوطني الاشوري، يقولون اما ان ترضوا بالاسم الاشوري، او اذهبوا وسجلوا لكم قومية اخرى. وهذا ما نحاول تلافيه بالساسة، ولكن يبقى للعناد كلمته وهذه هي كلماته. (ايها الاخوة بخصوص النقطة الرابعة (احتمالية استحداث قومية جديدة) نرى وجوب الاستئناس واستشارة المجامع العلمية والمحافل الاكاديمية في المنطقة كالمجمع العلمي العراقي والمجمع العلمي في دمشق والقاهرة والمجمع العلمي في طهران والمجمع العلمي التركي والجورجي…الخ. فأن هم اكدوا وجود قومية سريانية أو كلدانية وغيرها، وكان لها ماضٍ وارض وشأن في مسيرة العراق الحضاري أو نفوا مثل هذا الوجود. عندها يكون القرار لكم ايها السادة الكرام).
ايها الاخوة في التجمع بحق الله عليكم من ينتخب عضو الجمعية الوطنية العراقية التاريخ ام الشعب الحي. السياسة تتعامل مع الواقع، ولنقل معكم ان التسمية الكلدانية، اطلقت على النساطرة المتكثلكين، ولكن الواقع اليوم يقول ان هنالك غالبية او مجموعة كبيرة من السكان تسمى نفسها بالكلدان وتعرف نفسها بهذه التسمية. واذا اتيت بدليل سيأتيك بادلة، واذا اعتقدت انه معاند لاعتقد انك مكابر. في عام 1992 كتب احدهم عريضة الى رئاسة المجلس الوطني الكردستاني، يقول ما معناه اننا وانتم شاركنا في القضاء وتدمير الدولة الاشورية. اننا هنا يقصد الكلدان، وانتم يقصد الاكراد، فمثل هذا الشخص هل تريد ان تقنعه بهذا الاسلوب ام بالحوار وخلق كل ما يقاربنا احدنا للاخر. فمهما قالت المجامع العلمية فالسياسة تتعامل بالواقع. وهذا اهم شئ لم يفهمه العرب، فاعتقدوا انهم ماداموا مؤمنين بعدالة قضية فلسطينين ونذالة اليهود فعلى العالم ان يقتنع بذالك ويوافقهم الرأي في كل اعتقاداتهم. فما هو القرار الذي تريدون من الجمعية الوطنية العراقية ان تتخذه بعد الاستفسار او الاستفتاء برأي المجامع العلمية، ألم تقولوا فليسجلوا قومية اخرى في النقطة التي سبقتها. اليس عجبا كل هذا (الاشوريون يطالبون باستحداث محافظة خاصة بهم وعلى ارضهم آشور على ان تكون مرتبطة بالمركز مع العمل الجاد والمخلص لجمع نسبة عالية من المهجرين منهم فيها. لكي يستطيعوا المحافظة على موروثهم الثقافي واللغوي والحضاري ضمن ادارة هذه المحافظة وبما يخدم العراق كله). شكرا ايها الاخوة انكم جمعتمونا على ارض اشور. ولكن نسيتم ان ارض اشور كانت تتوسع وتمتد احيانا الى البحر الابيض المتوسط، لا بل ضمت دلتا مصر ايضا، واحيانا كانت تنكمش لتصبح مدن قليلة، ولكن الاهم هل وفرتم للاشوريين متطلبات ادارة المحافظة الجديدة، ام انكم ستديرونها باما او. وليلعن الله الحوار ووجع الرأس. اود ان اقول ان بعض مفكرينا وساستنا لا زالوا يعيشون في التاريخ، ويعتقدون اننا بهذا الارث الكبير، يمكن ان نبز العالم. وعلى العالم الاعتراف بنا بحجم ما كان لنا في التاريخ، وهذا البعض مستعد ان يقول ان النضال والمواقف الثابتة والمبادئ ستوصلنا الى ما نؤمن به، والمشكلة اننا جميعا لا نعمل بقدر ثقل المهمة التي نلقيها على عاتقنا.
صحيح ان السياسة فيها اهداف انية واهداف متوسطة البعد واهداف بعيدة المدى، الا ان بعض سياسينا يبدؤون بالدعوة للنضال للاهداف البعيدة المدى ونحن لا نملك ادوات النضال للاهداف القريبة، فنحن في عملنا السياسي نريد كل شئ او لا شئ، وليذهب العالم الى الجحيم ما لم يقرنا على رأينا، وهكذا السياسة والا بلا شيء.
15 حزيران 2005
أين اشوريتكم ؟ أين ديمقراطيتكم؟
قراءة في مذكرة المكتب السياسي للزوعا
لم نتفاجأ باصدار المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية لمذكرته بشأن دستور اقليم كردستان العراق، فهذا حق وواجب، ولكن المفاجأة كانت في المضمون التهديمي للمذكرة.
فالمذكرة اذ تعيد تكرار بعض ما اتفقت عليه الاحزاب الاخرى لا بل انها تنقلها حرفيا، فانها وفي المواد 3، 4، 5 تأتي بمضامين هي انتقام من الامة وخروج على اجماعها.
اننا في الوقت الذي نكرر ونعيد القول بضروة تحاشي استعمال بعض الكلمات والمصطلحات، الا انني ارى نفسي مضطرا للقسوة في بعض التعابير وذلك لان ما تتضمنه هذه المذكرة من التفاف على الاجماع الشعبي. والذي لم يقبل بالاجماع كانت مطالباته اكثر راديكالية بمعنى ذهب بعيدا في المطالبة لحد تحرير ارض اشور او اقامة الاقليم الاشوري. وهذا امر ان اختلفنا معه ولكن لا يضر الاجماع في نقطة المطالبة بالحكم الذاتي. في حين ان مذكرة الحركة تنسف كل شيء وبلا مبرر معقول فلو تحقق الحكم الذاتي فان الحركة ستكون احد المستفيدين من ذلك. لانها تقول انها تمثل الامة وبالتالي فانها ستقود منطقة الحكم الذاتي تشريعيا وتنفيذيا. ولكن يبدو ان في الامر ما هو أدهي واكثر ريبة لا تفصح عنه المذكرة المذكورة ويعرفه فقط اعضاء المكتب السياسي للزوعا. باصرارهم العجيب على الاضرار بالامة ومقدراتها وطموحاتها. انه رد للأمة التي احتضنتهم وقدمت لهم الكثير الكثير، وها هم اشاوس الحركة يوجهون لمن كانوا يقولون انها امتهم طعنة لا يمكن تفسيرها الا بالانتقام، أو بأستلام الأوامر من مكان ما للوقوف هذا الموقف المشين.
تتضمن مذكرة المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية مقدمة هي آية في النفاق السياسي.
فما يقال ويمارس في منابر الحركة او التي تتبعها ليس ممارسة ديمقراطية بقدر ما هو بالحقيقة كل ما يعزز االتناحر والتباعد اي بعكس ما تتضمنه المقدمة هذه وبعكس ما توجهه الحركة متمثلة بمناصريها واعضاءها من كلمات الحقد والشتيمة لكل الاحزاب والتنظيمات الاشورية التي تنادي وتعمل في اطار اعادة بناء وترسيخ وتمتين العلاقات الاخوية بين الشعبين الاشوري والكوردي على اساس من الوضوح وفي اطار تمتع كلا الشعبين بما يستحقانه من الحقوق ومكانة.
فالحركة كانت تعد العدة للانتقام من الامة وغالبيتها بطرح مذكرتها هذه والتي لا يمكن القول عنها الا بانها انهزامية تطالب الجميع بالركوع. فحيث ان المطالبة بالحكم الذاتي لشعبنا لم تاتِ من الحركة، بل من الاحزاب والشخصيات الاشورية الاخرى، فانه لا بد من افشال المطالب وخذلان الجميع وفي مقدمتهم الشعب!
فالطرح الحقيقي لحقوق وطموحات شعبنا ما دام لم يأتِ من خلال الحركة بل اتى من احزاب وشخصيات اكثر قدرة على الفهم السياسي الواعي والتي تقدر ان تقدم خدمات حقيقية لشعبها وتعمل من اجل ضمانات حقيقية لمستقبل شعبها، كان لا بد من الانتقام!!
فاما ان يستسلم الجميع ويركع امام الحركة ويخضع لارادتها، او ان الحركة ذاهبة في بازارها (اسواقها) ومستعدة لبيع الشعب وقضيته بابخس الاثمان من خلال مضامين مذكرتها التي لا تعبر عن واقع الاجماع القومي القائم حاليا في سقف المطالب السياسية واطارها.
ولكي اقرب الفكرة الى اذهانكم اكثر.. تصوروا ان نقابات عديدة للعمال اتفقت على المطالبة برفع اجر العامل وحددت سقف مطالبتها بمطلب ممكن التحقيق ولنفترضه عشرون دولارا للساعة الواحدة.
وفجأة، ومن دون سابق تشاور أو حوار مع هذه النقابات رغم وجود دعوات وقنوات وأطر الحوار، تخرج نقابة اخرى عن الاجماع وتقول كلا انها مستعدة للقبول بدولارين للساعة الواحدة، واذا تفضل اصحاب العمل وكانوا اكثر كرما ورغبوا بمنح خمسة دولارات فاننا نرجوهم اتباع السياقات القانونية لذلك!!.
هذا هو خلاصة مضمون مذكرة المكتب السياسي للحركة.
فهي تقدم نفسها بانه في حال قبولها محاورا وحيدا من طرف شعبنا فانها مستعدة لبيع كل الامال التي عقدت في الاونة الاخيرة وانها مستعدة لتهديم سقف مطالب شعبنا على رؤوس ابناءه وتنظيماته التي أجمعت على هذا السقف الذي يقارب حقيقة طموحات وامكانيات شعبنا.
ان ما طرحه المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية هو………. سياسي وليس طرح سياسي (يمكنكم انتقاء اي من الصفات التي يطلقها انصار الحركة لمخالفيهم ووضعها في الفراغ فانه سيلائم كصفة لهذا الطرح).
ولكي لا اتهم بالمغالاة وتقديم قراءة وتحليل مغلوط لمذكرة المكتب السياسي للحركة او تقويله ما لم يقله، فأني أدعوكم لمناقشة فقرات المذكرة ومقدمتها التي تبتدأ بعبارة:
(اطلعنا على مسودة مشروع دستور اقليم كردستان العراق المطروح على الرأي العام…) وتستمر المقدمة في الحديث عن دور الحركة السياسي ورؤيتها للعيش المشترك وتنتهي بالعبارة. (فإننا نقدم اليكم ملاحظاتنا وآراءنا حول هذا الدستور لنتجاوز التهميش الحاصل لشعبنا الكلداني الآشوري السرياني).
لم نورد الاقتباسات الكاملة لنص المقدمة لانه يمكن للقراء الاطلاع على نصها في موقعي زهريرا وعنكاوة.
نص مقدمة المذكرة، للمتابعين لانشطة الحركة واعلامها وتصريحات مناصريها، يعكس ازدواجية خطاب الحركة السياسي. حيث تقدم خطابين متناقضين. احدهما هو ما يصرح به قادتها واعضاءها من تاجيج للاحقاد والكراهية بين الشعبين الاشوري والكوردي. وخطاب آخر نقرأه في هذه المذكرات عن العيش المشترك والمعاناة المشتركة والعلاقة التاريخية والشعب الكردي الشقيق.. يا لعجبي من هذا النفاق الذي لا يدانيه نفاق اخر!
ولان المقدمة هي شكلية ولا يوجد فيها ما يؤخذ عليها الا النفاق الواضح، وكذلك استعمال اسم شعبنا مرة بشكل كلدواشوري واخرى الكلداني الاشوري السرياني، وهو امر غريب في مذكرات تحاول تثبيت اسم واحد او صيغة واحدة للتسمية، فاننا سننتقل الى فقرات المذكرة الاخرى وبالتتابع:
(اولا: نشيد بما تضمنه الباب الثاني الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ومفاهيم المساواة والحريات ومبدأ فصل السلطات وضمان لحقوق المرأة، والحقوق الأساسية كالتعليم والعمل والصحة، وهو ما ينسجم مع المواثيق الدولية التي اختصت بحقوق الإنسان. وينعكس ايجابا على حياة المجتمع في كردستان بشكل خاص، والتي بتطبيقها ستكون ضمانة لتطور الاقليم ومضيه في ركب الحضارة والعصر وانعكاس ذلك ايجاباً على عموم العملية السياسية في العراق)
وكما تلاحظون ان الفقرة لا تختلف البتة عمَّا قدمته مذكرة الحزب الوطني الاشوري التي هاجمها كوادر الحركة وانصارها كما على سبيل المثال المقال التهجمي للسيد ثامر على المقابلة مع الاخت ماري بيت شموئيل.
لا نعرف مدى قبوله بمذكرة حركته لانها صادرة من مكتبها السياسي الذي لا يمنحه السيد ثامر صلاحية البث بامور وشؤون الامة.
ولكن الغريب في نص هذه الفقرة هو ايرادها لتسمية كردستان التي يهاجمها اعضاء الحركة وانصارها في كل دول المهجر ليل نهار، وهاتفين بالموت لها ومتهمين الاحزاب التي تتبنى التسمية بالمتاجرة وبيع الامة!!
(ثانياً: نرى ضرورة تضمين الديباجة ما يؤكد التعددية القومية والدينية لشعب اقليم كردستان بذكر الكلدوآشوريين والتركمان والارمن مع أشقائهم الكرد، ومفاهيم العيش المشترك، وذكر ما تضمنته معاهدة سيفر بالنسبة لشعبنا الكلدوآشوري واتفاقية انقرة 1926 حول حقوق شعبنا، والاشارة الى المعاناة والمجازر التي تعرض لها ابان الحرب العالمية الاولى، وخاصة بعد تشكيل الدولة العراقية (مثل مذبحتي سميل 1933 وصوريا 1969)، وما نتج من اثار ثورة ايلول والمشاركة فيها على ديموغرافية تواجد شعبنا الكلدواشوري عبر التشريد والترحيل والتهجير وثم الانفال عام 1988 التي كان لشعبنا نصيبه منها).
وهنا ايضا لا تختلف الفقرة مع ما تقدمه الاحزاب الاخرى، وكأن الفقرتين متطابقتين، ولا تعليق لنا.
ثالثاً: قسمت المادة السادسة (اولاً) شعبنا الى (الكلدان والآشوريين)، ونحن اذ نقر بتعدد تسميات شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، فاننا نطالب باستخدام التسمية الموحدة لشعبنا (الكلدوآشورية)، واستخدام (السريانية) للدلالة على لغته وثقافته)
في الوقت الذي اتفقت غالبية تنظيماتنا وشخصياتنا السياسية والثقافية، على ادراج التسمية الشاملة كمخرج دستوري لحين التوصل الى تسمية واحدة، تصر الحركة على اللعب بنار التسميات مقترحة التسمية الكلدواشورية والسريانية للدلالة على اللغة والثقافة بعد ان انتحرت التسمية الكلدواشورية بفعل ممارسات الحركة وقادتها.
لا بل ان الحركة تستعمل في احيان كثيرة الكلدواشوري السرياني، وتتخبط مع تبدل موازين القوى في مسألة لا تتطلب هذا التخبط.
ولكن اخطر ما في المسألة هو اعطاء التبرير للمقابل ان هناك صراعا واختلافا بين كل الاطراف حول التسمية ومنح المبررات لكي لا يتم القبول بالتسمية المقترحة اي التسمية الشاملة، وهنا فالمشرع، وفي مواجهة هذا التخبط والاختلاف، سيبقي على التسمية كما وردت في المسودات (اي بتقسيمنا الى شعبين)
وهنا ستنتصر الحركة على الكل، فما دامت غير قادرة على تنفيذ مخططاتها فانها ستبقي حجر عثرة امام الاخرين لكي لا يقدموا اي انجاز لشعبهم وان كان الشعب ومستقبله هو الضحية!
بالنسبة لهذه الفقرة فاننا نتساءل لماذا تتضمن مذكرة الحركة نفسها صيغتان لتسمية شعبنا حيث ترد في مواضع بالتسمية الشاملة الكلداني الاشوي السرياني (بينها هذه الفقرة تحديدا!!)، وفي مواضع اخرى) تسمية الكلدواشوري (وبينها هذه الفقرة ايضا!!!).
فاي تناقض وتخبط هذا ان تدعو الى تسمية موحدة وانت تستعمل تسميتين؟!
رابعاً: تأسيساً على مفهوم الشراكة نرى إضافة مادة خاصة في الباب الأول (المبادئ الأساسية) والتي نصها:(يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والدينية والتعليمية للكلدوآشوريين والتركمان، ولهم حق تأسيس ادارات محلية في المناطق ذات الخصوصية اللغوية والثقافية والتاريخية وفق السياقات الدستورية.)
في هذه المادة لو طبقت على الاقليم بشكله الحالي فلا مشكلة ولكن عطفا على المادة خامسا والتي تنص على:
خامساً: ضمنت المادة الثانية من مسودة الدستور قضائي تلكيف وقرقوش وناحية بعشيقة الى حدود الاقليم، ونرى ان هذه التي تكون (سهل نينوى) تتمتع بخصوصية تنوع قومي وديني ويمكن لشعبنا ممارسة حقوقه كاملة فيها وفق الحق الإداري الذي ضمنه الدستور العراقي الاتحادي (المادة 125) ونحن بصدد مشروع الادارة المحلية في سهل نينوى، وسيتم اقرار عائدية المنطقة لاحقاً عبر استفتاء خاص حسب السياقات الدستورية (التطبيع والاحصاء وثم الاستفتاء وحسب المادة 140 من دستور العراق الاتحادي.)
فانكم تلاحظون وبشكل واضح لا لبس فيه اصرار الحركة على تخفيض سقف المطالب التي يطالب بها شعبنا ومنذ الان وحتى قبل اية حوارات او مفاوضات سياسية، مانحة الفرصة للمقابل للمحاججة بان هناك من قدم سقفا اقل، بما يعنيه ذلك من اجهاض وافشال مشروع المطالبة بالحكم الذاتي لشعبنا وحقنا في تشريع قوانينا الخاصة والملائمة لطبيعتنا وللمستقبل الذي نريد.
والاخطر ان الحركة تقر بانهم بصدد مشروع الادارة المحلية.
وان عائدية سهل نينوى ستقرر لاحقا عبر استفتاء وحسب السياقات الدستورية وحسب المادة 140 من دستور العراق الاتحادي، اي انهم يرغبون عن سابق اصرار وترصد افشال مشروع الحكم الذاتي بتقديمهم هذا المقترح اي مشروع الادارة المحلية بمحدودية صلاحياته وسلطاته.
فالادارة المحلية معمول بها ومنذ الان في المناطق التي نكون فيها الاغلبية.
فمديرو النواحي والاقضية والمجالس البلدية التي نشكل فيها الاكثرية تدار من قبل ابناء شعبنا ولا غرابة في الامر.
اما التفاصيل الاضافية والتي يدركها كل سياسي مبتدئ بأن العائدية الادارية لأية منطقة في حالة المطالبة بتغيير عائديتها تمر بالمراحل التي تم ذكرها وهي موضحة في الدستور الاتحادي، وبالتالي لكي يكون قرار تغيير عائدية اية منطقة دستوريا فيجب ان يخضع لما يتطلبه الدستور من خطوات، فهذه من بديهيات المسالة وايرادها في مذكرة الحركة انما هو من باب الادعاء بانها تقدم شيئا جديدا لم يتطرق اليه احد!!!
ما لم توضحه الحركة في هذه المسالة رغم اهمية ووجوب توضيحه هو ما هو موقفها او برنامجها السياسي بشان ربط سهل نينوى بالاقليم من عدمه. هل هي مع هذا الربط ام لا؟
وهذا سؤال تتوجب اجابته بغض النظر عن تسلسل خطوات الارتباط او موعدها.
فبغض النظر عن كون نقطة البداية هي في اعتماد الدستور الكردستاني لهذا الارتباط، او ان تكون نقطة البداية في البرلمان العراقي، فانه يتوجب على الحركة وجميع تنظيماتنا تحديد موقفها بتأييد الارتباط من عدمه.
كما انه وبغض النظر عن مواجهة هذا الخيار اليوم او مواجهته بعد اشهر او سنة فانه يتوجب على التنظيمات التي تدعي الانتماء الى الامة والمشاركة في قيادتها ان تعلن وتحدد موقفها واضحا لابناء شعبها.
ان الخطوة التي اقدمت عليها الحركة بتقديمها لهذه المذكرة وبشكل استفزازي لا يراعي مشاعر غالبية ابناء شعبنا بقواه السياسية وشخصياته القومية والثقافية والاجتماعية. هي خطوة اتت لتشكل طعنة في خاصرة الجميع، ان تقديم هذه المذكرة هو تنازل وانتقاص من حقوق شعبنا بلا اي مبرر ومنطق سياسي.
ان ما اقدمت عليه الحركة هو عمل ينم على القصدية التامة في ضرب كل التوجهات الايجابية والتي تريد تصحيح اوضاع شعبنا. فالحركة او بعض قادتها باتوا يعتقدون، من نسيج خيالهم، ان الاخرين من ابناء الشعب يتآمرون عليها ولذا فانها ترد بمذكرة كلها مؤامرة بحق الشعب.
صار من الملح والضروي اقدام الكوادر القيادية المخلصة في قيادة الحركة، او التي لا تزال تؤمن بانها تعمل من اجل تحقيق الطموحات المشروعة لشعبنا، اقول صار من الضروري ان تعلن عن مواقفها من بعض القياديين الذين يسحبونهم نحو الهاوية ونحو اتخاذ مواقف لا تنم عن اي شعور قومي. بل عن الانتقام ولو كان الشعب هو الذي يدفع ضريبة الانتقام هذه، وصار من الضروري لكل مؤسسات شعبنا ان تعي بان بعض القيادين في الحركو مستعدون لسحب الامة خلفهم الى الهاوية التي سقطوا فيها. فهل تعي هذه المؤسسات الصامتة موقفها وموقعها؟ ان المطالبة بالحكم الذاتي في سهل نينوى كان سقفا للمطالبة بالحقوق، وهذا السقف كان سيكون سقفا لكل ابناء شعبنا في دول الجوار، ونحن اذا لا نؤكد انه كان سيتحقق. الا ان مؤشرات كثيرة تقول بامكانية ذلك وخصوصا التأييد من قبل بعض السياسين الكورد. نعم انهم ارادوا ويريدون ايقاف هذه المسيرة مسيرة تحقيق امال وطموحات امة عانت الكثير والكثير، معتمدين على من باع نفسه لهم وسد اذنيه عن سماع الحقائق الناصعة والتي تشكف زيف كل ادعاتهم، والاصرار على سماع موجة واحدة الا وهي موجة الحركة الديمقراطية الاشورية، ولكن نقول للجميع ان ما اقترفته الحركة في هذه المذكرة هو اهانة لكل العمل القومي ولدم الشهداء.
12 تشرين الثاني 2006
اناء كل منا ينضح بما فيه، سيد يعقوب يعقوب
(كانت هذه المقالة حاضرة للنشر، الا ان وصول وفد على مستوى عال للمنظمة الاثورية الديمقراطية الى اقليم كردستان لاجراء مباحثات مع قوانا السياسية لتنسيق العمل. برئاسة الاستاذ بشير سعدي، اضطرتني لتاجيل نشرها لكي لا يعتبر النشر محاولة لنسف مهمة المنظمة، الا انني ارى انه من حقي نشرها الان عملا بحرية النشر وردا على مغالطات البعض).
كنت اعتقد عندما كتبت قراءة في مذكرة المكتب السياسي لزوعا، ان الزوعا سيسارع الى سحب مذكرته الشاذة في التوقيت والمضمون، وسيحمل بعض اعضاء المكتب السياسي مسؤولية التسرع بنشرها، الا ان المكتب السياسي ومن خلال السيد يعقوب يعقوب نشر ردا اقل ما يقال فيه انه تعمية للقراء وضحك على الذقون وترديد مقولة الشهداء، ولكي لا نسئ الى المكتب السياسي والسيد يعقوب فاننا ومن موقع الاحترام الكلي سنرد على الرد فقرة فقرة، وانني اقولها فانا مستعد للسجالات ماطال شأنها ان اردتموها كذلك.
لقد كان عنوان الرد موفقا جدا، فكل اناء بما فيه ينضح حقا يا سيد يعقوب، ولانني ادرك تماما ما يحويه اناءنا وما لا يحويه، فاسأذكر بعض ما لا يحويه وعليك الاستنتاج بما يحويه، فأناءنا لا يحتوي على محاولة قتل اشوري معارض، ولا يحتوي على تعذيب وسجن وتشويه سمعة الآشوريين، ولا يحتوي على التزوير ولا يحتوي على النميمة على ابناء شعبنا لدى الاخرين لكي ننال حظوة، ولا يحتوي على اساءة لسمعة مؤسسات عريقة ورجال دين كرماء وسياسين مختلفين معهم، ولا يحتوي لتعليمات سرية، ولا يحتوي.. ولا يحتوي… وبالتالي من لا يحتوي اناءه على كل ما سبق فان هذا الاناء لا يتحمل الحقد والاساءة، بل قد يتحمل الغضب من الاساءة وقد يتحمل النصيحة واسأل اعضاء مكتبكم السياسي كم من نصحية مخلصة اسديناها لهم انا واخوتي في الحزب، ولو كانوا قد سمعوها ونفذوها لما كان حالكم وحالنا هذا الحال، اما انائكم فيحتوي وبالمستمسكات الرسمية كل ما لا يحويه اناءنا.
وتقول سيدي انكم لن تستخدموا مصطلحاتي وتعابيري لانها تسيء الى القارئ، ولكن اين اسأت الى القارئ ايها السيد ام صارت العبارة لديكم قول يجب ترديده فقط وهو سهم قد يصيب وان لم يصب فاعضاء الزوعا سيؤمنون به وهذا كفاية. ولكني اعتقد جازما ان الاساءة التي تقصد انني وجهتها للقارئ هي قول الامور بوضوح وعلنية وباسم معروف وغير وهمي اي لم اتخف خلف قناع ما.
اما عن قولكم ان اسلوب السيد تيري لا يمكن ان يساهم في اغناء الحوار الى اخر الفقرة، فاين الاهانات سيدي ومتى كنتم من رجال الحق ومن اصحاب الحوار قولوا لي بالله عليكم قد اكون ناسيا. هل كان حواركم في كراسكم التثقيفي رقم سبعة، وهو موجه لاعضاءكم فكيف سيكون حواركم مع الاخرين؟ أكان اغناء حواركم فيما مارستموه مع الكنيسة الشرقية الاشورية وقداسة مار دنخا؟ ام كان حواركم في التعليمات الانتخابية السرية؟ ام كان حواركم ما اصاب كل احزابنا السياسية من سهامكم اقصد اغناء للحوار؟ اما عن مستواي فيعرفه الجميع والقدح والذم صناعتكم سيدي. فانا لم اقدح ولم اذم واسأل رفاقك في المكتب السياسي. بالله عليكم قولوا لنا متى دخلتم في الحوار؟ الم يدعونكم مرارا للمشاركة في الاجتماعات من اجل الخروج بموقف موحد؟ ألم تكن هذه دعوة للحوار، ام ان للحوار عندكم معاني اخرى انا لا ادركها؟
(بداية السيد تيري بطرس وكما عودنا على مر سنواته لا يخرج عن مألوفه الخاص والمتمحور حول الأساءة بكل ما في جعبته وبكل ما تجود به قريحته إلى الحركة وأعضائها الذين لم يستطع السيد تيري في يوم من الأيام مجاراتهم في نضالهم وتضحياتهم والقدرة على المواصلة النضالية في أصعب الظروف ومبدأيتهم وإيمانهم المطلق بعدالة قضية شعبهم التي يناضلون من أجلها). والحمد لله فالكل يعلم ويعرف ان الكتابة حول الحركة لم تكن مألوفي اما عن الاساءة فانني كانسان يحمل هم شعبه ويؤمن بالديمقراطية وبحرية الرأي التي تمنحها لمناصريكم من خلال تبرير سبابهم، فسأظل اقول رأي وقناعاتي وان كانت ضد قناعاتكم سيدي. لا بل ارى من واجبي ان افضح كل الممارسات الخاطئة التي تقترفونها لا بل كل الممارسات التي تتعمدون ممارستها رغم علمكم ان هذه الممارسات تدخل في باب الاجرام. وهل تعتقد سيدي انه يجب علي السكوت عن مذكرتكم المشينة هذه لكي تمرروا لعبتكم ومنطقكم الغريب؟ ولكن لكي اريحكم اكثر سيدي العزيز ولماذا لا تعتقد انني اصبحت اختصاصيا بالحركة وبتاريخها وبممارساتها. وبالقدرة على القراءة المسبقة لسلوك قيادتها وهذا جراء الخبرة وليس لانني قد نلت شهادة اكاديمية بالحركة. وهذا يجب ان يزيدكم فخرا لان هناك من اختص بكم أليس هذا دليل الشهرة والصيت؟ ولعلمك ان تيري عندما رأي حسنة في حركتكم قالها ومدحها ولم يخف مثل اعضاءكم من السلام على مخالفيهم في الانتماء السياسي.
(سيرة هذا الشخص في الأساءة إلى الحركة ـ زوعا بدأت عملياً منذ كان عنصراً من عناصر التجمع الديمقراطي الآشوري الذي أنشأه وموله ودعمه سياسياً ومعنويا الحزب الديمقراطي الكردستاني أواسط الثمانينيات من القرن الماضي، وتواصلت هذه المسيرة معه إلى المهجر وإلى اليوم وبالرغم مما يقدمه هذا المهجر من حياة ورفاهية وسهولة عيش إلا أن العقدة من الحركة ـ زوعا بقيت متأصلة في شخص السيد تيري بطرس ولم يستطع الفكاك منها لكونها حالة من الشعور بالنقص متجذرة في الشخصية التي تركت الوطن وساحة النضال الحقيقية واستوطنت المهجر).
والله سيدي انتم خوش فتاحي الفال وهلا ذكرت اساءتئا للحركة اثناء تواجدي في التجمع الديمقراطي الاشوري؟ وهل استلام احد عشرة بندقية الية ونصف الية يعتبر تمويلا؟، وماذا عن المدفع الهاون الذي استلمتموه؟ وهذا مثال لا اكثر يا سيد ياقو قد لاتعلمون الكثير. فانا كنت هناك، واهلا بك يا سيد فكاك العقد لم اكن اعلم ان مكتبكم السياسي يضم اطباء نفسانيين فهلا فككت لي عقدي الزوعاوية التي تذكرها ومشيتم بصورة صحيحة. بمعنى ان لا يكون في مسيرتكم ما يعاب عليه. ان تيري يمكنه التعايش مع اخطاء العمل ولكن الاخطاء المقترفة مع سبق الاصرار والترصد مثل مذكرتكم هذه فيسموها امر اخر. وعن المهجر وهناءه فانا لا اتمناه لكم سيدي، هذا الهناء الذي تدعيه والمهجر الذي اخترته. استفسر من رفاقك كم قدمت لكي لا اصله ولكن الاقدار امر اخر. ولكن ان رغبت ان تهاجر رغم ذلك فانني لن ألومك حتى لو كان ثمنها امضاءك المقالة باسمكم.
المضمون التهديمي والذي تفاجأت به هي النقاط التي ذكرتها لكم (3، 4، 5) والتي يجب ان تدرك انها لا تدخل في اطار حرية الحركة في قول ما تريده او في تحديد نهجها السياسي. بل تدخل في باب اقل ما يقال عليه انه التخريب المتعمد. او الانتقام أو على وعلى اعدائي . وهنا ان شعبنا سيدفع ثمن التخريب المتتالي الذي يقوم به الزوعا كل مرة. لقد تمت دعوة الحركة الى اجتماع الاحزاب مرات عديدة، وكان من المفترض ان تحضر هذه الاجتماعات لكي يقدم شعبنا ومؤسساته مذكرة مشتركة تعبر عن الجميع وتحقق القدر الكافي من مطالب شعبنا. ولكن عدم المشاركة وانتظار ما يخرج به الاخرين وبعد ذلك تقديم مطالب هي اساسا متبلورة ومتحققة في الدستور ولا يحتاج لتنفيذها الا قوانين من البرلمان الاتحادي. هذا معناه ان حركتك كانت تبيت لهذا الامر. العمل على افشال العملية القاضية باقامة الحكم الذاتي لشعبنا. فقط لانه لم يأت منها ليس الا. اما عن الحاق المنطقة باقليم كردستان فمذكرتكم لم تنفيها بل اشترطت اجراءات دستورية وهذا كما تدرك ويدرك كل سياسي مبتدئ تحصيل حاصل لانه لا يمكن اجراء تغييرات ادارية ودستورية الا باتباع الخطوات المنصوص عليها في الدستور. اي (اقرار قانون في البرلمان الاتحادي لاجراء الاستفتاء وبعد نتيجة الاستفتاء سيتم اقرار عائدية المنطقة)، انكم فقط تؤكدون على الاجراءات الواجب اتباعها وهي ستتبع حتما لان بهذا الاسلوب سيكون قرار مستقبل سهل نينوى دستوريا. اما عن الاجماع هو هذا التأييد الاعلامي والحزبي والمؤسساتي لهذا المطلب. كما اننا لم نقرر مستقبل سهل نينوى، اننا ندعوا الى مستقبل معين ومحدد. ونريد ان نقنع شعبنا بهذا المستقبل، لكي تأتي نتيجة الاستفتاء لصالح ما نراه. والظاهر ان مكتبكم السياسي لم يعد يفرق بين المطالب وبين ما يجب ان يتحقق. بين البرنامج وخطواته وبين الواقع. الظاهر انكم تعيشون حالة هلوسة سياسية سيدي. اما عن اعضاءنا فانت في العراق ويمكنك السؤال عنهم وعن عددهم فانا اعرف ان المؤتمر الاخير حضره اكثر من مائة وعشرة مندوب واكثر من عشرين ضيفا مختارا من المستقلين. ولكن كل حزب لا يعمل ولا يكسب شرعيته بعدده، فحزب البعث كما قيل كان يضم خمسة عشر مليون اي لو حسبنا كل عضو وعائلته كما تعملون. اذا نحن لم ندع مثلكم تخويل الامة نحن نعمل من اجل الحصول على هذا التخويل وبالطرق القانونية. ولكنكم تحولون النقاش الى مسألة تخويل الامة، لاعتقادكم ان الاربعين الف صوت والتي اتت غالبيتها من المهجر هو تمثيل للأمة. وبهذا المنطق تكون الاحزاب الكردستانية اكثر تمثيلا للامة منكم. لانكم بالتأكيد لاتعتقدون ان تعداد شعبنا؟ هو مئة الف نسمة؟ واذا كان عدد شعبنا ستمائة الف فأين ذهبت بقية الاصوات من الاربعمائة الف صوت على اقل تقدير لابناء شعبنا. ام انهم كانوا في مصايف سورية والاردن. ومرة اخرى فاننا نفتخر باننا عقدنا مؤتمرنا في قرية من قرى شعبنا فالمؤتمر الثاني كان في قرية شيوز. والمؤتمر الثالث كان في اينشكي اما المؤتمر الرابع فسيكون في كوندى كوسا او كوري كافانا انشاء الله.
عن اي حقائق تتكلم مقدمة مذكرتكم هل هي حقائق الجلوس في المقرات وسجن ابناء شعبنا وتعذيبهم ومنح الفرص للاخرين لكي يهينونكم مرة تلو الاخرى (مثل استعادة بندقية الرفيق ادد وغيرها وغيرها) رغم النصائح،. هل هذه هي الحقائق؟ اتريد ان ادخل في التفاصيل الدقيقة؟ ان كان هناك نضال مشترك فهو بين كل الشعوب العراقية ضد النظام البائد واجهزته القمعية والتي لا مثيل لاجراميتها؟ هذا حق ونحن كنا سنعبر على ملاحظتكم بنضال الحركة لو انكم حقا كنتم تراعون مشاعر العيش المشترك. اما مشاركة الحركة في انتفاضة اذار فامر يدعو للضحك أليس كذلك سيدي؟!! فالظاهر انكم لم تكونوا على علم بان الناس بعد الانتفاضة وبعد ان حاول النظام واجهزته قمعها، هربت الجماهير. حاول الوصول من وصل من اعضاء الزوعا ولكن كانت الجماهير في طريقها الى جقركا وغيرها من مدن تركيا. فعن اي مشاركة في الانتفاضة تتحدث؟ أما عن الشهداء فانني اقر باننا لم نكن من هواة تقديم الشهداء. فاقصى ما نمني النفس به هو انقاذ حياة فرد من ابناء شعبنا، ونعمل من اجل اتخاذ كل المحاذير لكي لا تذهب روح بريئة هدرا. لاننا ندرك اننا بحاجة لكل انسان وانسانة من ابناء شعبنا. اما اذا كان فخركم في الشهداء وعددهم فهذا الفخر لا ندعيه ونتركه لكم. ورغم كل شئ اننا نتأسف ويملؤنا الحزن على كل واحد من ابناء شعبنا ذهب ضحية الغدر والخيانة ونعتبر كل من ذهب ضحية في السنوات الاخيرة قتلا من شهداء امتنا وخصوصا ضحايا الحرب العراقية الايرانية. وضحايا حرب الخليج الثانية وضحايا الارهاب وبالتأكيد الشهداء الخالدين يوسف ويوبرت ويوخنا. وسنضع يدنا في يدكم للعمل من اجل الكشف عن من وشى بهم وسلمهم للسلطة. فهؤلاء جميعا هم شهداء الامة وشهداء كل حزب يقر بانتماءه لهذه الامة.
اما انهزاميتكم فهي في نشر مذكرتك التي تدعي بلا مواربة الى تأهيل الحركة كردستانيا. مقابل انها لن تقدم اي مطلب، لان الادارة الذاتية متحقق في اغلب المناطق ويمكن ان يسير اكثر فاكثر للامام بتطور واستقرار النظام القانوني للاقليم.
اما عن قولكم تقديمه هدية، فهو يدل على جهل المكتب السياسي بالسياسة وبالواقع الديموغرافي لما نسميه سهل نينوى. الم يقل لكم اعضاء المكتب السياسي ان طرح الامر على الاستفتاء يمكن ان يأتي بنتيجة القبول للانضمام. حتى لو رفض القبول ابناء شعبنا والعرب القاطنين فيه. لان الازيدية والكرد المسلمين والشبك ستؤيد ذلك. هل قرأتم المنطقة ديموغرافيا وميول كل فئة من سكانها؟ وحتى لو قسم السهل الى الوحدات الادارية الاصغر وهي النواحي، فان هذا سيعني امكانية اقتطاع اجزاء من سهل نينوى وانضمامها الى اقليم كردستان وبقاء الاخرى خارجه في محافظة الموصل. فماذا انتم فاعلون حينذاك؟ انكم تصرون على خططكم التي تحركها فقط رغبة في اثارة الغوغاء والتي لا تأتي بأي نتيجة. فنحن عندما قررنا المطالبة بضم اقليم سهل نينوى في المؤتمر الثالث للحزب المنعقد في في تموز 2006 قلنا ذلك بوضوح وذكرنا اهم الاسباب التي تدعونا الى ذلك. اما انتم ففي الوقت الذي تعملون من اجل افشال الحكم الذاتي، الا انكم تعملون من اجل ليس تقسيم شعبنا بين اقليم كردستان والاقليم السني الذي سينشأ. بل تقسيم سهل نينوى ايضا فبعضه سينضم الى اقليم كردستان والاخر سيبقى تحت سلطة العرب السنة بما يبشرون به من قوانين اسلامية متشددة. اما مسألة الهدية فنعيد ونقول لكم سيدي هل ان سهل نينوى الان بيدك وتحت سلطتك؟ لكي نقدمه هدية ام تتعاملون مع من لا يسأل ولا يقول لماذا وكيف وتعتبرون كل الناس مثلهم؟
وما هي المطالبة بالحكم الذاتي اليس طلب ضمانات؟ ام لديك الضمانة منطقة ادارية. وتقول في الوقت الذي لا تزال مئات من قرى شعبنا في الاقليم دون المستويات اللائقة للعيش مقارنة بالبحبوحة التي تعيش فيها مثيلاتها من القرى الكردية وبقاء العشرات من قرانا تحت التجاوز. اليست اقوالك والظاهر انك لم تسمع بحركة الاعمار التي ينفذها الاستاذ سركيس اغاجان. ام ان حفركم لساقية والتطبيل لها ليل نهار كان افضل من القائم حاليا؟ وخلال وجودكم في الحكم بشكل قوي اي قبل البدء بتهميشكم لم تكن هناك قرية مبنية برغم من قول البعض ان الاموال التي يصرفها السيد سركيس اغاجان كان يستلمها ايضا السيد يونادم يوسف كنا. وبالرغم من عدم رفع التجاوز عن اي قرية. علما ان السيد سكرتيركم الحالي الاستاذ يونادم كنا قال في مقابلة مع جريدة الشرق الاوسط بشأن التجاوزات.ان الحكومة حينها دفعت تعويضات لاصحابها وليس هناك من تجاوز وهو كلام المغرضين (اي الادعاء بالتجاوزات)!! فمن منكم نصدق؟ فهذا قرأناه منذ سنوات، ولوأننا لم نقرأ ونسمع ان حركتكم طالبت يوما برفع التجاوزات الا في منابر البال تاك والتي تقولون انها لا تعبر عن راي الحركة بل اراء الاشخاص فارسونا على بر! اما عن قولك انني انوي لوي عنق الحقيقة بقولي ان الحركة تنوي تركيع الجميع وانها ذاهبة في بازارها (اسواقها) لبيع الشعب وقضيته الخ الفقرة. فكل ممارسات الحركة منذ مؤتمر لندن تدل على ذلك ولم نذكر ما قبلها. لانها باتت معروفة وتعود لتعزف على معزوفة تقديم الزوعا للشهداء فهل تضمن عودة هؤلاء الشهداء الى حضن الزوعا لو عادوا احياء؟ ام انهم كانوا سيلتحقون بالتيار الوطني او ببيت نهرين او او. ومن يؤكد انكم ضحيتم بهم من اجل قضية الشعب وعدالته؟ أليس ممكنا القول انكم ضحيتم بهم من اجل شهوتكم للحكم والسلطة والمال؟ الى متى ستظلون تتاجرون بدماء الشهداء ولا اعتقد انهم في مناقشاتكم الداخلية يحظون بهذا التقدير الذي تتاجرون بهم في العلن. ولعلمك فان امتنا قدمت مئات الالاف من الشهداء فهل تنسوهم وتتذكرون شهدائكم حينما تحتاجون اليهم.وانا افتخر اننا قدمنا القليل من الشهداء والضحايا لاننا لم نكن يوما نفكر ونعمل بتهور. ولم نقل ابدا اننا بحاجة للشهداء لكي ينتشر صيتنا ابدا ولم نفكر بذلكّ! اما ما تدعيه انها في فترات سابقة خطت خطوات لتحقيق وترسيخ مكاسب لشعبها لوحدها. فأن ذلك يعود الى عدم وجود غيرها، وحتى بعد وجود الاخرين فانهم لم يستطيعوا الاتيان بجديد. الم اقل لك سيدي ان الكثير من المعلومات لم تعط لك صحيحة رغم انك في العراق وفي بغداد وفي المكتب السياسي اوتتكلم بلسانه؟، فلنأتِ الى الدستور العراقي ماهي مقترحاتكم بشأنه أليس من واجب الاحزاب نشر اراءها وتعميمها لفائدة الجماهير؟ ماهي مشاريع القوانين التي قدمتموها في اقليم كردستان وتقولون انكم كنتم بيضة القبان في حكومة الاقليم؟ اليس من واحب كل تنظيم ان ينشر ويعمم ما قدمه سواء تم قبوله ام تم رفضه؟ فعن اي انجازات تتحدث؟ اما عن ان منشوراتنا او النسبة التي ذكرتها فلنقل انها حقيقية وان لم تكن كذلك. اليس كل ذلك في الممارسة الديمقراطية عادي؟ اي الحزب المعارض يقوم بنشر اخطاء الحزب الحاكم؟ وانتم كما تدعون من انجازاتكم كنتم الحزب الحاكم ونحن كنا في المعارضة. ولكننا لم نحاول القتل ولم نزور ولم ولم. نحن ذكرنا اخطائكم، ان خطيئتنا الوحيدة الظاهرة هي اننا في كل المفاصل التي كان يمر بها شعبنا ضحينا على المستوى الحزبي لاجل تحقيق شئ لشعبنا. ولكنكم في كل المفاصل استغليتم ذلك لتحقيق المكاسب الحزبية ولم تقدموا ولوتضحية بسيطة لتحقيق اجماع قوي في شعبنا. لانكم ادركتم ان الاجماع القومي يعني تفعيل صوت العقل والغاء لدور الفرد الواحد الاحد. والغاء لدور القرارات الفردية التي لا يعلم بها اعضاء قياديون بل يتم تبريرها بعد ذلك. ونعود لمسألة الحقد على الحركة، اعتقد انكم ترغبون في المديح فقط، اي انكم تعشقون ذاتكم وكل ما تفعلون، لماذا تسميه حقدا في الوقت الذي هو نقد لفعل مارستموه ولم أره سليما بل رأيته اجراما بحق شعبنا. في حين تبررون سباب منا صيركم وزرع الاحقاد برأيهم الشخصي. ألم تقرأ مقدمة مقالتي وهي تقول (لم نتفاجأ بأصدار المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية لمذكرته بشأن مسودة دستور اقليم كردستان العراق، فهذا حق وواجب) اذا انا اعطيتك الحق في ذلك لا بل زدته وقلت انه واجب. لانه حقا واجب كل تنظيم او انسان يؤمن بالديمقراطية وتطوير الحقوق لشعبه. بل قلت رأي في مضمونها الذي يمكن ان يعطي المبرر الحقيقي لعدم تنفيذ الحكم الذاتي ولعدم توحيد التسمية بحجة تعدد الطروحات علما ان مستقبل سهل نينوى او اغلبه سيكون ضمن الاقليم لو اجري الاستفتاء فيه كما ستعلم، لو اجريت مسحا لسكان السهل ولميولهم الحقيقية. حتى لو جلست لوحدك وتمعنت في المسألة ستجد ان زوعا بمذكرته هذه خان تطلعا مشروعا ومطلبا لضمان حقوقنا دون سبب حقيقي. بل اما لعدم الادراك او لعدم امتلاك القدرة على التحليل والاستنباط. او لاسباب اخرى نجهلها ولكنها ستظهر او لسبب اعادة تأهيل نفسه على حساب تطلع مشروع لشعب تواق للحرية ولكي يمارس العيش في بيئة يصنع قوانينها بنفسه.
وما الضير في انفراد الحركة بموقفها بنفسها وعدم مشاركتها التنظيمات الاخرى موقفا موحدا ليظهرنا امام القوى الكردية كاتفاق الجميع؟، انا ذكرت انها تتفق او تكاد تنقل لاؤكد ان النقاط المعترض عليها هي (3، 4، 5) هي نقاط لتاهيل النفس ولضرب اي انجاز ان لم يكن انجازا زوعاويا. لان زوعا لم يقم بأي انجاز حقيقي لحد الآن الا على مستوى نشر الوعي القومي وهو ما مارسته الاحزاب والمؤسسات القومية الاخرى. ولكنها استغلت هذا النشر لجعل اعضاءها عبيدا لما تقوله قيادتها ولم تنشأ افرادا احرارا يمكنهم ان يخدموا امتهم في اي موقع او مكان. افرادا لا يعرفون معنى لماذا وكيف.
وما هذا الزعيق والشتم والسب الذي يطالنا منكم ومن اعضاءكم لاننا نقول بأقليم كردستان. بعد ان صار امرا قانونيا ودستوريا. الا تزال عند رايك انهم يمثلون رايهم الشخصي ولكن اين رايكم كتنظيم وكاعضاء منتمين لهذا التنظيم. ام هي شعيط معيط، كل يغني على ليلاه. او هي سياسة مخطط لها فالمهجر المعبأ بفعل اعلامكم ضد الكرد يجب ان يبقى كذلك اما في العراق فالامر مختلف! اي خطابين سياسيين، وحسب الطلب وليس حسب المنهج والنضال المشترك الذي تدعيه. واذا كنتم هكذا تحترمون حقوق الاخرين في قول رأيهم فلماذ تحاولون اسكات معارضيكم بتشويه سمعتهم وجعل منابركم مرتعا لنشر الاكاذيب والدجل السياسي وتخريب المؤسسات العريقة؟ ابهكذا ممارسة تحققون حرية الرأي؟، ولماذ سيادتكم زعلان وغضبان من مقالاتي التي اعبر فيها عن رأي. الست اشوريا مثلك ومن حقي التعبير عن رأي في شؤون وشجون امتي؟!
اما عن مطالبتكم بمعالجة اثار ثورة ايلول كما تقول. فاقول لك ماهو العمل الذي عملتموه ابان مشاركتكم في الحكم في الاقليم ولماذا لم تعالجوا اثار هذه الثورة على شعبنا؟ وأليست عمليات البناء القائمة حاليا احدى المعالجات لاثار هذه الثورة؟ ام انكم تثيرون الامور بعد ان يثيرها الاخرين او بعد ان ينجزها الاخرين وتريدون تنسيبها لنفسكم.
شئت ام ابيت هناك دعوة عامة وشاملة للاتفاق على التسمية الثلاثية كتسمية موحدة لشعبنا. اما عن اشتراطك مؤتمرا لهذا الامر فالامر متروك للمؤتمر الكلدواشوري الذي تحول بفعل فاعل الى الكلدواشوري سرياني والذي جمدتم امانته العامة بعد ان اعتقدتم انكم حصلتم على تفويض من الامة وقواها. ولم تدروا ان التفويض مشترط بانجازات ومشاورات ولقاءات وجلسات للامانة العامة للمؤتمر. وفي مؤتمركم العتيد طرح الحزب الوطني الاشوري التسمية الثلاثية كحل الا ان الغالبية الصامتة اقرت التسمية المركبة. ولعلمك اننا باركنا نتائج المؤتمر ولكننا اشترطنا ان يبدأ المؤتمر بعد الجلسات الاحتفالية اي ان يستمر من خلال فعالية امانته العامة. ولكنكم استعجلتم قطف الثمار الحزبية للمؤتمر ففرط العقد، ونحرت قيادتكم مسألة التسمية والاتفاق بشأنها على مذبح المصالح الحزبية الضيقة. وكم ناشدناكم الالتقاء والعمل المشترك والعمل الحقيقي وليس طرح الشعارات الا ان القيادة في زوعا كانت في حالة نشوة وسكر لم تعر اي اهتمام لاي نصيحة ودعوة حقيقية للعمل المشترك، المبني على النقاط الحقيقية والواقعية لمديات العمل القومي لشعبنا. اذا ان طرحكم للتسمية المركبة الان هو لصالح بقاء التسميتان مفصلوتان بواو كما فعلتم في اللقاء الذي عقد في جمعية اشوربانيبال والذي كان الاخير ولم تتفقوا على التسمية الثلاثية. وهكذا ادرجت التسميتان وكأننا شعبان وليس شعب واحد وامة واحدة. اما ان الحركة تعمل على انجاز وتحقيق مقررات المؤتمر القومي، فالانجاز دستوريا متحقق ولكن يحتاج الى تفعيل والى حلفاء. الا ان المطروح الحالي هو سقف اعلى من المنطقة الادارية والتي قد لا ترتقي الى محافظة مستقلة عن نينوى. ولكن الحكم الذاتي يمتلك سلطات تشريعية بالاضافة الى التنفيذية. هذا ناهيك عن تذكيري لك ان مسألة انضمام سهل نينوى قد تكون محسومة وان لم ينضم كله فأجزاء منه وهكذا فاهل سهل نينوى تريدونهم منقسمين. واليس المطالبة بالحكم الذاتي ضمانة؟ ولكن تأكيد تحقيق الامر ليس في اليد فنحن نعمل من اجل ذلك. والسياسي لا يعطي تاكيدات يقينية بل يجمع عوامل القوة لتحقيق برنامجه. واول بوادر هذا العمل كان اجتماع احزابنا لمناقشة المسألة والمطالبة منكم حضورها ولم تلبوا رغم ان الباب كان مفنوحا على الدوام. وهذه المقالة هي ضمن اطار هذه الدعوة اي شخذ الهمم لتاييد المشروع. ان تحقيق الامر اذا يعني ادراج العمل في دستور اقليم كردستان وبالتالي سيعتبر الامر ملزما لاي حكومة تأتي لتحكم الاقليم ومن ثم تليه خطوات دستورية على المستوى الاتحادي اي في بغداد. وبعد ان يقر البرلمان الامر يعمل الى اجراء استفتاء حوله، انها خطوات سياسية واعلامية وتثقيفية سيتلو احدها الاخر واليست السياسة هذه، ام فقط الاعمال المضمونة؟ الأعمال المضمونة لا تحتاج الى سياسة بل تحتاج الى المبادرة لاخذها لانها معروضة، فهل هي معروضة لكم ادارة ذاتية الا تحتاج الى حلفاء لكي تتحقق وبشكل يتم مراعاة وزن شعبنا فيها والا تحتاج الى استفتاء وهل سيؤيدك الكرد المسلمين والازيدية والشبك والعرب في مطلبكم؟ انها منطقة مختلطة وتكاد شعوبها واعدادها تتساوي وقد تكون لنا الغلبة الا اننا كشعب لا نشكل الغلبة لاي من ثلاثة او اثنين من هذه المكونات، فهلا فكرتم مرة اخرى وسحبتم هذه المذكرة التي لا تحقق شيئا؟ وهل لا زلتم عند رايكم انكم لم تخفضوا سقف مطالب شعبنا. اقول، لا بل انكم تعملون بجد من اجل تقسيم سهل نينوى وجعله قسمان، لا بل انكم تبيعون وهم المنطقة الادارية وهي اقل بكثير من الحكم الذاتي وحتى لوتحققت المنطقة باحتمالاته النادرة فانها وبالخليط القائم ستكون مدارة من غير ابناء شعبنا،. في حين ان مشروع الحكم الذاتي يطالب بان تكون المنطقة ذات حكم ذاتي لشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني)، فهل ادركتم مدى التخريب الذي تمارسه حركتكم؟ ليس لنا بل لبقية مكونات شعبنا في البلدان المجاورة، اما عن استعجالي مواجهة الحركة مع الفصائل الكردية وبالقراءة التي سقتها لك الان. فهل انك تواجه ام تريد منا كشعب الانتحار. لا اعتقد انني في صدد الدعوة الى هذه المواجهة لانني لست من منظري المواجهات والبطولات الدونكيشوتية وقيل رحم الله امرئ عرف قدر نفسه. انني ادعوكم الى الوضوح وليس الى تعمية الجماهير بوعود لا اساس لها من الواقع. واؤكد ان القصدية واضحة لكل من يملك البصيرة اعني القصدية الجرمية او لتركيع الجميع بما فيه شعبنا كله من وراء مذكرتكم المشينة هذه.
واخيرا اين الاهانات والاساءات سيدي؟ ألم يكن كل ما قلته رأي وبصراحة وبلا مواربة؟، وأدعو مكتبكم السياسي لسحب هذه المذكرة التي لا تقدم شيئا بل تضعنا في موقع الضعيف كشعب يريد تحقيق انجاز مستقبلي يضمن استمراره واستمرار بقاء وتطوير هويته القومية وقدراته الاقتصادية والعلمية. وعلى الاقل سيذكركم الشعب بانجاز واحد وهو العودة عن الخطأ وليس بتقديم الشهداء. كما اود تذكيركم اذا كنتم تريدون ان يكون سهل نينوى تابعا للمركز فلماذا حشرتموه في مذكرتكم وحشرتم معه انكم ستعملون من اجل ان يكون منطقة ادارية؟ الم يكن كفاية ان تقولوا انكم تعارضون الحاق سهل نينوى باقليم كردستان وكفى الله المؤمنين شر القتال؟ ولكن ما ذكرتموه هو بالضبط محاولة لتجريد المفاوض الاشوري من اوراقه السياسية قبل ان يدخل المفاوضات في معادلة عنوانها على وعلى شعبي والكل الى الجحيم.!
10 كانون الاول 2006
ماذا لو؟
تحكي حكاية عن كلمة ((ان)) في السورث (ان) بكسر الالف وسكون النون من تراث شعبنا والتي تقابل كلمة ((لو)) بالعربية، وتقول الحكاية ان عشيرة جمعت كل رجالها واتفقوا على ان يضع كل منهم كلمة ((ان)) في جوال (كيس من القنب) ويرموها في الزاب الاعلى، وقد فعل الجميع بان جاوا تباعا ونطقوا كلمة ((ان)) في الجوال، وبعد انتهاء الجميع من هذه العملية تم ربط فم الجواب او فتحته ربطا محكما لكي لا تخرج من الجوال، وتم رميها في الزاب، ولكن فجأة قال احدهم وماذا ((ان درا)) اي لو عادت؟ اي عادوا الى المربع الصفر مرة اخرى. هذه ال ((ان او لو)) قد لا تكون مرغوبة في الحكم، لانها تعني التشبث بالماضي، وانا حقيقة من الكارحين للتشبث بالماضي، ولكن هذا شئ، واستمرارنا بالاخطاء وتحمل الشعب لنتائج هذه الاخطاء وعدم القدرة او الرغبة في محاسبة المخطئ ليس للمرة الاولى ولكن لمرات عدة، امر اخر.
وهكذا نحن نعود الى المربع الصفر كلما اردنا ان نبتدا وان نستفيد من تجاربنا، فمسألة رمي التجارب خلف الظهر وعدم الانتباه اليها وعدم اعطاءها حقها، وعملية تبويس اللحى المستمرة لدينا ولنترك الماضي ونحن اولاد اليوم، الشائعة بيننا تجعلنا حقا فاقدي الذاكرة، وتجعلنا لا نستفاد من تجاربنا، برغم غنى هذه التجارب بدروس كثيرة لا تعوض.
اخيرا اقرت الحركة الديقراطية الاشورية واستعملت التسمية الثلاثية (كلداني سرياني اشوري) وقد رحبنا بذلك، ورغم ان الحزب الوطني الاشوري كان قد طرحها في مؤتمر بغداد المنعقد في تشرين الاول 2003 والذي صارت الحركة صاحبته وراعيته في طروحات اعضاء الحركة ومسانديها ومؤازريها، ولم يؤخذ براي الحزب، اتدرون لماذا؟ لان الحركة استغلت المؤتمر وقامت بدعوة الاشخاص الموالين لها او المتاثرين بخطها والذين كانوا مستعدين للبصم لها مهما قالت، السؤوال، ماذا لو كانت الحركة اكثر حصافة ودخلت حقا حوارا صريحا مع الحزب الوطني الاشوري حول هذه المسألة الم نكن قد (حلينا مشكلة التسمية في الدستور ومشكلة تقسيم شعبنا على الاقل) ولكانت مشاكلنا المستعصية قد ازيحت او احداها على الاقل، او لما شاركت الحركة في وزر تحمل مسؤولية الانقسام التسموي، ومن سيدفع الاضرار التي لحقت بشعبنا وبمصالحه كل هذه المدة نتيجة اصرا الحركة على التسمية المركبة والتي نحرتها الحركة بممارساتها السياسية الغير السليمة.
هل من مجيب من اخوتنا من منظري الحركة ومؤييديها والسائرين على خطاها، الى متى سنبقى ندفع ضرائب اخطاء البعض والبعض منكم يبرر لها كل شئ واعنيها كل شئ، وعلى الامة دفع كل الضرائب، فهل الامة هي في خدمة فرد وحزب ام العكس؟ وتعاملكم وسكوتكم عن هذه الممارسة تعني لنا ان سكوتكم على الامر هو تأييدكم لتكون امتنا او شعبنا في خدمة الحركة وليس كما تدعون انها في خدمة الا مة.
ماذا لو قبلت الحركة والمنظمة الاثورية الديمقراطية بمشاركة الحزب الوطني الاشوري في مؤتمر المعارضة العراقية المنعقد في نيويورك عام 1999 والذي كلف شعبنا الكثير من الهيبة والمكانة والاتهامات وتقسيم احزاب شعبنا الى صغير وكبير، وماذا لو استمع التنظيمان الحركة والمطكستا لنداء الحزب المرسل اليهما وعدم ادخال شعبنا في مثل هذه الممارسة التي ستخسرنا كلنا، ولاكنهما اصرا عليها فقد خسرنا هيبة وجهدا وخلقنا صراعا من لا شئ. وبرغم ذلك شارك الحزب الوطني الاشوري في المؤتمر وكان الاقتراح الوحيد اشوريا قد قدم من قبل الحزب الوطني، وهواقتراح عودة كل لاجئ شعبنا العراقي الى بلدهم وليس لاجئ فترة معينة، في اشارة الى لاجئ عام 1933. في هذا المؤتمر كان السيد شمائل ننو يصرخ في قاعات الفندق الذي انعقد فيه المؤتمر نحن اصحاب الشهداء والتمثيل لنا وليس لاحد، في الوقت الذي شاركت عدة احزاب كوردية وعدد كبير من الاحزاب العربية، فمن خسر ولماذا ومن كان السبب، وهل تم محاسبته، يا منظري ومؤيدي والسائرين على درب الحركة؟
لقد نبهنا مرارا وتكرارا الى العملية الغبية والمهينة لشعبنا من ارسال العرائض الغير الموثقة والتي تناقض احداها الاخرى عند الصراع على التسمية، والتي اكد الحزب الوطني الاشوري فيها انه مع اي تسمية تجمع وتحقق وحدة شعبنا، يمكنكم الاطلاع على موقفه من خلال الاطلاع على النقاشات التي جرت حينها واخرها التي جرت في اخر فرصة في جمعية اشور بانيبال قبل اقرار مسودة الدستور، وقد فتحت مرحلة العرائض جرحا في شعبنا وحققت غايات المخربين، وهي تقسيم شعبنا الى الكلداني والاشوري، وعدم استعمال التسمية لا المركبة ولا الثلاثية، فمن كان البادئ في هذه الحملة التي ادت الى التخريب اكثر مما ادت الى بناء تلاحم قومي وشعبي، هل تم محاسبة من كان السبب يا منظري ومؤيدي ومسايري الحركة؟
منذ البدء اصطف الحزب الوطني الاشوري مع طرح الاستاذ سركيس اغاجان بالمطالبة بالحكم الذاتي باعتباره سقفا جديدا ومعقولا وممكن ان يتحقق لشعبنا، وقد طالبنا الجميع بتأييد هذا الطرح لما فيه من الايجابيات لشعبنا، ايجابيات سياسية وان تحقق فله ايجابيات في كل مناحي الحياة. وقد دخلت الحركة ومؤيديها المعركة لافشال الطرح مستعملة كل الاسلحة الاجرامية ومنها شتى الاتهامات البغيضة بحق الاستاذ سركيس اغاجان وكل مؤيدي الحق المشروع اي الحكم الذاتي، وقد نبهنا الاخوة في الحركة ان تأيدهم ضروري لكي لا يتم استغلال معارضتهم ويفسر على انه انقسام في شعبنا مما سيعني ترجيح كفة المطلب الاقل سقفا او حتى تناسي مطالبنا. ويمكن للحركة ولاعضاءها ان يتحاججو بعد الموافقة على الحكم الذاتي، على نوعية الحكم الذاتي وصلاحياته ومداه الجغرافي، الا ان الحركة قد وقفت موقفا عدائيا ومتزمتا من الطرح، وقد خسرنا الكثير من هذا الموقف، وقد وقف منظري ومؤيدي والسائرين على خطى الحركة موقفا مؤيدا لتنظيمهم، لانهم يعملون على اساس ان الامة في خدمة الحزب والحزب في خدمة الشخص، والان من يدفع ضرائب الخسائر التي الحقها موقف الحركة اللامسؤول بحق شعبنا كل هذه الفترة وخصوصا الاتهامات الرخيصة بحق قيادات شعبنا من مختلف الاحزاب والكنائس ولا زالت بعض الاصوات المؤيدة لخط الحركة تنسج الاكاذيب وتنشرها حول المسألة،حتى بعد ان باتت تستعمل كلمة الحكم الذاتي لتسويق مطلبها الغير المبرر والمستند الى المادة 125 ودون تغييرها حتى؟
اليوم باتت الحركة تقر بتسمية مطلب شعبنا بالحكم الذاتي، راجعوا مقالة الاستاذ خوشابا سولاقا، ولكن دون ان تقر حقيقة بالحكم الذاتي لشعبنا بتفاصيل صلاحياته، وهي التشريعية والتنفيذية والقضائية، ودون ان تحدد ما هو الحكم الذاتي وكيف يتوافق مع المحافظة، علما ان صلاحيات المحافظة اقل بكثير من صلاحيات الحكم الذاتي، وبرغم اقرارانا ان هناك تطورا جزئيا ملحوظا، وهو ان الحركة تطرح الحكم الذاتي وكأنه من بنات افكارها لانها تطرحه بشكل رؤية خاصة بها، الا ان هذاالتطور بحاجة لخطوات كثيرة اخرى تتبعها، ولاننا ندرك ان ما كل ما يتمناه المرء يدركه، الا ان الخطوات الاخرى هي الاقرار بالواقع الموضوعي المتواجد على الارض وهو ان يكون الجميع صوتا واحدا ضمن اطار واحد من اجل هدف واحد، ولتكن الخلافات ضمن هذا الاطار ومن خلال تفسير نفس الهدف. ماذا لو كانت الحركة قد اقرت ذلك منذ البدء ولم تركب راسها وتتعمد الاساءة للجميع وتجدد الجروح الدائمة والمستحدثة من قبلها، لا بل تخلق جروحا جديدة من الصعب اندمالها. والا هل يجوز لتنظم اقتراف كل هذه التجاوزات الاخلاقية بحق تنظيمات شعبنا ومطلوب من الاخرين السكوت والصمت، فاي ايوب عصر يمكنه ذلك؟ انه سؤال برسم منظري ومؤيدي الحركة. وماهي التفاصيل والتوضيحات التي تم اضافتها للحكم الذاتي لكي يكون الان مرغوبا، اليس تجرديه من كل ما يتعلق بالحكم الذاتي؟
ان محاولة منظري ومؤيدي الحركة التحجج بان الحكم الذاتي مبهم امر مثير للشفقة حقا، لان المطالب الدستورية لا تكون واضحة بكل التفاصيل، لانها ستكون مبادئ حقوقية، وبعد اقرارها سيكون على المفاوض من ابناء شعبنا المطالبة باكبر صلاحيات لهذا الحكم الذاتي ومن ثم الوصول الى الحلول المعقولة والمتوافقة مع مقدرتنا السياسية ونوعية تحالفتنا وقوتها، اما ان يقوم انصار الحكم الذاتي بنشر كل تفاصيل الحكم الذاتي، فهذا يعني فرض مطلب وشرط على جميع الاطراف دون الدخول في مرحلة التفاوض، وهذا يتعارض مع الايمان باننا نريد عراقا مبني على القيم الديمقراطية وعلى المؤسساتية في تسير شؤونه. وهذا يعني اظهار نقاط القوة والضعف لدى المفاوض من ابناء شعبنا امام الاخر منذ البداية، مما يشكل انتهاكا لاسلوب المفاوضات، وهذا يعني منح الاسلحة للمعارض لكي يدخل من التفاصيل ويخرب العمل كله. فلو رجعتم الى تفاصيل اي عملية حقوقية سترون ان الخطوة الاولى كانت الاقرار بها من قبل من بيده السلطة ومن ثم الدخول في التفاصيل، واحدى خطوات الاقرار قد دخلت حيز الوجود باقرا مسودة دستور اقليم كوردستان بهذا الحق وبالتسمية المركبة لشعب واحد، وهذا كان احد اعتراضات انصار الحركة عندما كانوا يطالبون بان يقر الاقليم بمطلب الحكم الذاتي ان كان صادقا، فها هو يقر بذلك، وما انتم فاعلون؟
ماذا لو استمع السيد كنا وحزبه الى المذكرة السرية التي ارسلها الحزب الوطني الاشوري في حزيران عام 2002 طالبا عقد اجتماعات سرية ولو على استكان شاي، ولو بصورة لقاءات اجتماعية لكي نحضر انفسنا وشعبنا لما هو مقبل للعراق، وقد ذكرت المذكرة ان لا محال فالعراق مقبل على الحرب وعلينا ان نحضر انفسنا، ولم نسمع منهم ولحد الان اي خبر، وبعد شهرين تم تذكير السيد كنا بمضمون المذكرة فقال انه لم يكن يعلم ان الامور ستسير هذا المنحى، اليس مطلوبا من السياسي العلم كيف تسير الامور، وماهي خلفيات الامور ان لم تكن استقراء للاتي. ماذا لو كان الطرفان وبعض الاطراف الاخرى قد جلسا وتناقشا وتفهاما حول دور شعبنا ومستقبله الم يكن افضل، ومن كان سبب عدم حدوث ذلك، حاسبوه، لماذ لا تحاسبوه، الم يدفع شعبنا خسائر نتيجة لذلك، ماذا ستقولون يا منظري ومؤيدي الحركة ، هل شعبنا او نحن فاقدي الذاكرة مثلكم، تفظلوا وقولوا لنا ماذا جنينا، من رفضنا ذلك؟
ماذا لو وفر السيد كنا لنا ولشعبنا المهازل التي حدثت في اجتماعات المعارضة العراقية في لندن نهاية عام 2002 بقبوله عرض الحزب الوطني الاشوري، والذي كان مفاده ان اي حزب من احزاب شعبنا في العراق سيتمثل بشخص واحد ، ونحن سنقبل بتمثيل الحركة بشخصين على ان يكون الشخص الثاني السيد يونان هوزايا، في الجلسة المخصصة لترشيح ممثل شعبنا الى قيادة المعارضة، فرفض المقترح، واراد السيد كنا تعيين ممثلي الاحزاب، فدعا بعض وادعى انهم ممثلين عن حزب في الوقت الذي كان ممثليه الاصليين في الاجتماع، وحاول فرض الاخرين باسماء مختلفة’ ونشر اتهامات بين ممثلي المعارضة من القوميات الاخرى تمس بعض اعضاء الوفود الاشورية، بغية الحد من حظورهم ، وقبل بتخفيض نسبة شعبنا لكي يضمن ان يكون هناك ممثل واحد لشعبنا في قيادة المعراضة ، ولكن لم يتحقق الاجتماع الا على الصيغة التي كان الحزب الوطني قد اقترحها، وتحت شروط معلنة ومعروفة ولكن الحركة وقيادتها لحستها بعد ان تمكن السيد كنا من عرض تواقيع المؤيدة لترشيحه كاحد شخصين يمثلان المعارضة الاشورية في قيادة المعارضة العراقية والاخر كان السيد البرت يلدا، فهل ان منظر ي الحركة مستعدين لمناقشة ذلك امام شعبنا، ونقد وتحميل المسؤولية لمن كان المتسبب بكل الاشكاليات التي تلت ذلك؟ ولماذا لم يتم العمل بالشروط والالتزامات التي اقرت في مؤتمر لندن على ممثل شعبنا في قيادة المعارضة؟
ماذا لو حاورت الحركة الديمقراطية الاشورية فصائل شعبنا بما لديها من اراء وافكار، وما كانت قد دخلت سجال التخوين والعزل والتهكم والتحكم، اما كان لشعبنا ذلك افضل واكثر مجلبة للفوائد، فسركيس اغاجان الذي تحول بين ليلة وضحاها من قومي ووطني شريف الى اداة لتحقيق اجندة كوردية والحزب الوطني الاشوري من عميل بعثي الى قومي شريف نهاية 2002 الى 2004 ومن ثم الى مستكرد وبيت نهرين عميل كوردي وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني عميل كوردي ومن ثم فصيل قومي والان بين وبين وهكذا مرورا بكل فصائل شعبنا، هل في هذه التحولات ما ينبئ بان هناك استراتيجية للعمل القومي او حتى شعورا بالانتماء القومي او حتى غيرة قومية، لكي لا نقول فهم ووعي قومي، ماذا يرد منظري الحركة ومؤيديها والسائرين على خطاها؟ هل بهذه السياسة يمكن خلق راي قومي موحد او حتى عقد مؤتمر قومي لتحقيق اجندة شعبنا؟ ومتى كانت القوى السياسية تجتمع وبعضها يكيل للاخر كل هذه الاتهامات، من العملاء، الى المأجورين الى الغير الواعين، الى اللذين لا يعرفون خلفيات الاحداث وهلم جر؟
ماذا لو تم مناقشة انتقاداتنا لممارسات الحركة وقيادتها السياسية، مناقشة سياسية ونقطة بنقطة، وليس الهروب الى قضية الشهداء والكفاح المسلح واللتان نحن ادرى بهما وبخلفياتهما، والصاق صفات النزاهة والوعي والقراءة المستقبلية والواقعية ومعرفة نبض الشارع وغيرها بقيادة الحركة، ففي الوقت الذي لا يتهم احد الحركة اوقيادتها في امور شخصية تتعلق باي عضو من اعضاءها، نرى اعضاء ومنظري الحركة ومن يستعمل الاسماء المستعارة والتي تكثر في مراحل معينة وتختفي في مراحل اخرى، يشنون ابشع واقذر حرب ضد كل من قال ان الحركة مخطئة في الموقف الفلاني، وليس ببعيد الاتهامات ضد الاستاذ سركيس اغاجان، او السادة روميو حكاري وسعيد شامايا وابلحد افرام ونمرود بيتو وحكمت حكيم وووووو ورجال الدين من قداسة مار دنخا وقداسة مار ادي وغبطة مار دلي وغيرهم ، ان قائمة ضحايا الحركة ومنظري الحركة لا تنتهي ابدا، ولكن المعيب ان لا يتم الرد عن الاتهامات التي ترد وعن الانتقادات التي تقال، بل يتم الهروب دائما الى مدح خصال اعضاء قيادة زوعا، فهل نحن حقا بحاجة الى ذلك لكي نصحح الاخطاء؟، او لكي نعرف على الاقل اسباب الممارسة الفلانية او التصرف الفلاني، فقد نكون نحن على الخطاء، انيرونا بالله عليكم
. لقد جن جنون البعض لان بعض الكتاب قد وصف بساطة عيش الاستاذ سركيس اغاجان، ولكنهم ليلا نهار يمدحون بخصال قادتهم فلماذ عيب ممارسة الاخرين ولهم الامر مباح ومحبذ ومرغوب، عجبا ويا للهول ويا لو، لو لم تكوني قد عدتي من النهر.
من الفقرات التي قراتها ولا تنمحي من ذاكرتي فقرة من رواية الغثيان لسارتر، ترمي الى القول ان لا هدف من كل شئ تعمله، فالافضل السكوت او الصمت، وهذا ما اتعلمه من منظري الحركة ومؤيديها، ففي الوقت الذي يعتبر النقد السياسي من انبل الاعمال لانه ينير الطريق ويمنح للسياسي خيارات متعددة، ويبين خلل ما يسير فيه. يعتبر هؤلاء المنظرون كل نقد لسياسة الحركة كفرا لابد لقائله من ان يرمى في اتون النار، كما كان يفعل مع سحرة القرون الوسطى. اقول ماذا لو تم الاجابة ولو مرة واحدة عن تساؤلاتنا الكثيرة عن اسباب مواقف الحركة. بدلا من كيل التهم لنا ولغيرنا، انه السؤال الذي لا اكف من ترديده وادرك انهم لا يمكنهم ان يجاوبوا عليه، لانهم انفسهم لا يدركون، فهم بانتظار التعليمات والارشادات وهم مستعدون لصقلها وترويجها ولكن السؤال الاخير ماهو رايكم بالحكم الذاتي الحركي الان بعد ان تبنته الحركة، وماهو رايكم بالستمية الثلاثية الحركية بعد ان تبنتها الحركة. حول الامور اعلاه وغيرها مذكورة في مقالاتنا دارت انتقاداتنا للحركة ولقيادتها السياسية وليس حول اتهامها بانها تقبض او تسرق او انها ماجورة او او. كنا ننتطر من الاخوة في الحركة المشاركة في تطوير الحوار القومي والوعي السياسي وزيادة عوامل الترابط بين كل الفعاليات القومية من خلال استعمال لغة محترمة للتخاطب وللحوار، ولكن ياللاسف، بدلا من هذا كله كيل لنا ولغيرنا كل الاتهامات التي لا يعقلها عاقل ولا يقبلها منطق، اي ان السب والشتيمة ولصق الاتهامات بحق الكل امر مقبول ومعقول ولكن نقد الحركة كفر لا يغتفر. انيرونا بالله عليكم، وهل ستبقى كتاباتكم على صفحات الويب في قرض الحكم الذاتي والتسمية الثلاثية ام ان الفيل يطير ولكن علناصي؟
22 تشرين الاول 2008
يوم قلت انشقي وابتلعيني ايتها الارض!
في عام 1982 سقت الى خدمة الاحتياط للمرة الثالثة لو حسبنا سوقي مرة لمدة خمسة عشر يوما، وفي مدينة الموصل كان اول تجمعنا في مركز للتدريب قبل نقلنا الى مواقع اخرى، المهم انني تعرفت هناك بصديق كوردي اسمه عبداللة بشار من مدينة زاخو، وتعرفنا ساقنا للحديث في السياسية وقد تلقيت حينذاك من صديقي هذا دعوة للالتحاق بالمعارضة المسلحة ولكنني في حينها لم البها ولم اقل لصديقي حقيقة انني كنت منتميا لحزب داخل في مفاوضات حول هذه المسألة مع اطراف من ابناء شعبنا، والاهم من كل ما سردته لكم هو انني وهذا الصديق كنا ننزل بعد الدوام الى الموصل للتجول وتمضية الوقت وفي يوم لكزني بمعصمه وعندما نظرت اليه مستفسرا اشار بعيونه لناحية ما بمعنى انظر، وعندما نظرت وشاهدت ما شاهدت، قلت انشقي ايتها الارض وابتلعيني، خجلا من المنظر المشمئز الذي شاهدته والذي كان عبارة عن راهبة بملابسها البيضاء دلالة على البراءة، ولكن هذه الراهبة كانت قد وضعت على الجانب الايسر من صدرها على موضع القلب صورة لصدام من تلك التي كانت تعلق بالدبابيس، نعم صورة لصدام المجرم، الذي كان قد اشعل حربا لا هوادة فيها حربا قال عنها المرحوم ليونيد برجينيف حرب اللا معنى وقال عنها المرحو رونالد ريغان حرب ستنتهي بلا منتصر، اي بلا شئّ. هذه الحرب اللتي كان وقودها شبيبتنا العراقية بكل فئاتها وتلاوينها، صدام هذا الذي كان قد بداء ومنذ عام 1977 بتدمر قرانا وما فيها من كنائس اثرية قديمة قدم المسيحية في بلاد النهرين، صدام هذا الذي كان قد حاول فرض تدريس تفسير القران على ابناءنا، صدام الذي لن تنتهي مقالتنا لو استمرينا في تعدد جرائمه، صورة هذا المجرم البشع كانت تلك الراهبة تعلقه على صدرها، نعم قلت يا ارض انشقي وابتلعيني فكيف افسر هذا الامر لصديقي، فهذه الراهبة قد قد لا تعترف انها تشترك معي بالهوية المسيحية ، ولكنني لا يمكنني ان اتنصل من هذه الشراكة في الهوية مع هذه الراهبة لصديقي، حتى لو دخلت في مجادلة تبريرية باننا لا ننتمي الى مذهب واحد، والظاهر ان رؤساءها لم يلفتوا نظرها الى ان ما تفعله هو محاولة لطعن كل عراقي في صميم قلبه كما انه يتعارض مع القيم التي ترهبت من اجلها.
منذ اكثر من ثلاثة قرون سارت الكنيسة المارونية في طريق التعريب، لا بل ان رجالتها وابناءها كانوا الوسيط الاقوى في نشر مفهوم العروبة ومنحه هذه الصفة العصرية صفة الانتماء القومي، وليس الانتماء البدوي الذي كان يعرف به قبل ذلك، حيث ان العرب كانت تقال للبدو في الغالب وكانت تعنيهم وكان ابناء المدن يستنكفون من هذه الصفة. ومصير الماروزنية والكنيسة معروف للقاصي والداني فبعد ان كانوا قلعة حصينة وقوية باتوا اليوم اقلية مستضعفة بحاجة لدعم الاخرين وقوتها في رئاسة الجمهورية اهتزت، بسبب الحروب التي شنت عليها، نتيجة لاستضعافها من قبل الاخرين وفرضهم عليها وعلي لينان منظمات الابوات الفلسطينية، حيث صار لبنان مسرحا لها ترتع فيه ما شات. انه رد الجميل من قبل العرب للموارنة اللبنانيين. ولكن البعض لا يزال مصرا على عدم الاتعاض بالتجارب ويحاول بكل السبل العمل على تعريبنا، فهاهي الكنيسة الكلدانية وراهباتها وفي اغلب الروضات التي تديرها تكلم وتعلم الاطفال بالعربية، ولعل ما شاهدته في احدى روضات الكنيسة في زاخو منقولا على قناة عشتار كان حقا امرا مثير للتساؤل، فلو كان الامر في بغداد لقلنا لربما ولعل وغيرها من حروف اللتبرير، ولكن في زاخو حيث لا يوجد من يتكلم العربية، وابناء شعبنا يتمتعون بحق التعليم بلغة الام، فهوز امر غير منطقي وغير سليم، فلو لم بتعلموا لغتهم واللغة السائدة في الاقليم فكيف سيكون مستقبلهم الوظيفي ياترى؟ ام ان الراهبات و الكنيسة الكلدانية قد ظمنوا لابناء شعبنا المنتمين لها مستقبلا وظيفيا في بغداد؟ ولكن حتى لو كان هذا الامر ممكنا، السؤال هو باي حق تقوم الكنيسة الكلدانية بتغيير هوية الشعب من خلال التأثير على اطفاله وتغيير لغتهم، ووكيف يتم تعيين راهبة لا تعرف لغة الام، ان كانت الحجة هي عدم معرفتهم بها؟ وهل بهذه الطريقة تحافظ الكنيسة الكلدانية على تراث كنيسة المشرق حقا؟
ففي الوقت الذي تقوم كنيبسة المشرق الاشورية والقديمة بنشر التعليم بلغة الام وحتى في المناطق التي كان لغة ابناء الشعب قد تغييرت نتيجة الانقطاع عن التواصل مع ابناء شعبهم في العالم مثل دول الاتحاد السوفياتي السابق كما شاهدنا في القداس الذي اقامه غبطة مار كوركيس صليوا في موسكو، نرى ممارسة الكنيسة الكلدانية عكس هذا الامر، لا بل انه حتى في المهاجر تصر الكنيسة على نشر العربية، وكأننا احفاد عدنان وقحطان.
بالامس كرر احد مطارنة الكنيسة الكلدانية رفضه تمتع شعبنا بحقوقه المنصوص عليها في كل المواثيق الدولية بحجة رفضه انفصال المسيحيين، او اقامة منطقتهم للحكم الذاتي الخاصة، نحن لا نعترض على رأيه الخاص، ان قال انه رايه ولكن ان يلبس الرأي بصفته يعبر عن رأي الكنيسة فهو امر غريب ومستهجن جدا.
من الواضح ان المطران هذا، لا يزال يحن الى واقع الذمي، ويخاف من تحرر الشعب وان يكون لهذا الشعب مؤسساته القوية والتي يمكن ان تخطوا به الى الامام ليس في المجال الثقافي فقط، بل في المجال الاجتماعي والاقتصادي، لا بل ان وجود مؤسسات شرعية منتخبة من قبل الشعبل سيزيل الكثير من الاختلافات التي زرعت بين ابناء الشعب جراء انقسامه المذهبي، ولعل هذا الامر هو الذي يرعب امثال المطران هذا.
من الواضح ان اللعب السياسي الذي يريدون بعض رجال اللعب فيه سيكون مردوده سلبيا جدا عليهم ان كانت مواقفهم ضد الارادة الشعبية القاضية بان نكون كافراد متساويين مع بقية المواطين، وكمجموعة حضارية ثقافية اجتماعية اي كشعب وامة متساويين ايضا مع اشقاءنا العرب والكورد والتركمان، والا لماذا الحلال على العرب والكورد والتركمان حرام علينا ايها المطران المبجل.
هذا المطران الذي يظهر قوته وحضوره واندفاعه في رفض اي حق لشعبه هذا ان كان المطران من شعبنا؟ هذا المطران الذي يتمكن من اظهار شجاعته في رفض حقوقنا، لم ينبت ببنت شفة يوم هدم صدام كنائسنا وقرانا يوم فرض تعليم تفسير القران، يوم فرض على شعبنا ان يكتبوا في حقل القومية عرب يوم علقت الراهبة صورة المجرم على صدرها، يوم و يوم وهي الايام كثيرة، ولكن بلا وجل وبلا خوف من الله ومن المستقبل ومن صحوة ضمير يرفض حق، اقرنا فيه اغلب زعماء العراق، لانه حق يستند على الشرعية الدولية.
الم يحن الوقت لتعديل الامور، الم يحن الوقت لتعود كنيستنا الكلدانية لتعليم اطفالنا السورث، والتكلم معهم بهذه اللغة الجميلة وتعليمهم الاغاني والصلوات بها، الم يحن الوقت لكي تقف كنيستنا الكلدانية وبعض رجالاتها مع شعبهم وحقه في التمتع بكل هذه الحقوق الشرعية. ان محاولة وضع العصى وعرقلة مسيرة الشعب، من خلال مثل هذه التصريحات الغير المسؤولة امر خطير بات من الواجب ايقافه او التوقف عن ممارسته، وبات من الواجب على مسؤولي شعبنا ان يعملوا بجد من اجل ان لايقوم البعض بفرض التعريب على ابناء شعبنا، فقد رفضنا ذلك في ايام اعتى دكتاتورية بغيضة ويجب ان لا نقبل بها وبايدي من هو منتمي الينا، فلنا لغتنا ولنا ثقافتنا ونحن يجب ان نصنع مستقبلنا القومي بارادتنا وبالمشاركة الوطنية مع كل القوميات وشعوب العراق كافة باخوة وتعاون وبالمساواة التامة وليس اقل من ذلك.
نحو مجلس سياسي لشعبنا
برغم من تأسيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري منذ سنة تقريبا، وبرغم من نشاطه الملحوظ، يبقى لدي شعور بوجود نقص ما في طريقة تسير امور شعبنا وبالاخص السياسية والتي تتعلق بالخطط المستقبلية، ورغم ان المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري قد بادر الى تأسيس مجلس سياسي استشاري الا انني ارى ان وجوب وجود مجلس سياسي نشط وفاعل ليتخذ القرارات السياسية بعد دراستها دراسة مستفيضة امر اكثر من الضروري.
ان تواجد احزاب سياسية في شعبنا امر حيوي وعامل تطوير الرؤى السياسية وكسب الخبرة وكلها ستكون لخدمة الشعب، فمهما كانت الخلافات السياسية بين مختلف الفصائل، فلا بد وان يأتي اليوم الذي سيلتقون جميعا، واضعين الخبرات المكتسبة والعلاقات المقامة على طاولة واحدة ليستفيد منها الشعب، ولكن كان هناك دوما السؤال عن ماهية هذه الطاولة التي ستجمع الجميع، لكي يتمكنوا من ان يتخذوا او يتناقشوا في كل الاحتمالات القائمة لاتخاذ قرار ما.
باعتقادي ان على الجميع ان يعرف ان اي خبرة لابناء شعبنا واي موقع يحتلونه، ومن قبل اي طرف كان هذا الموقع قد سلم لهم، هو مكسب لشعبنا يجب ان يتم استغلاله من اجل توسيع افق وقدرة وامكانيات شعبنا في العمل السياسي وفي القدرة على المناورة والحصول على اكثر ما يمكن من المردودية لاي قرار يتم اخذه.
مجلس سياسي لشعبنا، خطوة لتأسيس مؤسسة اضافية ولكنها بالتأكيد ستكون اضافة نوعية، لقدرات شعبنا، ان اي قرار يتخذ فيه سيكون له قدرة كبيرة على ان ينفذ على ارض الواقع، كمثال التواجد في مجلس الرئاسي لاقليم كوردستان والذي خصص فيه لشعبنا مقعدين واللذات ظلا شاغرين، وكمثال ابعاد شعبنا عن الملجس السياسي الوطني وكمثال ابعاد شعبنا عن التواجد في مفوضية الانتخابات، لو خرج القرار بترشيح شخص ما من هذا المجلس، فانه سيجد طريقه حتما للتنفيذ، فلن يتم التعلل بعدم وحدة الكلمة، او بالتجاهل كما في المثالين الاخيرين، فالجلس السياسي بما سيمثله من الثقل وبما سيمثله من وجود سكرتارية فاعلة مطلعة على كل ما يتم التخطيط له في العراق والاقليم، وخصوصا في البرلمان العراقي وبرلمان اقليم كورددستان والقرارات التي ستخرج من الوزارة الفدرالية اووزارة الاقليم، يمكن تحضير اجندة للمجلس لكي يبدي رايه فيها، والمجلس السياسي قد يكون عمل مرحلي لحين انبثاق الحكم الذاتي لشعبنا وحينها سيكون لشعبنا سلطة تنفيذية وتشريعية شرعية منبثقة من الارادة الشعبية، وبالتالي هذه السلطة ستدير امر شعبنا وفق القانون المسن لهذا الغرض.
بالطبع ان الجلوس على طاولة واحدة، لا يعني ان الخصومة قد زالت بين الافرقاء السياسين، فمن لا يريد ان يتنازل ويسلم على فلان من الحزب الفلاني ليس مضظرا لذلك، ولكن كسياسي يمكنه التحاور مع خصمه ويناقشه ويفند حججه، اذا معضلة الفيتوهات التي يحاول البعض التمسك بها في عصر الديمقراطية والتعددية، لا داعي لها فالكل يجب ان يحضر بالتساوي وليس لاحد الفضل على الاخرين، فالنية ما دامت مصلحة الامة ومصلحة الكل، وما دامت كل الاطراف قد اثيتت وجودها بهذا القدر او ذاك، اذا علينا الكف من التكابر وفرض الشروط وطلب امتيازات عن الاخرين.
وتصوري للمجلس السياسي لشعبنا، هو
1_ ان يكون كل حزب سياسي ممثل بشخص واحد، يمكنه من اتخاذ القرار، اي مزود بصلاحية اتخاذ القرار في جلسات المجلس، ولتلافي الاشكالات يفضل تزويد اعضاء المجلس السياسي من قبل السكرتارية ببرنامج الجلسة المقبلة قبل اسبوع من عقد الجلسة، لكي يدرسها كل حزب، ويتخذ قراره الخاص فيها، ولكن قرارات المجلس يجب ان تكون بالاكثرية لتفادي الشلل في عمليه.
2 _ كل وزراء شعبنا في الوزارة الفدرالية او وزراء اقليم كوردستان او اي وزراء في اي اقليم اخر ينشاء قبل اقامة منطقة الحكم الذاتي لشعبنا.
3 _ اعضاء البرلمان الاتحادي (الفدرالي) واعضاء برلمان اقليم كوردستان.
4_ معاوني المحافظ في اي محافظة تواجدوا، حيث لا نملك محافظ من ابناء شعبنا
5 _ اعضاء مجلس المحافظأت.
ولتلافي الخلافات السياسية ولوجود اجماع كبير على شخصية الاستاذ سركيس اغاجان، يكون المجلس يرئاسته او رئاسة دورية ان شاؤا ذلك.
هذه التصور ليس مقدسا ولا الفكرة، ولكنها فكرة اخرى، لاتنتقص من مكانة المؤسسات القومية القائمة، ولكنها باعتقادي تغنيها وتضيف عليها، لا بل تنضج الفعل السياسي وتخرجه من التحزب المقيت، وتتمكن من المحافظة على السقف السياسي لمطالب شعبنا، دون ان يتعرض شعبنا لمفاجات الاختلاف لحد التدمير الذاتي من خلال تقديم البعض تنازلات قبل الدخول في اي حوار سياسي جاد. ان المجلس سيتمكن ايضا بهذه الصورة من سحب البساط من تحت اقدام ممن يريدون ان يفرضا انفسهم الناطقون الرسميون باسم شعبنا، وخصوصا ممن لا ينظرون الى تقدم شعبنا في مجالات الحريات واخذ موقعه كشعب ذو مميزات حضارية بسعادة ، لانهم يدركون ان شعبا بهذه الصفات قد لا يحتاجهم وقد يجد طرق اخرى لتحقيق طموحاته واحلامه، اي الطرق التي ستوفرها له منجزات شعبه والمؤسسات المنبثقة لتجسيد هذه المنجزات.
لكي نتمكن من استغلال الزمن، وعدم هدره كما نفعل على الدوام، ولكي نتعلم من تجارب الاخرين ولكي لا نكررها وخصوصا التجار الفاشلة، ولكي نعتمد على الروح الوحدوية التي خلقها استشهاد المطران مار بولص فرج رحو، علينا ان نخطوا الى الامام خطوة اخرى بهذا المقترح او بغيره ويقينا في شعبنا سيمكننا ان نجد افكارا نيرة كثيرة وافضل مما مطروح اعلاه لخدمة الشعب.
بالرغم من ان الدستور لا يعتبر كتابا مقدسا ويمكن التغيير فيه وتعديله، بالرغم من الصعوبات التي وضعها المشرع لذلك. ولانه وثيقة اتفاق اخذت وقتا طويلا لكي تتبلور، حول الهوية ونظام الحكم والحريات. وبالتالي لا يمكن التلاعب به يوميا او حينما يرغب المشرع،. فالى الدستور تعود كل الشرعيات التي يدعيها حكام البلد من واضعي القانون الى منفذيه.
العراق صار يمتلك دستورا، تم تحديد نظام الحكم واسلوبه واسلوب التغيير فيه. كما تم تحديد حقوق واجبات المواطنين، المفترض ان يكونوا متساويين بنظر القانون. وبالطبع المطالبة بتغيير الدستور امر مشروع، ويمكن تحشيد القوى السياسية لذلك. لان امر منصوص في متن الدستور نفسه، ويحق لكل مواطن ان يقول ما يشاء وان يطالب بما يشاء من الحقوق والامتيازات استنادا الى الدستور. ولكن العمل السياسي يجب ان يستند الى الاليات التي يحددها هذا الدستور للعمل وليس الى الصياح والتهديد والوعيد.
السياسة كانت على الدوام تعبيرا عن موازين القوى وليست تعبيرا عن المبادئ والقيم. فيجب اذا على من ينادي بأي شعار ما ان يقيس قواه وامكانياته لكي يتمكن من القول ان كان قادرا على تنفيذ ما يصبو اليه ام لا.
نعاني نحن الآشوريين من المراهقة السياسية او السياسين المراهقين لا خلاف. والمراهقة هي المرحلة التي يعيش فيها الانسان مع ذاته وخيالاته وطموحاته التي لا يحدها شيء. وان شعر بأي طارئ سلبي يحد من طموحاته أو ممن يجعله يشعر بالواقع من حوله لاعتبر ذلك مؤامرة او كره شخصي له. فالمراهق يمر بحالة تبدل فسيولوجي توثر فيه والسياسي المراهق لدينا يمر بهذه التغييرات الفسيولوجية الظاهرة ولذا تراه يسب هذا ويتهم ذاك بالعداء له ودون سند، وبوقوفهم سدا امام طموحاته المشروعة او التي يشرعها خياله الهائم في العالم الماورائي.
مهما كان رأينا في النظام القائم في بلدنا العراق. ومهما كان رأينا بما حققه البعض من المكاسب أو ما حققه البعض من الاخفاقات ونحن منهم بالطبع. يجب ان ندرك ان تغيير الواقع يمر بعدة الطرق، ولا اعتقد ان ما يسير عليه سياسيونا الاشاوس يسلك احد الطرق الطبيعية والملائمة للواقع المعاش في العراق لتغيير ما يعتبروه سلبيا، وانا معهم اقر بالسلبييات، ولكن النقاش هو حول الآليات والخطاب السياسي المرافق.
والطرق التي يجب ان يتبعها سياسيونا لتغيير الواقع ومهما كان، ليس بسب فلان او التهجم على علان او رفض ما تم اقراره والتهجم عليه من على المنابر الاعلامية او في غرف الدرشة التي لا تغيير شيئا الا اشباع نرجسيتنا نحن ونحن فقط. ولاننا ابناء اشور (الأرض) من كل اطيافنا الطائفية والسياسية والعشائرية كنا من دعاة النظام الديمقراطي وبلهفة ما بعدها لهفة. لحد ان معظم تنظيماتنا السياسية ادرجت صفة الديمقراطي في اسمها ويمكنكم مراجعة اسماء تنظيماتنا السياسية وستجدون اني محق في ذلك. وقد افرزت الديمقراطية وضعا يمثلنا في البرلمان العراقي ثلاثة اشخاص احدهم قد استوزر فسيخلفه اخر ولن ندري من سيكون. اذا بقى لنا عضوان وهما السيد ابلحد افرام والسيد يونادم كنا. وفي النظام الديمقراطي اليات التغيير معروفة. فهل عمل احدهما على تكتيل او مفاتحة الاطراف الاخرى لكي يساندوه في مشروع ما لتغيير الواقع؟ لا بل، هل عمل احدهما على تقديم ولو مسودة لمشروع قانون ما؟، الذي نعلمه من متابعتنا لتجربة الاستاذ يونادم كنا منذ كان في المجلس الوطني الكردستاني، وحينما كان في وزارة الاقليم ولحد الان له ممثلان في مجلس الاقليم. انه ورفاقه لم يقدموا ولو مشروع قرار واحد لكي يصادق عليه المجلس الوطني الكردستاني او البرلمان العراقي لصالح شعبنا. ولعل تجربة اللجنة الدستورية غنية عن التعريف. غير مرة واحدة وكانت الطلب من المجلس الوطني الكردستاني من خلال عشرة اعضاء على ضرورة استمرار التعليم في المرحلة الاعدادية بعد ان حشروا في اللحظات الاخيرة ولم يكن هناك شئ قد اتم. ليس هذا فقط، بل هل حاولت احزابنا مجتمعة او منفردة على تغيير ما نعتقده مجحفا بحقنا بالوسائل الديمقراطية؟ انها اسئلة من المفترض ان يجيب عليها اشاوسنا السياسيون والذين يطلقون العنان لصوتهم ولن اقل لأفكارهم ولسانهم لكي ينطق بما يشاء ودون رقيب او حسيب او حتى مراجعة مع الذات وقياس القول والمطلب مع الامكانيات.
ان جل خطاب بعض اطرافنا السياسية موجه لمعارضة ما يتمتع به البعض من عناصر القوة او حق مشروع في واقع العراق اليوم. ولم يسأل احد ولو سؤال بسيط، طيب لو جردت هذا البعض من حقه هذا ما الذي ساحصل عليه في المقابل؟ هل ساحصل على فتاة ما لكي نحارب من اجل تجرديهم من حقوقهم؟ والسؤال التالي ألست أنا أيضا راغباً في التمتع بكامل حقوقي التي أراها شرعية؟ لو تمكن البعض من الرد ايجابا لسايرته في محاولته، فالسياسية مصالح، ولكن المشكلة وفي اطار نفس القول السابق اي السياسة مصالح، فانا ارى ان هذه المحاولات والجهود التي تبذل لاجل استنكار ما حققه الاخوة الكرد من مواقع يستحقونها بالفعل. هو جهد ضائع ويدخل في خانة بذل الجهد من اجل لا شيء بل يدخل في باب الجريمة القومية لانه يلهينا بشيء لا يقف ولم يقف يوما في طريقنا من اجل التمتع بحقوقنا القومية. بل اننا نحارب حرب ليست حربنا ونساير جهود بعض الشوفينيين العرب ممن بداء يشعر وكان الارض بدات تهتز تحت اقدامهم وظهر للعيان انهم قد صاروا من مخلفات الماضي البشع الملئ بالحروب والقتل والتدمير. ( كان يكفي امثال هؤلاء لو ارتعوا تهديم وتدمير العشرات من الكنائس والاديرة التاريخية والتي تعتبر بحق ارث انساني) وتدمير العشرات من القرى بقرار من السلطة رافعة شعارات العروبة، الماضي الاليم الذي جعلونا نعيشه طيلة كل مدة تسلمهم للسلطة في بلدنا لحين سقوطهم المدوي في 9 نيسان 2003.
وبدلا من محاولة العمل مع الاطراف الاقرب الينا فكريا ونحن نصنف انفسنا في خانة الاطراف الديمقراطية والليبرالية والمتطلعين الى تحقيق الحريات الفردية. نعمل من اجل هدم بل ابعاد كل الاطراف من التعاون معنا، لانهم باتوا يصنفوننا في خانة من لا يعرف ما يريد او لا يقدر على افهام الاخرين ما يريد.
المراهقة السياسية تتجلى أكثر مما تتجلى في خطابنا السياسي الذي لا يتغيير فهو كالقول المأثور صيفا وشتاء على سقف واحد لا بل هو كالايات في الكتب المقدسة هو هو،. فنحن لسنا فقط غير معنيين بتغييب الحدود في خطابنا السياسي بل نحن لسنا معنيين بتغيير الانظمة. فهي لدينا سواء كانت دكتاتورية او ديمقراطية، تستمد شرعيتها من القمع والقتل والتدمير، ام من الدستور ومن الشعب. بطبيعة الامور لو ادخلنا هذه المتغييرات ضمن حساباتنا السياسية لتغييرت قراءتنا للواقع ولكانت لنا نظرة اخرى اليه والى اليات تغييره.
ابان احداث تفجير الكنائس وتعرض ابناء شعبنا للاضطهاد الموجه ضدهم بالذات لانهم مسيحيون، سمعنا سياسيا محنكا يقول، ان المسيحيين لم يهربوا بسبب الاضطهاد او الخوف بل بكل بساطة لانهم راغبون في السياحة والاصطياف في البلدان المجاورة بعد طول مدة الحصار المفروض عليهم. طبعا انصدم غالبية ابناء شعبنا، ولكن ظل البعض يفتح عينيه وفمه على اتساعها مشدوها لعبقرية سياسينا المذكور. فالسياسي المشهور لم ينكر الواقع الذي يقره الجميع حتى ممارسيه، بل انكره جملة وتفصيلا وبرر الهجمات على الكنائس الرسولية والتي تتواجد في العراق منذ بداية المسيحية بانه بسبب ممارسات بعض الكنائس التبشيرية. ونكرانه لم يكن الا لسبب مد الجسور مع اطراف لن تفيده ان كان حقا مؤمنا بالديمقراطية والنظام الديمقراطي التعددي.
وفي نفس الوقت سمعت سياسي اخر يقول في ندوة في غرف الدردشة بضرورة انشاء جيش اشوري لحماية الاشوريين والذود عنهم. ولم يكلف السياسي او المستمعين انفسهم مشقة السؤال عن تواجد الآشوريين وتوزيعهم الديمغرافي وهل يعشيون في غيتوهات معزولة ام في دولة سيادية تعلن نهارا جهارا محاربتها للمليشيات وللجيوش البديلة فكيف ستسمح لنفسها بانشاء جيش جديد خاص بقومية معينة.
اذا اغلب سياسينا يطلقون الكلام على عواهنه وبلا اي افق لتحقيق ما يدعون اليه، ولكن الغاية ليست في تحقيق الامر لا بل الغاية هي آنية في كل التصريحات وخصوصا في التصريحين في المثالين اعلاه. الا وهي كسب البعض فتصريح سياسينا الاول كانت غايته دوام استمرار علاقاته او بعض علاقاته الاقليمية ولوعلى حساب شعبه القاطن في العراق. اما السياسي الثاني فكان اقل طموحا فكان يرمي فقط لكسب مستمعيه بتصريحاته الطنانة والرنانة والتي لا يمكن في الواقع تطبيقها.
واليوم والحزب الوطني الاشوري في طريقه الى عقد مؤتمره الثالث مطالب بالعمل من اجل ان يسحب من ورائه كل القوى الحية في شعبنا نحو العقلانية السياسية. وذلك بوضع الامور في نصابها الحقيقي، فالخطاب الذي تعلمه البعض من حركات التحرر الوطني والأحزاب الماركسية الثورية والذين يريدون تسويقه علينا، بالرغم من أنه فشل في كل التجارب التي اقتدت به. لغاية اظهار فصاحتهم السياسية، لا يلائمنا ابدا، وعلينا تبديله والاعتماد على خطاب سياسي يماشي التطورات الجارية على ساحة العمل السياسي او الثقافي او القانوني. ان الجهد المبذول في الحروب التي يتم جرنا اليها لم يعد من المقبول الوقوع في مطباتها بعد اليوم. فالظاهر ان البعض ليس لديه ما يفعله الا طرح الشعارات التي تشبع النرجسية الشخصية او تطفيء نار الغيلة والحقد ضد من نتعايش معهم في الوطن.
وبما اننا نعيش في النظام الديمقراطي في العراق، فالواجب هو أن نبرز مأخذنا على الكل وان نطرح البدائل التي نود رؤيتها تتحقق فليس هناك ما هو مقدس غير قابل للنقد. ليس هذا فقط بل ان نوفر مستلزمات تحقيق تلك البدائل من خلال التحالفات السياسية المناسبة، ومن خلال ان تكون مشاريعنا وطروحاتنا قابلة للتنفيذ ومعبرة عن امكانياتنا قبل ان تكون معبرة عن طموحاتنا واحلامنا، رغم ان الواقع يجب ان لا يلغي الطموح، ولكن الواقع يجب ان يصحي الحالم من حلمه والمريض من هذيانه.
13 تموز 2006
المأزق الذي وضعت نفسي فيه
بعد ان نزحنا من قرانا جراء الحرب التي اشتعلت اوارها في عام 1961 الى دهوك بعد مرحلة سرسنك الاولية. وهناك وانا طفل صغير سمعت عن غرق شخص من معارفنا في نهر دهوك، ونهر دهوك حينذاك كان يتسبب في غرق الناس وليس كما هو اليوم تحتاج الى تلسكوب لتكتشف الماء فيه. لا اطيل عليكم ان محطتنا في دهوك لم تطل فقد عدنا الى قريتنا في صيف عام 1963 وهذه العودة لم تطل الا شهرا واحدا فحملنا حاجتنا مثل البدو الرحل وانتقلنا الى قرية شريفة، ومن هناك الى ريشا داميديا (سري اميدي)، ومن هناك الى قرية ايت في برواري بالا ومن ثم الى قرية كوماني وبعدها الى روبارا واخيرا استقر المقام بنا في بغداد في نهاية صيف1964 . وكان اول خروجي للتجول على شاطئ دجلة صدمة لي حيث شاهدت نسوة كثيرات متشحات بالسواد وهن يبكين ويلطمن وبلغة غريبة جدا لي عرفت فيما بعد انها اللهجة الفيلية من اللغة الكردية، وكن يبكين ابنهم الغريق في نهر دجلة. وكنت في الصيف اقوم بالسفر الى قريتنا في بعض السنوات. وككل الاطفال كنا نستمتع بالذهاب الى بركة الماء وخصوصا انه كان لدينا واحدة بعمق اكثر من متر ويجري لها الماء النظيف من العين. الا ان الشباب الاكبر منا كانوا يستمتعون بمحاولة تخويفنا من الماء بالايحاء لنا بانهم سيغرقوننا، طبعا كانت لهم هذه الممارسة لهوا وخصوصا عندما كانوا يتلقون منا السباب الكثير والاكبر من عمرنا.
وعندما التحقت بالكفاح المسلح كمناضل من مناضلي الامة حاملا سلاحي على كتفي متجولا بين القرى مبشرا بميلاد جديد. لم اتمكن من تعلم السباحة برغم من انني كدت اغرق مرة واحدة لولا رحمة الله ومسارعة احد الاخوة لمساعدتي الخروج من مياه نهر الزاب الاعلى الثائر في شهر نيسان. ولذا فانا الان اتمكن بالكاد من البقاء خمسة دقائق في الماء سابحا وليس اكثر. كما ان العمر لا يساعد على التعلم من جديد، بالرغم من ان تعلم أي شيء لا يحد بالعمر، إلا انني شرقي مثل كل القراء ولتبرير الكسل اقول لم يبق في العمر بقية لكي اتعلم السباحة.
بالرغم من كل هذا لم أجد من الضروري ان اتعلم السباحة ولكن بعد مقالتي الاخيرة. طالب بعض السادة من مناصري او ممن يشابهون الهوى السياسي لتنظيم اشوري في البال تاك من مناصري نفس التنظيم في المانيا وخصوصا في مدينة فيزبادن بتكتيفي ورمي في نهر الراين. (الراين هو احد انهر المانيا الكبيرة ويمر بجانب المدينة التي اسكنها وهي مدينة فيزبادن) ،لكي اكون امثولة لمن يرغب او يتوق الى تحديهم. طبعا بت الان في قلق عظيم ولا اكتم سرا لو قلت انني عندما اتنقل صرت دائم اتلفت يمنى ويسرى. وارجو ان لاتسيئوا الظن بي فأنا أتلفت خوفا وهلعا ورعبا وليس لأمر آخر. وبت لا بل أقسمت بيني وبين نفسي ان لا اقترب من شاطئ الراين الجميل فاي حركة او قشقشة او هبة هواء تفزعني وتتركني مشلول الارادة امام تصميمهم على الانتقام مني.
أمام المأزق الصعب الذي وضعت نفسي فيه فكرت مرارا في العودة لتعلم السباحة او طلب حماية المانية او دولية وكما يقال احيانا اممية ، الا ان الاهم الذي فعلته هو انني صرت احمل كيس الانقاذ من الغرق معي على الدوام، فمن يدري متى يقع المحذور.
ولكن كل ما فكرت فيه وعملته خلال هذه المدة لم يقنعني انني قمت بالعمل السليم لاتقاء غضب الجماعة. فانا ادرك ان تصميمهم جبار وخصوصا لرجل فقير ومسكين مثلي. وبالاخص لانني اقول انني اشوري فالمهمة اسهل لان لهم تجارب سابقة على من قال او نادى بذلك. برغم من ميلي في رعبي الحالي للقول ان التجارب السابقة كانت ريادة في العمل القومي وقيادة نحو افاق التحرر القومي ونيل المرام.
فأنا عدت لقراءة مقالتي السابقة ولم اجد فيها ما يخالف الحقيقة. الاهم ان الرقم خمسة عشر لم يكن ثابتا فانا استعملته حلا وسطا للتذبذب الذي كان يحصل بين رقم عشرين وعشرة ليس الا. كما ان نقدي للسيد ابرم شبيرا انصب في الاغلب على نقطتين أساسيتين وهي تبرئة الذات القومية .وتحميل الاخرين مسؤولية الاوضاع السيئة او المأساوية، وهي محاولة مكررة لما فعله العرب مع انفسهم وقضاياهم. وتخوين الاخرين او عدم الاعتراف باشوريتهم او انتمائهم القومي وهي ايضا حالة مستوردة من الخطاب السياسي الشمولي وبالاخص العروبي. كما يمكن القول عن تضخيم دور الحركة الديمقراطية الاشورية في محاولة لوضع هالة عليها، تكذبها بعض الوقائع التي اشرت اليها وغيرها الكثير مما اطلعت عليها.
وبالرغم من انني اعرف اغلب الاساتذة الرابياني (جمع رابي) في قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية، ليس بسبب نضال وليس مجدا ادعيه، ولكن الظاهر ان الحظ قد وضعني في طريقهم لكي نتعارف او لكي اعلم البعض منهم او ان اكون مسؤول لبعض الاخرين في تنظيمات اخرى، او الصديق المفضل لغيرهم حينما كانوا على حالتي مجهولين. فكرت كثيرا في ان استغل هذه المعرفة لكي ينقذوني من المصير المحتوم، الا انني ايضا رأيته حلا غير مقبول ليس لانني لست مستعدا لتقديم الطلب ولكن رأيت انه من السخافة ان اشغلهم بامر شخص مثلي، عن مهامهم القومية العليا. ولذا فقد تركت مصيري لمن بيده المصير. فانا كشخص تعرضت لمخاطر كثيرة وعشت ايام صعبا ولست وحدي في ذلك فمتى حانت الساعة لن يغيرها الا الله.
ولكن كفرد من هذه الامة ومهما كان مستواه المادي والوظيفي وتجاربه السياسية، يحق له ان يطرح بعض الاسئلة التي تلح على عقل كل كائن عاقل وهي التالية:
أولا: لقد تسلم السيد يونادم كنا وزارة في حكومة اقليم كردستان لسنوات طوال لحد صار رقما ثابتا في ثلاثة كابينات حتى ظنه البعض ديناصور الحكومات المتتالية، لحين تبديله بالسيد يونان هوزايا، وكانت الحركة تمتلك اربعة اعضاء في برلمان الاقليم ولازالوا يمتلكون اثنين، فلماذا هم آشوريون او كلدو اشوريين والآخرين ليسوا كذالك.
ثانيا: كان انتخاب ممثليهم في برلمان الاقليم بنفس الطريقة اي ضمن قائمة التحالف الكردستاني فلماذا هم ممثلوا الشعب والاعضاء الاخرين معهم من ابناء شعبنا وضمن نفس القائمة لا يمثلون هذا الشعب.
ثالثا: لماذا يصف ممثلهم في البرلمان العراقي الى ممثل لشعبنا وهو حصل على اصوات من غير شعبنا وينادي بالتمثيل المسيحي حين يحتاج اليه . والآخرين كل جرمهم انهم من غير قائمة لايمثلون شعبنا وهذا الامر ينطبق على الوزراء.
أليست لعبة سياسية او رغبة في الاستحواذ على كل شيء. ولنعطي لهم الحق في الاستحواذ على كل شيء. فليس من حق الآخرين عمل ذلك. ومن يردعهم أليست هي نفس الرغبة ولكن الكلمات تستغل لكسب الأنصار ليس الا..؟!.
كل الاطراف السياسية تستقراء الوضع العام، والكل يدرك ان الحركة الديمقراطية الاشورية وبسبب الدعم غير المحدود الذي قدم لها كانت الاكبر من حيث المناصرين والتواجد في الاعلام. وبالتالي تتحمل مسؤوليات كبيرة لما ال اليه الامر من الاوضاع السيئة وخصوصا انتكاسة الدستور التي حاولنا بكل الطرق الوصول الى حل مقبول لها. الا ان الحركة عملت على ان تمر كل الحلول من خلالها في محاولة للأستحواذ وليس لخدمة الأمة والشعب.
ان تمجيد الذات يجب ان لا يعفينا عن تحمل المسؤوليات بشجاعة وشهامة. لا بل ان هذا التمجيد هو الدرب الأسهل نحو السقوط في حضيض التخلف والتراجع والتخبط.
يجب ان تدرك الحركة انه ليس هناك من يريد لها شرا. فهي قد قبلت بالأسلوب الديمقراطي لممارسة السطلة ولو بحدها الادنى، وعليها تقبل النقد ال\ي يوجه لممارساتها. وبالرغم من اننا ندرك انها مارست لعبة الوشاية والتزوير اكثر من لعبة الديمقراطية في الوصول الى المرامي. فأننا نعود ونقول ان الشر ان كان شرا فقد جاء من ممارسات لم تعد الانوف تتحمل رائحتها. واذا كان البعض يستقي المعلومات فقط من جهة واحدة ولذا فانه لا يزال يعيش حالة التخبط فاننا نعيش الواقع ومراراته التي تدعونا على الدوام لتحمل المسؤوليات بجد لكي نجد الدواء للداء وليس رمي الاتهامات على الصهيونية العالمية والاستعمار الانلكو امريكي او الانكلوسكسوني وهلم جر من من المشاجب التي نرمي عليها اخطاءنا.
1 حزيران 2006
العلاقات الآشورية…. الآشورية
وانا اكتب هذه المقالة، سمعت عن انعقاد مؤتمر للاحزاب الشيعية المعارضة في طهران. ان انعقاد هذا المؤتمر وعلى اساس طائفي، ينذر بأن كل طرف يحاول ان يوحد صفوفه ورؤيته ويتسلح بوحدته لكي يواجه استحقاقات المستقبل. فالاكراد متحدين في رؤيتهم، واغلب الاحزاب التركمانية متوحدة في اطار الجبهة التركمانية، ماذا عن الاشوريين، وهم وحدهم في الساحة ، بلا سند اقليمي او دولي، ان قوتهم الوحيدة تتأتى من أمرين فقط، عدالة قضيتهم المهمشة، ووحدة صفوفهم.
أما عن عدالة قضيتهم، فلا اعتقد انه بات اليوم من يفكر بها وبمنطق انساني، يعمل على احقاق ما للاشوريين. فالبعض يحاول ان يجعلنا تحت عبائته، ويجعل من نفسه وصيا علينا. يحدد لنا ما يجب ان نطالب او يحدد حدود تحركنا. واذا لم يعجب البعض تحرك الآشوريون او البعض منهم، فما عليه غير التهديد بتقسيم شعبنا وحسب طوائفه وكأنه نحن فقط من ابتلى بالتعدد الطائفي. فعدالة قضية الاشوريين، وحقهم في المشاركة في الوطن اسوة ببقية الاطراف، شيء والتطبيق شيئا آخر. فالواقع وما يجري أمام أعيننا يقول لنا، ان القوي يفرض شروطه، حتى لو كان يدري ان هذه الشروط، قد تجعل من العراق بلدا تتكرر فيه الحروب والمنازعات عند اي تغيير في موازين القوى.
ان عدالة قضية الشعب الاشوري، ليست ولن تكون مبررا لتقاعسنا عن تحديد اطر العمل المستقبلي، وحدود الاختلاف، واطار العمل الموحد الذي يمكننا من خلاله ان ننتظم ونتحرك. ان عدالة اي قضية لن تمنحها جواز مرور الى تحقيق ذاتها واعلان انتصارها. فالسياسة ليست ممارسة اخلاقية، او هي ليست كذلك في بلداننا. فاذا كان الآخرون لا يطبقون الممارسات الاخلاقية في السياسة الدولية فالبعض منا لا يطبقها في الوطن، وبين ابناء الوطن الواحد، من خلال خلق وقائع سياسية مبنية على موازين القوى الذاتية او الموضوعية.
ان عدالة قضية الاشوريين، ولكي تحقق نتائجها، مطالبة بان تكون لها رافعة او مدافع صلب يتمتع بالمصداقية، والرؤية السياسية البعيدة المدى. والمرونة الفكرية القابلة للتعامل مع الاحداث والمتغييرات بعقلية براغماتية. تحصد لنا انجازات حقيقية وليس شعارات، لا تغني او تسمن، ويمكن لأي هزة ريح ان تقلعها من جذورها.
فخلال مؤتمر لندن، للمعارضة العراقية تم ابتعاد شخصيات آشورية من الكتلة الاشورية، لمجرد، انها اتت عن طريق الاخرين. وهذه عملية تهميش للعمل السياسي الاشوري، كما انها عملية اطفاء او حرق لا فرق لعوامل التأثير لدى الاخرين. كما اظهرت هذه الممارسة، عدم ثقة الكتلة الاشورية بنفسها، لتصورها ان المستقلين الاشوريين، اللذين حضروا من خلال الاطراف الوطنية الاخرى. قد يحاولون فرض رؤية تلك الجهات او الاطرف على الكتلة الاشورية. انها علامة ضعف يجب ان لاتتكرر، فالاحزاب الاشورية ليست التي تمنح الهوية الاشورية لهذا الشخص او ذاك. بل هي اطار عمل موحد لتحقيق غايات واهداف معلنة، فالاشوري هو كل من اعلن ذلك.
واليوم بعد التطور الايجابي الاخر الذي قابل السلبية التي ذكرناها انفا. وهو القبول بالجلوس معا والوصول للحد الادنى، وهو تحديد ممثلي الآشوريين في اللجنة التنفيذية والمتابعة. فان المطلوب هو الاسراع في استغلال هذا العامل الايجابي للبناء عليه في خلق مناقشات على مستوى لجان متخصصة. تعالج وتتفق على رؤية موحدة لأغلب القضايا المتعلقة بمستقبل العراق. ومدى تمثيلنا في مختلف هيئات وهيكلية الدولة، واسلوب ممارسة السلطة، وتحديد القوانين التي يمكننا ان نتعايش في ظلها كاشوريين وعراقيين.
ان اسلوب تشكيل لجان مختصة، يعني اللجنة الدستورية، التي تبحث في القوانين الدستورية التي يرى الاشوريون تضمينا في الدستور العراقي المستقبلي. اللجنة القانونية التي يجب ان تعمل على وضع تصورات لسن قوانين مستقبلية لرفع الغبن عن الاشوريين. سواء في مجال التجاوزات الحاصلة على املاك الاشوريين او في مجال تطبيق الحقوق الفردية للعراقيين. وتطبيق مواد الدستور بخصوص حقوق الاشوريين. لجنة التربية والتعليم، تهتم بمسألة التربية والتعليم السرياني وتضمين التاريخ والادب الاشوري السرياني في مناهج التعليم العراقي. ورفع التشويه الممارس بحق الاشوريين الكلدان. لجنة الاعلام وتهتم بوضع مقاييس الاعلام الديمقراطي. ووضع ضوابط للاعلام الاشوري المسنود من الدولة. وغيرها من اللجان التي يمكن في النهاية ان يكون جهدها منصبا في دراسة واحدة ليتقدم الاشوريون بها من اجل اقرارها. ويعمل كل طرف على حدى من اجل تطبيقها. ويعمل على الاستعانة بالاشوريين المختصين في هذه المجالات، وتنطرح كرؤية اشورية لحقوقهم، يمكن ان تلقى المساندة والدعم من الجاليات والمؤسسات واللوبيات الاشورية في المهجر.
اقول الاسراع وليس التسرع، فالأسراع هو البدء بعمل منظم، والتسرع هو صنو التهور ويتصف بوضع امال ورفع شعارات كبيرة ولكنها في الواقع تبقى امال غير قابلة او غير مرغوب في تحقيقها وبالتالي تصبح مخدر لتخدير الشعب اكثر منها معالجات منطقية لواقع ما.
فهل ستكون قيادات الاحزاب الاشورية العاملة في الوطن بمستوى المسؤولية، ام كل طرف يعتبر انجاز ما انجازه وحده وعلى الشعب اتباعه على ضوء هذا الانجاز، ونبقى في الدائرة الداكنة الحالية؟ انه سؤال يراد له الاجابة.
17 شباط 2003 جريدة قويامن
نعم لتطوير العمل في لجنة تنسيق العمل بين احزاب ومؤسسات شعبنا
نشرت لجنة تنسيق العمل بين احزاب ومؤسسات شعبنا مذكرتها بخصوص مسودة دستور اقليم كردستان العراق، وفيها ان هذا التجمع من احزابنا ومؤسساتنا قد اقر باهم نقطتين اساسيتين، رغم ان بقية النقاط الاخرى مهمة ايضا، الا وهي:
الاقرار بالتسمية الموحدة لشعبنا
والمطالبة بالحكم الذاتي له مع الحاق سهل نينوى بالاقليم.
لقد كانت هذه الخطوة مهمة جدا لتوحيد خطاب شعبنا تجاه الجميع، وان شذَّ عنه البعض.
المؤسف ان اتحاد بيت نهرين الوطني وتجمع السريان المستقل لم يشاركا في التوقيع على الاتفاق رغم ان الطرفين يطرحون نفس الطروحات.. واذا كان سبب عدم مشاركتهم (كما ورد في تصريح اتحاد بيت نهرين) هو ان مسودة المذكرة لم تشر بوضوح الى الحكم الذاتي واشارت الى الادارة الذاتية، فاننا نقول ان المسودة كانت مطروحة للمناقشة وبالتالي فأن أي شيء فيها كان قابلا للتغيير اى لحظة اقرارها وتوقيعها وبما يخدم مصلحة شعبنا واتفاق احزابه.. علما ان ما تضمنته مذكرة المسودة ونسختها النهائية هو تقريبا نفس الشيء الا في تغيير المصطلحات المتداولة، فنفس المصطلح يمكن ان لا يعني شيئا موحدا في تطبيقين مختلفين، وكل مصطلح هو بما يحتويه من الصلاحيات وليس بالمصطلح نفسه.
لذا نرى من واجبنا ان نكرر الدعوة للاخوة في اتحاد بيت نهرين الوطني وتجمع السريان المستقل بالاضافة الى حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني، ان يلتحقوا بلجنة التنسيق هذه لكي يكون لها ولمطالبها زخم اكبر.
اما الحركة الديمقراطية الاشورية فقد شذت عن الجميع وحسمت امرها بتخفيضها لسقف المطالب الى الادارات المحلية بدلا عن الحكم الذاتي. فلا جدوى من دعوتها.
طبعا نحن ندرك من قراءتنا لملاحظات اللجنة انها لم تدع تمثيل مجموع شعبنا الكلداني الاشوري السرياني، بل طرحت ملاحظاتها باسم المشاركين فيها فقط وباسم قواعدها المساندة والمؤمنة بخطها، وبالتالي فان البعض عندما يحاول وضع العربة قبل الحصان في محاولة احراج اعضاء اللجنة يدرك الجميع ان هذه المحاولة فاشلة، لأن الاطراف المشاركة في اللجنة قد قامت بواجبها كمؤسسات قومية تطالب بما تراه مناسبا، ومطلبها هذا لم تفرضه على احد، وبالتالي ان كل الامور ستبقي مرهونة بالحوار والتعبئة السياسية في عملية تعديل الدستور الكردستاني واقراره، مثلما هي مرهونة في مرحلتها اللاحقة بالعملية السياسية في البرلمان العراقي والتعبئة الجماهيرية في الاستفتاء المفروض اجراءه بعد اتخاذ الاجراءات التي تسبقه، والتي تأتي خطوة بخطوة، وليس كما يحاول البعض اجهاض مطالب شعبنا بالحكم الذاتي وهي ما زالت في المهد عبر طرحه لامور اجرائية مقررة في الدستور العراقي الاتحادي وخصوصا المادة 140 منه.
المطلوب اولا ان نحدد جوهر مطالبنا ثم ننتقل الى الامور الاجرائية كما هي واردة في الدستور.
ان ادعاء البعض ان اطراف اللجنة يقررون مصير سهل نينوى هو ادعاء كاذب ومخادع، وغرضه الصيد في الماء العكر ليس الا.
فهل يجب على اي حزب ان يعمل استفتاء قومي لاي مطلب ثم يعتمد ذلك المطلب؟ ام العكس، حيث يطرح المطلب على ابناء الشعب ومحاولة اقناعهم به، وحين التأكد من ان هناك نسبة كبيرة تؤيد المطلب فحينها ان كان يحتاج للاستفتاء فيدعو اليه، وان لم يحتج فيدعو لاقراره عبر قنوات تشريعية او تنفيذية.
بصياغة اخرى، هل ان الاحزاب السياسية تعتمد برامجها على نتائج الاستفتاء ام انها تضع برامجها وعلى اساسها تدعو الى انتخابات او استفتاءات او تشريعات وقوانين وغيرها؟
رغم الطروحات العديدة والتي اوضحت ان مطلب لجنة التنسيق هذه هو مطلب سياسي يراه اعضاء اللجنة امر حيوي لشعبنا الا ان البعض يحاول تسويق المسألة وكأنها القرار عن الشعب في مسألة لا يمكن القرار فيها الا باتباع خطوات محددة ومشروحة ومفسرة في مقالات عديدة لمؤيدي خطوات لجنة التنسيق، ولعل من اهم الخطوات هي التالية.
في حالة ادراج المناطق الواقعة في سهل نينوى كمطلب لالحاقها باقليم كردستان، واقرار دستور اقليم كردستان العراق بان هذه المناطق ستخضع لحكم ذاتي ينبع من ابنائه حينئذ تأتي الخطوات التالية:
1- تصبح كل حكومة تأتي في اقليم كردستان العراق، ملزمة بتبني مطلب ضم الاقليم وحق اقامة منطقة الحكم الذاتي، وعليه فهي اي حكومة الاقليم ستقوم بمفاتحة الحكومة المركزية بشأن تطبيق الحاق منطقة سهل نينوى باقليم كردستان.
2- ستضطر حكومة الاقليم والتحالف الكردستاني الى عقد تحالفات لاجل اقرار الحاق سهل نينوى بالاقليم في البرلمان الاتحادي.
3- بعد ان يقر البرلمان المسألة سيعرضها للاستفتاء ليقرر ابناء المنطقة حقيقة ما يريدونه، وحينما يقرون بالاغلبية عدم القبول بالحاق سهل نينوى باقليم كردستان فحينذاك تسقط كل الدعاوي الخاصة به، ويعود الامر كما هو الان، ولا يمكن الخروج من هذه الخطوات لانها مقرة في الدستور العراقي.
وبالتالي فان طلب البعض اجراء الاستفتاء قبل اي شئ اخر هو اجراء غير قانوني اساسا لان البرلمان الاتحادي لم يقر مثل هذا الامر لحد الان، والبرلمان الاتحادي سيقر المسألة حينما تطرح امامه للمناقشة، ولكي تطرح للمناقشة فانها تحتاج الى ما لا يقل عن 10 اعضاء (هؤلاء فقط لادراجها في جدول اعمال البرلمان)، اما لاقرارها فانها تحتاج النصف + 1 (اي 138 صوتا) من بين 275 صوت لاعضاء البرلمان الاتحادي.
فأين طارحي الاستفتاء و مروجيه من هذا الامر وهذه الخطوات التي تتوالى بشكل قانوني ومسلسل؟
ام تراهم يحاولون وضع العربة قبل الحصان كما اسلفنا.
يطرح البعض انه لا يحق لتنظيمات لجنة التنسيق لدعوة الى مثل هذه المشاريع!!
ان طارحي مثل هذه الاراء يعكسون جهلهم السياسي التام..
فاذا لم يكن من حق الاحزاب السياسية طرح مشاريع سياسية، فما هو عملها اذن؟ ومهمة من هي طرح المشاريع السياسية، إن لم تكن مهمة الاحزاب؟
اليس بطرحها لمشاريع وتشريعات سياسية وقانونية يمكن لها تطبيق برامجها السياسية المعلنة.
وهذا في الحقيقة ليس مشروطا بمجموع الاحزاب، بل هو ايضا مهمة كل حزب لمفرده ايضا.
ما لا يمكن لاي حزب القيام به هو تطبيق المشاريع دون موافقة ممثلي الشعب.
والاحزاب المنضوية في لجنة التنسيق تطرح مطالبها وتقوم بتسويقها سياسيا وتوعية واعلام الشعب بشأنها ليقوم لاحقا بتأييدها.
وهذا هو باختصار العمل السياسي ضمن الاليات الديمقراطية وليس غيره.
اما بشأن عدم مشاركة الاخرين، فقد وجهت الدعوة للجميع وكل اتخذ قراره بالمشاركة من عدمها. علما ان الدعوات حددت زمان ومكان الاجتماعات والباب كان مفتوحا دوما للمشاركة ولم يشاركوا، فما العمل؟
هل كان على الذين قرروا تلبية دعوة الاجتماع لايمانهم بالعمل المشترك ان ينتظروا ويطيلوا الانتظار، ربما لسنوات، وان لا يقوموا بما يروه صحيحا لحين قدوم الاخرين.
كما ان غاية الاجتماع كانت معروفة ومحددة بطرح ومناقشة الاراء بخصوص مسودة دستور الاقليم والاتفاق على رؤية مشتركة.. وبالتأكيد فان المشاركة الاوسع كانت مطلوبة لانها تعني اغناء للاراء وتطويرها وتعزيزها.
ولكن غير المشاركين قرروا اراديا عدم المشاركة.. ورفضهم المشاركة لا ينتقص او يعيب عمل المشاركين والمذكرة المشتركة للجنة التنسيق ابدا، لانها قامت بما يمليه عليها واجبها القومي والوطني، وتأييد الطرح من عدمه متوقف على الاتي من عمل اللجنة ورغبة ابناء الشعب في الاستفتاء الذي سيأتي لاحقا وحسب الخطوات المنصوص عليها في الدستور الاتحادي.
انا اؤيد مسألة زيادة مشاركة اطراف اخرى في لحنة تنسيق العمل باضافة ممثلين للمثقفين والقانونيين الى اللجنة، فاللجنة قد طرحت طرحها السياسي وعليها ان تقوم منذ الان بصياغة الطرح قانونيا، والعمل الميداني في الشعب وكذلك مع ممثلي الخصوصيات القومية والدينية الاخرى التي تعيش في سهل نينوى لجذبها وكسب دعمها.. اي ان العمل لا يجب ان ينتهي بالطرح السياسي فقط، بل بالمتابعة الميدانية والقانونية وتوفير الدراسات الللازمة لتحديد المدى الجغرافي والمجال الحيوي لسهل نينوى، والمشاريع الاقتصادية الممكن اقامتها وكل ما يساعد في تسويق المشروع.
يطرح البعض ممن لا يزالون يعيشون في وهم انهم يمتلكون القاعدة الجماهيرية، بأن اعضاء اللجنة لا يمتلكون هذه القاعدة وبالتالي الايحاء بأنه لا يحق لهم طرح المطالب السياسية، وكأن طرح المطالب منوط ومحصور فقط بمن له القاعدة الجماهيرية (والتي هي اساسا مسألة نسبية)، وليس حقا قانونيا متوفرا للفرد الواحد في ظل النظام الديمقراطي، فكيف لا يكون حقا وواجبا على التنظيمات السياسية.
يبقى ان نقول لهذا البعض ان هذا الخطاب السفسطائي غير المنتج دليل على عدم فهم آليات العمل السياسي الديمقراطي، ناهيك ان هذه الطروحات تدلل على ان هذا البعض لا يزال يعيش اوهام الحزب القائد.
كما ان البعض يعيب على اللجنة انها تبنت مبادرة السيد سركيس اغاجان..
ما المعيب في هذا..؟ ثم اننا نعلم ان بعض الاطراف كانت قد طرحت مسألة الحكم الذاتي منذ عام 1996، والحزب الوطني الآشوري تبنى المسألة رسميا في مؤتمره الثالث بعد ان استمر في مناقشتها وطرحها في المنابر الاعلامية منذ تحرير العراق.. فالمسألة اذا ليست من قبل من؟ ومن بعد من؟ فالمسالة هي قضية سياسية تخص مستقبل شعب وليست سباقا رياضيا للعدو حيث فارق اجزاء من الثانية يحسم النتيجة!!
حقيقة الامر ان طرح السيد اغاجان، ولأسباب عديدة، منح المبادرة قوة كبيرة، ولكن هذه الاحزاب اثبتت انها بقدر المسؤولية القومية عندما تبنت المبادرة ايضا ومنحتها زخما وشرعية اكبر، ولم تفكر كما يفكر البعض بما ان المبادرة ليست مني فهي يجب ان تجهض حتى لو كانت لصالح الشعب!!
أليست محاولة توحيد صوت الشعب في مثل هذه المبادرات المصيرية أمرا مرحبا به؟
ولعلم الجميع فلجنة العمل لم تعلن يوما ما انها صاحبة المبادرة الوحيدة بل هي فتحت الابواب على مصراعيها لكل مؤسسات شعبنا.
واخيرا اليس صوت هذه اللجنة مع صوت السيد اغاجان افضل من ان لا يكون لها صوتا، ولسنا نقول بصوت مجهض لمبادرته..
احد السادة ذكر ان الاحزاب الاشورية تحركت لمبادرة طرح التسمية الجامعة (الكلداني السرياني الاشوري) بعد ان ثبت الاسم الكلداني في كل من الدستورين العراقي والكوردستاني..
يبدو ان هذا الاخ لم يطلع على ورقة الحزب الوطني الاشوري المقدمة الى المؤتمر القومي المنعقد في بغداد في تشرين الاول عام 2003 قبل عامين من اقرار الدستور العراقي.. كما انه يبدو ليس مطلعا على صرخة العقل والقلب التي اطلقها الحزب في اللقاء الموسع لاحزاب شعبنا في جمعية اشور بانيبال صيف 2005 قبل انجاز مسودة الدستور العراقي..
فلماذا هذه الطروحات غير المسؤولة التي لا يراد من وراءها سوى الصيد في الماء العكر وتدمير اللقاءات التي تقام بين اطرافنا السياسية والتي تبنى على المصالح القومية وليس على مبادئ كل حزب لوحده.
نرجو من هذا الاخ العودة الى ما طرحناه عليه ويمكنه ان يطلبها من مقر المكتب السياسي للحزب الوطني الاشوري، مثلما يمكنه العثور عليها في ارشيف مواقع الانترنت.
كما ان اتحاد بيت نهرين الوطني ايضا ينادي بهذه التسمية منذ تأسيسه عام 1996.. فلماذا اذن تشويه الحقائق والمواقف والتجني عليها بفبركات تختلف مع حقائق الامور؟
انه عصر النور والمعلوماتية حيث يمكن بسهولة للانسان معرفة حقائق الامور بتواريخها وتفاصيلها.
في الوقت الذي يقول ذات الاخ ان الاشوريين والكلدان قوميات ولكنه، ودون اي مبرر حقيقي، يجرد السريان من هذه الصفة..
نحن نقول ان ابناء شعبنا بكل مسمياته هو قومية وامة وشعب واحد.. والبعض يرى ذلك خطأ كبير!!
فبماذا يختلف السريان عن الكلدان والاشوريين؟ فاما هم ايضا قومية اخرى، او ان الجميع قومية واحدة.
ثم ان الخلاف هو بالاساس ليس هل نحن قوميات وشعوب متعددة، فهذه مسالة محسومة..
الخلاف هو اي الاسماء هو الاصح لتسمية هذه الامة والشعب والقومية به.
من حق كل منا ان يبشر بما يعتقده الاصح لحين التوصل الى حل واحد.. والان والى حين اتفاقنا على احدى التسميات، لنعمل على ادراج الاسماء الثلاثة في الدستور والقوانين. ولكن التبشير يجب ان لا يوقفنا عن العمل المشترك، فيجب ان ندرك اننا نعمل معا لأجل الشعب ومستقبل ابناءه وليس من اجل التسميات.
نود اعلام الجميع ان المذكرة طرحت للنقاش العام لمدة كافية، وبعد تمديد موعد مناقشة واقرار مسودة دستور اقليم كوردستان الى نيسان عام 2007 أعادت الأحزاب تذكير الجميع انها ستتقبل منهم المزيد من الاقتراحات، واللجنة ستحتاج للكثير من المعلومات والاراء لانها تريد بالتأكيد تسويق مشروعها والعمل على نجاحه الذي لن يتحقق بطرح الراي فقط بل بالمتابعة على اصعدة مختلفة كما اوضحنا ذلك.
ويجب ان يدرك الجميع ان الاحزاب ستعمل من اجل الشعب ومستقبل ابناءه، وانها بالحل المقترح لمشكلة التسمية تقول انها مشكلة وعلينا التعايش معها لحين ايجاد حل فاعل لها ومقبول من الغالبية العظمى من ابناء شعبنا الواحد، ولكنني لا ارى ضيرا في ان نقول ان الاشورية تحوي الكلدانية والسرياينة وفي نفس الوقت نقول ان الكلدانية تحوي الاشورية والسريانية وكما نقول ان السريانية تحوي الاشورية والكلدانية، اليس هذا دليلا ان هناك شعورا عاليا بالمسؤولية وبالوعي القومي وبالمصلحة القومية، ولعلم من يردد هذا الامر ويعتقده انجازا ومستمسكا ضد بعض الاطراف، ان الحزب الوطني الآشوري قال بهذا الامر في مؤتمره الثاني عام 2002 وهو ايضا طرح متقدم لم ينتبه اليه مرددي مقولات اعادة السجالات العقيمة.
علينا ان لا نتكاذب على بعضنا.. بل علينا ان نكون صريحين مع انفسنا..
فهل عندما يسألني طفلي ماهي قوميتي؟ هل علي ان اقول له انك كلداني سرياني اشوري، ام ان اقول له بالضبط التسمية المتداولة في البيت وان افهمه ان من يقول كلداني ويتكلم لغتك ومن يقول سرياني ويتكلم لغتك ومن يقول اشوري ويتكلم لغتك هو اخوك في القومية والامة ولا يختلف عنك الا في التسمية.
ان وجود الاحزاب المتعددة في شعبنا لا يعني ان شعبنا ليس واحدا.. ففي كل الشعوب التي تعاني مشكلتنا هناك احزاب عديدة وهذا لا يعني ان شعوبها ليست متوحدة..
كما ان تعددية احزابنا واختلافاتها، بل وحتى صراعاتها الحزبية، لا يجردها من حقيقة كونها عصارة فكر الامة ونخبتها العاملة.. وفي الوقت الذي تحتاج فيه هذه الاحزاب الى دعم جميع ابناء شعبنا، وبخاصة المثقفين والاكاديميين منهم، فانه ليس صحيحا او مقبولا ان ينظر هؤلاء المثقفين والاكاديميين من فوق وبتعال على احزاب شعبهم.
ان تاريخ كل الشعوب اثبت ان فعلها القومي والسياسي يتطور من نشاط افراد فاعلين الى مؤسسات ثقافية واجتماعية ومن ثم الى احزاب سياسية والتي تمثل كما اسلفنا عصارة تجربة الشعب فكريا ونخبويا.. فما بال البعض منا وبعد ان وصل تطور فعل شعبنا السياسي الى مرحلة العمل المنظم ان يعيده الى مرحلة سابقة من الفردية او المؤسسة الاجتماعية والثقافية.
كما ان الوحدة يجب ان لا تبنيها الاحزاب وطروحاتها فقط.. ان الوحدة تصنعها الاعمال والقيم والطروحات الصادقة مع الناس والنفس..
ان تفهم الرأي الاخر يعني ان الاخر يجب ان يتفهم رأيي.
مستقبل المسيحيين افضل مع الاكراد لعلمانيتهم
تحت هذا العنوان نشرت عدة مواقع اخبارية خبر تقديم مجموعة من احزاب ومؤسسات شعبنا الاشوري الكلداني السرياني لمذكرتهم المتعلقة بالتعديلات التي يرون اجراءها على دستور اقليم كردستان العراق المنوي عرضه للاستفتاء. والخبر كما ذكرنا نشر على مواقع عدة، اذا الخبر ليس جديدا وبالتأكيد ان عددا غير قليل من القراء قد اطلع عليه، ولكن المتابعة للخبر وملاحظة التعليقات التي بلغت اكثر من مائتي تعليق في موقع العربية، سنقرأ العجائب والغرائب، فستجد من ينسبنا الى اليونان والفرس ومن يعتبرنا منقرضين ومن يستكثر علينا حتى المطالبة باي حق. بل علينا تقديم الشكر والامتنان للدول التي حمتنا حتى الان. وخصوصا اننا نعيش في ارض الاسلام. وسترى الكثير من العرب ممن يستهين المطالبة باعتبارنا من التوافه، والتي يجب ان لا ترتقي ولا يسمح لها باي مطالب. وسترى الغالبية متمنية عودة صدام لكي يفرض الوحدة والقانون الصارم. وستجد من الاخوة الكرد من يرحب بمطالبنا وسترى من يلعننا. اما ابناء شعبنا فلعل اقسى ما قرأناه قيام احد السادة بنقل قصة استشهاد الشاب الصبي اياد طارق في بعقوبة مؤيدا مطلب الحكم الذاتي. وسترى من يؤيد مطلب الاحزاب ومن يعارض ولعل المستغرب هو زج اسمي في التعليقات متهمينني بأشنع التهم (انظرالتعليق التالي 165 – ومنو كال؟ الآشوري العراقي |14/11/2006 م، يابة.. ولا يهمكم.. العراق واحد وراح يبقى واحد غصبا عن كل انبطاحي وانتهازي ووصولي.. هذا بلدنه بالاول وبالآخر.. واللي يريد التقسيم والظّم والاقاليم فهذا مستهتر وما عنده لا دين ولا قومية.. اعتذر باسم كل آشوري على هذه الاطروحة السخيفة.. واذكركم يا اخواني بالوطن والنضال..ان المذكور (تيري) هو احد عملاء النظام البائد. واليوم هو احد الوسائل المستخدمة.. بيّد من يعرفون انفسهم… لزرع الفتنة والخلاف بين الآشوريين واخوتهم ابناء العراق.. لا والف لا لتقسيم العراق.. وهذوله الانبطاحيين الوصوليين.. ماهم غير (طسّة) في وسط الطريق من اجل حرية العراق وشعب العراق بكل اطيافه والوانه.. وابسط مثال ودليل ان على ما اقول.. هو ان التمثيل السياسي الحقيقي والمنتخب للشعب الآشوري الشعب الآشوري بالعراق.. مقرّاته الرئاسية موجوده بالزيونة ببغداد.. مو بدهوك واربيل.. المؤتمر الرابع للحركة الديمقراطية الآشورية كان ببغداد مو بانيشكي (انيشكي قرية في شمال العراق).. وقبل ان اختم هذه الكلمة المتواضعة.. اقول وبغيرة العراقي.. لن ينقسم العراق وسيبقى وطنا لكل الّذين يقدسون ترابه.. عاش العراق وشعب العراق.) المهم ان الاستنتاجات التي نخرج بها من قراءة هذه التعليقات مجحفة بحقنا وبحق الانسان اي كان هذا الانسان. بالطبع في الكثير من المواقع يمكنكم كتابة اي اسم وانتحال اية هوية فلا رقيب على ذلك ولذا فالكثير من التعليقات قد لا تكون لمن ادعى انه منتمي اليهم.
ولكن لنأتي الى التعليقات السلبية تجاه شعبنا ومطالبه المشروعة في اقامة الحكم الذاتي. فالحكم الذاتي هو تجربة سياسية ادارية، بمعنى انه حل لاشكالية معاناة بعض الاطراف من التهميش ولذا فالحكم الذاتي وحسب مواصفاته يأتي لحل هذه الاشكالية. والحكم الذاتي لا يعني الانفصال كما تصوره الغالبية من المعترضين على هذه المطالبة. وهكذا بالنسبة للفدرالية هو حل لاشكالية بنفس المواصفات ولكن بصلاحيات اكبر.
ان الخوف من الانفصال هو احد معضلات العرب الدائمة ولعلها معضلة الحركات القومية والشمولية التي ترى قوة الدولة في مركزيتها الشديدة والتي يخرج كل شئ فيها من المركز. في حين ان التجارب المختلفة ترينا ان الدول التي تتمتع بقوانين فدرالية تكون اكثر تقدما واكثر استقرارا لا بل اكثر قوة،. وكمثال توضحيي رغم المحاولات المتعددة لانفصالي مقاطعة كويبك التصويت على الانفصال، الا ان الغالبية تخذلهم كل مرة رغم ان الغالبية في المقاطعة هم من الثقافة الفرنسية اي اما فرنسيين او متأثرين بالثقافة الفرنسية منذ ان كانوا في اوطانهم الاصلية. وكندا كبلد ديمقراطي يسمح للمطالبين باستقلال مقاطعة كويبك باجراء الاستفتاء كل عشرة سنوات ولا يوجد خوف وهلع من استقلال كويبك ويعتبر امر عادي من حق السكان التمتع به ان أرادوا. ولكن لدينا يتم تضخيم الامر واعتباره احد الكبائر التي لا يجب الاقتراب منها. في حين ان ما يشجع التوجه للاستقلال والانفصال هو القمع والفقر لأسباب قومية ودينية اي التهميش بكل اوجهه. فلو كان العراقيون سواسية امام القانون ويتمتعون بالتساوي بكل ما يتمتع اي انسان اخر على هذه الخليقة، فلربما سار المسار في دروب اخرى.
ان الانظمة الشمولية التي حكمت بلدنا وضعت مقياسا لكل شيء. وأهم شيء وضعت مقياسا له هو المواطن الذي يجب ان يتلبس شعارات ومفاهيمهم محددة للحياة، وان يكون مخلصا لهذه الشعارات ويتماهي معها بشكل تام. اي كان على العراقيين ان يقروا ليل نهار بانهم عرب وبعثيين وصداميين وغيرها من المفردات التي نفرتهم من الوطن المتمثل بالذل الدائم والنفاق الذي يجب ان لا ينتهي في محبة القائد والحزب الطليعي.
والوضع الشمولي ليس ولم يكن عراقيا بحتا، بل كان شاملا في منطقة الشرق الاوسط التي اعتمدت دولها في السنوات الخمسين الماضية على مثل هذه الانظمة الفاقدة لاي شرعية. مما شجعها لتغطية هذا الامر باللجوء الى شرعية الدين، وهكذا بدأ نشر مفاهيم الدين في الحياة وصيرت الوطن أرضاً اسلامياً. وكمثال ما تقوله حماس في احدى ادبياتها ان الارض التي استولى عليها المسلمون تبقى ارث للاسلام والمسلمين لا يجوز التنازل عنها ابدا. اذا المعضلة هنا ففي هذا المفهوم والذي هو مفهوم اسلامي يعتبر اي مطالبة بحكم ذاتي تنازل عن ارض اسلامية وتنازلا عن شمول القانون الاسلامي لقطعة ارض اسلامية استولى عليها المسلمون.
ان ما يدفع غالبية العرب لمدح صدام هو التناقض الذي يعشونه بين ماضيهم المجيد حسب اعتقادهم ،وبين واقعهم. وهنا الواقع هو الواقع السياسي اكثر مما هو واقع اقتصادي ثقافي. فالمسلمون لا يطالبون بتوفير وتعزيز الحريات بقدر مطالبتهم بان يكون المسلمون اقوياء يفرضون شروطهم من مركز القوة ويجلعون الاخرين يطيعونهم من موقع الذليل. طبعا عندما اقول المسلمين اعني بالضبط من يحاول التحدث بالانتقاص من الاخرين لانهم من دين اخر. وكذالك العرب اي من يتحدث وينتقص من الاخرين لانهم لا يقرون بعروبتهم. وهذا يعني ان الكثير من المسلمين والعرب يعاضدون الحريات ويعملون من اجل المساواة التامة بين كل الافراد بغض النظر عن الجنس والدين واللسان.
لا يريد البعض رؤية معاناة الاخرين، فيمكن للعروبي ان يحدثك عن مجاز دير ياسين وعين البقر وغيرها ولكن لو حدثته عن سيمل وصورية وحتى عن مجازر 1915-1917 فسيحاول تبريرها بالف حجة وحجة. لا بل ان الخلافات السياسية بين اطراف من شعبنا جعلت من بعضهم يبرر هذه المجازر. وعند عدم ادراك المخاوف الحقيقة للمقابل سيكون من الصعب تفهم ما يطالب به. فالآشوريين الكلدان السريان، عانوا من الظلم والطغيان عانوا من التهميش والتدمير عانوا من التعريب ويعانون وسيعانون من الاسلمة، حتى وان لم تشمل تغيير الدين، ولكنها تشمل فرض قيم الدين الاسلامي عليهم بدون وجه حق. ان هذا الشعب العريق والذي قدم للانسانية وفي مرحلتين من تاريخه سواء ابان مرحلة امبراطورياته الاكدية والبابلية الاولى والاشورية او البابلية الثانية المعروفة بالكلدانية. او في فترة المسيحية، حيث ربط العرب المسلمون بالحضارة من خلال نقلهم للعرب علومهم وعلوم الشعوب الاخرى. هذا الشعب الذي ساهم في بناء العراق بكل طاقاته. تستنزف طاقاته اليوم جراء المخاوف التي يعيشها. ولذا فان غالبيته اليوم تعيش في المهاجر. انه ويرغب بضمانات حقيقية لمستقبله وهذه الضمانات ليست الانفصال، فاي عاقل لا يطالب اليوم بالانفصال مادمت ضمانات ممارسة حقوقه متوفرة ومادام قادرا على صياغة قوانيين عيشه اليومية ومادام يدير شؤونه بدون رهبة وخوف. وما دامت كل معايير تطوير الهوية القومية قائمة وخصوصا اليوم بعد التطورات التكنلوجية التي تساعد على كسر الحدود وتواصل الشعوب عبر الاقمار الصناعية من توصيل الخبر الى نشر الثقافة وتطوير القييم.
وهكذا فعدم ادراك معاناة الاشوريين، والاقرار بما عانوه، والاعتذار عن ذلك. يعني بالضرورة القدرة على تكرار كل المعاناة وبكل اشكالها، مرة اخرى لا بل مرات اخرى. ان مخاوف الماضي، تحتم على الاشوري ان يبحث عمَّا يحفظ مستقبله ومستقبل ابناءه في وطنه الذي احبه وقدم من اجله الكثير الكثير. فهل مطالبة ابناء شعبنا ومؤسساته السياسية كثيرة؟ ولماذا يحاول البعض الانتقاص منا ومن شعبنا ومن طموحاته ما لم يتضرروا؟ وهم بالتأكيد لن يتضرروا الا في اعادة الاعتبار لكل الناس ولكل المجموعات وهذا منطق العصر على الجميع الالتزام به. فزمن الدول المستقلة والسيادة المطلقة قد ولى. وهناك اليوم قيمة للانسان ككائن، يجب ان لا يمس مادام لم يقدم على ارتكاب جرائم كبرى. لا بل ان بعض الدول اقرت الغاء عقوبة الاعدام لأعتى المجرمين فهل يرضيكم اعدامنا اليومي؟ وإلاَّمَ تريدون من شعبنا السكوت وتقديم ولاء الطاعة واظهار مظاهر الذل والانكسار لكي ترضوا عنا؟ ونحن لم نؤذ احدا غير تقديم كل ما طلبه منا الوطن؟ اننا في خوفنا على مستقبلنا وجدنا حلا لا يؤذي أحداً ولكنه يضمن لنا الحد الادنى من حقوقنا فهل تمتعنا بهذا الحد الادنى يؤذيكم؟
16 تشرين الثاني 2006
هل اخذتم تصريحات سليمان يوسف مأخذ الجد، يا أحزاب شعبنا؟
قبل أيام صرح الناشط السياسي والإعلامي الاشوري السوري السيد سليمان يوسف، بخبر صاعق وهو ان هناك جهات اشورية تخطط لاغتيال شخصيات سياسية اشورية. رغم الخلافات التي دبت بين مختلف الأطراف الاشورية لم يتطور الخلاف الى محاولة القتل او الاغتيال لاسباب سياسية الا في فترات محددة وبعدد محدد قد لا تتجاوز أصابع اليد الواحد. ولعل اشهرها كانت اغتيال عائلة بيت نمرود في بداية القرن الماضي والتي اتهم البعض بها قداسة الشهيد مار بنيامين شمعون. رغم عدم وجود ادلة قاطعة في الاتهام، ومحاولة اغتيال الأخ روميل شمشون التي خطط لها بعض أعضاء قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية عام 1994. ان الانزلاق الى هذا المعترك وهذا الدرك، سيضر شعبنا كثيرا، لانه باب جحيم يفتح له ولا قرار له. فهذه الممارسة يمكن ان بدأت ان تتيح للاخرين القيام بهذا العمل، أي اغتيال شخصيات سياسية او اجتماعية او حتى دينية اشورية والقاء التهمة على طرف اشوري. أي منح غطاء للاخرين للقيام بهذه الممارسة البشعة في شعبنا. وهذا ما حذرنا منه منذ عام 1995 في رسالة كتبتها حينها للأحزاب الاشورية في اعلامها بالمحاولة الفاشلة لاغتيال الأخ روميل شمشون. حينما كنت مسؤولا لقيادة التنظيم الخارجي للحزب الوطني الاشوري.
طبعا الاتهامات موجهة لجهة وان لم يتم تسميتها. الا انها معروفة لان ما صرح به الأستاذ سليمان يوسف كشف المخبئ. وشخصيا ورغم تاييدي لبعض توجهات هذه الجهة سواء على المستوى الإعلامي او الجماهيري. الا انني من هنا احذر النزول الى هذا الدرك، لانه يعني ما وضحته أعلاه ويعني تهجير من تبقى من أبناء شعبنا وإيجاد مبررات جديدة لهذه الهجرة.
ان كل من انجز خطوة ما صحيحة في العمل القومي او خطوة اخذت صيتا ومقبولية وتأييد من الجماهير: لا يعني باي حال من الأحوال ان يأخذ لنفسه موقع الامر الناهي والمقرر المنفرد على مستوى الامة. ان القوي والمقتدر والصحيح، هو من يحافظ على الإنجاز بمحاولة جمع كل القوى حوله ودعمه، بالحوار وبالتفاهم. وهنا نحن ندرك ان اغلب الأطراف الاشورية من المنظمة الاثورية الديمقراطية والحزب الاشوري الديمقراطي والتجمع الاشوري الديمقراطي ميالة للحوار وللتعاون. وان كان من خلف الكواليس أحيانا، المهم ان يكون هناك تعاون واعلام الجميع بالحقائق والأسباب التي أدت الى اتخاذ قرار ما. ان الاخوة في الدورونوي وكل المنظمات العسكرية والمدنية المختلفة. ملزمين بالتنسيق والتعاون مع الجميع، حتى ان كانت خياراتهم مختلفة او مخالفة للاخرين. ان تعاونهم مع طرف كوردي معين وتحالفهم الغير المعلن في أحيان معينة وفي مواقع معينة مع الحكومة السورية. يجب ان لا يدفعهم ابدا الى فرض هذا الخيار الذي قد يكون مدمرا لشعبنا. وكما هو ملاحظ فالاخوة الكورد موجودين مع الطرفين. وفي أي حال سيتم دعم الطرف الذي مع الجهة المنتصرة لكي يتمكنوا من ان يفرضوا شروطهم ومطالبهم.
من هنا اود ان أوجه رسالة أخرى الى أحزاب شعبنا لاعلام الطرف المعني بان أي خطوة في اتجاه تصفية الخصوم. تعني خصومة مع الكل. لا بل اتهام مباشر بمحاولة تدمير وتهجر شعبنا لترك أراضيه لصالح اطراف يتحالف معها محليا. ان قيام احزابنا بايصال رسالة قوية لهذه الجهة يعني الكثير في هذه اللحظة. ولكن وها قد مرت اكثر من خمسة أيام دون ان نلاحظ تحركا او توجها باتجاه وضع الأمور في نصابها ومحاولة قطع دأبر أي محاولة قد تؤدي الى احتدام الصراع بين الأطراف الاشورية، يستفيد منها الاخرون. فهل ستسارع أحزاب شعبنا الى قطع دابر هذه الخطوة المدمرة؟ وهل سنسمع من الاخوة المعنيين ما يفيد بانهم متعاونون مع الجميع وسيعملون لصالح شعبنا من خلال العمل السياسي والعسكري، وانهم م المستحيل ان يمارسو التنمر او الاستقواء على شعبنا لفرض خياراتهم وانهم يستنكرون اي ادعاء بانهم مشاركون ولو في التفكير بمثل هذا الامر. اننا بانتظار ذلك انشاء الله والا…..
31 اب 2015 عنكاوا
الكلدواشوريين واخطاء الاستاذ خالد عيسى طه
نشر الاستاذ خالد عيسى طه، مقالا يوم امس على صفحات ايلاف، بعنوان كلدواشوريين، ماذا يقصد بها ولماذا وضعت في التداول السياسي؟ ان احترامنا الشديد للاستاذ خالد كشخص يطرح طروحات ليبرالية متطورة،لا يعفينا من ان نصحح معلومات اساسية وردت في مقالته المشار اليها انفا.
اود ان اقول ان اخطاء شخص ما، يجب ان لاتحمل على دعم ادعاءات البعض لتفريق شعبنا الاشوري الواحد. فاخطاء السيد يونادم يوسف كنا، ومحاولته فرض قراراته على كل اطياف الشعب. او اعادة تطبيق التجربة التي مارسها البعث في الشعب العراقي، واعني بها ان كل العراقيين بعثيين وان لم يراضوا، وان كل المناصب للبعثيين، وعلى بقية العراقيين ان يعيشوا برحمة الله وحده. اقول ان اعادة السيد يونادم كنا ممثل الكلدواشوريين لهذه الممارسات، بالرغم من انه ممثل لشعب وليس لفصيل سياسي بعينه، لا يعني ان نقوم بتفتيت الشعب الواحد.
فابداء من قول السيد خالد ان بطريرك الكلدان وبقية الكرادلة احتجوا على تسمية جديدة، علما ان البطريرك الحالي غبطة مار عمانوئيل دلي كان قد شارك بنفسه في المؤتمر الكلداني السرياني الاشوري، والذي انعقد في شهر تشرين الاول من العام الماضي في بغداد. والذي اقر هذه التسمية كمخرج قانوني، لتعدد التسميات. بل لتنافس التسميات الطائفية مع التسمية القومية الموحدة والتي هي الاشورية بالتأكيد. اي ان التسمية هي للمحافظة على مصلحة الشعب.
يقول السيد خالد ان الاشوريين اريين فيما الكلدان هم ساميين، بالله عليك استاذنا الفاضل كيف توصلت الى هذا الاستنتاج الغريب. فأسس التقسيم السامي يعتمد بنظرنا على اللغة. بمعنى ان الساميين يشتركون في اساس لغوي واحد. وليس على الدماء والسحنة بالضرورة. فكيف ينتمي الكلدان والاشوريين الى مجموعتين لغويتين؟ وهم يتكلمون لغة واحدة، واعنيها واحدة مائة في المائة. يبقى ان بعض غلاة المدعيين بالكلدانية تستند الى لفظ حرف الخاء، الذي يلفظ من قبل اشوريي سهل نينوى وطورعابدين (السريان) حاء بدون نقطة، ولكن الكتابة والاملاء والقواعد اللغوية تبقي واحدة. اي هنا لا يستقيم حتى لو فرضنا ان الانتماء القومي هو اساسا يعتمد على المشيئة. فالمشيئة لا تفرض ايجاد انتماء قومي جديد فقط للتباين.
هل يسمح السيد خالد لنا ان نقول ان العباسيين مختلفون قوميا عن الامويين وانهما يختلفان قوميا عن الخلفاء الراشديين؟ ألن يتهمنا بالجهل بأبسط المعلومات التاريخية؟ الا يعلم السيد خالد ان الدولة الكلدانية هي مرحلة من مراحل الدولة الاشورية؟ ولكن الاسرة الحاكمة هي التي تغييرت. والفئة الداعمة لهذه الاسرة كانوا من الكلدان (الكلدان تعني هنا فئة رجال الدين الذين كانوا يديرون المعابد و المنجمين والعلماء المهتمين بالفلك، باعتبار هذه الوظائف كانت متداخلة في ذلك الوقت). فبعد استلام نبوخذ نصر السلطة واعادة العاصمة مجددا الى بابل، لم يتم تغيير الشعب ولغته وعاداته والهته خلال خمسة وتسعون سنة الاخيرة من تاريخ الامبراطورية الاشورية الذي دام اكثر من الف عام، برغم من بعض فترات انحسار النفوذ.
يقول السيد خالد ان للاثوريين ويقصد الاشوريين مواقف لا نريد ذكرها لانها لم تكن في مصلحة العراق. أولا من المخول بتحديد مصلحة العراق. رشيد عالي الكيلاني ام صدام حسين؟ وهل يريد السيد خالد ان يقول لنا ان الحكومات التي حكمت ابان وبعد تأسيس العراق كانت تمثل او تعمل وفق مصالح العراق وشعبه وكل اقوامه؟ اما اذا كان يقصد مشاركة الاشوريين في الجيش الليفي فنقول له ان اول من شارك في تأسيس هذا الجيش كان العرب وقد وضعت اللبنة الاساسية له في منطقة شعيبة (قاعدة الشعيبة القريبة من البصرة) . كما ضم في بدايته الكثير من الاكراد. ونود تذكير الاستاذ خالد إن نبشه لتاريخ الدفاع عن حياض الوطن، سيثبت له ان اول من دافع عن حياض الوطن وقدم من اجله الدماء كان الاشوريون. وذلك عندما ردوا هجوما تركيا كان قد احتل منطقة راوندوز. كما نود ان نذكر الكاتب ان اول مذبحة اقترفها الجيش العراقي وبأوامر صريحة من قبل الحكومة العراقية التي كان يترأسها حينذاك رشيد عالي الكيلاني، هي مذبحة الاشوريين والمعروفة بأسم مذبحة سميل. هذه المذبحة التي مجدها العروبيون وجعلوا من مقترفيها ابطالا مثل بكر صدقي. مما جعل العسكريين السكارى بدماء الاشوريين واناشيد العروبيين، يقومون باول انقلاب عسكري في الشرق الاوسط عام 1936. اي بعد ثلاثة سنوات من المذبحة التي طالت النساء والشيوخ والاطفال، هذه المذبحة التي فتحت الابواب لحلبجة والانفال والمقابر الجماعية. هذه المذبحة التي لم تجد من اي كاتب عراقي عربي او اسلامي ولو ادانة شفهية. اتعلم سيدي الكاتب ان المذبحة ارتكبت باسم الجهاد! وان الجهاد كان امرا حكوميا وان التخطيط للمذبحة تم منذ امد طويل، وان الاسباب التي روجها مقترفيها هي عصيان الاشوريين. وهل تعلم سيدي ان العصيان، كان عبارة عن مطالب ومنها بناء مستشفى ومدارس في منطقة دهوك. وهذه كانت مطالب لم يتم التفاوض عليها مطلقا.
سيدي الكاتب الاشوريون موجودون في هذه البقعة التي يسمونها احيانا بيت نهرين اي (مابين النهرين) وتشمل جنوب شرقي تركيا وشرق سوريا وكل العراق واجزاء من شرق ايران. انه مصطلح جغرافي ولكنه للاشوريين الوطن المفقود بفعل مئات المذابح التي تعرضوا لها. مما قلص اعدادهم الى ما تراه حاليا. الاشوريون لم يدخلوا العراق من الاردن مع كلوب باشا اوغيره، لانهم كانوا موجودين فيه وهو موجود في قلوبهم يحملوه اينما تواجدوا. فبيت نهرين هو الحلم الذي يحمله الاشوري وهو الزاد الذي يساعده على الاستمرار.، سيدي الكاتب الاشوريون خلال اقل من مائتي سنة تعرضوا الى اكثر من من خمسة مذابح كبرى، اقلها راح ضحيتها منهم ما لا يقل عن عشرات آلالاف. وما بين عامي 1915_1917 فقد الاشوريون اكثر من نصف مليون فرد في المذابح. وكانت اخر مذابحنا عام 1969 في قرية صورية، هذا عدا عن القتل الفردي المستمر بحقنا.
اما عن موقع الحبانية والتي اقرك انها موقع عسكري، فابسط طالب الجغرافيا. يدرك انها تبعد عن بغداد باقل من الساعة بالسيارة، وقد لا تبعد اكثر من ستين كيلومترا. فاين هي من منتصف المسافة بين بغداد وتل ابيب؟ ولماذا ندخل تل ابيب في كل مناقشاتنا وخلافاتنا؟
ان الاشوريين بكل تسمياتهم من النساطرة والكلدان والسريان ينتمون للوطن ويحبون هذا الوطن. وان ارتباطنا بالوطن يجب ان لا يفسر بارتباط بالحكم المركزي مهما كان هذه الحكم. والاشوريون كلهم ليسوا من هواة القتال لاجل القتال، ولكنهم ناضلوا بكل السبل القانونية للحصول على مطالبهم العادلة وسيستمرون في ذلك.
اما عن الدورة وكيفية بناءها. ففي علمي لم يوجد لنا زعيم بأسم هيدو ميدو. والدورة سيدي الكاتب يعيش فيها اغلب اطياف الشعب العراقي وغالبيتها الان من العرب.
واخيرا نقول لكم سيدي الكاتب ان الاشوريين هم اول من يريد ان يعيش الجميع بمساواة وعدالة وان يتم حفظ حقوق الجميع. وان يتم صيانة حقوق الاقليات وتمايزها اللغوي والديني وتراثها الغني. لتستكمل صورة العراق الجميل المتعدد بالوانه. واخيرا اهنيء من يُعيد بالأول من نيسان رأس السنة الاشورية والتي يصادف اليوم وهي سنة 6754 اشورية، اترى كم نحن قدماء سيدي الكاتب.
1نيسان 2004 ميلادية ،1 نيسان 6754 اشورية
مطالبتنا بتثبيت حقوقنا القومية، مطلب وطني ايها السادة
بالرغم من انتظار الاشوريين الى عام 1917 لاتخاذ موقف من دعم الحلفاء ضد الدولة العثمانية.الا ان الاشوريين وخصوصا من السريان والكلدان القاطنيين في المناطق الداخلية في تركيا الحالية وخصوصا الساكنيين خارج اطار حكاري التاريخية تعرضوا لمذابح كبيرة طالتهم ايضا وليس الارمن فقط. وهذا يثبت ان المذابح لم تكن موجهة ضد الارمن لمطالبهم القومية بل ضد كل المسيحيين وخصوصا الاشوريين من السريان والكلدان و كذلك الاغريق ولعل من المفارقات في هذا الامر نسيان الجميع ان فتوة مفتي تركيا بقتل الكفار كانت قد صدرت منذ خريف عام 1914. ولعل ارتكاب المذابح بحق الاشوريين وهم لم يتخذوا موقفا هو الذي اضظر الشهيد مار بنيامين شمعون ومجلس قيادة العشائر لاتخاذ الموقف في اخر سنة من الحرب العالمية الاولى. كما انه للتذكير فقط فان مواطنيننا العثمانيون كانوا ينتقمون من المسيحيين في اعقاب كل هزيمة تلحق بالقوات العثمانية في حربها مع الاوربيين. وكما لو كان مواطنيهم المسيحيين هم السبب في الهزائم المتكررة.
ان خداع الحلفاء ومنهم بريطانيا لشعبنا الاشوري ابان الحرب العالمية الاولى، لا يعني البتة عدم البحث عن الحلفاء وخصوصا ونحن نرى الاستهداف الدائم لنا كمسيحيين من اطراف متعددة متخذين الاسلام غطاء لهذا الامر. فبريطانيا وعدت العرب بدولة قومية واحدة الا انها لم تف بوعدها لهم . ووعدت الكرد ايضا، وقد صدرت اتفاقيات لضمان حقوق الاشوريين والكورد ولكن هذه الاتفاقيات نقضت باتفاقية لوزان لعام .1923 فهل علينا السكوت واللطم وانتظار رحمة الله؟ والله يقول اطرقوا لكي يفتح لكم. ام علينا البحث الدائم لحل الاشكاليات التي تصادفنا. وهنا نحن لا نصادف اشكالية عادية بل استهدافنا في الحياة وهو اخر خط للدفاع عن الذات. وفي مجال بحثنا عن مخارج لاشكاليتنا العويصة، لم نطالب باخذ ما ليس لنا، او الاعتداء على حقوق الغير، انها طروحات سياسية تطرح وتناقش وتطور. وهذا البحث الدائم عن الحل لم يكن يوما عدائيا، الاهم، الا اذا اعتبر مجرد البحث عن الحلول اعتداء على حقوق الاخرين. ممن اعتبرونا ذمة من الله في يدهم..
بالرغم من وقوف الاشوريين كشعب موقف الحياد اي لم يدخلوا الحرب التي اندلعت بين الكورد والحكومة العراقية ايلول 1961 بشكل شعب او تنظيمات سياسية قومية. الا ان نتائج الحرب كانت وبالا عليهم لان اغلب قراهم دمرت واحرقت وتم سلب كل ممتلكاتهم من قبل قوات المتحالفة مع الحكومة حينذاك، واضطروا للهجرة الى المدن وهم لا يملكون شروى نقير. ولمن يتذكر احوال ابناء الشعب في تلك الايام سيدرك المعاناة التي عانوها لكي يتمكنوا من بناء ذواتهم من نقطة الصفرة مرة اخرى ودون ان تمد يد لمساعدتهم في محنتهم هذه.
في الحرب العراقية الايرانية والتي اشعلها النظام العراقي لاجل تحقيق طموحات مريضة. شارك ابناء شعبنا باداء واجبهم العسكري كمواطنين عراقيين وقدموا التضحيات الجسام ويقدر عدد ضحايا من أبناء شعبنا بما يقارب الخمسون الف بين قتيل ومفقود وجريح وما يقابلهم من الفتيات ممن بقوا بدون زواج وما ادى اليه ذلك من التاثيرات الديموغرافية السلبية لشعبنا. وهذا كله لم يفيدهم في تخليص ما تبقى من قراهم وكنائسهم واديرتهم التاريخية من التدمير والحرق اعوام 1977 _1988 وكانت بحق ثروة وطنية قبل ان تكون ثروة مسيحية مشرقية.
لم تكن طروحات احزابنا وشخصياتنا السياسية قد خرجت للنور، عندما طالب بعض العراقيين من ابناء شعبنا لكي يذهبوا الى جورج بوش الاب لكي يمنحهم حصتهم من الارزاق والمواد الغذائية بعد اندحار القوات العراقية من الكويت عام 1991. ولم تكن طروحات احزابنا السياسية قد ظهرت، عند بدء حرق الكنائس وخطف ابناء شعبنا والمطالبة بالفدية وتهديدهم نهارا جهار. مما جعلهم يهرون للاصطياف بمئات الالاف في دول الجوار . واليوم يؤرق بعض سياسينا ورجال ديننا بعض المطالب القومية، فيذهبون لمطالبتنا بان تكون طروحاتنا وطنية. ولا ادري ما هو مقياس الوطنية لديهم؟ هل هو السير خلف شعار الوحدة العربية التي لم تتحقق ولن تتحقق. لان الدول العربية كلها الان مشغولة للحفاظ على ذاتها من التقسيم الذي قد يطالها بسبب سياسات حكامها وليس لاي سبب اخر.
اذا كان للعربي وللكردي وللتركماني موقع في العراق فان العراق باطنه واسطحه كله يذكر شعبنا بما كان لهم فيه. فمن كرخ ميشان (البصرة) وميشان (ميسان) وقاديشتا (قادسية) وعاقولا (الكوفة) وبابل وبيتغدا (بغداد) وبلدا (بلد) وتغريت (تكريت) مرورا بنينوى وسهلها وقرانا المرصعة لوديان كردستان العراق كلها تذكرنا بعراقنا. وبتاريخنا الذي سطرناه في العراق كله. ولكن هذا شيء والاضطهاد الذي عانينا منه شيء آخر. اننا نحب العراق لاننا ابناء اصليون له. وهذا لن يتمكن احد من نكرانه. فنحن الوحيدون الذين لا زلنا نحمل نفحة الاستمرارية الازلية لسكان هذا البلد. ان وطنيتنا ليست مصطنعة بل نابعة من حقيقة الانتماء اليه انتماءاً وجدانياً.
لم نطالب بشيء وقد ذبحونا واحرقوا كنائسنا وفرضوا قيمهم علينا وسدوا ابواب الرزق أمامنا. لا بل حاربونا وشككو في انتماءنا للوطن بسبب ديننا المشترك مع من يدعون انه عدوهم. انها تكرار لما قالته الامبراطورية الفارسية والساسانية لنا لاننا اشتركنا في الدين مع الروم. ولم يقولوا لنا لماذا هم اعداءهم؟، هل لأنهم حرروا الاندلس الجنة الاسلامية المفقودة؟
نحن قلناها وهم يعرفون كل المعرفة اننا ابناء هذه الاصقاع لا بل انقى ابناءه ممن لا يزالون يتواصلون مع الماضي السحيق. اننا قد نشترك معهم بالاجداد، لا بل بالميراث الحضاري، لا بل بالكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية وحتى السحنة. والاوربي اذا قابل اي منا فهو لا يفرقنا عن بعضنا البعض. فنحن اقرب اليهم من قربنا للاوربي. ولكن كل هذا لا يشفع لنا لاننا مسيحيين كفرة. وفي احسن الاحوال اهل الذمة، اي اشياء، اشياء هي ذمة في يدهم، وهم احرار في التصرف بهذه الذمة، وهل كان العبيد في عصر العبودية الا ذمة في يد صاحبهم.
لقد ثبت بالملموس ان نظام الحكم والدولة المقامة على اساس المركزية لم يعد النظام الملائم للحكم في العراق. واذا كان السنة والشيعة يرتضون اليوم الفدرالية لكوردستان العراق. فهم وبالاخص القوى السنية القومية والمتلحفة برداء الدين يعادون الفدرالية فكرا وممارسة. ولكن موازين القوى تفرض عليهم هذا القبول وهذا يدركه الاخوة الكورد لذا فهم يطالبون بضمانات جادة وحقيقية للفدرالية. ان الدفاع عن النظام المركزي السابق يعتبر بحق دفاعا عن النظام الاوتوقراطي في العصر الديمقراطي. فنظام الدولة المركزية الشديدة لا يلائم الدول المتجانسة القومية مثل المانيا وغيرها فكيف يلائم بلدا غنيا بشعوبه واديانه ومبتلي بحروب داخلية منذ تأسيسه ولحد الان؟ أليس من الواجب التفكير ولو قليلا بالحد من الانتحار الجماعي هذا والمستمر منذ ستة وثمانون عاما.
ان مطالبتنا بالحكم الذاتي هي مشاركة فعالة في بناء الوطن، على أسس راسخة. من قوانين تضمن حقوق الجماعات والافراد. هذه الحقوق التي يدرك الجميع انها كانت بالنسبة لنا امل بعيد المنال، والان وبرغم التحسينات الدستورية الا ان الواقع وما نعانية يلغي كل تحسين. بل ان موقف القوى السياسية بغالبيتها يعادي التحسينات في الدستور ويريد الرجوع الى الوراء واعادة التجارب الفاشلة في افغانستان وايران والسودان والسعودية وغيرها من الدول التي اصابت نفسها بداء الجمود والخمول وبالثوابت التي لا يقرها المنطق الانساني. ان هذه القوى تريد تغيير الوجوه فقط ان كانت تريد هذا التغيير.
وبالرغم من ان الاشوريين ينطلقون من مطالبهم من الاساس القومي. الا ان المجتمع والاحزاب الاسلامية والثقافة السائدة لا تزال تنظر اليهم كمسيحيين ومنطلقين من اسس اسلامية في هذه النظرة، وبالتالي التعامل معنا كأهل الذمة وعلينا تقديم الشكر والامتنان لهم ليل نهار لانهم قبلوا استمرارنا على ديننا كل هذه السنين.
نعم يجب ان لا نكون خياليين وان ندخل الامور الواقعية والمستجدات السياسية في حسباننا، فكفى بالله عليكم التغني بالاخوة فنحن اول من يحترم الاخوة ويضحي من اجلها. ولكن لتكن الاخوة اذا كانت هناك من اخوة مشرعة بقانون يثبت حقوقنا المتساوية كافراد وكشعب مع بقية مكونات العراق القومية والدينية. ومن هذه الحقوق ان يمكننا اخوتنا المحافظة على ثقافتنا التي هي بالاصل ايضا ثقافتهم وهي ليست مستوردة من اي بقعة من الارض. وان يمكنوننا من أن ندير أمورنا، وان يحترموننا كما نحن وكما يطالبوننا باحترامهم.
لم تكن السياسة في يوم من الايام مجال من مجالات الثقة. فالسياسة هي الممارسة التي تعبر عن المصالح والدفاع عن هذه المصالح، وبالتالي فالثقة والسياسة امران متناقضان، ان السياسة هي مجال استشراق المصالح المشتركة لتحقيق الاهداف المشتركة، ولذا فالمطلوب اليوم للحفاظ على العراق بلدا موحدا وقابلا للتطور ومتمتعا بالاستقرار السياسي والاقتصادي وبلدا مسالما، العمل جميعا لتقديم تنازلات علما ان هذه التنازلات ليس من الاملاك الخاصة، بل هي الحلول الوسطى التي يتوصل لها كل العراقيين لاجل ان يكون مواطنهم العراقي انسانا حرا مستقرا فاعلا. يقال ان السياسة الخارجية لأي بلد هي مرءاة سياسته الداخلية، فالحروب المتتالية التي دخلها العراق هي نتيجة لازمته الداخلية التي استفحلت وبقت بدون حلول منذ امد طويل، وحين يكون للعراقيين افرادا ومكونات، نساء ورجالا، اديان وقوميات صوت موحد ومتساوي في صناعة قرار بلدهم فحينها لن يكون بلدا مأزوما بكل هذه المشاكل مع الجيران ومع العالم.
النتائج المأساوية للاعلام الغبي
خريف عام 1978، حينما كنت اعمل موظفا في المؤسسة العامة لتوزيع المنتوجات النفطية، وكانت وزارة النفط تصدر مجلة شهرية اسمها النفط حسب ما اذكر، وتوزع على جميع الموظفين. في خريف ذلك العام جأت المجلة وبعد ان تصفحتها وجدت ان في المنتصف كانت بعض الاوراق بلون بني، يخالف اللون الابيض لبقية اوراق المجلة. فتحت المجلة عليها واذا بها تضم بين طياتها النص الكامل لما سمي بأسم الميثاق القومي العربي، والموقع بين قيادات حزب البعث العراقي والبعث السوري. فاستليت هذه الصفحات من المجلة ووضعتها في الدرج الاعلى لمكتبي، فشاهد احد الموظفين هذه الفعلة مني. فاستفسر عن مغزى احتفاظي بهذه الصفحات، فقلت له ساقول لك في حينها، وفي تموز عام 1979 خرجت علينا الصحف والاذاعات وكل وسائل الاعلام بخبر اكتشاف مؤامرة لتغيير نظام الحكم بدعم من سورية وقمت انا ايضا باخراج نسخة الميثاق القومي وقلت للموظف المشار اليه ها ما رأيك، فرد بابتسامة كبيرة فقط.
بعد الانقلاب البعثي في العراق عام 1968، كانت العلاقة بين نظامي الحكم في العراق وسورية سيئة في اغلب الاحيان، وسأت بعد ان سيطر على السلطة المرحوم حافظ الاسد، وكانت التهم التي يكيلها الاعلام العراقي، والموجه من قبل الحكومة والوحيد المسموح الاطلاع عليه. تندرج بين طائفية النظام كونه (علوي نصيري) ورجعيته كون علاقاته جيدة مع بعض الدول العربية. وعميل للصهيونية والامبريالية كونه يتفاوض ويقبل بالقرار 242 الصادر عن مجلس الامن. ولكون الاعلام في العراق مغلق واحادي الجانب، الا اننا يمكن ان نجزم بان النظام السوري كان يكيل نفس التهم للنظام العراقي، ولا اعتقد انه كانت تعوزه الأسباب.
ففي فترات العلاقات الحسنة بين النظامين كان الاعلام يتشدق بالعلاقات العربية والاخوية بين قادة الشعب الواحد. وفي الاوقات التي كانت تسيء العلاقة. كان النظامان لا يكتفيان بالسباب والاتهامات بل كا يحبكان لبعضهما البعض مؤامرات تكلف خزينة البلد الملايين من الدولارات. كما كانا يكتشفان عدد لا يحصى من المؤامرات التي قام بها احد الاطراف ضد الاخر، فكل من يشم منه رائحة المعارضة كان يتهم بانه عميل للنظام الاخر، مع زيادة الجرعة باضافة العمالة للصهيونية والامبريالية.
ولكن المثير في الامر، ليس في ما ذكرته بل في معرفة النتائج المأساوية على الفرد المتلقي لمثل هذه الممارسات المتناقضة. والتي تتوزع بين الود التام والعداء الشرس، والتي تجعل من نفس الشخص مرة قديسا وقائدا كريما وبطلا مغوارا. وبين وصمه بكل ما يشين من عبارات التخوين والتجريم ومحاولة القتل المادي والمعنوي.
فما هي النتائج التي يمكن ان يستخلصها الفرد العادي من كل هذا؟ أليس ان كل شيء هو كذب في كذب؟ أليس ان من يعمل للوصول الى السلطة، لا بد ان يكون لصا ومحتالا؟ أليس ان لا مباديء ولا قيم قومية او وطنية بل مصالح شخصية؟ أليس سوى زرع قيم النفاق والنميمة والدس؟ ان مثل هذا الاعلام سيصنع مواطنا لا يبالي الا بالتكالب على الحصول على كل شيء لنفسه، وليذهب الجميع الى الجحيم.
ولكن أين نحن أبناء هذا الشعب الذي لا يريد الاتفاق عى اسما موحدا، والذي لا يريد ان يضع ميثاقا للشرف في العمل السياسي؟ اين نحن من كل ما ذكرته؟ اعتقد ان من يطلع على حوارنا القومي في وسائل اعلامنا، سيجد ما ذكرته يتكرر وبنفس التفاصيل والغباء. فالمنتسبين لحزب معين لا يريدون رؤية اخطائهم، فيما هم يوّصمون الآخريم كل الآخرين، بشتى التهم (عملاء، لصوص، متكالبون على المناصب، عشائريون، طائفيون وهلم جرا)، طبعا أعضاء اغلب احزابنا تمارس هذه العملية ضد الاخرين من اعضاء الاحزاب الاخرى. ليس هنالك من محاولة لتفهم الاخر، ليس هنالك من محاولة للادراك ان للحرية حدود، وان على اللسان او القلم مسؤولية قول الحق كما تشاهده على الاقل، وليس لوي الحقائق.
اود ان اعلم الى ماذا سيوصلنا المسلسل الممل والذي لاينتهي ابداً. أي أجيال ستتربى في ظله؟ واي وعي سياسي واية تجربة سيضيف الى مداركنا. انها عملية بشعة ترمي الى قتل انسانية الانسان وتحويله الى عبد ذليل. غير قادر الى فرز الصالح من الطالح، على الاقل كشخص يريد ان يمارس خياراته ما لم تؤذي هذه الخيارات الآخرين.
في مسألة الانتخابات، وحيث يشيع بازار النقد وكشف المستور. يشيع البعض انهم فقط ممثلي شعبنا بكل تسمياته. وانهم نالوا البركة من البطريركية. وان بقية القوائم ما هي الا اشخاص متلهفون الى السلطة والجاه، على حساب الشعب المغلوب على امره. ويتهمون الاحزاب الاخرى، بانهم باعوا القضية، لتحالفهم مع الاحزاب الكردية، ولكنهم يتناسون انهم ايضا متحالفون مع نفس الاحزاب الكردية في انتخابات المجلس الوطني لاقليم كردستان. وعندما تسألهم تبريرا لهذا التناقض لا يجيبوك الا بان الحالتين مختلفتين، ولكن ما هي الاختلافات، علمها عند ربي.
لقد توصلت بعض احزاب شعبنا الى نتيجة تقول ان افضل حل لمشاركتنا السياسية الفعالة هو في التحالف مع اطراف وطنية اخرى. وهذه الاحزاب هي الحركة الديمقراطية الاشورية والحزب الوطني الاشوري وحزب بيت نهرين الديمقراطي وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني. نشر زوعا وبشر بتحالفه مع القوى الليبرالية، قلنا في انفسنا انه نعم الخيار، فليكن. ولكن بعد المحاولات الحثيثة والمتعددة. يظهر ان اي من هذه القوى لم تقبل التحالف مع الزوعا، ليس لي علم بالأسباب، ولكنه الحاصل. فابتدأ بالتقرب الى احزاب شعبنا، واسعد هذا التقرب بعض هذه الاحزاب، حيث اعتقدت ان الامور ستمشي هذه المرة، ولكن التقرب، كان بغرض الهاءها من لعب اي دور. والدليل ان الزوعا لم يحضر الا اجتماعا يتيما واحدا مشتركا، مع كل الأحزاب لأجل العمل من أجل الانتخابات. والغريب ان الزوعا لم يحضر الاجتماع الذي دعا اليه بنفسه. اذا كانت لعبة مكشوفة اي ان يلهي زوعا تنظيمات شعبنا بالحديث عن القائمة الموحدة. ولكنه كان يبحث عن حليف قوي يقبله وهذا ما لم يحصل فكان اللجوء الى تنظيمات شعبنا. وحتى هذا اللجوء الذي كان يجب ان يكون درسا لفهم آلية العمل المشترك. حاول زوعا فيها ان يوزع الحصص بأسماء البطريرك والشهداء (هؤلاء الشهداء الذين لم يحترم بذلهم لدمائهم ابدا). فانهار التحالف منذ البداية، ودخله الاتحاد الكلداني، ولكنه ايضا خرج هاربا بجلده من طمع القيادة الفذة. اما الحزب الوطني الاشوري وحزب بيت نهرين الديمقراطي وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني، فمنذ البداية أعلنوا نيتهم التحالف مع قوائم وطنية اخرى موضحين الاسباب. فبدلا من انتقادهم ان كان هنالك مجال للانتقاد. نرى حملة مسعورة للاتهامات الرخيصة والشوفينية، بحق هذه الاحزاب الثلاثة وحتى الشعب الكردي، الذي يجب ان نتعايش معه الى الابد.
ان مرمى القيادة التاريخية هو شيء واحد فقط، هو ان يكون الممثل الوحيد والأوحد لشعبنا، وانني لعلى يقين اذا قالت القوى السياسية العراقية اننا سنمنح لك كرسيا ابديا في البرلمان ممثلا لهذا الشعب على ان يكون وحيدا، لطار فرحا ولقبل على الفور، أليس هذا هو الاستنتاج الذي يمكن ان نخرج به من كل هذه الممارسات المخجلة؟
فاذاً أين الاعلام الناشر للحقائق، الكاشف عن الخفايا، لكي يتعلم الفرد، ويتمكن من الفرز الصحيح؟ أليس اعلامنا غبيا؟ أليس كل المشاركين في عملية طمس الحقائق، والتباكي على القائمة الموحدة، هم في الواقع يتباكون على وحدانية قائد الضرورة في تمثلينا.
ان الاعلام بقدر ماهو نبراس ينير الدروب المظلمة. هو ايضا قاطرة تسحب البشر الى الظلمة الحالكة، لكي تحولهم الى آلات صماء بكماء تردد ما قالته وسائل الاعلام والقيادة الخالدة. وها نحن نعود القهقري الى عصر واكاذيب الاعلام العربي الموجه.
27 كانون الثاني 2005
ايلاف
الحكم الذاتي لشعبنا افق مفتوح للجميع
يعاني شعبنا الكلداني السرياني الاشوري مشاكل لا حصر لها. ولعل تعرضه الان الى هجمة بربرية ترمي الى اقتلاعه من جذوره، او تعرضه للتهديد المستمر بالقتل او بمحو وجوده من على وجه الارض، خير مثالا للمعاناة هذه.
بالطبع انا لا اؤيد ما يذهب اليه البعض من الاشوريين الكلدان السريان كانوا طول التاريخ المشترك مع المسلمين يعيشون برفاهية وبسلام دائم. فهذا نوع من النفاق الممجوج يعرف قائله قبل غيره مدى الكذب الذي فيه. فنحن الاشوريين الكلدان السريان لم نعرف حقيقة مرحلة مستقرة يمكن تسميتها بانها مرحلة سلام. هذا اذا قسنا الامر بتاريخ الشعوب، اما اذا قسنا الامر بذاكرة فرد قد يكون الامر محتمل الصحة.
اذا الانسان المتعرض للتهديد الدائم سواء في حياته او اقتصاده او ثقافته. لا بد له من ان يلجاء الى استنباط حلول يمكن ان تحميه من هذه التهديدات. وهذه اللجوء لأستباط حلول، يجب ان لايعتبر عدوانا او اعتداء على الاخرين. لمجرد ان بعض الاخرين تعودوا نمطا معينا من العيش (بناء الدول). او ان هؤلاء الاخرين تعودوا ان يكونوا حكاما مباشرين وعلى الاخرين الطاعة التامة. او لان هؤلاء قد خسروا مع من يناهزهم قوة وقدرة وعليه فانهم يتجبرون على الضعيف المهدد والخائف. وهذا امر لم يعد مقبولا وهو ليس صحيحا. ولكن الامر في الحقيقة هو اشاعة الخوف من ردة فعل اطراف لا علاقة لها بما نطالب ككلدان سريان اشورين من حلول لمعالجة مخاوفنا الحقيقية وهذه الحلول بالحقيقة لا تلعب القوة فيها اي دور.
ظلت الدولة العراقية على مدى اكثر من ثمانين عاما محكومة بمركزية شديدة قد لا يضاحيها الا مركزية الأنظمة الاقطاعية والثيوقراطية. حتى شاع ان تعين فراش في الناصرية يحتاج الى موافقة من بغداد. هذا بالطبع عن التعيينات الادارية وما بالكم عن التعليم، الذي صمم لكي يلائم ايدولوجية معينة ويظهر دور طائفة معينة او دور دين معين. ان التعليم العراقي كان لخدمة العروبة والاسلام وتطلعاتهما، بحيث استقر اخيرا، لخدمة صدام وهلوساته، ولم يكن يوما تعليما لبناء الوحدة الوطنية الحقيقية ولم يكن كذلك لترسيخ حرية الفرد.
كما ان المشاريع الاقتصادية والتسهيلات المالية كانت متوفرة في الغالب في بغداد العاصمة. بحيث ان خمس سكان العراق كان يسكن هذه المدينة. وذلك نتيجة هجرة من مناطقها الاصلية المحرومة من كل افق اقتصادي وتنموي اخر.
التغيير او تحرير العراق يوم 9 نيسان 2003 لا يجب ان يكون يوما لاعادة دورة التاريخ الى تكملة ما كان سابقا ممارسا. ولا الى تبديل الطائفة او الايديولوجية المستفادة باخرى. بل الى قطيعة مع هذا الماضي البشع. والذي استفاد منه البعض ولكنه اضر باكثر من 75% من الشعب العراقي. والقطيعة يجب ان تكون مع كل الميراث الذي ادى الى ولادة الانظمة الدكتاتورية. قطيعة اقتصادية، قطيعة تربوية، قطيعة حقوقية، وبالتالي قطيعة في شكل الدولة المراد قيامها. ان هذه القطيعة ووضوح هدفها ووضوح واجبها امر يجب ان يكون على بال كل العراقيين. ويجب ان يكون امرا مفهوما لهم جميعا. وهذه القطيعة ستكون امرا واقعيا وفعليا وسيتحقق شئنا ام ابينا، لانها تساير حركة التاريخ وحركة التطور ومتطلبات الشعب العراقي المستقبلية.
وعلى ضوء ما سردناه، نريد العودة الى مسألة الحكم الذاتي المطروح كمطلب لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري. ومحاولة البعض تفسيره بتفسيرات غريبة، واعطاءه ابعادا غير مطلوبة. فالبعض يطرح الحكم الذاتي في اطار مسيحيتنا، ومن هذا المنطلق ينفي ضرورته، والاخر يراه عملية تهجير قسري للسكان مثلما حدث اثناء اقامة باكستان على اساس ديني، والبعض الاخر يراه تقوقع او غيتو على اساس ديني او قومي، وهذه الاحتمالات كلها مغلوطة باعتقادي ويتم الترويج لها لاسباب ايدولوجية ولاسباب سياسية انية او لاسباب تلميع الذات والدخول في المقولة الممجوجة والكاذبة والتي ينفيها التاريخ والواقع من اننا تعايشنا على مر العصور بسلام ووئام.
وعليه فالمطالبة بالحكم الذاتي تعني لنا قوميا الحفاظ على الهوية، بما فيها اللغة والعادات والتراث. وتعني لنا سن قوانين اقليمية ذاتية تحفظ الميراث المنقول من الاجداد. وتعني قوانين حداثية تلائم العصر اجتماعيا وحقوقيا واقتصاديا. وتعني التواصل مع البقية من ابناء شعبنا من بلدان الجوار والمهجر بمؤسسات شرعية منتخبة من الشعب. مما سيخلق وحدة واحدة في الممارسة الثقافية والاجتماعية والتداخل بين المهجر والوطن لخدمة الكل. الا ان اقامة منطقة للحكم الذاتي تعني بالاساس وجود مرجعية قانونية للتشريع في مجالات اللغة والممارسات الاجتماعية والربط الاقتصادي الفعال المؤدي الى التلاحم المهجر والوطن.
وبحسب علمي واطلاعي فان الطرح للحكم الذاتي هو لمنطقة سهل نينوى. ويمكن ان يطلق عليه كذالك اي منطقة سهل نينوى للحكم الذاتي، والتي تخص كل من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، والاخوة من الازيدية والشبك، بالاضافة الى الكورد المسلمين والعرب السنة المتواجدين في المنطقة. الا ان مميزات المنطقة، قانونيا ستكون اكثر انفتاحا ولن يتم التحكم فيها لاي قانون ديني وستكون الحياة الثقافية والاجتماعية اكثر قابلية لتقبل الاخر وخلق بدائل للعيش المشترك السوي. في مثل هذه الحالة يمكن للاخوة العرب من ان يتعلموا بحسب المنهاج الصادر من اقرب محافظة الى منطقة الحكم الذاتي. وكذلك الاخوة الكورد سيتعلمون بحسب المناهج الصادرة من الاقليم. ولكن ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ستكون مرجعيتهم التعليمية والتي ستشمل كل المدارس التي تدرس السريانية ،هي مرجعية واحدة تمول من قبل ميزانية منطقة الحكم الذاتي. ولكنها ستكون مستقلة في قراراتها من اي ضغط للسياسة او الكنيسة. اذا اساسا ان المنطقة تضم مكونات العراق في غالبيتها، وبالتالي فان الدعوة التي تقول اننا سنصنع لنا غيتو مرفوضة بتاتا. وبالاخص اذا علمنا ان منطقة الحكم الذاتي لسهل نينوى ستكون قيادتها مشتركة، من كل اطياف سكان المنطقة، وبالتالي لن يتم تجاهل مكون واحد من سكان المنطقة. فسيشارك الكل في القرار السياسي. اما اذا اراد ابناء شعبنا الانتقال الى المنطقة والعيش فيها فهذا يخضع للمعايير الوطنية اي ما يطبق على اي مواطن عراقي يريد تغيير مسكنه ومكان اقامته.
ان منح الشرعية الكاملة للحكم الذاتي من قبل المركز ومن قبل اقليم كردستان الفيدرالي، يعني اقرار الطرفين بامتيازاته وخصوصية مرجعية منطقة الحكم الذاتي في امور الاجتماعية والحقوقية والتعليم واللغة والحماية الذاتية (الشرطة المحلية) وتمشية امور العطلات وغيرها مما يمكن ان يستنبطه القانون ويتوسع فيه.
وبالتالي فان الداعيين لأقامة الحكم الذاتي، لم يطالبوا بتهجير كافة ابناء شعبنا وحصرهم في هذه المنطقة واحدة. وخصوصا ان غالبية ابناء شعبنا يمتلكون اراض واسعة ومنها اراض مثمرة ومنتجة في محافظات اقليم كردستان وبالاخص دهوك. لا بل انهم قد يشكلون اغلبية في مدن وقصبات وغالبية القرى التي يسكنوها. والمطالبون في اقامة منطقة الحكم الذاتي لم ولن يطالبوا بترك كل هذه الثروات التي هي ثروات لشعبنا وللأقليم وللعراق ونحن الافضل ممن يستثمرها لصالح الجميع.
لقد اقترفت الكنيسة الكلدانية اخطاء كبيرة بحق شعبنا وميراثه من اللغة والعادات والتقاليد. فحاولت بحجة حماية المسيحية الانصهار القومي في الاطار العروبي. واليوم يحزنا ان نرى أغلب كنائسنا وخصوصاً في قرى سهل نينوى تقيم الشعائر الدينية باللغة العربية. علما ان غالبية السكان تتكلم السورث وان كان بلهجة اهل سهل نينوى. افليس من المهم العودة على الاقل للتخاطب معهم بلهجتهم ورويدا رويدا اعادة الكلمات والتصاريف القواعدية الى الاستعمال اليومي. ان احد الديون التي هي على عاتق الكنيسة الكلدانية وكذلك السريانية لكي تدفعها لشعبنا، هي التشجيع العودة الى لغتنا ولتكن اللغة المحكية وبعد ذلك يتم صقلها بلغة القواميس حيث اقتضت الحاجة. وكذلك تسخير قواهما في دعم مطلب يحفظ ويصون الهوية القومية والدينية لشعبنا. لا بل يجعل هذا الشعب يدرك ان له منطقة خاصة به محمية بأبنائه أو بغالبية من ابنائه في أي محنة لا سمح الله لو تعرض لها. اذا ان عزف بعض الاطراف من رجال الدين الكلدان على وتر المسيحية وان المسحية ليست بحاجة للحكم الذاتي، هي عودة الى النغمة السابقة، والتي على اساسها تساهلنا في ترك لغتنا القومية لاجل التكامل مع الاخرين، ولكن الاخرين لم يحترموا يوما هذه الخطوة. بل نحن خسرنا الكثير الكثير ولعل الانقسام التسموي هو احد نتائج التساهل في ترك ممارسات من الهوية القومية.
فالكل يعلم ان التعريب الذي عملت عليه اطراف معينة لكي تتحاشى الضغط الحكومي وخاصة البعثي، لم يثن الحكومة واجهزتها من التجاوز على اراضي شعبنا والاستيلاء عليها واسكان اناس اخرين فيها لتحقيق ما يصبون اليه من التغيير الديموغرافي لمناطقنا في سهل نينوى. ولذا فمن حقنا ايضا المطالبة بتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي لازالة اثار التعريب على مناطق سكنانا.
للمسيحية رسالة اوسع مما هي لمن يؤمن او يعمل من اجل ابناء شعبه. فالرسالة المسيحية تتوجه للكل وتعاضد كل مظلوم ومسكين ومهيض الجناح. وتقف مع العدل والحق اينما كان. وهذا مفهوم ومقبول، ولكن السؤال هو اي شعب اكثر منا مهيض الجناح فقير ومظلوم ومسكين ومشتت ومطارد؟ أفليس من واجب المسيحية ولو مسيحيتنا ورجال ديننا ان يقفوا مع شعبهم اولا لكي يحافظ على نفسه كبشر وكثقافة وكمجتمع. ام ان رجال ديننا يعتقدون ان رسالتهم الانسانية موجهة فقط للاقوياء وابناء الاقويا والعمل على صهر الضعفاء فيهم.
مقترح الحكم الذاتي ليس طبخة مستعجلة ولكنه طرح لحل اشكاليات يعانيها ابناء شعبنا. ويتكامل بالاقتراحات وبالطروحات المتعددة، وهو ليس هرولة بلا هدف واتجاه، انه مشروع يتكامل من كل الجوانب الاقتصادية والثقافية والقانونية والسياسية. ولعل من الأمور الأساسية التي يجب ان يتم ايلاءها الاهتمام التام، هو الجانب السياسي الذي يكاد يترك لايدي المتربصين بالحكم الذاتي. فالحكم الذاتي سيكون قاصرا وغير فعالا بل امر مشكوكا في تحقيقه. لو لم يحصل على مباركة القوى الازيدية والشبك الفعالة. فادخالهم في العمل السياسي لاجل تطبيق هذا الهدف امر مهم جدا. ان المطالبة بالحكم الذاتي يجب ان لا تكون شعارا عاطفيا يلبي الطموحات النرجسية للبعض. بل مشروعا مستمرا للبناء والتراكم لأخراجه بأحسن السبل وبمشاركة شركاءنا في منطقة سهل نينوى. انني حقا ارى ان مشروع الحكم الذاتي دون مشاركة الازيدية والشبك مشروع غير متكامل.
اذا، الذين يودون محاربة او معاداة مشروع الحكم الذاتي والذين يستعملون غطاء الدين في هذه المحاربة. حجتهم مردودة عليهم فالمشورع هو وطني وانساني وقانوني. هو وطني لانه يلبي احد احتياجات الوطن وهي مشاركة كل ابناءه في البناء الفعال، وهو يلبي حاجات فئة انسانية لها مميزاتها التي يجب ان تطورها وتفتخر بها، وهو يساير المنظومة القانونية لعراق الغد والمنظومة القانونية الدولية المتوافقة مع حقوق الانسان والاقليات.
ان المطالبة بالحكم الذاتي كما اكدنا مرارا هو سقف مطالب علينا انجاز الآليات اللازمة لتحقيقه. وهو مشروع للتفاوض عليه مع القوى الوطنية العراقية والكوردستانية وقوى شعبنا بمختلف توجهاتها. انه السقف الذي باعتقادي يجب ان يضمنا جميعاً وفي تفاصيله يمكن ان نختلف. ولكنه هو الذي يجب ان يسوق للاخرين اي القوى الوطنية كمطلب متفق عليه. انه مشروع من الاخ الى الاخوة لكي نتناقش فيه وما هي استفادتنا نحن والوطن منه وما هي اضراره عليهم وعلى الوطن؟ وكيف لمشروع يستفيد منه مواطنيين اصلاء من ان يكون مضرا للاخرين؟ انه مشروع لبناء سلام قوي مبني على تمتع الكل بحقوقهم الطبيعية وليس مشروع فرض ارادات. انه مشروع الذي نرى فيه العراق المستقبلي، عراق المحبة والتسامح والمساواة والحرية والافق المفتوح.
14 تموز 2007
ومع ذلك ..فنحن نرحب
في المقابلة التي اجرتها مجلة بانيبال مع السيد شمائيل ننو عضو الكتلة الاشورية في المجلس الوطني الكردستاني، بعنوان بصراحة، لنقولها صراحة عجبتنا في بعض مداخلها. وان كان البعض الاخر تحصيل حاصل من تحزيب الانجازات، لانه واقع بلداننا المشرقية والتي تغيب دور الشعب وقواه كافة لصالح حزب أو فرد. فالذي لاقى استحساننا ان السيد شمائيل وبعد ستة سنوات من تجربة البرلمان، وسبعة سنوات من تجربة المنطقة. يعود ويكرر ما قلناه نحن حينذاك، وما ضللنا نؤكده في كل طروحاتنا السياسية. ومن منطلق الصراحة هذه ألم نؤكد و منذ البدء ان قانون انتخاب المجلس الوطني لا يمنح لشعبنا حق التمثيل وهو الحق الطبيعي لشعب. كما ان تخصيص المقاعد الخمسة هو قرار للجبهة الكردستانية وهو ملحق بقانون انتخاب المجلس الوطني. والنص صريح بأن القرار ككل هو لمرة واحدة. رغم محاولة السيد شمائيل تفسير القرار بأنه يخص عدد المقاعد، في محاولة للايحاء بان هناك امل في زيادة المقاعد المخصصة للآشوريين. ويحاول السيد شمائيل أن يبرر عدم الاهتمام بتعديل ذلك سببه أوليات فرضت نفسها دائما على البرلمان. متناسيا إن أولى أوليات شعبنا هي اقرار حقاً مشروعاً من حقوقه وعليه يتم بناء بقية الحقوق. فاذا كان لأقرار هذا الحق من اولى اولياتنا، و لاننا طرحنا الامر منذ البدء محاولين افهام ابناء شعبنا المسألة ومدى اهميتها، فقد تحملنا الكثير من الاتهامات الظالمة. ويعدنا السيد شمائيل بتصحيح الخلل في قانون الانتخابات المقبلة ولكنه لا يعلمنا كيف في الواقع المعاش اشوريا من الانقسام الواضح بين القوى السياسية وحتى الانفصام بين الشعب والاحزاب السياسية.
وفي تقيمه لفوز قائمة الحركة بأربعة مقاعد من الخمسة المخصصة لشعبنا. يقول انه تزكية لنهج الحركة، والحقيقة التي لا بد من الاعتراف بها لكي لا نعيش في الاحلام الوردية، ان شعبنا اساسا لم يكن قد عرف هذا النهج، عندما جرت الانتخابات. ولكن القوى الأخرى لم تر حينذاك ضرورة للمنافسة مع الحركة لأنها لم تنظر للأمر من زاوية المنافسة الحزبية. بل نظرت للأمر من منظار مصالح شعبنا والمهم ان تتحقق هذه المصالح. وقد شاركت كل القوى القومية وبعض الاشوريين المحسوبين على الشيوعيين في دعم مرشحي الحركة. وان الشعب شارك في الممارسة الانتخابية لأنه كان لتوه قد خرج من تحت نير عقود من الدكتاتورية و الاضطهاد القومي. فالبرنامج و النهج حينذاك ما كانا مهمين بقدر اهمية اثبات الوجود، وهذا ما حصل، ولكن كيف سيكون الامر وبعد ستة سنوات من الخبرة والتجربة مع ما تم انجازه ومع حقيقة الممارسات. انه سؤال نرى من المهم ان يجاوب عليه السيد شمائيل ننو ولتكن اجابته على صفحات قويامن (فنحن نرحب بذلك ايضا) . وبعد كل هذه السنين يأتي السيد شمائيل ليذكرنا بالتجاوزات التي مللنا من الصراخ لحلها وقدمنا الكثير من العرائض او ابناء الشعب بشكل فردي وجماعي. في الوقت الذي كان زميله في الكتلة الاشورية، يصرح للصحف بأن لا وجود لمثل هذا الامر، وان الاشوريين قد تسلموا التعويضات عن الاراضي التي تركوها من الحكومة العراقية. وكأن الاكراد لم يستملوا أضعاف ما استلمه الآشوريين نظير نفس الكمية من الاشجار. ونحن كلنا ندرك ما كانت غاية الحكومة العراقية في دفع هذه التعويضات الهزيلة. ويعزي السيد شمائيل اسباب بعض السلبيات الى عدم وجود الخبرة والحنكة السياسية. وكأنه لم يكن هناك من وشوش في اذانه واذان رفاقه بكل الامور ومنذ البدء، إلا انهم صموا هذه الآذان عن السماع. وعندما طفح الكيل خرجت التحذيرات بشكل بيانات ومقالات عانينا من جرائها الكثير من الظلم ومن الاتهامات.
وكما قلنا فان ياتي التصحيح، ان كان هناك تصحيح للمسيرة وللأخطاء (…….) متأخراً افضل من ان لا يأتي ابداً. ومن هنا ترحيبنا بهذه الصراحة. الا اننا نود ان نقول للسيد شمائيل انك تريد القرار الاشوري المستقل. وهذا جميل ورائع، ولكن هل يمكنكم من خلال الصراع الحزبي والتحارب ومحاولات بث الدعايات المغرضة والبعيدة عن الصدق والاخلاق القومية. ان تخلقوا مثل هذا القرار؟ وهل الشعب الآشوري اعطى صك حق تمثيله لمدى الحياة لتنظيمك؟ ام ان القرار الاشوري يتأتى اولا وقبل كل شئ من خلال حوار كل القوى الاشورية الفاعلة. و بناء استراتجية للتعامل المستقبلي مع كل القوى الوطنية و الكردستانية. وهل فكرتم في كيفية خلق مثل هذا القرار المستقل و تنظيمكم جزء من الجبهة الكردستانية، وموقع على ميثاقها وبالضرورة يجب ان يكون متمسكا بقراراتها. ان المطالبة باستقلالية القرار الآشوري، يجب ان يسبقها تهيئة الارضية الاشورية لخلق هذا القرار المستقل سواء كان الامر في تجربة اقليم كردستان العراق أي على المستوى الوطني ككل. وعلى كل سياسي حصيف و ذي خبرة و حنكة سياسية ان يدرك ان القرار القومي لاي شعب لا يمثله حزب معينا وانما مجموع فعاليات هذا الشعب. وان لم يكن هناك مثل هذا الادراك، فاننا نعيد اجترار تجربة صدام ولكن بشكل كاريكاتيري.
وأخيراً وليس آخراً نعيد ترحيبنا بصراحة السيد شمائيل ننو. إلا ان الصراحة تتطلب العودة عن الاخطاء والاعتراف بها وليس تبريرها. كما ان الصراحة تعني ادراك مواقع الخلل ومحاولة معالجتها بشكل عملي وليس امتصاص نقمة او تذمر المشتكين، من خلال مقابلة صحفية. وليعذرنا السيد شمائيل لنقول له همسا كما قلنا له الكثير ألا ترى ان زمن التغني بالمنجزات الحزب القائد قد ولى؟ وكم اضركم تصوير نفسكم حزبا قائدا للامة وانتم تدركون انكم حتى لو تمنينا لكم ذلك لما تمكنتم من هذا، لانكم اولا واخيرا جزء من الجبهة الكردستانية وانتم فيها الحزب الصغير. كما انكم تتمثلون في الوزارة بوزير واحد، فأن اي قيادة يمكنكم التحدث، فالاحزاب القائدة هي التي يمكنها (او ان وزنها التمثيلي في المؤسسات التشريعية يوهيئها) لادارة امور المجتمع دون وجود منافس فعلي.
13 كانون الاول 1998
حول تذبذب مواقف الحزب الوطني الاشوري (الاترانايي)
بالامس كنت اشاهد قناة بيت نهرين الاشورية والتي يديرها السيد الدكتور سركون داديشو. وبالصدفة سمعته يقرأ مقتطفات من افتتاحية جريدة قويامن والتي نشرتها عينكاوا دوت كوم. والمسلي في المسألة ان الدكتور سركون وهو يقرأ هذه المقتطفات، كان واضحاً انه يحاول اخفاء اسم الحزب الذي يقرأ مقتطفات من افتتاحية جريدته. وبين الحين والاخر كان يقول هذا الحزب الذي عرف بمواقفه المتذبذبة. والذي يضم اسمه كلمة الآشوري (كان يقولها بالسورث اشورايا، هذه التسمية الجديدة لشعبنا). وقرأت لاخوة اخرين هذه التهمة الباطلة والتي لا معنى لها. ان التذبذب المقصود، هنا هو اما ان تكون معي او ضدي، والحزب الوطني لم يدع يوما انه ضمن مثل هذه المعادلة الغريبة عن السياسية. فالسياسية بما هي فن الادارة، فن التوفيق بين الممكنات، لا تقبل مثل هذا القول القادم الينا من القيم العشائرية والتي تقول انا واخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب. السياسية تتعامل مع العقل وتفهم به، والسياسية هي الفن المتحرك، الذي لا يعرف الثبات في المواقف، لان الموقف في السياسة هو نتاج ظروف ومتغيرات عدة، وبالتالي فيجب ان تكون المواقف السياسية متغيرة تبعا لذالك. اذا السياسة ليست نظريات ولا كذالك معادلات رياضية، لتكون لها نتائج ثابتة وعلى مدى الزمن.. ولنأتِ على بعض المواقف المتهم بها الحزب بالتذبذب. لنرى موقف الحزب منها، وهل هي قابلة للصق هذه الصفة به؟
أولا التسمية
تقول وثائق المؤتمر الثاني للحزب الوطني الاشوري المنعقد من 10_12 تموز 2002 حول هذا الامر التالي:
يؤكد حزبنا الوطني الاشوري ايمانه بأن التسمية الاشورية هي الاكثر تمثيلا لشعبنا من النواحي التاريخية والنضال السياسي. حيث عمل شعبنا في ظلها وتراكمت له من خلال هذه التسمية ملفات سياسية كثيرة ومعروفة في وطن النهرين واروقة عصبة الامم والامم المتحدة ودوائر الخارجية في الامم المؤثرة.
الا ان الحزب يؤمن ان التسميات ( الكلدانية، السريانية، الآرامية، الآشورية) متساوية وكل منها تحوي الأخرى. ويعتبرها تسميات اتسم بها شعبنا او جزء منه بها في مراحل تاريخيةمحددة, وهي من تاريخ شعبنا الموحد، وإن من يؤمن بهذه التسميات هو فرد له ما لنا وعليه ما علينا. وان اعداء الامة عندما اضطهدوها، لم يميزوا بين المنتمين الى التسميات المختلفة في توزيع اضطهادهم الا في حالات وضع الاسفين بين حاملي هذه التسميات.
والآن أين التذبذب في موقف الحزب؟، ان الحزب يفضل التسمية الاشورية مبدئيا. ولكنه من ناحية اخرى لا يفرق بين هذه التسمية والتسميات الأخرى في القيمة والاهمية. بل يؤكد احتواء كل منها الاخرى. ولكن السياسة ليست ان تفرض او تفترض ان ما تؤمن به يجب ان يكون هو الامر وان كل ما يغايره ولو بشيء يسير ترفضه. ان الرفض ليس ممارسة السياسة، بل هو ممارسة العناد. ان العناد في موقفنا الحالي يعني الموافقة على تقسيم شعبنا. وهنا مربط الخليل، اننا لا نجد مصلحة لنا في تقسيم شعبنا، الى طوائف متقاتلة تطلب الحماية من الاخرين ضد الطوائف الاخرى. نحن هنا نعمل بالمصلحة القومية التي نراها الاسلم. والاكثر واقعية والتي لا تتطلب تضحيات شعبنا ليس على استعداد لتقديمها إلا في خيال المقاتلين الدونكيشوتيين، الذين لا يرون الحال المزرية لشعبنا، من حيث انه صار اكثر اختراقا، واكثر ترهلا بمعنى غير مترابط، بسبب ممارسات البعض من الذين رأوا إن من مصلحتهم ان يلحقوا الامة بهم وبحزبهم. ان خلافنا كحزب مع اي جهة كانت لا تشمل ولا يمكن ان تشمل كل شيء. بمعنى اذا كان لي خلاف مع الاتحاد الكلداني الديمقراطي على مسألة ما؟ فهل من واجبي ان اوسع الخلاف ليشمل كل شيء؟ أم ان من الواجب حصر الخلاف قدر الامكان وبالحوار. ان تسمية شعبنا يجب ان لا تخرج عن نطاق الحوار. ولكن من جهة اخرى نؤمن ان شعبنا ليس بقادر على تحمل تبعات عدم الاتفاق لمدى طويل. كما هو ليس بقادر يوميا على اطلاق اسم جديد. فلننه المسألة باجتماع يضم ممثلي ذي صلاحية من الكنائس والاحزاب والمؤسسات الثقافية والشخصيات الاكاديمية. على ان يتم التأكيد عليهم بأن يخرجوا بنتيجة خلال فترة لا تتعدى الثلاثة ايام. اما المحاربون من اجل التسميات فليحاربوا طواحين الهواء. ان الغاية يجب ان تكون الانسان الحامل للتسمية وليس الانسان من اجل التسمية، بل كل شيء من أجل الانسان، ولكن اي انسان؟
الموقف من الحركة الديمقراطية الاشورية
نحن ندرك بأننا لسنا في حالة وفاق مع الحركة، وندرك انه لو سكتنا، لما كان هنالك احلى علاقة بيننا وبين اي طرف اخر، مما بيننا وبين الحركة، ولكننا لن نسكت. أتعلمون لماذا؟ لأننا نمارس السياسية، بمعنى اننا نعيش حياة يومية بكل احداثها ومتناقضاتها. واليوم لو قامت الحركة بعمل محمود فأننا سنكون أول من يشكرها على عملها هذا. وهذا ينطبق على اي حزب او فصيل سياسي اشوري كلداني سرياني أو وطني عراقي. واليوم لو قام اي حزب يعتبر حليفا لنا، بأي عمل لا نراه سليما فاننا لن نشاركه فيه. بل قد ننتقده اذا رأيناه مؤذيا لمستقبل شعبنا. اننا نمارس السياسة ونعلم ممارستها بالصورة السليمة. فغدا لن يكون الانتماء الحزبي لأجل لقمة العيش. أو لأجل المركز، بل ستقام دولة القانون، وعندها سيكون في العراق مواطن جديد يبحث عن معنى لعمله السياسي، يبحث عن تطوير لمقدار حرياته، وعندها سيبحث عن أحزاب سياسية وليس لمقاولات التشغيل. فاذا نحن نعلنها صراحة بأننا لسنا في حالة عداء مع اي جهة سياسية. عدا الارهابيين وموالي الدكتاتور السابق والايديولوجيين الشوفينين العنصرين. ان الحركة في المقام الاول والاخير تنظيم في شعبنا واخطاء السيد يونادم كنا لن نحملها لانصارها. نعم اننا عانينا من ممارسات كثيرة مارسها اعضاء الحركة ضدنا. ومطلوب منهم انسانيا واخلاقيا التنصل منها وتقديم الاعتراف وطلب المغفرة عن هذه الممارسات التي دمرت علاقات اجتماعية ودمرت مؤسسات كان ينتظر منها الكثير. الا انهم في النهاية يبقون من ابناء شعبنا جرفهم تيار الحماسة والتظليل الاعلامي.
اما من يطالبنا بأن نعلن اما تقديم الولاء التام للسيد يونادم كنا او العداء التام للحركة فأنه لا يعرف الحزب الوطني الاشوري. انه يفهم السياسية بمفاهيم عشائرية فقط. ونقولها صريحة اذا كان هنالك امر ما يمكن للحركة ان تقوم به ويخدم شعبنا، ولكن بدون التحزب والتطبيل الحزبي الذي يدمرنا ودمر مؤتمر بغداد. فأننا سنساند الحركة لتحقيق هذا الامر. ان شعبنا ينتطر منا خطوات للأمام، وليس الوقوف في مواقف التخندق فقط. فأبناء شعبنا لم تعد هذه الامور تسليهم، ما يسلي ابناء شعبنا هو خطوات لتوضيح مستقبل ابنائهم وبناتهم، وتحسين وضعهم الاقتصادي والامني.
تحالفات الحزب الوطني الاشوري
الحزب مستعد لعقد تحالف طويل الامد، عندما نضع برنامج طويل الامد، برنامج قومي وطني، يحدد لنا ما نريده لوطننا مستقبلا، وما نريده لشعبنا في هذا الوطن. على ان لا يكون هذا التحالف مطية لتوزير هذا الشخص او ذاك. بل يجب ان تكون كل الامور واضحة تامة. نحن سندخل التحالف طبعا لتحقيق ما نصبوا اليه، ولتحقيق ما نصبوا اليه لا بد لنا من ان ندخل البرلمان والوزراة. ولكن ان لا ينتهي الامر بدخول البرلمان والوزارة، بل مرة اخرى ان يكون التحالف واضحا. والحزب الوطني الآشوري مستعد للدخول في تحالفات تكتيكية ايضا، وهذه ممارسات سياسية في الانظمة الديمقراطية. اما من يبحثون على التحالفات التي سميت بالمبدئية والتقدمية والحديدية فعليهم الذهاب الى كوبا او كوريا الشمالية. في كل تحالفاتنا سنكون صريحين مع حلفائنا وسنقول ما نراه وسنحاورهم. فاما ان يقنعونا او نقنعهم، وهذه هي وسيلة السياسة والممارسة الديمقراطية.
الحزب والمطالبة بحصة من المناصب
ان كل تنظيم سياسي، يمارس عمله من اجل الوصول الى السلطة. ولكن ليس بأي وسيلة، بالممارسة السليمة ومن خلال الاطر الشرعية. وخلال الفترة الماضية، بعد ان برزت الخلافات مجددا بيننا وبين الاخوة في الحركة. قاموا وكالعادة ببث دعاياتهم، مدعين ان سبب الخلاف هو رغبة الاترناي واستماتتهم للتبوء منصب ما. وان الخلاف كله منحصر في هذه القضية، ولان اكثر الأخوة في الحركة يتحركون من دون وعي، بل انهم مخدرون، بمخدر النضال والشهداء والمناضل الاوحد الاب القائد . فانهم يقومون ببث مثل هذه الدعايات وكأنها تهم. ولكنهم هل سألوا انفسهم اذا ما كانت الحركة لا تحب المناصب فلماذا حاولت بكل الطرق احتكار المناصب لنفسها ؟ لحد انها لم تضع اي شخص مناسب في المكان المناسب. ولم يسألوا انفسهم لماذا فقط التوظيف من انصار الحركة؟ هل عدنا الى زمن البعث؟ واذا كان الجواب بان الكل يفعل ذلك، اي كل احزاب مجلس الحكم. فأن المسألة لم تكن لتنطبق علينا وعلى التركمان، فممثلانا كان ممثلا شعب. وكان عليهم النظر الى كل ابناء الشعب بسواسية. وثانية ما الضير في توظيف اشخاص من الاترناي؟ والاترنايي وقفوا مع السيد كنا وهم ساهموا في ترشيحه. اي منحوا له الشرعية ليكون ممثلا للشعب الآشوري. بالرغم من ان هذه الشرعية جأت بمخاض عسير، فكل المشاركين في مؤتمر لندن كانوا يعلمون ان السيد كنا مستعد لحرمان شعبنا من ان يكون له ممثلا. ان لم يكن هو ذلك الممثل. والاترانايي كانوا يودون رؤية سابقة في وجود ممثل لشعبنا في قيادة المعارضة العراقية، الا ان ممثلنا خذلنا، نعم خذلنا، شر الخذلان.
المؤتمر الكلدواشوري القومي المنعقد السنة الماضية في بغداد
في نيسان من عام 2003 قمت بالسفر الى العراق عبر سوريا، وفي مدينة قامشلي التقيت بعدد من الاخوة اعضاء قيادة المنظمة الاثورية الديمقراطية، وطالبتهم بل واصريت عليهم القيام بتوجيه رسالة او اقتراح لاحزاب شعبنا لعقد اجتماع مشترك، تنبثق منه قيادة موحدة لتسيير الأمور وتحقيق طموحاته، وكذلك التقيت ببعض اعضاء قيادة الحزب الاشوري الديمقراطي لهذا الغرض، علما انني قبل سفري كنت قد بدأت نشر الفكرة بين اعضاء التنظيمات الاشورية العاملة في المانيا، وفي شهر حزيران عقد الحزب الوطني الاشوري وبحضور ممثلي اغلب احزابنا السياسية واعلن رغبته بعقد اجتماع شامل يحضره الجميع لنضع برنامجنا الموحد. الا ان الحزب فوجيء بزيارة اعضاء من قيادة المطكستا في بغداد لمقره في بغداد طارحا الفكرة التي طرحها سابقا عليهم. ولكن وفد المطكستا طرحها بأسمهم وبأسم الزوعا، ولان الحزب اراد تجاوز هذا الموقف غير السليم وغير الودي. لان المسالة لا تحتمل مثل هذه الامور فوافق على ذلك. طبعا كان هنالك شروط والتزامات، على الجميع الالتزام بها، الا ان مسيرة الامور اثبتت، انه ليس هنالك من التزام بأي شيء، ولذا سرب الحزب رغبته بعدم المشاركة، لتصحيح الوضع. وهنا تعرض الحزب لضغوط من جوانب متعددة، لتعديل موقفه، على امل ان يتم تحسين الوضع، ولكن بعد انقضاء المؤتمر، ثبت ان الامور تسير في الاطار القديم، تحزيب كل شيء، والانفراد في كل شيء، ووضع الأمور على الرف، اننا ولحد الان مع عقد اجتماع لكل الاطراف، ولكن في اطار من الوضوح والشفافية والنزاهة، لكي نحقق لشعبنا ما يصبوا اليه.
فأذا اين هو التذبذب في مواقف الاترنايي، يقول المثل الشامي بدك تقتل الناطور والا تأكل العنب، نحن في الحزب الوطني الاشوري نود اكل العنب، فهل تلتحقون بأكل العنب، هلموا معا.
2004
صراع الهويات. . . !
في كل النقاشات التي تثار حول التسمية أو الوحدة القومية، تنطلق كلمات او مصطلحات كقذائف المدفع وكحواجز تقف امام المتحاورين او توضع عنوة كتحدي صعب التجاوز والعبور. ومن هذه الكلمات القومية، الهوية، الحضارة، التاريخ، التسمية المقدسة. ولان المتناقشين او المتحاورين او المتحاربين للاستيلاء على الاسلاب (اذا كان قد بقى منها شيئا) الايديولوجيون، ينطلقون من الحقائق المطلقة ولا يقبلون الا بما امنوا به ولا يهمهم مصير الانسان وحقوقه. مستغلين ترديدهم للمصطلحات المذكورة اعلاه، ارتأينا العودة اليها، لنعرف معانيها ومدى تطابقها مع واقعنا.
القومية هي دعوة ايديولوجية تدعو الى ان الاشخاص الذين يتكلمون لغة واحدة ولهم تاريخ، وارض وعادات وتقاليد واضاف لها المرحوم ستالين المصالح المشتركة. فانهم يجب ان يناضلوا ويعملوا سوية من اجل اقامة دولتهم الموحدة والمستقلة وغير الخاضعة لأحد. لانهم يشكلون شعبا واحدا او امة واحدة. علمان ان هذه الدعوة انبثقت او تطورت بالاصح مع تطور الطبقة البرجوازية الاوربية (المتوسطة). لا بل ان الدعوة القومية هي نتاج هذه الطبقة بامتياز. اي ان الدعوة القومية عمرها على ابعد تقدير بحدود ثلاثمائة عام. وليست منذ زمن سنحاريب ونبوخذنصر. صحيح ان مشاعر الود كانت قائمة قبل ذلك بين المتكلمين بلغة مشتركة وخصوصا عند لقائهم في موقع غريب او بعيد. الا ان الدول قبل شيوع الدعوة القومية لم تكن قائمة على اسس القيم القومية المشتركة. بل قامت على اسس التوريث او القوة او الاستيلاء. اما في زمن الاشوريين والكلدان فايضا ومثلهم مثل الدول التي كانت قائمة قبل اقل من اربعمائة عام. فكانت دولتهم قائمة على القوة والضم والاستيلاء. وهذا الامر لا يعيبهم لان من خلفهم بالفين من السنيين مارسه وكأنه امر طبيعي. اذ تطبيق المبدأ القومي على الفترة الاشورية والكلدانية غير ملائم وغير صحيح وليس امرا طبيعيا وينم عن جهل كبير بمسار التاريخ الانساني.
اما الدعوة القومية الاشورية او التي اتخذت هذا الاسم لها فتأثرت بما حدث في اوربا والنجاحات التي اتت نتيجة هذه الدعوة. وهذا الامر ينطبق على العرب والكرد والفرس وحتى الاتراك اصحاب السلطة والقوة. وكانت مرامي القوميين الاشوريين التخلص من الظلم والاضظهاد العثماني شأنهم شأن الكرد والعرب. والرواد القوميون الاشوريون لم يخصوا نضالهم بطائفة منهم بل كانوا يعلنون نضالهم لجميع الاقسام (لانهم امنوا على الدوام بأنهم امة واحدة). وفشلهم في تحقيق حلمهم ليس معناه انهم كانوا على خطاء، في دعوتهم بل ممكن انهم لم يدرسوا خطواتهم ولم يشكلوا تحالفاتهم بشكل سليم. اذا بماذا يختلف الاشوري عن الكلداني بن الصفات التي منحت او التي اعتبرت أسسا واجب توفرها للقومية لكي تكون واحدة؟ هل يختلفون باللغة؟ أنا وحسب اختلاطي بمن يقول انه كلداني، وانا اعتقد انني اختلطت بكل العشائر او اهل مختلف القرى والمناطق التي خرجوا منها الكلدان، من سينايي (اهل سنندج في ايران) والقوشنايي وتلكبنايي وعنكاوايي وشقلونايي ودهوكنايي وصبنايي ومنكشنايي وعقرايي ومركايي وهربولنايي وحسنايي (الاخيرتين في تركيا) والمعذرة لمن لم اتذكره الا انني ذكرت كل اللهجات الرئيسية التي ينطق بها من يسمى انفسهم بالكلدان. بكل مثل هذه اللهجات التقيت ولم أحتج في يوم من الايام لمترجم لكي يترجم لي عنها. بل فهمتها وتكلمت بلهجتي الصبنيتا (القريبة من اللهجة التيارية) معهم وفهموها. ولم اشعر انهم يتكلمون بلغة أخرى، بل شعرت انهم ينطقون بعض الكلمات بصيغة اخرى او كلمات هي اساسا مرادفات موجودة في قاموسنا اللغوي وكل وحسب منطقته. فانا والكلداني الهمزاني او الارادني نتكلم بنفس اللهجة، والكوماني الكلداني والاشوري يتكلمون بنفس اللهجة. اذا عامل اللغة المختلف انتفى، لان اختلاف اللغة يتطلب تعلمها لكي تفهمها. ولكنني لم اتعلم لغة لكي افهم وهذا ينطبق لكل ابناء شعبنا من الكلدان والاشوريين فهم يتفاهمون بسلاسة ويسر بلغتهم المشتركة.
برغم من ايماني ان الكلدان والاشوريين في عصورهم القديمة كانوا شعبا واحدا. وتكلموا لغة واحدة، قد تكون بلهجات مختلفة ايضا. الا انه امر ليس بذي بال امام اكثر من الفين من السنين من هذا التاريخ المشترك (اذا الغينا تاريخ الامبراطورية الاشورية برمته وتاريخها في المرحلة الكلدانية). تحت قيادة واحدة وهي قيادة المستعمر الواحد بعد سقوط اخر عاصمة كبيرة لشعبنا وهي بابل عام 539 ق م وقيادة كنيسة المشرق لحين الانقسام الثاني عام 1552، وحمل تراثها. والذي يدعي الطرفان انه تراثهما. واذا كان الكلدايي يفتخرون بتراث المبدعين الجدد من الابناء مثل توما ادو واوجين منا وادي شير وغيرهم من جهابذة الملافنة فان الاشوريين يعتبرونهم منهم وقد كتبوا بلغتهم ويفتخرون بهم ايضا.
ونعود الى الازياء والرقص الشعبي والالحان الكنسية والاغاني الشعبية والقصص التراثية، اليست موحدة، فاين الاختلاف القومي واين الهوية المختلفة؟ الهوية تتجسد بهذه الامور، فانا عراقي ولي هويتي العراقية وافتخر بها، ومن جراء هذه الهوية انا اتشابه وامتلك خصائص او متأثر بامور نتشابه فيها كلنا نحن العراقيين. وانا من شمال العراق فانا واهل المنطقة لنا مشتركات معينة قد لا يشاركنا فيها ابن الجنوب، وانا مسيحي وانا اتشارك مع المسيحيين كلهم في قيم مسيحية عامة معينة. على الاقل في الصلاة الربانية، وانا من كنيسة المشرق، فانا وكل المنتمين لكنيسة المشرق نتشارك في قيم معينة على الاقل في الايمان بطبيعتين واقنومين في السيد المسيح. وانا ابن بيباد قريتي واتشارك مع اهلها في امور كثير على الاقل في أكلة (خمسا البيبادي). وهلم جر من الهويات التي امتلكها. ولكل هوية خصائص معينة، ومن هذه الهويات فانا والذي يدعي انه كلداني نتشارك في هويات متعددة ومنها الهوية العراقية والشمالية والمسيحية، ولكن اهم هوية نتشارك فيها هي الهوية القومية، ان تجليات الهوية القومية من اللغة والتاريخ والتراث والعادات والتقاليد والارض كلها واحدة، فبماذا نختلف انا والكلداني. نختلف بالتسمية التي نحاول ان نطلقها على انفسنا. اذا كذب من قال اننا شعبان واننا قوميتان واننا امتان. اننا واحد ولكننا نحمل تسميات متعددة والحل هو في حل الاشكالية هذه. وليس هنالك من مقدس الا الانسان، ومن اجل هذا الانسان ومن اجل ضمان مستقبله علينا ان نعمل. اما الا يديولوجيون من الطرفين فهم مستعدون ان يزيلوا الانسان من قاموسهم من اجل هذه التسمية او تلك.
اذا كان حامل التسمية فقيرا وغير ملم بلغته وحقوقه غير مضمونة ومظطهدا، عندها يخضع لكل مغريات الحياة. فالانسان السوي يتطلب الحياة وليس الموت، ويريد ان يتمتع بكل ما يتمتع به غيره وان لا ينتقص من حقوقه اي شئ. ولاجل ذلك قد يتخلى تدريجيا عن لغته ويندمج في الذين يتمتعون بكل الحريات والحقوق لكي يكون مثلهم، اما الرابضين في قلاعهم الحصينة فلا يهمهم هذا بل هم مستعدون للتضحية باخر اشوري وكلداني من اجل التسمية المقدسة.
ان تسمية حضارة او مدنية باسم شعب معين تعني ما انتجه هذا الشعب من الافكار والمخترعات وسبل عيش. ولذا فبالرغم من ان الحضارة الاشورية تعتبر من الحضارات التأسيسة. الا ان تجزأتها الى حضارة اشورية وحضارة كلدانية هو امر مجحف وغير موضوعي وتجاوز على كل الحقائق. فالاسرة الكلدانية لم تحكم الامبراطورية الاشورية الا ما يقارب الخمسة والثمانون عاما، وهذه الفترة غير كافية أبداً لانتاج حضارة مميزة عن حضارة الشعب والاسر الحاكمة السابقة. واذ كانت بابل قد انتجت بعض العلوم فانها لم تكن في زمن الاسرة الكلدانية. بل في ازمنة موغلة في القدم. وما ميز بابل في زمن الاسرة الكلدانية هو السبي والجنائن المعلقة المنسوبة اليها. اما ادعاء البعض ان الاسرة الكلدانية نزعت الى السلام بينما نزعت الاسر الاشورية الحاكمة في اشور ونينوى ونمرود ودورشيروكين الى الحرب والقتال، فهو هراء يكذبه دخول نبوخذ نصر ابن نبو بلاسر الحاكم المعين من قبل الملك الاشوري على بابل نفس الحروب التي دخلها اسلافه من حكام مثل سركون الثاني واسرحدون واشور بانيبال. بل والتمثيل بقساوة اكثر بالاسرى. اذا اين الخلاف الذي انتجته حضاريا الاسرة الكلدانية الحاكمة؟ وهذا الامر يثبت من انهم كانوا شعبا واحدا لكون اتجاهاتهم العسكرية ومخططاتهم تتجه نحو اتجاه واحد. اما اذا كان البعض يعتقد وبدون مبرر ان الشغب الاشوري قد تكلدن بمجرد تغيير الاسرة الحاكمة القصيرة العمر على اساس ان الناس على دين ملوكها. فالامر مقبول من ناحية تأكيد وحدتنا على الاقل.
التاريخ الكلداني العظيم، لا غبار على العبارة ولكنه نفس التاريخ الاشوري العظيم على الاقل منذ سقوط بابل عام 539 ق م ولحد انقسام الكنيسة المشرقية. انهم نفس الاشخاص الذين نمجدهم ونفتخر بهم ونطرح اسمائهم لاثبات اننا انتجنا حضاريا امرا مهما برغم من عدم امتلاكنا للسلطة السياسية. فلنراجع الاسماء التالية (برسرابيون الكاتب، برديصان، ططيانوس، شمعون برصبعاي، ابرم، نرسي، اسحق بن الحنين، حنين بن اسحاق، ال بختيشوع، ثابت بن قرة، اورهاي المدينة، نصيبين المدينة، الدير الكبير، عوديشو الصوا، خامس القرداخي، كوركيس الاربيلي وو غيرهم من الاسماء والاحداث مثل مذابح الاربعين عام ومذابح المغول، اليست هي نفسها هذا التاريخ، فاذا كان التاريخ المشترك احد دعائم الوحدة فاين الانقسام في تاريخنا، أليس هو نفسه؟
الاسم المقدس، هنا مربط الخيل، فهناك تسميات ثلاثة، استعملت تاريخيا وهي الاشورية والكلدانية و السريانية، والمشكلة في المقدس انه لا يقبل الحوار. فالمقدس من الله وكل ماكان من الله، فهو كامل تام الكمال. لا يأتيه باطل من خلفه ولا من أمامه، انه غير قابل للمناقشة، للتحوير وللتبديل (وان كان لتحقيق مصلحة الشعب)، فالكل امام المقدس مستعدون لافدائه بالغالي والرخيص وهو الحد الذي عنده تراق الدماء رخيصة. فالمقدس هو الشرف والشرف عند الشرقي اخر المطاف. وتصطف جيوش المتحاربين والمقاتلين حذرة مستعدة فالويل لمن يقترب من الحياض المقدسة، وهو هنا الاسم. لاننا منذ زمن بعيد ضيعنا الحياض ليس للاشوري او الكلداني، بل للاخر الذي لا يتسمى باي من هاتين التسميتين. ونحن مستعدون لتضيع الاكثر ولا نتنازل ولوبشئ للكلداني سارق نضال وجهد الاشوريين ولا للاشوري الذي يريد ان يزيل اسمنا وهويتنا وحضارتنا الكلدانية المقدسة. ولاذكر لكم هذه الطرفة المعبرة، قامت قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني في عام 1974 بتأسيس منظمة اسمتها بلجنة شؤون المسيحيين واسندت رئاستها الى المرحوم كوركيس مالك جكو، فالتحق بها بعض الشباب المندفع وقالوا انهم يريدون استرجاع نينوى، فقال لهم المرحوم كوركيس يمعودين احنا ضيعنا كوري كفانا وانتم تطالبون بنينوى.
(كوري كافانا قرية المرحوم كوركيس مالك جكو). 17 اب 2005
الحسابات السوقية والعناد
خرج الاجتماع الرابع للمؤوسسات واحزاب وتنظيمات شعبنا بما ينطبق عليه المثل العراقي (تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي)،. فالاندفاع والامال التي بنيت على الدعوة لعقد الاجتماع الاول تلاشت وخبأت وحل محلها التجهم والقنوط والسؤال الازلي يا ترى ندرك ما نفعل؟
المسار الذي يسير به الامر لحد الان متطابق مع حسابات السيد يونادم كنا. بالرغم من انني شخصيا لا اعارض تسمية الكلدواشوريون. لانها تحقق امرا مهما هو وحدتنا في القانون العراقي كشعب ولكن في العراق فقط. الا ان هذه التسمية ستكون مفروضة بفعل عوامل متعددة وأولها انها مستعملة في قانون ادارة الدولة المؤقت. كماان الكثير من المسؤولين العراقيين باتوا يستعملونها في اشارتهم الينا هذا اذا تم الاشارة الينا ولم نستعض بكلمة الاخرين. اذا حسابات السيد كنا وتنظيمه زوعا تسير بهذا الاتجاه. فلا يتعبون انفسهم باي حل لأنهم يعتقدون انهم منتصرون في كل الاحوال وليضرب الاخرين رأسهم بالصخر ان لم يرضوا بما قسم لهم. اما عن تهجم السيد كنا على تدخل رجال الدين في شؤون هي ليست من شؤونهم فأنه لأمر عجيب. فبالأمس كان يتم الترويج لهذا المرشح للمجلس الوطني على انه رجل البطريرك، وبالامس روج لتوزير فلانة على انه اختيار البطريرك، وبالأمس قال السيد ابراهيم الجعفري انه سيختار من اختارها البطريرك لانه رجل دين ويحترم رجال الدين. فلماذا اليوم يجب ان لا يتدخلوا..؟ هل لان البطريرك قال انه لا يحق لاحد التكلم باسم الكلدان الا من اختاره الكلدان. ام ان ما كان بالامس صحيحا صار اليوم مرذولا لانه لا يحقق مصالح آنية.
اذا ان حضور ممثلي زوعا لهذه الاجتماعات هو لذر الرماد في العيون فحساباتهم تنبئ لهم بان لا تبدل في الامور وكل شئ على ما يرام والمهم ان نسجل الحضور لتوجيه رسائل الى الجماهير ان زوعا مهتم بالامر ويأخذ الامور بجدية تامة!
اما حسابات السادة الدكتور حكمت حكيم وابلحد افرام وفؤاد بوداغ، تكاد تتطابق مع حسابات السيد يونادم كنا في النتيجة ولكنها تختلف في الاتجاه. فرسالة البطريرك ( وهنا عندما نقول البطريرك نقصد غبطة مار عمانوئيل دلي)، زودتهم بطاقة غريبة للمعاندة وعدم الرغبة للوصول الى اي حل. فالمهم لديهم ان يتم ذكر الكلدان لوحدها والافضل ان جاءت قومية اخرى بينها وبين الاشورية. ولكن الترتيب الثالث محجوز للتركمان ايها السادة؟ وبرغم من اقرارنا بان الشعور يلعب دورا مهما في تحديد الانتماء القومي. ولكن الغريب ان هنالك ثلاثة قوميات بلغة وعادات وتاريخ وارض واحدة. اذا ان المسألة هي في ان احطم رأس غريمي وأجعله تحت الاقدام واتشفي به. وبالممارسات والتهكمات التي سار عليها السيد ابلحد افرام، يمكننا ان نستشف لو انه كان بقوة الاكراد والشيعة، او لو ترك له الامر لازال الاشوريون عن بكرة ابيهم. ولكن بما ان لغة التشفي هي السائدة فان السيد ابلحد افرام لن يفكر بالمستقبل مطلقا فالمتشفي والملئ بالرغبة للانتقام ،لا ينظر للمستقبل بل هو شخص يعمل آنيا وبشكل غريزي، ولن يحس من يعيش هذه الحالة مدى الاجحاف الذي يتم ممارسته بحق الأمة والشعب.
الحقيقة ان رسالة غبطة مار عمانوئيل دلي كانت غريبة في مضمونها وتوقيتها. صحيح انه كانت هنالك بوادر الى انه يمكن ان يتم طرح تسمية ثلاثية مع واوات، وقلنا انه للتفاوض، الا ان تنازل غبطته عن رعيته ممن يؤمنون بانهم آشوريون هو عمل غير مسؤول البتة. فأكثرية كلدان ايران يؤمنون بآشوريتهم وكذالك بعض كلدان عراق وسورية. انه بهذه الرسالة طرح نفسه بطريركا فقط لمن يقول انه كلداني القومية. اما الاخرين فمصيرهم الى المجهول او الى بئس المصير. والظاهر من الرسالة ان وراء الاكمة ما وراءها. وحبذا لو كان من دفع بهذا الاتجاه سليم النية ليوضح لنا الخلفيات التي أدت الى هذه المواقف المتشنجة والتي ظهرت بشكل لافت. حين تقول الرسالة ان ليس من حق اي شخص التكلم باسم الكلدان ان لم يختاره الكلدان. وهذه اشارة واضحة للسيد يونادم كنا، فهل يتم التضحية بوحدة الشعب الواحد والقومية الواحدة والامة الواحدة بسبب تصرفات فرد ما ياترى (المعذرة للأخوة الذين يفرقون بين مصطلحات الأمة والشعب والقومية في حالتنا فأنا أراها واحدة في المعنى).
بطريرك يصدر أمراً بفصل أبنائه ممن يقولون بالاشورية عن ابنائه ممن يقولون بالكلدانية تحقيقا لرغبة من ياترى؟ ومطرانا يصرح باننا قدمنا تضحيات كثيرة وغالية واننا المقصود بها الاشوريون النساطرة، فماذا قدم الاخرين (ويقصد الكلدان)، وهكذا كل واحد صار يتحدث بالتضحيات والشهداء وكأنهم كلهم المسؤولون الوحيدون عن هذه الامة. وهم اباء المضحين والشهداء، فاين وحدة الشعب والكنيسة المقدسة والتاريخ، انها شعار في زمن الشعارات فان عمل فلان قبح فسأتبعه لأنه لم يعد ما يعيب في هذه الأمة التي كل شئ فيها مباح.
كنا نتمنى ان يتم الاتفاق على تسمية موحدة. لكي نخرج من هذه المعمة التي لا يفكر البعض في نتائجها على نفسية الفرد ونظرته للمستقبل. وادخلونا في حلبة صراع الديوك أو المصارعة الرومانية التي لا يكون فيها الا قاتل اومقتول، والمشكلة ان البعض يرى في هذه المسألة حلبة لتصفية حسابات شخصية مع اطراف اخرى على حساب وحدة الشعب والامة.
الكل يدرك انه ليس هنالك انفصال بين الكلدان والاشوريين والسريان، فهم شعب واحد وقومية واحدة ولهم لغة وتاريخ واحد، ولكن هنالك ثلاثة تسميات سمىَّ بها هذا الشعب عبر مراحله التاريخية أو نتيجة للأنقسامات الكنسية. وبعض أجزاء هذا الشعب يرى في التسمية الكلدانية الأحق والآخر بالاشورية والثالث بالسريانية. الا ان المؤمن بوحدة شعبه حينما يطلق اي تسمية من هذه التسميات يعني التسميات الاخرى ضمنا. الا ان ما نراه الان من طروحات غير مسؤولة هو فصل هذه الاجزاء بعضها عن البعض وبايادينا وبسكاكيننا التي شحذناها مسبقا.
ان محاججة البعض بما صرح ويصرح به السيد سركون داديشو أو السادة في التجمع الوطني الآشوري أو مطرانا ما لهو امر مرفوض. لان هنالك مقابلها جهات متعددة في الطرف الاشوري مستعدة للحوار والنقاش ولها خبرة سياسية وتنظيمية تستفاد منها الامة. اما الغرور بلغة الارقام فيجب ان لا يخدع احد، فلا احد يدري ما يخبئه لنا القدر غدا، وترون انني ألجأ الى القدر لانها لغة البائس وغير المستعد لغده بدراسة مستفيظة مبنية على الحقائق والتوقعات التي تنتج من هذه الحقائق وليس الى خيالات وتمنيات غير حقيقية.
حروب الهوية والتسمية
في 17اب 2005 أي قبل حوالي عشر سنوات كتبت مقالة بعنوان صراع الهويات، وبين 2005 و2015 عشر سنين، عقد واحد، ونحن لا نزال ندور في فلك الجهل والصراع الغير المجدي والذي اوصلنا الى الحالة التي نحن فيها: جراء التعصب المذهبي المزروع فينا لكره من هو اقرب الناس الينا. كل الناس تخطاء، وكل المجموعات يمكن ان تخطاء، وهكذا الشعوب والأمم، ولكن لا يتم التشهير بها على الدوام وبخطأها وكانه عار دائمي لا يزول ولا يمحى لاي سبب. ولنفترض ان دعاة التسمية الاشورية اخطأوا، في الخيار الصائب، وهذا ليس راي بل افتراض، لانني اعتقد يقينا انه كان الخيار الصائب: ليس لأننا من صلب اشور بانيبال او شميرام او اخيقار الحكيم، بل لان الامم لا تفكر بالابوة الجينية حينما تتكلم عن تراثها ومفردات هويتها. فيقينا ليس فقط لا يوجد عرق خالص صافي، لم تخالطه دماء أخرى. بل لا توجد هوية قومية خالصة تخص امة ما وحدها، بل اللغة والعادات والتقاليد والامثال وطراز البناء والازياء كلها تتاثر بما لدى الاخرين وقد تكون بعيدة ولكن التاثير وصل وصار جزء منها. وهذا الامر لا يعيب الهوية او مجموع الأمور التي نقول عنها الهوية. لانه الامر الطبيعي وبالعكس هوان نكون منعزلين منغلقين عائشين على ما تلقيناه قبل اكثر من الفين وخمسمائة سنة.
تمتد سلسة التوارث في شعبنا الى ما يقارب الاربعة الاف سنة او اكثر. فنحن نعتبر انفسنا وهذا الاعتبار محق من أوجه كثيرة، ورثة للحضارة السومرية والاكدية والامورية والاشورية والبابلية. ولكننا لا نعتبر الكيشيين جزء من هذه الوراثة مثلا، لانهم جاوا من خارج بيت نهرين. ولا نعتبر ثلاثمائة السنة التي حكمنا فيها اليونان من اسكند المقدوني وورثته جزء من هذه الوراثة ولا نعتبر حكم الميدين والفرس جزء منه كما اننا لا نعتبر ورثة حكم المسلمين وله دور في بناء جزء من المكون لهويتنا التاريخية.
الشعب الذي عاش في بلاد الرافدين (سومر، اكد، بابل ، اشور) كان شعبا واحدا بلغة واحدة او هكذا انتهي مع بداية الالف الثالث قبل الميلاد. لغة وثقافة وهنا لا يمكننا الجزم بعدم وجود لهجات لانه الامر الطبيعي، ان تكون هناك لهجات تتاثر بالمحيط. في تلك الفترة ولبدايات القرن الثامن عشر بعد الميلاد لم تكن معروفة، مفاهيم القومية والوطنية والدولة والاستقلال. كان الناس يتبعون حكامهم اكثر مما يتبعون أي شيء اخر. ولكنه كشعب تعرض لمتغييرات كثيرة وسردت بعضها، وان كان يحكم نفسه في الامور اليومية، خصوصا الدين والعمل اليومي واللغة المستعملة.
باعتقادي الأمور الأكثر تاثيرا وتغييرا في مساره التاريخي هو سقوط بابل عام 539 ق م. حيث فقد استقلاله السياسي. هنا اود ان ادخل في عجالة الى امر حدث خلال هذه الفترة او ادع البعض انه حدث. وهو تبني أبناء بلاد النهرين اولنقل الكلدان والاشوريون، اللغة الارامية، باعتقادي ان النظرية غير منطقية، قد يكون هناك تبني للخط الارامي وهو امر ممكن. وخصوصا لو علمنا ان من كان يعرف القراءة والكتابة في ذلك الزمن كان عدد محدود من الناس، قد لا يتجاوزو الواحد من الالف او اقل. وان عملية تبني هذه أدخلت كلمات جديدة في اللغة لا بل ان مثقفي ذلك الزمان، يمكن انهم وكحال مثقفي اغلب الازمان أرادوا اظهار مهاراتهم فكتبوا بلهجة من كتب قبلهم بهذا الخط. ولكن ان نقول ان الشعب وهو في الغالب الاعم امي ويسكن أماكن متباعدة وطرق المواصلات صعبة، ولم يكن للاراميين أي سلطة سياسية او عسكرية او حتى ميزات أخرى. فهو امر من المستحيلات وما اقتناع البعض به الا استسلاما لحل يغنيهم عن البحث والتدقيق. من هنا ان لغة الشعب استمرت ولكنها تدريجيا طعمت بكلمات أخرى لم يتم استعمالها في اللغة الاكدية الاشورية. ولكن للسنين تاثير على الحجر فهل لا يكون له تاثير على امر حي كاللغة؟ وما وصلنا اليوم من هذه اللغة تاثرت بالمحيط وبالتطورات وبلغة الكنيسة أيضا. والامر الاخر الذي لايؤخذ بنظر الاعتبار، ان الشعوب او القبائل الاشورية والكلدانية والامورية والارامية والعبرية، من اصل واحد ولغتهم في ذلك الحين كانت قريبة باعتبار ان ما دخلها من مفردات كان قليلا وذلك لان التغييرات الفكرية والعلمية كانت نادرة في ذلك الوقت. من هنا نقدر ان نقول ان ما نستعمله من اللغة اليومية الان هو الامتداد الطبيعي للغة المستعملة في تلك الازمان ولكن مع الاخذ بنظر الاعتبار الظروف والتاثيرات والمدة الزمنية الطويلة بنظر الاعتبار.
والامر الاخر اعتناق شعبنا التدريحي ولكن المتسارع للدين المسيحي. في ما بعد اعتناق الدين المسيحي، تغييرت أمور كثيرة، ومنها صارت الاخوة الايمانية اقوى من أي اخوة أخرى، رغم ان المسيحيين الأوائل لم يشترطوا الايمان لاقامة العلاقات الاجتماعية التي أساس الترابط بين الناس، فحتى الزواج كان يحدث بين الناس من مختلف الأديان لحين استيلاء المسلمين على هذه المنطقة. لا بل ان المسيحية في القرون الأولى كانت تشترط فهم الدين والقناعة التامة به لقبول الانتماء اليه، وعلى الأقل في كنيسة المشرق حيث كان لكل طفل شخص نسميه قريوا وهو ليس الاشبين الشائع بل الاب الروحي. كان هذا الشخص الذي يتعهد بتعليم الطفل مبادئ الدين وكان يصير تلقاءيا الاب الثاني للطفل. ولكن الانتماء الديني، اثر في شيوع تسمية جديدة اوبالاحرى تسميتين، سورايا والتي تعني اتباع من اتى من سوريا الحالية، إشارة الى المبشرين الأوائل قدموا من ما نسميه اليوم سوريا (ومن هنا ليس مهما باعتقادنا الدخول في تفاصيل تسمية سوريا لانه ليس مهما كثيرا). والتسمية الأخرى والمتاتية من كتاب التوراة، وهي الارامي، والتي كانت تعني في الغالب الغير المؤمن بالاه اليهود، يهوه او ايل او الاها او الله،. هنا ورغم ان الدين المسيحي لم يكن سياجا خالصا يمنع الاختلاط والتزاوج مع الاخرين، الا ان الناس بدات باطلاق التسمية سورايا لكل معتنق للدين المسيحي، واراميا لكل من بقى على عقيدته السابقة. وظهر للمسيحيين في المشرق او في المناطق التي كانت تحت حكم الفرثيين او الفرس، قيادة من نوع اخر، قيادة يتوجهون اليها في شؤونهم الدينية، قيادة تتحكم بترسيخ مفاهيم مركزية مثل الصلاة الموحدة والطقس الموحد والزي الموحد، وحتى الاكل والصوم. ولكن هذه القيادة لم تحاول ان تستغل طاعة الناس لها، لكي تتحول الى قيادة سياسية. بمعنى ان تشكل لنفسها قوة ودولة وتحمي المؤمنين والتابعين لها. رغم سهولة امتلاك الأسلحة وانتاجها في ذلك الحين. وليس من الطبيعي ان نقول ان المسيحية اثرت فينا فقط من الناحية الدينية، بل يمكن انها اثرت في أمور كثيرة من مفردات لغوية وكما قلت تقسيم الناس الى سورايا وارامايا. كما ان معتقدات الناس السابقة اثرت في المسيحية حينما تم تبني الكثير من الأعياد والاحتفالات الدينية والشعبية السابقة واضفاء صبغة مسيحية عليها. وكان المتغيير التاريخي الاخر هو الاحتلال الإسلامي، هذا الاحتلال فرض على الناس تقسيما جديدا، اهل الذمة من اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى والصابئة، ومن لم يكن منهم فام الإسلام او القتل. اهل الذمة فرضت عليهم الجزية، وهذه الجزية كانت تتبع اهواء الحكام وبيت المال، فان كان خاويا فتزيد، ولان الناس كانوا فلاحيين في الغالب، ولان الإسلام كان يمنح مزايا كثيرة للرجال خصوصا، الزواج والطلاق، الاسلاب والغنائم، والتخلص من الجزية، والاهم ان المسلم كان يمكن ان يامر الاخرين ممن هم غير مسلمين ويستغلهم لانه بحكم الدين صار سيدا. كل ذلك دفع الكثيرين لاختيار الدخول في الاسلام. واذا كنا نقراء عن مشاركة المسيحيين السريان في تقدم الحضارة الإسلامية، فهذا في المدينة حيث كانت الحاجة الى خبراتهم العلمية والثقافية ماسة. ولكن في القرى والكفور كان يمكن لاي ملا او مفتي ان يفتي بكفر الاخر ويعمل به ما بشاء والاخبار ما كانت تصل الا بعد ان يتحول الكثيرين الى الاسلام. وبعد التحول كان يمنع عودة من اعتنق الإسلام تحت أي ظرف الى عقيدته السابقة. وحدثت تاثيرات دخلت في صلب الايمان أيضا فمسألة الصور التي تشددت فيها كنيسة المشرق مثلا كانت بتاثير من الإسلام. ومسألة تعميد الأطفال كان بتاثير من القوانين الإسلامية التي تبيح قتل كل او فرض الإسلام على كل من ليس من اهل الذمة. ولكن التاثير الأكبر الذي حدث مع الاستعمار الإسلامي كان تقسيم الناس حسب اديانهم. ووضعهم في درجات متفاوتة. وهذا التقسيم لم يكن تقسيما طبيعيا أي ان الناس تنتمي الى اديان مختلفة ويكون هناك تقارب بين ألمنتمين لدين معين اكثر مما بين أبناء الأديان المختلفة. بل كان التقسيم قانوني. صحيح ان تاثير الدين في تقسيم المجتمع بداء مع الزارديشتية والمسيحية ولكن كما قلنا في الإسلام صار قانونا، يفرض القيم والقوانين والممارسات الإسلامية كامر واقع يجب الالتزام بها. لا بل ان أبناء بعض الأديان مثل المسيحيين واليهود تم الفرض عليهم ارتداء زي معين (راجع قوانين عمر) وخصوصا في ازمنة بعض الخلفاء مثل عمر بن عبد العزيز او المتوكل. ولكن كانت هناك ميزة ما لا تزال باقية، فالخلافة العباسية مثلا كانت تتعامل مع المسيحيين على الاغلب من خلال بطريرك كنيسة المشرق، لانه كان في بغداد، او ان الولاة كانوا يتعاملون مع البطاركة ولكن في ظل تعامل قانوني واحد.
ومع استيلاء الدولة العثمانية وفرض سيطرتها على المنطقة، كان التعامل مع المسيحيين من خلال البطريركية اليونانية في البدء، اللا انه في ما بعد، تم ترسيخ نظام الملل، حيث تم التعامل مع كل ملة كجهة مستقلة عن الاخريات. وخلال اكثر من ثلثما ئة سنة من نظام الملل، ترسخ مفهوم الانقسام والتباعد بين بين أبناء امة وشعب واحد. وعلى الرغم من ان الكنيسة الكلدانية لم تنقسم من كنيسة المشرق فعليا الا بعد عام 1780 ميلادية. الا ان التفسيم الملل ومحاولة البعض ترسيخ الانقسام بخلق أسس وهمية سواء دينية او اجتماعية له، جعل البعض يعتقد ان هناك تمايزا حقا بين المكونات الطائفية لشعبنا.
نعم ان كنيسة المشرق ضمت شعوبا من أصول مختلفة، ولكن المتكلمين بالسورث هم شعب واحد، هم سوراي او اشوريون او كلدان، وعندما أقول او فهذا معناه ان أي تسمية من هذه التسميات تليق بهم. واليوم لا معنى ابدا لصراع التسميات، لان أي من هذه التسميات هي لنا ومن انتاج شعبنا وجزء طويل او قصير من تاريخنا، والمفترض ان نحتفي بها، لان ازالتها من دفتر ذكرياتنا اما ستجعل منا ذو اصل مجهول او تترك فراغا مبهما في المسيرة التاريخية لشعبنا. اليوم لا هناك خيار تم اختياره لتاطير الحركة القومية لشعبنا وهو الاشوري، وكان يمكن ان يتم اختيار الكلداني او السرياني، ولكن لنفترض ان الاشوري تم اختياره نتيجة للصيت الذي احدثته الاكتشافات الاثرية فما الضير من ان يفكر الناس من الاستفادة من مرحلة مراحل تاريخهم لنيل حقوقهم. وهنا نحن نتحدث في أواسط القرن التاسع عشر وظروفه الفكرية والعلمية. علما ان التسميتين الاخرتين كانتا مستعملة في تسمية الكنائس. كاستعمال بطريرك بابل على الكلدان اوتسمية الكلدان وعلى الاغلب ان البابا أوجين الرابع عندما اصدر برأته بوجوب تسمية المتحولين الى الكاثوليكية بالكلدان في 7 آب من سنة 1445 م، انطلق من حقيقة ما وهي ان الكنيسة كانت في الغالب تعرف لدى الدوائر الغربية باسم الكنيسة النسطورية. فمن المحال تسميتهم النساطرة الكاثوليك. ولذا اختار تسمية كلدان. وكذلك ان تسمية السريان كانت مستعملة في اسم الكنيستين السريانية الأرثوذكسية والسريانية الكاثوليكية. من هنا فان حضور الاشورية كانت الأقوى في الخيار. وليس الأصول الجينية للناس.
الحركة القومية تحت المسمى الاشوري، هي حركة في الغالب علمانية على الأقل من حيث نظرتها لابناء شعبنا من مختلف الطوائف المذهبية في المسيحية. وليس ممكنا لها ان تكون كذلك في نظرتها لبقية المذاهب والأديان وان حاولت التطور نحو ضم او محاولة ضم الاخوة المندائيين والازيدية. واعتقد ان المحاولات جارية وعلى على المستوى الفكري على الأقل. وهذه العدم إمكانية متأتية من الإمكانيات الواقعية لهذه الحركة امام إمكانيات العرب والكورد وليس من الحد من الطموح الحقيقي لها.
لو نظرنا الى مضمون الحركة القومية الاشورية. فان هذا المضمون يؤكد على حقائق معينة وهي ان خلاص شعبنا او امتنا هو في العمل بصورة جماعية او(وحدة) من اجل التخلص من تحكم الاخرين بنا. وللتخلص من المذابح والاعتدات التي تطالنا، واستغلال خيرات بلدنا لصالح شعبنا. ولكن مما تتكون امتنا، في هذا المنظور، انهم كل المتكلمون بالسورث او لشانا سوريايا واحيانا سمى باسم لشانا كلدايا او اتورايا وهي مسميات لنفس الشئ. وبالتالي فان تعريف مضمون الهوية الاشورية أعلاه يعني ان الاشورية حددت الاطار الفكري الواضح لها. اعتمادا على اللغة وليس على الكنيسة وليس على التسمية أيضا. واليوم عندما يأتي الكلداني ويقول ان الاشوري يسرق تراثي او لا يعترف بوجودي، فهذا يعني ان تقول للاشوري عليك ان تتنصل من كل تاريخك وكل مفاهيمك القومية، وتبنيها على أسس جديدة. ولكن الكلداني في الاخر حينما تضطره سيعود ويعترف ويقول ان الكلدان هم كل من تكلم الكلدانية او بالأحرى السورث. وهنا عاد الى مضمون الاشورية دون ان يتبنى التسمية فقط.
في حوارات متعددة مع بعض الاخوة من المتبنين للتسمية الكلدانية، حاولوا باعتقادي تبرير وجود الكلدان بمعزل عن الاشوريين. ففي حوار سابق مع الاستاذ المرحوم حبيب تومي قبل سنوات قال ان كلدان سهل نينوى أتوا هجرة من وسط وجنوب العراق الحالي ابان القرن الرابع عشر الميلادي. طبعا هذا غير ممكن فالناس تهاجر في الغالب طلبا للامان. ومن استقراء التاريخ نلاحظ ان اهل المنطقة خلال القرون المذكور كانوا يتعرضون لسلسلة من الاعتدات والهجمات والمنطقة برمتها كانت ساحة للصراعات المختلفة. مما اضطر الكثيرين للجؤ الى الجبال العصية للحفاظ على انفسهم وعلى معتقداتهم. في حين ان وسط العراق وجنوبه بالاخص كان اكثر امنا، عدى بغداد. والامر الاخر ان الكثير من الساكنين في قرى ومدن سهل نينوى سيجدون لهم أصول من قرى الجبال. او ان اجدادهم أتوا من اشيتا او غيرها من مناطق الجبال. وحينما نخضع مقولة الكلداني والسراياني للامتحان امام هذه الحقيقة ونتسأل مالذي غيره الناس فيهم لكي يتغيروا من الاشوريون الى الكلدان. في الحقيقة لاشئ الا المذهب الديني، باعتبار ان كنيستهم كنيسة المشرق اعتبرت في الغالب كل المسيحيين اخوة.
اذا، اذا كانت تفاصيل او أسس اومفردات الهوية واحدة، فلما التسميات المختلفة؟ هنا هو السؤال، واعتقد ان الإجابة الواقعية له انه بسبب الكنيسة اوبعض الكنيسة التي حاولت ان تلغي أي دور او تطلع سياسي لابناء شعبها. سيرا على مخطط غريب ان مهمة الكنيسة هي الحفاظ على الدين وليس القومية. متناسين ان من مهمة الناس الحفاظ وتطوير مفرادت هويتهم القومية التي اليها ينتمون وان يتمتعوا بخيرات بلدهم ويطوروا وبشكل مستقل ثقافتهم ويسنوا قوانينهم التي تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم. والتعريف المتطابق للهوية الكلدانية والاشورية، والتوجه العام لاغلب أبناء الكنيستين (الكلدانية والشرقية بفرعيها) للاعتراف بالتسمية الاشورية كاطار، يعني وضع محتوى الحركة القومية تحت التسمية الكلدانية امام إشكالية كبيرة وهي الهوية أساسا. لان السؤال الأساسي المتأتي سيكون اذا كانت مفردات الهوية متطابق او متشابه لحد اكثر من 95% فلماذ هذا الانقسام وتشتيت الجهد، هل فقط لاجل التسمية والتسميتان من تراثنا، ومن تاريخنأ، لا بل ان الحركة القومية الاشورية تفتخر وتضم الكلدان ضمنها وتعترف بالمرحلىة الكلدانية وتفتخر ببابل كافتخارها بنينوى. في حين ان المدعين بالكلدانية يلغون المرحلة الاشورية من تاريخهم وتيعتبرونهم اغراب ليس الا. هذا ناهك عن ان كلدان ايران يعترفون بهويتهم القومية الاشورية وكم لا باس به من سريان تركيا وسوريا، لا بل ان التحرك القومي السرياني يستمد قوته من تراثه الاشورية واغلب التنظيمات السياسية العاملة في هذا الطيف من شعبنا تعترف بالتسمية الاشورية لوحدها او تستعمل التسميات الثلاثة (الكلداني السرياني الاشوري) او (السرياني الاشوري). والامر الاخر ان الكثير من كلدان مناطق زاخو وصبنا ومانكيش ودهوك ونزولا الى سهل نينوى يعتزون بانتماءهم القومي الاشوري. فهل من اللائق اطلاق تسمية المتأشور عليهم وهم يفتخرون بنفس الهوية التي يدعون الدفاع عنها؟ انها أسئلة محورية باعتقادي على من يتصدي للعمل بالتسمية الكلدانية اوبالحركة القومية الكلدانية ان يعالجها. ان الهوية ليست كلمة نطلقها وكفى،. انها مفهوم واذا كان مفهوم الهوية لدى كل أبناء شعبنا واحدا فعلام الصراع المستديم لاجل تسمية هي بالاول والأخير جزء من تاريخنا وعلينا ان نتصالح معها. وعلام الاستمرار فيه وترك معالجة الأمور الأكثر الحاحا. مثل تثبيت حقوق شعبنا ودعم شعبنا للتشبث بالأرض وترسيخ مفاهيم الهوية المشتركة لديه. ان التسمية الثلاثية والتي لم تلقى رضى الكثيرين هو اتفاق للحفاظ على الحد الأدنى من حقوقنا ووجودنا في ظل الصراع التناحري الغير المجدي والذي يحاول البعض ان يجعله اما قاتل او قتيل. وخصوصا بعض الموتورين ممن يحاربون لاجل فتات المصالح الفردية واقسام من الكعكة لغايات شخصية. وليس لترسيخ الحقوق وتثبيت مفرادات الهوية التي يظل يستعملها كمفردة ولكنها لديه فقط عنوان واحد هو التسمية.
26 تشرين الأول 2015 عنكاوا
تناقضات العمل القومي بين حركة التحرر الوطني و حركة المطالب القومية
من المجحف به قيام بعض الاطراف باللعب على مشاعر ابناء شعبنا، ففي الوقت الذي يسوقون للوحدة الوطنية في رفضهم للحكم الذاتي، رغم ان الحكم الذاتي لشعبنا لا يتعارض مع وحدة تراب الوطن، وهو هنا العراق. ومن جانب اخر ورغم قبولهم بالحل الفدرالي للمشكلة الكردية لا بل العراق الفدرالي، بما يعنيه من امكانية تشكيل اقاليم فدرالية اخرى مستقبلا واستنادا الى الدستور الساري، فان هذا البعض والمتشكل من طرفين متعاديين في النظرة والاتجاه، يطالبون بمطالب في مناطق معينة هي من مطالب التحرر القومي او بما يعني الاستقلال.
مضمون حركة التحرر القومي والاخذ به كحل لمشكلة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، يعني اعتبار كل القوى التي تستولي على اراضينا التاريخية باتساعها او حتى لو افترضنا بحدها الادنى، هم مستعمرون، والواجب هو العمل على طردهم واحلال ابناء شعبنا محلهم وتشكيل سلطة سياسية جديدة تعبر عن الواقع الجديد. اي ان مفهوم التحرر الوطني او القومي يعني ان يتم اعتبار العرب والكورد مستعمرون، وبالتالي الواجب ازاحتهم واحلال ابناء الارض الاصليين محلهم. ان نشر مثل هذه المفاهيم الخاطئة والمثيرة للاشمئزاز، يعني في ما يعنيه زرع بذور الياس والقنوط من العمل القومي بوضع اهدف مستحيلة التحقيق، مما يجعل من عمر العمل القومي للفرد من شعبنا عمرا قصيرا. هذا ناهيك ان متطلبات تحقيق او العمل من اجل التحرر القومي غير موجودة، فمثلا لا توجد في الحقيقة ارض خالصة يتواجد عليها شعبنا لوحده، ولها حدود مع الجوار الاقليمي، وهو امر اساسي للشروع بحركة التحرر القومي، ناهيك عن الوحدة القومية المصابة بشروخ التسميات والانقسام الطائفي مما يمنح الخصوم او الاعداء المفترضين حيزا واسعا للتدخل في الشأن القومي، لا بل ان بعض الاطراف تلجا الى الخصوم او الاعداء المفترضين للتقوي بهما، والاكثر ايلاما ان اجزاء كبيرة من شعبنا حاولت مؤسسات معينة سلخهم من انتماءهم القومي، وفضلوا في الغالب الانتماء المصلحي الاني، ولذا فاعتبروا انفسهم جزء من الاكثريات وليس لهم شأن بدعاوي العمل القومي. امام كل هذه العوائق، يلجا هؤلاء الناس الى البتر، وسحب الانتماء القومي من الغالبية العطمى من ابناء شعبنا، مانحين شرف هذا الانتماء لاقلية من الشعب، غير مدركين او غير مهتمين بالارض التي يتركوها من ارض الاباء.!! ومن ناحية اخرى فان هذا الخطاب المزدوج يكشف عن ازدواجيته وقصر نظره حيمنا يخص البعض بتهمة الاحتلال ويبرء الاخر من ذلك، وفق مصالح انية ضيقة وحسابات سياسية مبنية على انه لا يصح الا ما كان سابقا متحققا، وكل ما يطراء فهو طارئ ومستحدث وخارج اطار المعقول. والسابق ليس العودة الى الاف السنين الى الخلف، وتذكر الامبراطورية العظيمة، وليس العودة الى الفتوحات المسيحية بما واكبها من حركة علمية وثقافية خدمت البشرية ودفعتها لتصل الى ما وصلت اليه اليوم. بل العودة الى ما سبق التغيير الاخير، اي العودة الى نظام وسلطة سياسية شبيه بنظام صدام وان لم يقولوا ذلك، حينما يطالبون بالمركزية.و اقصى مطامح العودة هي العودة الى فترة السلطنة العثمانية، مانحين تركيا السلطة الوطنية على جزء كبير من اراض شعبنا. ان تلوين الشعارات بطلب المساواة مع الكورد والعرب، امر مثير حقا ومفرح حقا، ولكن هنا لا يطالبون بالمساواة القانونية بين الشعوب الثلاثة، بل الامر هو المساواة بما حصل عليه الاكراد والعمل من اجل اقامة الفدرالية الخاصة بشعبنا، متناسين ان شروط الفدرالية هي ان تكون هنالك محافظة او اكثر، وهذا غير موجود، ومتناسين التداخل الكبير بين اراض ابناء شعبنا واراضي جيراننا الكورد بما يجعل اقامة اي حدود ادارية مستقلة امر شبه مستحيل، ومتناسين انه لتحقيق هذا المطلب هناك امران يجب ان يقوم بها شعبنا، اما العمل من خلال الاليات القائمة، وهي اليات ديمقراطية يضبطها الدستور الساري، وهذا الامر يحتاج الى اصدقاء يساندون هذا المطلب، والكورد ليسوا مستعدين ليكونوا في هذه الحالة الاصدقاء لانهم سيعملون على تجزئة مناطقهم بانفسهم، والسيدان يونادم كنا وابلحد افرام وان بقيا يصرخان ويتعاركان كل وقتهم من اجل تحقيق هذا الحلم فانه لن يسمع احد صوتهما، ولا نعتقد ان السنة والشيعة من العرب سيساندوننا في مطلبنا لانهم بحاجة لقوة الكورد في البرلمان اكثر مما هم بحاجة لعضوي البرلمان من ابناء شعبنا. او العمل بالقوة والفرض، وهو امر فندنا امكانية القيام به لعوامل ديموغرافية واضحة، الا ان اكنفينا بالقوة المستعملة في اعلامنا الداخلي والا اذا كان هدف البعض محاربة الواقع الراهن لحين خروج اخر فرد من ابناء شعبنا وترك الساحة خالية لمن يقال انهم استلوا على اراضينا!!
ان ما يطرح من تشبيه وضعنا بحال الفلسطينيين هو دعوة الى التشبه بالفاشل، فرغم من ان هناك احدى وعشرون دولة ساندت ودعمت وايدت بكل الوسائل القضية الفلسطينية،سواء بالاموال او الدعم السياسي الذي امتد الى اكثر من سبعة وخمسون دولة اسلامية، الا ان واقع الفلسطينيين تحول من بؤس الى بؤس اشد، ومن تقسيم مناطقهم بين الاردن ومصر الى تقسيمها وحسب الايديولوجيات بين منطقة حمساوية ومنطقة فتحاوية، مع ما رافق ذلك من عمليات قتل بشعة مارسها كل طرف ضد الطرف الاخر، بما اظهر الاسرائيلي قياسا بهما انسانا وديعا ورحوما. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى، ان هذا التشبيه يعود الى نغمة الاحتلال، اي الى اثارة مسألة التحرر القومي والوطني. متناسين دعواتهم الدائمة لوحدة العراق بمركز قوي، ليس لان المركز القوي هنا يمثل الحل الناجع لمشاكل العراق الحالية، بل لاعتقاد هذا البعض ان المركز القوي سيحد من مطالب الكورد الى حدها الادنى، وكأني بهم يقولون ان لم نتمكن من الحصول على ما حصل عليه الكورد، فلنعمل او لنبشر بالحد من طموحات الكورد، وكان كل المشاكل القومية تحل بهذه الصورة الخيالية والاعتباطية. والجماعة عندما يدعون الى العراق الموحد لا يدركون ان هذا العراق هو الذي شرع الاقليم الفدرالي ومنحه شخصيته القانونية، بما سمح لبقية الدول لكي تفتح لها قنصلياتها في عاصمة الاقليم اربيل.
منذ تأسيس العراق الحالي وهو يدار من قبل المركز، اي من بغداد، حتى سرت نكتة ان لا يحق تعيين فراش (الفراش هو من يقوم بنقل الاوراق بن الموظفين واحيانا يقوم بعمل الشاي وجلب متطلبات الموظفين، وهو اصغر مرتبة في سلم العمل الوظيفي) في اي دائرة وفي اي مدينة دون موافقة بغداد، وباسم بغداد استولت اطراف عديدة على السلطة، واستغلتها لتحقيق مأربها، ونشر ايديولوجيتها، لا بل تم استغلال اموال العراق لاجل نشر الايدولوجيات المتطرفة والارهاب، وتم استغلال هذه الاموال لتدمير العراق وقتل ابناءه دون استشارة العراقيين، وباسم الامة الواحدة ذات الرسالة الخالدة .
ان تغيير واقعنا القومي امر مطلوب وكل التنظيمات تعمل او تدعي العمل من اجل ذلك، ولكن هذا التغيير لا ينطلق من فراغ، بل يجب ان ينطلق من مسلمات معينة، وواقع شعبنا في العراق ليس سليما البتة، لا بل ان هناك تهديدات جدية لوجوده، وهناك اهمال لمتطلباته، وهناك تهميش لدوره، والمؤسف ان لعبة التهميش التي نشعر بها كشعب من ضمن الشعوب العراقية، مارسناه احدنا ضد الاخر، في بادرة منحنا فيها الشرعية للبقية لتهميشنا، فعندما نكون مستعدين لقتل ابناء شعبنا، فليس من حقنا لوم الاخرين على قتلهم لنا، بل اننا نمنح الشرعية لقتلة شعبنا، وعندما نتجراء على بث الاتهامات الكاذبة احدنا ضد الاخر، فيجب ان لا نستغرب اتهام الاخرين لشعبنا كله او تهديده كله للشك به لامتلاكه هوية محددة.
ان تغيير واقعنا القومي في العراق كان يجب ان يكون السابقة التي منهات ينطلق شعبنا في بقية رقع تواجده من ارض بيت نهرين،ولكن المزايدين وطرحة الشعارات البراقة والتي لا تستقيم مع اقوالهم ذاتها، لا يتركون مجالا للهدوء وللبناء ولتراكم الخبرات والامكانيات ولهضم ما يتم تحقيقه للانطلاق الى الافضل.
يجب ان يتم تعرية مثل هذه الخطابات الديماغوجية، والتي لا يمكن ان تمنح لشعبنا اي بصيص امل بقدر ما تساهم في بث الياس، لقد وصل الامر بالبعض لدرجة انهم لا يمانعون من ان يترك كل شعبنا اراضيه وممتلكاته ومؤسساته فقط لكي لا يعترف بواقع سياسي قانوني قائم. انهم بحق قتلة الشعب وراميه الى المجهول، فهل ان شعبنا بوجود امثال هؤلاء بحاجة للاعداء؟؟
8 حزيران 2009
استاذ خوشابا سولاقا: لنعمل من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه
نشر الاستاذ خوشابا سولاقا مقالة على موقع عنكاوة بعنوان (رؤية استراتيجية للماضي والحاضر من اجل المستقبل القومي لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري).
والذي يهمنا منها بقدر تعلق الامر بموضوعنا هي الفقرة الخاصة بالمحور السياسي القومي والتي يقول فيها:
((ثانيا: المحور السياسي القومي
انطلاقا من ايماننا بالنهج الديمقراطي وبالتعددية الحزبية والسياسية وقبول الاخر وعدم الايمان بسياسة الاقصاء والتهميش والاستئثار بالقرار السياسي على المستوى القومي والوطني لابناء شعبنا، والايمان بان الشعب مصدر السلطات عليه بالتالي عدم الايمان بمصادرة اراء وحرية الاخرين من العمل السياسي على الساحة القومية. لذلك يتطلب من المؤسسات السياسية لابناء شعبنا التي تمتلك قرارها السياسي المستقل في هذا المجال فتح الحوار الصريح والصادق مع بعضها وبدون شروط مسبقة لاجل توحيد الرؤى والاراء وبالتالي توحيد الخطاب السياسي لها على المستوى القومي والوطني للعمل المشترك..
اما تقرير الحكم النهائي في كل شان قومي بحق اي طرف من الاطراف السياسية العاملة على الساحة القومية وتقييمه يكون من حق جماهير الشعب وليس ذلك من حق اي طرف سياسي -كائنا من يكون- ان يجعل من نفسه بديلا للجماهير، ومعيارا لتقييم الاخرين، هذه الرؤية في العمل السياسي تعتبر قمة الممارسة الديمقراطية في العمل السياسي الجماهيري الايجابي.)) انتهى الاقتباس
اولا، اود ان احيي هذه الروحية الجديدة لدى الاستاذ خوشابا سولاقا، ولكن الذي لا زلت بحاجة الى الاستفسار عنه، هو هل ان ما طرحه الكاتب هي رؤية شخصية ام انه توجه حزبي حيث ان الكاتب عضو في قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية، فمن خلال اطلاعي على مواقع الحركة او القريبة منها لم اجد المقال منشورا، ولذا فانه لا يمكن الاستنتاج الصحيح ان كان هناك تطور في توجهات الحركة الديمقراطية الاشورية في القبول بالاخر وعدم الايمان بمحاولات الاقصاء والتهميش والاستئثار بالقرار السياسي، ام لا.
لا اود ان تعتبر مداخلتي هذه على مقالة الاستاذ خوشابا سولاقا تهليلا ومسارعة لاعتقاد البعض انني اعتبر ما جاء فيها تغييرا حقيقيا في ممارسات الحركة الديمقراطية الاشورية وبعض قياديها، الا ان تجاهل الطروحات الايجابية امر غير منطقي وغير سليم ايضا.
التفاعل مع الايجابي ودفعه لكي يتطور ويقحم الساحة ويعمل على اخذ مساحة السلبي امر من واجبنا كلنا العمل عليه، وخصوصا انه بات واضحا ان شعبنا وبكل مؤسساته السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية يعيش حالة ازمة خانقة لا يمكن ان تبقى مستحكمة برقاب ابناءه. بل يجب ان يعمل الجيمع من اجل فك عقدة هذه الازمات واولها يكون بحل الازمة السياسية بحكم ان السياسة تتعامل مع المصالح المباشرة وليس مع قيم دينية لاهوتية او مع بنى فوقية تكون نتيجة لتطورات ثقافية سياسية اجتماعية وبالتالي تحتاج الى زمن وامكانيات اكبر.
لا اعتقد اننا بحاجة لطرح مبادرات جديدة، فالامر لا يتعلق بالمبادرة ونوعها وان كنت ساعيد كتابة بعض المقترحات المساعدة ولكننا بالضرورة بحاجة الى الفعل المباشر اي اولا القناعة بانه لا بد من الخروج من عنق الزجاجة الحالي والا فالجميع خاسرين، والامر الاخر العقلانية وعدم محاولة استغلال روح العمل الجماعي من اجل فرض اشتراطات تنسف العمل المشترك.
من ناحية المبادرة وكيفية تنظيمها فانني لا زلت على اعتقادي بانه من الضروري ان يكون هناك مجلس سياسي يضم الشخصيات الاولى في احزاب شعبنا المؤمنة بوحدته القومية برغم تعددية اسمائه التاريخية، بالاضافة الى الشخصيات التي لها مراكز قوية في الاحزاب الوطنية العراقية مثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي وحركة الوفاق العراقي وغيرها، مع ضم الوزارء الاتحاديين والاقليميين واعضاء البرلمان الاتحادي والاقليمي الى هيئة المجلس السياسي.
ان الغاية من توسيع هيئة المجلس السياسي هي الاستفادة القصوى من تواجد ابناء شعبنا في مختلف مفاصل السلطة واستغلال هذا التواجد للعمل من اجل تطوير اداء شعبنا ونشر تطلعاته وما يرمي اليه وتنفيذ المتفق عليه في المجلس السياسي.
المجلس السياسي لشعبنا يجب ان يعمل من اجل رسم السياسية العامة، ويقوم بتوزيع الادوار بين اعضاءه، ويكون بمثابة الهيئة السياسية العليا ويرتبط مع الحفاظ على استقلاليته المؤسساتية برئاسة بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي يجب ان يتخلص من محاولته مجاراة الاحزاب السياسية ليتحول الى ورشة من لجان تختص بامور معينة وتكون اداة تشريعية وقانونية واختصاصية، لتنفيذ مقررات المجلس السياسي.
ان عدم وضوح عمل مؤسساتنا وحدودها يكاد يكون احد العوامل الاساسية للارتباكات والتشنجات التي يصيب بها الجسم السياسي لشعبنا، لا بل يمكن القول ان عدم الوضوح هذا كان سببا لاعتبار البعض انفسهم القيميين على شعبنا ومقدراته، والظاهر، وللاسف، ان هذا البعض يعتقد انه لا بد لكل شعب من تجاربه الخاصة ووجوب دفعه للضرائب الباهضة لكي يتعلم فالشعوب، بحسب هؤلاء، لا تتعلم الا من تجاربها الخاصة!!!
ان التعددية السياسية التي نتغنى بها جميعا يجب ان تظهر بتعددية الرؤى الحزبية ولكن هذه التعددية تتوحد بخطاب موحد تجاه الاخر العراقي من خلال المجلس السياسي.
المسألة المهمة التي يجب ان نسارع الى تنفيذها، هي التطبيق الفعلي لمبادرة جميع قيادات الصف السياسي المؤمن بوحدة شعبنا، واخراجها من بوتقة التنازلات الشخصية، واعتبارها حالة خاصة انقاذية يجب تجاوز الشكليات فيها والعمل على برنامج محدد وباسلوب مرن قابل للتنفيذ، وترك التراكمات السلبية لممارسات البعض، ليس على اساس عفى الله عما سلف، بل على اساس الاهم ومن ثم المهم.
نحن ندرك اليوم ونعي ان تدخل بعض الاطراف في مسائل لم يكن من واجبهم التدخل فيها، ومحاولات هذا البعض الاستيلاء على قيادات مؤسسات عريقة او توجيهها بما يلبي مصالحه، كان موقفا تدميريا وغير مقبول.
وعلى هذا المنوال تحركت نفس الجهات لتسيير مؤسسات ثقافية واجتماعية، وكل من وقف بالضد من هذه الممارسات اتهم باشنع التهم.
الا ان معالجة ذلك اليوم يجب ان تمر من خلال الحوار وادراك الجميع انه لا سبيل لتكرار تلك الممارسات الخاطئة البتة، فكل مؤسسة من مؤسسات شعبنا يتم تقسيمها او يتم العمل على عرقلة عملها، يعتبر ذلك عرقلة لعمل شعبنا وتطوره في جانب من جوانب الحياة التي يجب ان نهتم بها كلها.
بالطبع كل المؤسسات السياسية لشعبنا، وكل الشخصيات الوطنية لشعبنا العاملة في الاحزاب الاخرى، ليست ملزمة ان تأخذ شهادة الاستقلالية او القرار المستقل من اي طرف اخر، فالكل يتأثر ويؤثر، وكل مجال من مجالات الحياة يؤثر بهذه النسبة او تلك في القرار المتخذ، وعليه ان تجاوز ذلك، والتنازل عن كرسي الاستاذية المانحة لشهادات استقلال القرار السياسي امر يجب ان يكون من اولى اوليات الاطراف الراغبة في العمل الجماعي، والاستفادة من زخم وامكانية ابناء شعبنا في قيادات الاحزاب الوطنية.
ان مشكلة اخراج شكل ومضمون الدعوة امر سهل ويمكن الاتفاق عليه، لو حسنت النيات وعرفنا حقا الواقع البائس الذي نعيشه، وهذا الواقع هو بالضرورة من نتاج عمل البعض، لانهم عملوا بكل جهدهم على تشتيت العمل القومي، واتخذوا القرارات من وراء ظهر الاخرين، واليوم وصل شعبنا الى حافة الهاوية، فيجب على السياسة ان تفعل فعلها وتتجاوز بعض الامور مرحليا على الاقل لانقاذ الكل.
وددت ان تكون هذه المقالة رسالة شخصية للاستاذ خوشابا سولاقا الا ان تعذر حصولي على عنوانه البريدي جعلني احولها الى مقالة للمناقشة العامة ولعل في ذلك فائدة اكبر.
15 ايار 2000-
انا آشوري، انا عنصري
ارجو ان لا يستفز العنوان احدا، فانا لا اجد لي موقعا في تصنيف العنصرية وبين صفوفها.. ولكن لاستعمالي الاسم الاشوري لشعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) يطلق علي البعض من ابناء شعبي هذه الصفة التي اعتبر نفسي بعيدا عنها، فانا اعتز باشوريتي ولكنني لا اكره اي من ابناء القوميات الاخرى سواء كان من العرب او الكورد او التركمان.
يحدث في الكثير من الاحيان سوء فهم او لغط ما، وهو ايضا لسوء الفهم اكثر مما هو لفهم الحقيقة. فبالرغم من ايماني الشخصي ان من يطلقون على انفسهم الاسماء السرياني والكلداني والاشوري، هم في الحقيقة ابناء امة وقومية وشعب واحد، ولا اختلافات بينهم البتة. فالاختلاف الأكثر الذي يمكن ملاحظته هو ان المنادين بالسريانية والمؤمنون بها وبتمايزها عن الاشورية والكلدانية يعزلون انفسهم ويبعدونها عن المنادين بالكلدانية والاشورية ويقولون اننا نحترم كل القوميات فاصلين ما بيننا. وكذا الامر بالنسبة للمؤمنين بالكلدانية حيث يعتبرون الاشورية والكلدانية والسريانية قوميات مختلفة حالها كحال الكوردية والعربية. اما المؤمنون بالاشورية فاغلبيتهم الغالبة يؤمنون بان الكلدان والسريان والاشوريين هم نفس الشعب وكلهم اشوريون والذي يفصل في كل الاحوال هو المذهب الديني. هذا بشكل عام. ولكن يوجد في الكلدان من يقولون انهم اشوريين وفي السريان كذلك.. ويوجد في الكلدان من يؤمن ان الكلدان والسريان والاشوريين هم قوميات مختلفة ولكنهم شعب واحد. وكما تلاحظون ان الداعين بالاشورية يجمعون كل الامة وهذا نابع من تجذر الوعي القومي فيهم لاسباب سياسية وثقافية وجغرافية.
انا ممن ولد وترعرع في بيت واسرة تؤمن بالاشورية كانتماء لها: وانا شخصيا منتمي لحزب قومي ووطني يتسمى بالاشورية منذ اكثر من ثلاث وثلاثين عاما: وخلال هذه الفترة دخلت تجارب مختلفة من النضال سواء كان سريا او في الكفاح المسلح او علنيا: سواء كان من خلال واجهات كنسية او طلابية او ثقافية او اجتماعية: وعشت مراحل العمر من المرحلة الطلابية والخدمة العسكرية (عدة مرات) والعمل الوظيفي، وكلها في العراق ولم انكر يوما انتمائي القومي الاشوري.
غير انه في العراق وحده كانوا يطلقون علينا الاثوري وهي نفس التسمية الاشورية واراد بعض العنصريين التلاعب على اختلاف الثاء والشين وتحميلها مفاهيم ونتائج وتبعات تاريخية وقومية وسياسية. لاحظ ان العرب وكتابهم في القرون السابقة كانوا يستعملون تسمية (اثور) وليس (اشور) التي بدا العرب باستعمالها في القرن الاخير.
بل وقد حاولت الشوفينية العربية في بحثها عن جذور لها في ارض العراق ان تروج نظرية فناء الاشوريين او على الاقل ان عرب العراق هم احفادهم نازعين بذلك حقنا في الانتماء الى تسميتنا ووجودنا وجذورنا: وليس لأحد حق انتزاع ذلك منا.
ولكن لأنهم أرادوا اعتبارنا غرباء لأجل الانتقاص من حقوقنا ومن مكانتنا، فحاولوا بشتى الطرق تعميم هذه الفكرة وجعلها أمراً مسلما به. ولكن نضال شعبنا بكل قواه القومية افشل هذا الامر بشكل تام. ولم يعد يوجد في العراق من يروج او يدعي هذا الامر. اي ادعاء انقراض الاشوريين وفصلنا عن اجدادنا، الا البعض من العنصريين الحاقدين ممن يريدون ان تستمر معاناتنا وتهميشنا.
في الاونة الاخيرة اثيرت تساؤلات من بعض الاطراف بسبب ترديدنا للتسمية الاشورية في مقالاتنا، ولعل سبب كتابتي لهذه المقالة هو ان التساؤلات اثيرت من قبل اشخاص نكن لهم كل الاحترام والتقدير. علما اننا، وعلى الاقل انا شخصيا، لم انكر ايماني بان الاشورية اصح الاسماء التي يجب ان تستمر في تسمية شعبنا وامتنا الواحدة. ولكنني في نفس الوقت قلت وبكل وضوح انني عندما اقول الاشوري فاعني به الكلداني والسرياني. الا في مواضع محددة حينها يجب التحديد، فمثلا عند ايراد عبارة الاحزاب المسماة بالكلدانية او المسماة بالاشورية فيحب حينها التحديد لتوضيح الامر للقارئ.
لقد اقريت واكدت مرارا انني لا احس باي انتقاص حينما يكتب كاتب ترعرع في اسرة كلدانية عبارة الشعب او القومية الكلدانية ويحسبني ضمنهم وهكذا للسرياني.. مشكلتي هي مع من يطلق التسميات المختلفة وهو يعني انهم شعوب وامم وقوميات مختلفة.
كما انني مع اية تسمية توحدنا كشعب في النهاية. فهذا مطلبنا وواجبنا العمل من اجله. ولكن هذا لا يتناقض البتة مع استمراري في الكتابة في مقالاتي اسم شعبنا بالشعب الآشوري وليس اسم آخر. فتوحيد تسميتنا بذكر الاسماء الثلاثة اي (الكلداني السرياني الاشوري) هو عملية وضع الجميع امام حقيقة لا تقبل الجدل باننا واحد وان اختلفنا على اي من هذه التسميات هي الاصح.
اذاً استعمال التسمية الثلاثية الشاملة هو حل لاشكالية موجودة لدينا. وهو حل مؤقت، قد يستمر اعواما عديدة او عقودا قادمة، وبحسب قدرتنا على التفاعل بعضنا مع البعض وتجاوز الحساسيات وروح الفرقة . وعندها سيكون الحل النهائي باقرار تسمية واحدة من التسميات التلاثة. ولكن هذا الحل لا احبذه وحتى ان رغبنا به، فهو غير ممكن التحقق حاليا. وسيكون ممكنا بعد فترة من العمل الفعلي والمشترك، وحينها وحينما يعرف كل واحد عن الاخر ويقبله كما هو ويدرك بان اي طرف ليس كما يتصور هو كالبنيان المرصوص اي لهم راي واحد وهم يتأمرون على الاخرين، اي عندما يدرك كل طرف ان الاطراف الاخرى فيها اراء مختلفة ومتباعدة احيانا، فحينذاك ستكون مسألة التوصل الى حل مناسب ولا يثير نفور الاخر مسألة سهلة وسنرضى جميعا بالحل وسنستعمله كتسمية موحدة لنا جميعا. وانا لن اخجل من ان اقول شعبنا الكلداني ان تم اختيار تسمية الكلداني كافضل التسميات. ولن اتهرب من استعمال تسمية شعبنا السرياني حينما يتم اقرار التسمية السريانية كتسمية وحيدة لشعبنا. ولكن الى ذلك الحين ساستعمل التسمية الاشورية كاشارة لشعبنا الواحدة والمتكون من الكلدان السريان الاشوريين. فمن غير المعقول ان نبقى نكرر الاسماء الثلاثة كلما اردنا ذكر شعبنا. فليذكر كل منا ما يراه الافضل او الاصح ولكن ليعتبرنا واحدا وليس ثلاثة شعوب او امم او قوميات.
بعد كل ما قرأناه من المهاترات في الحرب التسموية ليس بنيتنا اعادة الامر فاعتقد جازما. ان الغالبية باتت مقتنعة بالحل الحالي والذي يعني ذكر الاسماء الثلاثة في الخطابات الرسمية والقانونية لحين الوصول الى حل باختيار تسمية واحدة من التسميات الثلاثة. من خلال هيئة شرعية وقانونية فيها مختصون بتاريخ شعبنا في كل مراحله وتاريخ الكنيسة وتاريخ الفعل القومي.
اما عن عودة البعض الى القول بالقوميات المختلفة فنحن لحد الان لا نزال غير مقتنعين بهذا التوصيف. لاننا وحسب فهمنا لمدلول مفردة القومية يتأكد لنا ان هذه الاطراف الثلاثة هم قومية وامة وشعب واحد. ان حساسية البعض من طرح مسألة ايمانية خاصة. يثير الاستهجان، فمن حقي أن اؤمن بان الآشورية هي أفضل التسميات، ومن حق من ينادي بالكلدانية ان يؤمن ان التسمية الكلدانية هي الاصلح وكذا بالنسبة للمؤمن بالسريانية. ولكن ليس من حق احد ان يفرض تسمية ما ويجب ان تقال والا الويل والثبور والعودة الى نقطة الصفر وعودة النقاشات التافهة التي عشناها بلا مبرر. ليس من حقي ان اعلن نفسي ناطقا باسم المنادين بالاشورية وليس من حق احد ان يعتقد انه الناطق باسم الكلدان، لانه لا الاشوريين ولا الكلدان قد اختاروا شخصا بعينه ناطقا باسمهم.
ان المفروض ان نعبر هذا المنحدر الذي ياخذنا بعيدا ونعمل لما بعد المرحلة الراهنة. ان الطروحات السياسية الناضجة التي توصلت اليها احزابنا وشخصياتنا القومية والثقافية. بحاجة الى الدعم بالراي والمساندة ولنترك هذا الحوار العقيم، فما توصلنا بشأنه كان خطوة كبيرة للامام والى يوم نتوصل الى اسم واحد لا يثير حزازيات بين الجميع.
عنصريتي ايها الاحبة القراء هي للانسان، الانسان الذي يصون ويحترم الكرامة الانسانية، ولكنني ايضا “عنصري” تجاه شعبي بمعنى انني احب له كل الخير وكل ما يجعله يتقدم الخطى الى الامام راميا كل ما يسحبه الى الخلف، ومنها موضوع التسمية واثارتها بين الحين والاخر،. لا لشئ بل اقول لانها مسألة سجالية قد يتلذذ القراء بقراءتها ولكنها قد تجدد طروحات غبية وجدالات عقيمة وصلت لحد كيل المسبات.
انني اكاد اجزم ان من يريد طرح هذه الامور كل مرة، لا تهمه مصلحة امته الواحدة فالمهم لديه ان ينتصر بذكر ما ينادي به. ولو كان على حساب شعبه على المدى البعيد، لا بل ان البعض مستعد ليتنازل عن اي حق يتمكن طرف ما من انتزاعه لمجرد انه باسم لا يؤمن به او يكرهه او لديه حساسية منه.
انها دعوة لتفهم الامور بسلاسة وشفافية وعدم التزمت، فانا وحسب ايماني ان ابن القوش وتلكيف وشقلاوة وديانا وبغديدا وكرملس وعنكاوا وبيباد وبليجاني و اورمي وبروار وطورعابدين كلهم اشوريون وهذا ايماني الذي ابشر به والمعذرة لعدم ذكري كل مدننا وقرانا الجميلة، فلماذا يغضب ايماني هذا البعض، في حين انا لا أغضب من ما يؤمنون به بان ابناء هذه القرى والمناطق هم كلدان او سريان..
اليس من حقي التبشير بما أؤمن به، وحين نتفق على تسمية موحدة اي واحدة من التسميات الثلاثة التي عرف شعبنا بها فحينذاك عاتبوني اذا ما اصريت على عدم التزامها.
الاراميون…. انها لمهزلة!!!!
البير ابونا ليس كاتبا حديث الدخول الى بوابة تاريخنا المديد، فكتبه مثل تاريخ كنيسة المشرق وتاريخ الادب الارامي وغيرها كانت لنا مراجع نتعلم منها ونستقي المعلومات حول تاريخنا المجهول، والبير ابونا رغم كل النقد الذي يمكن ان يوجه له سيبقى من الشوامخ في عصرنا وحامل مشعل التنوير، وسيفوز بشرف انه اجتهد وقال ما يراه صوابا. لا يمكننا ان نشكك في نزاهة وغاية البعض من طرح تسميات معينة لشعبنا كحل لما نعانيه من مشكلة التسمية، الا انه تبقى لنا كلمة ونظرة نقدية لهذا الجهد. اولا نحن لسنا في مركز القرار حيث ان رفضنا لمتقرح هو من باب الراي الاخر، والامر الاخر ان ما اقترح لم يكن هو المقترح الوحيد والماخوذ كحل نهائي ونحن اتينا على رفضه رغم قبول الغالبية.
اذا انا لن اناقش المراحل التاريخية التي طرحها الاب البير ابونا لانها حقيقية ولا اعتقد ان هناك من يشكك فيها، ولكن الخطاء احيانا يكون في فهم مضمون الامر منذ البداية، والظاهر ان الاب البير ابونا يعتقد اننا عندما نقول بالقومية الاشورية او الكلدانية السريانية الاشورية، فاننا نقول باننا من صلب هولاء الرجال والنساء ممن خلقوا الحضارات او المراحل التاريخية او السياسية التي تطبعت باسمهم وان دماءنا صافية نقية وهي من دماءهم، وهذا غير صحيح، اي نعم نحن ابناء الحضارة ولكن لسنا نؤمن ان هناك دماء زرقاء او دما نقية تجري في عروقنا من هؤلاء، ولكن هناك بالتأكيد تواصل حضاري وثقافي، والمضمون القومي هنا لا يحمل اي طابع عرقي بالمفهوم العنصري فالمفهوم القومي المبني على العرق هو مفهوم نازي وليس مفهوما انسانيا، الانتماء القومي هو الانتماء الى ثقافة ولغة وتقاليد اجتماعية وقيم تنتمي وتمتد في التاريخ لتتواصل مع سومر واكد وبابل واشور والسورايي بعد المرحلة المسيحية. ونحن لسنا باعتقادي من السذاجة ان نقول باننا من عرق الاشوريين القدماء وكلنا يدرك ما حدث لبلدنا والمراحل التاريخية التي مر بها والاختلاطات التي حدثت نتيجة المراحل التاريخية الطويلة ونتيجة لسواد فترة من المسيحية ضمت ابناء شعبنا المتكلم بالسورث، جعلت القيمة الدينية هي العليا وهي العامل الاساس في التزاوج والتواصل، نحن ندرك ان المسيحية المشرقية ضمت شعوب عديدة وهذا الامر سهل اختلاط الدماء وسهل اقامة علاقات اجتماعية عابر للغات ولكن المسيحية ايضا سهلت انصهار الكثيرين في بوتقة ثقافية حضارية معينة. وبالتالي قد يكون هناك من هو من اصل فارسي او تركي او افغاين وعتنق المسيحية وانصهر في البوتقة الثقافية لشعبنا فابناءه وسلالته سيكونون من ابناء شعبنا حتما، كما هو حال المئات من ابناء شعبنا ممن اعتنق الاسلام وانصهر في البوتقة العربية او الكوردية.
بالطبع ان عدم الادعاء باننا من العرق الاشوري يقابله عدم قدرتنا على الادعاء باننا من العرق الارامي، وخصوصا ان الارامي سيبقى بشكل ما هلامي غير معروف وغير محدد بشكل دقيق، مثل امكانية تحديد الاشوري والاكادي والبابلي والسومري. كما ان اللغة التي تربطنا اليوم بالكاد فيها بعض الكلمات التي يمكن ان ترجع الى الاصل المصطلح عليها بالسريانية الادبية وهو فرع من الارامي كما يقال، ولكن بالتاكيد ان اللغة اليومية (وهنا لا نقصد الدخيل) وتصريفاتها تختلف اختلافا كبيرا عن السبريتا؟
ان مسالة تسمية شعبنا والتي ينبذها الاب البير ابونا، وهي تسمية الثلاثية، الكلداني السرياني الاشوري، تبقى ايضا اشكالية في الفهم، فلحد الان لم يدعي احد اننا نصنع قومية جديدة بهذه التسمية كما يدعي البعض، لحد ان البعض قال بصنع هوية جديدة، ولكن الكل يدرك ان هناك من يقول انه اشوري (اتورايا) والاخر يقول انه كلداني (كلدايا) وغيره يقول ان سرياني (سورايا) وهذه التسميات وان اختلفت، الا ان الداعين بها جميعهم من قومية وامة وشعب واحد، بدليل وحدة اللغة والتاريخ والتراث والارض والقيم، ولكن لان شعبنا لم يحضى بموسسة سياسية تحكمه في مرحلة المد القومي، وبالتالي لم تقم طبقة حاكمة او مؤسسة حاكمة بترسيخ تسمية واحدة تضم كل هؤلاء، فان هذا الشعب بقى يتارجح بين هذه التسميات ولاسباب تمسك الكنيسة وعدم رغبتها دمج ابناء كل هذه الكنائس وبناء الكنيسة سورا حول المنتمين اليها لحد ان بعض الكنائس كانت تعتبر ان الدخول الى كنائس اخرى يعتبر من المحرمات. فالطرح الواجب باعتقادي ليس بطرح اقتراح تسميات ليس لها اي قيمة وجدانية لدى ابناء شعبنا، سوى عدد ضئيل من بناء شعبنا في سوريا ولبنان وهو ايضا امر حديث لا يتعدي السنوات العشرة او الخمسة عشر الماضية. ان زيادة الاسماء المتداولة يعني زيادة التشتيت والتشرذم، ويعني صعوبة الاختيار، وبالتالي فاننا نعتقد ان النية السليمة وان توفرت فان نتائجها تبقي وخيمة العاقبة ولن تساهم في ايجاد اي حل.
لا يمكن الركون الى ما يطلقه بعض المؤرخين من ان اللغة الارامية قد حلت محل اللغة التي كان يستعملها ابناء شعبنا في اشور وبابل، فالواقع ان الاشوريين و البابليين وقبلهم الاكاديين، لم يكونوا فقط ابناء مدينة بابل ومدينة اشور فهم كانوا من ابناء المدن وابناء الارياف، ولو علمنا ان الريف كان مكتفيا ذاتيا حينذاك من كل شئ، فالتواصل بين المدن والقرى وحتى بين القرى بعضها البعض كان صعبا وغير يومي، مما يعني انه لا يمكن فرض لغة شعب اخر بالتغلغل المدعي به، وكيف يمكن ذلك والشعب بغالبيته امي لا يقراء ولا يكتب، ان ما اخذه الاشوريين من الاراميين كانت الابجدية الفينيقية والتي كتبوا بها بعد ذلك. فتركيا واذربيجان وتركمانستان وغيرها من الشعوب لم تتغير لغتهم لما استعانوا بابجدية مختلفة.
من المهم الادراك ان مسألة التسمية لشعبنا هي مسألة تهم كل ابناء شعبنا وليس فقط ابناء شعبنا في العراق او من ذوي الاصول العراقية، والا فاننا سنعمل على تسمية شعبنا في كل بلد باسم معين مؤسسين لتقسيمة من حيث ندري او لا ندري، ومن هنا يجب ان نعرف ان التسمية القومية وان كان يجب الاستئناس براي الخبراء ولكن على القوميين ان يتصدوا لها ويحسموها، لانه من الظاهر ان البعض لا يعير اي اهمية لوجود شعبنا او لامتدادته في دول الجوار مثل ايران وتركيا وسوريا ولبنان ودول الاتحاد السوفياتي السابق، هل هو امر مقصو ام لا، بحسب اعتقادي، نعم انه امر مقصود لدى البعض. ان وضع التسمية الثلاثية يسمح لشعبنا في سوريا بان يستعملها لانها ستكون حلا لاشكالية الاشوري السرياني هناك، وكذلك في تركيا وايران وهي مستعملة في الولايات المتحدة الامريكية منذ زمن، لا بل ان الاستاذ غسان شذايا قال في احدى مقالاته الاخيرة ان الخارجية الامريكية اوصت باقناع الاشوريين والكلدان للدخول تحت تسمية توافقية واحدة، لكي لا يغبن حقهم، والمؤسف ان الغريب يريد لنا الخير ونحن نرفسه بعناد واستهتار. اليس اقرار مسودة دستور اقليم كوردستان بالتسمية الثلاثية وبالحكم الذاتي وردود فعلنا على ذلك دليل على ما قلته.
انها حقا لمهزلة ان يصر البعض ورغم كل التوضيحات على وصف التسمية الثلاثية بانها اختلاق قومية جديدة، ان من ينادي بذلك باعتقادي ليس جاهلا، بقدر ما هو شخص يحاول ان يمرر اجندة معينة لتقسيم شعبنا او لجعله يدور في دوامة الشك وعدم الاستقرار لحين ان يقوم الاخرين بتنفذ ما يريدون ونبقي نحن خارج كل الحقوق وكل ذكر. فالمتسمي بالاشوري لم يسرق من الكلداني شئ، ولا يمكن للمتسمي بالكلداني ان يسرق شيئا من الاشوري، فالمانح هنا هو الاخر وهو الامر المؤسف، اي اننا لم ناخذ حقا بقدر ما نلعب لعبة من اخذ هبة من جهة وعليه ان يشكرها ليل نهار، ولكن في داخلنا نتصارع على هذه الهبة لمن تكون وكيف تقسم.
يطبل البعض ويزمر على النصيب من الكعكة، ويقول ويدعي بان المتسمون بالاشورية هم من يستحوذ على النصيب الاغلب وكان هناك نصيب لشعبنا تم تحديدة واخذه البعض لانفسهم وحرموا الاخرين منه، في الوقت الذي نعلم جميعا ان القائم حاليا هو تحالفات حزبية سياسية ليس الا. ونصيب شعبنا سناخذه في منطقة الحكم الذاتي، وهو لن يكون نصيب كل شعبنا بل فقط القاطنين في هذه المنطقة وسيشاركنا في هذا النصيب الاخوة من الازيدية والشبك القاطنين في منطقة الخكم الذاتي. اما بقية ابناء شعبنا فنصيبهم هو من نصيب المحافظات والاقاليم التي يسكنوها، والدستور العراقي واضح في هذا المجال، عندما يقول بتوزيع الثروات على المحافظات والاقاليم حسب نسبة سكانها وليس على الاقوام والاديان والطوائف، والكل يدرك هذا الا انهم يريدون زيادة لهيب الخلافات والتخندقات وشعارهم هو على وعلى اعدائي، واعدائهم هم ابناء شعبهم، لانهم لم يتمكنوا في يوم من الايام القول للاخر اف.
لو كانت النيات صافية حقا، لتجمعنا حول طاولة مستديرة وقررنا الحل، الا اننا في اي وقت تجمعنا كان نصيب البعض العناد ومحاولة فرض واقع لا يمكن القبول به، الا وهو تقسيم شعبنا مستندين الى مسألة النسبة السكانية للبعض ومتناسي مرة اخرى ان الثروات لا توزع على القوميات. مادامت الاكثرية والوقائع تقول اننا شعب وامة واحدة، ان السنوات تمر والاعتراضات تقدم وليس هناك بادرة لحل، وعندما تم الوصول الى هذا الحل، انبرت الاقلام لطرح مقترحات جديدة، وسلسلة المقترحات لن تنهي، فاليوم يطرحون الارامي وغدا الاكادي وبعده السومري و غيره النهريني، الامم تحصر خياراتها الى الحد الذي يمكن فيه ان تختار ما بين امرين او ثلاثة، ونحن كشعب ومن كل الاطراف وبغالبية واضحة اخترنا التسمية الكلداني السرياني الاشوري، وبملء الفم نقول انه ليس الخيار الاسلم ولكنه الخيار الممكن، لكي نحصل على حقوقنا، ولشعبنا والاجيال القادمة منه حق تغيير ذلك، فنحن لن نستولي على المستقبل ايضا، ولحين ذلك فالكلداني يمكنه ان يقول انه كلداني ردا على سؤال عن هويته والاشوري كذلك والسرياني مثلهم، الا انهم من الناحية الحقوقية والقانونية شعب واحد لاغراض تحقيق الحقوق القومية والاحصاء وغيرها من متطلبات وحدة الامة. ان البعض باعتقادي يخاف من المستقبل ومن خيار الاجيال القادمة، انهم بهذه الحرب المعلنة على وحدة شعبنا يريدون ان يستولوا على المستقبل ايضا!!!
ان التسيمة سواء كانت كلداني او سرياني او اشوري او كلداني سرياني اشور او كلداشوري، فالهوية القومية وتجلياتها هي ذاتها في كل هذه الاحوال، ومن يقول بغير ذلك فهو جاهل ليس الا.
10 تموز 2009
اين حلمنا…. ؟
الادعاء بالوطنية، ليس وطنية. فالوطنية والشعور بالانتماء، لارض نسميها (الوطن) ومجموعة بشرية نسميها (الشعب) لن يخلقا وطنا ولا شعبا. ان ما نمارسه في الغالب هو تقليد لما نشاهده ونراه لدى الاخرين. صحيح ان تواجدنا في ما سمى لاحقا العراق، خلق منا لملوم، يتوحد حول اكلة الباجة واليابسة والتشريب والعصبية والصراخ. ولكنه لم يتعد ذلك، ان ما وحدنا هو الغرائز وليس الامال والاحلام والقيم العليا. انها أزياء نلبسها ويمكننا تغييرها حينما تتغير المودة. فالوطن يتطلب وجود مواطنين متساويين في الحقوق والواجبات، مواطنين احرار في التعبير عن ذواتهم.
لا اعلم حقا منذ متى تم استعمال كلمة الوطن، بمفهوها الذي يعني ذلك السياج الذي يضم مجموعة سكانية تديرهم مؤسسات معينة. فكلمة الوطن العربية قد تقال لاي مكان نشاء فيه الانسان، وتربى وله فيه ذكريات، ممكن ان يكون واحة في الصحراء، ممكن ان يكون مجموعة من الخيم تقام، قرية صغيرة، ولكنه بالتأكيد لم يكن مؤسسات وتشريعات وحدود.
في العراق نادينا باننا شعب عراقي. وزايدنا بعضنا على البعض في هذه المناداة. ولكننا عملنا كل جهدنا الى تحطيم معنى الوطن والمواطن والشعب. فكما قلنا الوطن والمواطنة يتطلبان المساواة، ونحن في عملنا (الوطني) رفضنا المساواة وقمنا بفصل مجموعات قومية وطائفية وحزبية ونعتناها بالخيانة. وهذا لم يقتصر على طرف معين، بل كل طرف شعر بقوته مارس ذلك وبكل همة وإصرار. فقد تم وصم النخبة السياسية في العهد الملكي بانها عميلة الاستعمار وخصوصا البريطاني، والشوعيون توسعوا قليلا وقالوا انها أي النخبة عميلة الامبريالية والاستعمار، اما القوميين العرب فقالوا عملاء الاستعمار والصهيونية. كل هذا والعراق ما كان قد مر على تأسيسة الا سنوات قليلة. لنقل اقل من أربعون سنة، أي لتاريخ استلام الحكم من قبل مجموعة من العسكرتارية ومن والهم من الأحزاب. أي ان تجربته كوطن وكدولة وكموؤسسات تنموية غاية في القصر وما كان يمكن نعتها او وصفها بتلك الصفات. اننا استرخصنا شعبنا ومسؤولينا والاهم اننا استخرصنا كلمات مثل العميل والخائن لمجرد الاختلاف في الجزئيات. واسترخصنا اهم أسس قيام الدولة حينما تحول كل واحد منا الى قاضي وشرطي. وخصوصا الأحزاب السياسية التي حكمت البلد وارادت التخلص من معارضيها ولم تكن هناك اسهل من تهمة الخيانة والعمالة لكي تلصقها بها.
ولكن الشيوعيون والقوميين وغيرهم من مدعي الوطنية. هللوا لما مارسه رشيد عالي الكيلاني وبكر صدقي بالاشوريين في مذبحة سميل عام 1933 . وكل من موقعه، فبعضهم لانهم اعتبروا بكر صدقي تقدميا لانه قال العرب جرب. وبعضهم لانهم اعتبروا ان الاشوريين كفار نصارى يستحقون الموت لانهم يتطاولون للمطالبة بحقوقهم في بلد إسلامي. ولم يكفيهم انهم يعيشون في هذا البلد دون ان يتم اخذ الجزية منهم. والبعض الاخر بحجة انهم انفصاليون. وهؤلاء كلهم نعتوا الكورد بانهم يريدون إقامة إسرائيل ثانية. ونعتوا قيادات الكورد بانها عميلة للامبريالية والصهيونية. وليس هذا بكافي، بل ان خصوم القيادة الكوردية من الكورد انفسهم، مارسوا ونعتوا القيادة باشد ما نعتتها الأحزاب العروبية (القومية) والوطنية (؟) والإسلامية (المؤمنة أي التي تحافظ على شرع الله وكان الله عاجز لاحيل له ولا قوة). وهكذا كان العراقيين مع مواطنيهم اليهود ابان الفرهود او بعده مرورا بحملات الإعدام في بداية انقلاب البعث عام 1968.
ولكن (الكلدان السريان الاشوريين)، موضوع مقالنا هذا، لم يقصروا في نعت بعضهم البعض باشنع الصفات والنعوت والاتهامات. فهم القوميون والمناضلون والذي يعملون من اجل نيل حقوقهم المسلوبة من قبل العرب والكورد والفرس والترك، لم يتوانوا في الباس معارضيهم صفات الخيانة والعمالة، مرة للحكومات القائمة ومرة لمعارضيها ومرات للاستعمار البريطاني.
الحرب مشتعلة بين مؤيدي ومعتنقي التسميات على حساب الانسان الحامل لنفس الإرث. ويتم التراشق بالاتهامات، والكل خسران، لا يجد له مأوى، الا في ديار الغربة ولعل اأمنها الأكثر بعدا عن (الوطن). يتم اتهام الاشوريين من قبل أصحاب التسميات الأخرى، بانهم صنيعة الاستعمار الإنكليزي. تسمية وقضية وهدفا، وينسون هؤلاء ان انغماسهم في التعريب وتقديم التنازلات لم ينقذهم ولم يفدهم ولم يترك لهم ما جمعوه بكد الجبين. والغريب ان من بين معتنقي التسمية الاشورية من يتهم احد الأطراف بانهم عملاء الإنكليز، وكانوا هم الطرف الوطني. وينطبق عليهم المقولة نفسها، التي تنطبق على مؤيدي التسميات الأخرى. اما الطرف المتهم بالعمالة فهو يتهم متهميه بانهم كانوا عملاء الحكومة؟ هذه التبادلية من الاتهامات والاتهمات المتبادلة، والتي تجعلنا نشعر بان لنا قضية او اننا نمتلك مبادئ، كانت او بالأحرى هي طريق الانتحار الجماعي عراقيا وقومياته واشوريا وتسمياتهم.
مع قيام انقلاب السابع عشر من تموز عام 1968. وخلال سنتين، اتخذ الانقلابيون توجها، اكثر انفتاحا، سواء كان الامر لتركيز وتقوية سلطاتهم، او ان الامر كان حقا وعيا منهم بحقوق الاخرين. الا ان هذا التوجه، جعلهم يقرون بيان 11 اذار، والجبهة الوطنية والحقوق الثقافية للتركمان والناطقين بالسريانية. وكان لشعبنا حقوق يجب ان تقر. ونتيجة لان شعبنا المؤمن بالاشورية كان الا كثر تنظيما فتمكن من الحصول على البث الإذاعي باسم صوت الاشوريين (قالا اتوريا). باقي اخوتنا من أبناء التسميات الأخرى لم يطالبوا بان يكون لهم صوتهم الخاص، بل انصب جم فعلهم على تغيير هذه الصوت الاشوري الى إذاعة الناطقين بالسريانية، وان تكون احدى نشرات الاخبار باللهجة الالقوشية. وعندما تم الضغط والعمل من اجل تعليم اللغة في المدارس، تدخلت نفس القوى من اجل ان يكون التعليم باللغة السريانية القديمة، وليس بالحديثة، رغم ان اغلب المتدخلين لم يكن يعير اللغة أهمية أصلا. وهكذا تم طبع الكتب ووضعت على الارفف. وخلال المؤتمر الذي اداره صدام حسين حينما كان نائبا في قاعة الخلد، كان القائليين بانهم اشوريين هم من طرح ترسيخ حقوق شعبنا وصولا الى الحكم الذاتي. مما حدى به للقول على هذا يجب ان نطالب بالاندلس (في مغالطة متناسيا انهم أي العرب كانوا محتلي الاندلس ولكن الاشوريين هم مواطني العراق الاصلاء) . وفي تلك الأعوام صدرت مذكرتين تطالبان بحقوق شعبنا احداهما باسم الاشوريين والأخرى باسم السريان الاشوريين ووزعتا على الناس خفية او من خلال تنظيمات سياسية اشورية. وهكذا كان عام 1992 حينما تم إقرار التعليم باللغة السريانية، تدخل البعض من اجل ان يكون تعليم السريانية بالسبريتا أي القديمة ، أي المستعملة في الكنيسة والتي لا نستعملها في حياتنا اليومية. علما ان اغلبهم لم يدفع ابناءه للتسجيل في المدارس التي تعلم بالسريانية بل بالتي تدرس بالكوردية. والمفارقة ان التعليم المسيحي كان بالعربية، لاناس لا يتكلمونها، وليست لغتهم الام. واتذكر حادثة تعبر عن مدى غبن احدنا للاخر، ففي منتصف السبعينيات، اقامت وزارة التربية مهرجان سمى بمهرجان افرام حنين، ودعت اليه الخبراء والعلماء والباحثين لالقاء بحوثهم حول هذين العالمين، مار افرام القديس والشاعر المعروف وحنين بن إسحاق الطبيب والمترجم المعروف في العصر العباسي. واتصلت اطراف بنا في لجنة الشباب الاشوري في كنيسة مار عوديشو في منطقة الصناعة. لمشاركة جوقتنا في هذه المناسبة، وقد وافقنا برحابة الصدر واتذكر ان الاب فليب هيلاي قام بتدريب إضافي للفرقة. ولكن مع الأسف يوم المهرجان وفي الكلمة التي القيت والتي القاها احد المطارنة تم ذكر الكنيسة الكلدانية والكنيسة الارثوذكسية كحاملة للتراث الافرامي، وتم تجاهل كنيستنا، مستغلين غياب رجال كنيستنا من الدرجات العليا واقتصر الحضور حينها على نيافة مار سركيس، وحينها قلت وبصوت واضح ان لم يتم الاعتذار والاشارة الى كنيسة المشرق فاننا سنترك المهرجان، وبعد اخذ ورد والقول بانهم نسوا تم الاعتذار لكنيستنا وشاركنا في المهرجان ولكن الامر ترك خصة لأننا ادركنا ان الامر لم يكن نسيانا بل تناسي.
مادفعني لكتابه هذه الاسطر، هو عودة البعض وخصوصا في ظل فشل محاولات الوحدة الكنسية، والتي لم يحاول احد ان يعمل من اجل تحقيقها. الى التخوين المتبادل، دون مراعاة لواقع الظروف التي مرت بها الامة والشعب في تلك الأوقات والتي تكاد ان تتكرر حاليا أيضا.
لا اعلم عن أي وطن ووطنية يتحدث البعض. هل الوطنية والوطن يتجسدان فقط في الحكومات العروبية،. وفي السلطة التي تنبثق من بغداد فقط، ام ان الوطن متساوي بكل مناطقه من البصرة الى زاخو ومن رطبة الى خانقين. وتتساوي هذه المناطق بالمكانة وبالدور في تشكيل الوعي الوطني. ان ما حدث هو ان البعض اقر بالواقع القائم حينذاك، ليس لان من فرض الواقع كان وطنيا، بل لانه كان الأقوى. اليوم الوطن والشعب والتسميات كلها معرضة لتتناثر وتسير مع هبات الهواء. في ضل محاولات اعادة عقارب الساعة الى الوراء .
صار من حقنا ان يكون لنا تصور للوطن وللعلاقة بين مكوناته. ومن حقنا ان نناقشها وبكل حرية مع الاخرين. لكي يتم اخذها بنظر الاعتبار. والا في أي حالة فرض تصور لم نشارك فيه، يعني ان الوطن ليس صالح لنا وحينها وبعض النظر عن الإمكانيات والقدرات، من حقنا ان نلجاء لكل السبل لترسيخ حقنا في ارضنا، لانها ارضنا كما هي ارضهم وهذ الهم تعني العرب والكورد والتركمان. للذي هو مستعد ان يخون الاخر من أبناء شعبه سواء كان من هذه الكنيسة او تلك، من هذه التسمية او تلك، الاحرى به ان يحاول ان يظهر قدراته وامكانياته في اخذ الحقوق التي يدعيها من بين انياب من اخذها منه وليس من المشابه له في الواقع والمعاناة.
التاريخ لا يقراء على أساس العميل والخائل والوطني البطل، التاريخ يقراء بعرض الواقائع وأسباب اتخاذ القرارات المختلفة من اطراف كان يجب ان يتوحدوا في قرارهم. وحينها يمكن ان ينصف الكثيرين. ان عملية التسقيط التي احترفها البعض لن تتوقف عن حد، بل انها ككرة الثلج تكبر وتكبر تأخذ معها الجميع الى الهاوية. اليوم أرى ان افضل السبل لتحقيق رؤية مشتركة للوطن كلدانيا سريانيا اشوريا، هي البحث عن مصالحنا العامة المشتركة، ماذا نريد، وليس ماذا نعمل لكي يسكت الاخرين عنا، ماذا نريد وكيف نحقق ما نريده، طبعا هذا اذا تمكنا من ان نقوم بذلك وشعبنا في ارض الوطن وليس في المهاجر.
عنكاوا
كل هذا التدمير الذاتي……لماذا؟
المتابع للقتال الشرس الدائر بين ابناء شعبنا (الذي لم نعد ندري ما نسميه لكي لا يغضب منا احد) والمسمي حوار او نقاش حر. سيجد ان الكل مستعد لامتشاق حسامه، ودون اي تفكير، لطعن ابناء شعبه المختلفين معه. والطعن يكون دائما في الموجع، في كرامة المقابل، باتهام المقابل بكل ما لا يليق. وبكل ما يمكن ان يجرم الذي يكيل الاتهامات في ظل قوانيين الدول الديمقراطية. فليس من الحرية، تلطيخ سمعة المخالف بالرأي. االحرية هي مقارعة الحجة بالحجة، طرح الوقائع والبدائل، تقويم المسيرة وتبيان الاخطاء. الحرية لا تقبل المعصومين، مثلما نرى الان. فالبعض يجعل الاحزاب اوقيادات بعض الاحزاب وكأنهم الهة نزلوا من السماء، لا يأتيـهم الباطل لا من امامهم ولا من خلفهم. ان الذي يدعي بامتلاك كل السلطات هو المعرض للنقد لانه يدعي. وعليه تحمل مسؤولية الادعاء. ان البعض يستل سيفه من الغمد، ليس لشئ قرأه وكان خطأ، لا بل لمجرد وجود اسم معين. اي لا يهم المضمون. والبعض ان لم يجد شيئا لينتقده في خصمه، نراه يتهجم لاخطاء املائية، المهم التهجم واسكات اصوات. قبل فترة طرح احد الاخوة من الالقوشيين، رأيا في تدريس السريانية، ولقد كان هذا رأيا قابلا للمناقشة، قابلا للتطوير، قابلا لاخذه او لرفضه وبحجج. ولكن الذي رأيناه من ممتطي حصان النضال القومي، كان الهجوم، ونبش الماضي والمناقشة على اسس الانتماء السابق. حتى مؤيديه، لم يرتق نقاشهم الى مستوى الطرح الجميل للاستاذ المذكور، بل كان تأييد الغالبية، نكاية بأعدائهم الوهميين.
يدور قتال شرس وعلى كافة الجبهات، حول التسمية. من حق كل شخص ان يدلو بدلوه، ولكن ليس من حق احد ان يتهم. فمنذ اختتام المؤتمر الكلدواشوري القومي. هنالك عدة عرائض قدمت الى قيادةات الدولة العراقية، لتفضيل هذه التسمية او تلك. أليست المسألة مهزلة؟ هل سيحترمنا الاخرين في ظل مثل هذه الوضعية الكسيفة،. وهي نفس الوضعية التي رافقت اعمال مؤتمر لندن للمعارضة العراقية وهي نفس الوضعية التي رافقت اعمال مؤتمر نيويورك والوضعيتان الاخيرتان لم تحل الا في اللحظات الاخيرة،. من السبب في وصول الامر لهذا الوضع الذي لا يمكن وصفه الا بالمأساة؟، انها مآسي تسحبنا من هوة لأخرى.
المؤمنون بالآشورية يتحملون قسطا وافراً من مسؤولية الوضع الراهن. انهم تعاملوا مع الاخرين بترفع وكأنهم الوحيدين الحاملين للحقيقة. متناسين اربعمائة سنة من ترسخ الاسم الكلداني، والفين سنة من ترسخ سورايي، ومن ترسخ الاحتراب الطائفي. متناسين ان العروبة فرضت نفسها فوقيا ومن خلال دولة وقوانين. اما نحن فلا نملك ذلك، فكل ما كان علينا عمله، هو التبشير ومحاورة الاخرين للتوصل الى حل. أو تحويل الأمر الى مختصيين، بالتاريخ واللغة، وأي لجنة من الاكاديميين، تتنفق كل مراجعنا السياسية والكنائسية والثقافية والاجتماعية، على ان يكون رأيهم هو الحاسم. ولكننا كمؤمنين بالاشورية تسمية صحيحة، استدنا من جيراننا العرب الاسلوب والوسيلة، ونحن لم نكن نملك، ما يملكون من قوة القانون وقوة توفر فرص العمل اي السلطة والمال. ان اتهام الاخرين او بعض الاحزاب الكردية باثارة الخلاف. هي عملية الهروب، انها رغبة في عدم العلاج، انها محاولة العيش في خيال وليس في الواقع. فنحن ندرك منذ محاولاتنا التبشير القومي، ان المشكلة موجودة، ولم نلجاء للحل باعتبار ان ما سيقول فلان، سيكون الفصل و سيتم العمل به. لم ندرك عمق الهوة التي بنيناها بين ابناء شعبنا الواحد. قد يستفيد الآخروين من خلافاتنا، ولكن العاقل هو من يحل مشاكله لكي لا يستفيد الاخرين من ذلك. والسياسة هي اقتناص الفرص، فمن ثبت ورسخ وجوده الان فانه سيستفيد مستقبلا. ليس شخصيا، بل سيسفيد ابناء شعبه. تأملوا تجربة الاكراد، كيف يقومون بتوزيع السلطة بينهم، ولا يحاولون تهميش احزابهم، مهما كانت. ان الاحزاب الكبيرة، تضع الاخرين دائما في الصورة. اما نحن، فأنظروا ما عملنا، في شهر حزيران 2002 طرح الحزب الوطني الاشوري مذكرة سرية على كل من الحركة الديمقراطية الاشورية وحزب بيت نهرين الديمقراطي، يقول فيها ان التغيير في العراق عملية قائمة. وعليه فمن واجبنا ان نلتقي ونحدد ما نوده لمستقبل شعبنا. وقال الحزب وبالحرف الواحد اننا ندرك ان البعض قد لا يودون اللقاء لكي لا يفسر ذلك كاعتراف باطراف اخرى. لذا فان الحزب الوطني الاشوري مستعد للقاء والمناقشة للوصول الى قواسم مشتركة. واهداف محددة، حتى بشكل لقاءات اجتماعية، بمعنى انها تحصل كواجب اجتماعي،. و لحد الان ينتظر الحزب الاجابة، في اميركا التقى مسؤول الحزب الوطني الاشوري مع السيد يونادم كنا، وذكره بالمذكرة السرية التي قدمها الحزب وسبب عدم الاجابة عليها. وهذا كان في نهاية اب 2002، فقال انه لم يكن لدرك ان الامور تسير بهذه الصورة. اي ان اميركا عازمة على اسقاط النظام! في نفس الوقت طرح السيد مسؤول فرع الحزب الوطني الاشوري على السيد كنا، الاتفاق على ان نحدد اعضاء الوفد الى مؤتمر المعارضة العراقية المزمع عقده، مع توفير الفرصة للحركة بعضو واحد زائدا، اي اذا كان لكل حزب ممثل واحد فليكن للحركة اثنان مشترطان ان يكون الثاني السيد يونان هوزايا. لم يقبل السيد كنا بهذا الحل، وماطل الى اللحظات الاخيرة، الى درجة ان الاحزاب العربية والكردية ضاقت ضرعا باحزابنا ومطاليبها. والسيد كنا كان مستعدا ان ينسف كل اتفاق لا يرضاه، حتى لو كان على حساب حقوق الشعب. وعند انعقاد المؤتمر اخطا اعضاء الوفود. عند اجتماعهم ككلتلة اشورية بعدم ضم الاعضاء الاخرين من ابناء شعبنا. امثال السيد ابلحد افرام والسيد فوزي الحريري وغيرهم. وقد انتخبت الكتلة كل من السيدين كنا والبرت يلدا ليمثلان شعبنا في قيادة المعارضة. ووقع الجميع على ان يكون العمل جماعيا. وان يستشاروا قبل الاقدام على اتخاذ أية خطوة،. الا ان السيد كنا لحس التوقيع ولم يكن الحبر قد جف بعد. فقد كان ممثلا للكتلة الاشورية، الا انه وفي اول اجتماع للمعارضة في صلاح الدين بداية عام 2003 طرح نفسه كممثل للحركة. وفي المجلس الرتاسي المؤقت كان ممثلا عن شعبنا بصفة انه مرشح الكتلة الاشورية. الا انه اصر في كل ممارساته على انه ممثل للحركة. وعندما سئل في ديترويت عن من يمثل في مجلس الحكم قال انه ممثل الحركة. ونشرته حينذاك عينكاوا دوت كوم، والمفارقة اذا كان السيد كنا يمثل الشعب الزوعاوي. فمن كان ممثل شعبنا،؟ عندما يقول السيد مسعود البرزاني انه ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني فهذا صحيح، لان ممثلي الاكراد هم خمسة، اي ان الخمسة بمجموعهم هم ممثلي الشعب الكردي. ولكن لنا ممثل واحد، وانتخب من الكتلة الاشورية ليكون ممثلا للحميع. ولكنه أصر ويصر على ان يكون ممثلا للحزب. وعند اجراء التعينات في مختلف المناصب لم يستشير اي شخص او مؤسسة من مؤسسات شعبنا، وبالتالي ان الاخطاء تصبح ككرة الثجل تكبر يوما بعد اخر، وردود الافعال تكون بمستوى المرئ والمحسوس.
ومن الجانب الاخر، الاخوة المصرين على الكلدانية، ودون وعي ولكن من اجل بعض الممارسات السلبية التي لا يمكن الا ادانتها. علما ان بعضها كان لقلة الخبرة والحنكة السياسية. يقودوننا نحو التفرقة البغيضة، والمؤلم حقا ان البعض يقولها بملء الفم. نحن شعبان مختلفان، و كان قوله هذا يخلق هذه الحقيقة اي اننا شعبان، انه امر مؤلم حقا، هذا الذي يمارس، انه امر مشين ان نقوم بتفتيت شعبنا من اجل اشباع غرائز الحقد والكراهية. والمؤلم اننا لا نقدر الا على ايذاء انفسنا، لانقدر الا على تدمير مستقبلنا. يقول السيد عبدالاحد افرام في مذكرة قدمها الى البرلمان الكردستاني عام 1992، اننا نحن الكلدان والعيلاميين قد اتحدنا وتمكنا من القضاء على الامبراطورية الآشورية. كم هو مؤلم هذا الامر، انه يمنح تاريخا طويلا لعداء مختلق،. ولكنني وجدت تطورا في فكر السيد عبد الاحد افرام عندما سمعته يؤكد على وحدتنا القومية، يجب باعتقادي ان يقال الجيد والسئ، ولكن ان نخلق اتهامات ونسئ الى سمعة الاخرين لمجرد الاختلاف فهذا امر مرفوض، اخلاقيا.
يقول احد الاخوة اننا ومنذ صغرنا تعلمنا اننا اشوريون، وظلينا نفتخر بهذه التسمية.، في احتفالاتنا واغانينا. ويقول احد الاخوة الكلدان، عمري عشرون عاما انني كلداني وسأبقى كلدانيا واموت كلدانيا.هكذا نحن جبهتان متحاربتان من اجل ماذا؟ من اجل التدمير الذاتي، قبل سنوات كنت اناقش سيدة اشورية مندفعة في العمل القومي. وكنت ابين الاخطاء المقترفة، فقالت لي اننا جدد على العمل السياسي فلا بد من ان نقترف الأخطاء. فقلت لها ان كل من يبدأ العمل السياسي، وبحجة انه جديد سيقترف مثل هذه الاخطاء. فاننا لن نتقدم ابدا، لاننا نبدأ دائما من الصفر، وثانيا ما دور قيادتك، أليس دورها نقل خبراتها لك،. لكي تبتدئي من حيث ما انتهوا. والا كيف تتقدم الشعوب؟ فاقول للمثالين الذين دونتهما اعلاه، ومن قال لك اخي انك لست اشوريا، ومن قال لك اخي انك لن تبقى كلدانيا، هل الكلدانية والاشورية هي مسميات، ام مضامين، انه امر مشين ومقرف هذه الحروب هذا القتال الذي لا يترك مجالا للتراجع، مجالا لالتقاط الانفاس، هذه المعمة الكريهة التي تستنزفنا كلنا وتجعلنا عراة، امام الكل، عراة نحن، وعورتنا مكشوفة، فهل من ستر يستر عورتنا.
منجلنا المكسور
ذو المنجل المكسور هو من يكون في الحقل والمحسوب على العاملين فيه ولكنه في الواقع لا يعمل، او ان قدراته معطلة لسبب من الاسباب. على الدوام كان صوت الغوغاء يعلو على صوت العقلانيين، والمثل الاشوري يقول ان الصوت العالي يأتي من الصفيحة الفارغة. في معمة الجدالات التي حدثت في مجال التسمية وبالرغم من ان البعض الح على ضرورة التركيز ايضا على حقوقنا الواجب التمتع بها والتي يجب ان نعمل على تدوينها في الدستور. الا ان صوت من عمل بكل جد وهمة على اقامة جدران العزل والتباعد والتنافر كان الاعلى، لا بل ان هذا الصوت قد تمكن من خلق عداوات اكثر بهمة يحسد عليها، في الوقت الذ خفت اصوات الوحدويين امثالي وانزوت خجلا بعارها المدوي والمشين حاملة تهم بيع الامة وخيانة التسمية التاريخية المقدسة وما خلق الابليس من تهم لا تنتهي الا بأن يقوم ابناء الامة بتأبين انفسهم رسميا على صفحات الصحف والجرائد والمجلات معلنين وفاتها لندرة المنتمين اليها، هربا من العار وخجلا من الفضيحة التاريخية التي اسمها امة لا تعرف مصلحتها، وتبيع مستقبلها لاجل ماضيها، وتستقوي بالاخر على تحطيم غريمها المقابل والمكون من لحمها ودمها ولسانها، لانه ينافسها على مساحة الضوء الشحيحة.
ان الحركة القومية لشعبنا ابتدأت منذ بدايات القرن الماضي بهمة ابناءها البررة وهذه الحركة القومية اتخذت لنفسها التسمية الاشورية، وكل الاثباتات التي خلفتها الحركة القومية الاشورية تؤكد انها كانت تعي انها بالمنادات بالاسم الاشوري فانها تعني حتما القسم الكلداني والسرياني من الامة، وان هذه الحركة القومية باتخاذها التسمية الاشورية فانها لم تكن ترمي الى الحاق ضرر او تجاهل السيد ابلحد افرام اوالاستاذ هنري بطرس كيفا او غيره من لف لفهم، بل ان وعي الرواد الاوائل كان بهذا الشكل الذي اقتنعوا من خلاله ان التسمية الاشورية هي الصحيحة وتحت ظل هذه التسمية سيمكنهم من ان يحققوا مراميهم القومية، علما ان رواد العمل القومي لم يخصوا اهدافهم بالطرف النسطوري (بالرغم من عدم تأيدي لهذا اللقب استعملته للضرورة) المقتنع بغالبيته بالتسمية الاشورية، لا بل ان ان اغلبية هؤلاء الرواد لم يكونوا نسطوريين بل من مختلف كنائس شعبنا الاخرى. ان جل غاية الرواد كان احقاق حقوقنا القومية وفي وقتها كانت لرواد امال واسعة بتحقيق ما هو اكثر من بعض الحقوق التي ننادي بها الان بعد اختلال الميزان الديموغرافي الهائل الذي اعقب مذابح اعوام 1917 -1915 ومذابحة سميل، لقد كان الامل باقامة دولة تضم كل ابناء شعبنا بكل طوائفه الدينية وبكل تسمياته. ان العودة الى الصحف وكتابات الرواد من ذاك الزمان تؤكد ما ذهبنا اليه من انهم ادركوا ضرورة الوحدة وانهم باتخاذه التسمية الاشورية فأنهم رموا الى ضم كل مكونات الامة في ظلها، علما ان الحقوق ومضمونها هو واحد ولا خلاف عليه.
اذا ان الرواد لم يبحثوا في بطون الكتب ولم يقوموا بنشب الارض بحثا عن ما يؤكد مذهبهم في التسمية، ان كل ما فعلوه نشروا ما كانوا مقتعنون انه الاصح، ولكن اؤكد مرة اخرى ان اي قائد في الحركة القومية الاشورية لم يخالجه اي شك في انه يعمل لكل اجزاء الامة وانه يضحي في سبيل كل هذه الاجزاء وان اي وفد شكل للمطالبة بحقوق الشعب ضم افرادا من كل اجزاء الامة.
الغاية لم تكن التسمية بل كانت تحقيق حقوق الشعب، لم يفكر الرواد ان نكون عبيد، بل رجالا ونساء احرار، نعيش برؤوس عالية، نبني وطننا ونعيش من خيراته، نتعلم لغتنا ونطور ثقافتنا، وترون ان كل هذه الاهداف مشتركة، والدماء التي سالت من اجل تحقيق هذه الاهداف تحت ظل التسمية الاشورية كانت ايضا دماء من كل ابناء الشعب ولم تكن من طائفة معينة فقط.
واليوم وبكل فخر واعتزاز وبكل جراة يقتحم المشهد السياسي افرادا وتنظيمات كل همها تفتيت حقيقة اننا شعب واحد وامة واحدة وقوم واحد، ولكننا ككل جيراننا نختلف بالعشائر والقبائل والقرى وحتى بالمذاهب، فما العلة في ذلك، ان هؤلاء الابطال الميامين لا يجدون الا ما يجمع لكي يهدوه ولكي يشتهروا من خلال الدعوة لتفتيته وانهم بحق ينجحون واي نجاح.
انه سؤال بسيط هل اساء رواد الحركة القومية الاشورية لاي طائفة بنضالهم القومي، ألم يحترموا هذه الانتماءات، هل ان اهداف هؤلاء الرواد كانت خاصة بطائفة معينة؟ اذا اين المعضلة التاريخية التي يراد تصحيحها، هل بتفتيت الشعب، وما الجديد الذي سينضاف في الحقوق باستعمال تسميات اخرى لهذا الشعب الذي يتم المتاجرة باسمائه، يقينا لا توجد حقوق اضافية بل مصالح لاشخاص مدفوعين لتبوء صدارة المشهد السياسي وان كان على حساب امة وابناءها ومستقبلهم ووحدتهم، ماذا لو بدلنا الاسم الاشوري بالسرياني او الكلداني او الارامي مثلا، لن يضاف شيئا ولن نخسر شيئا، في الحقوق ولكن سنخسر امتداد القضية وتفاعللاتها وتراكماتها، والجهد الذي يمكن ان يبذل لاعادة تعريف قضية عرفت (بضم العين) بمئات الالاف من الضحايا ودماءهم، انه حقا لنكران واي نكران.
كل ما دونته اعلاه انا مقتنع به بل مؤمن ايمانا مطلقا، ولكن الايمان والاقتناع شئ والواقع السياسي شئ اخر، ان الواقع هو الذي يفرض على الانسان نفسه، في الوقت الذي يدفع الايمان الانسان للعمل اكثر، ولذا كنت ولا زلت من المؤمنين والمدافعين عن تسمية قانونية دستورية لشعبنا تخرجنا من ورطة تعددية التسميات التي لم نكن نحن من ابتكرها، بل ورثناها، وان هذه التسمية القانونية والدستورية لن تمنع اخي المؤمن بالكلدانية من ان يقول انه كلداني والاشوري من ان يقول انه اشوري والسرياني من ان يقول انه سرياني، ولكنهم قانونيا يجمتمعون في شعب معرف دستوريا باسم واحد.
ولكن لاننا شعب لا يحترم حتى ما اصبح يشكل لدى الغالبية ثوابت او متفق عليه، او مبادر اليه اولا، فان البعض وبلا خجل يمد يده للتلاعب بهذه المبادرات التي ما الحقت الضرر باحد بل كان من الممكن ان تكون نقاط تلاقي، واليكم البعض منها.
ان من المبادرات الحركة القومية لشعبنا، هو اتخاذ التسمية الاشورية و (ܐܬܘܪܝܐ) كعنوان لقضيتنا، اليوم نحن نتصارع بينها وبين التسميات الكلدانية والسريانية والارامية و(ܐܫܘܪܝܐ)، وكل منا يأتي باسماء كتاب اجانب لتأكيد نظريته. وكأن المسألة هي هنا وليست في الاستمرارية وتحقيق حقوق لأناس دمرهم وافقدهم املهم الظلم والعدوان. والمبادرة الثانية هي اتخاذ علم يرمز الى هذا الشعب وهو ليس علما حزبيا ولم يكن طائفيا. وبعد اكثر من ربع قرن خرج مدعي السريانية بعلمهم الخاص وتلاهم مدعي الكلدانية. لا بل ان بعض ممن لم يكن لهم اي دور بادر واقترح تغير تسلسل الالوان في العلم وحاول تطبيقه لكي يقال ان من قام بهذا هو فلان. والمبادرة الثالثة هو اتخاذ يوما للشهيد ليرمز الى كل شهداءنا. وها اننا نحتفل بيومين للشهيد وقد يكون في الغد ثلاثة. ان هذه المبادرات لم تكن طائفية ولم ترمي لألحاق الضرر باي جهة. وكان من الممكن اتخاذها رمزا لكل الشعب. ولكن من يرى انه ليس من هذا الشعب هذه نتائجه وهذا سيكون رد فعله لانه اساسا لا يؤمن اننا شعب واحد.، بل ان البعض يعمل وكأننا شعوب متعادية وبينها ثارات يجب ان تؤخذ.
والزمن يسير الهوينا الى الامام وكل يعمل لاجل تجميع مصادر القوة لكي يتمكن من تحقيق أكثر ما هو ممكن لشعبه. الا نحن فنعمل بكل جد واخلاص لتدمير وتحطيم ما بقى لدينا من مصادر القوة وخلق نقاط لمزيد من العداء والاختلاف.
ونحن المدعون بالمثقفين أو الكتاب أو مهرجي اخر زمان. نرمي بضاعتنا المتهرئة امام المارة ولا من يشتري ولا من يعاين وصياحنا يعود صداه الى اذاننا الصماء، التي لم تفهم ان العصر اليوم هو عصر كيل الضربات للخصم. فالبضاعة التي يسيل اللعاب لها هي التي تدمي العدو الاشوري او الكلداني او السرياني. وكل يدعي ان اسمه مقدس الا الانسان الذي سيكون حطب ورماد حربنا الدامية. والخزي والعار لكل الوحدويين من امثالي اصحاب المناجل المكسورة. وليعش اصحاب المناجل المشحوذة والتي تحصد كل اواصر الالتقاء والتقارب لا بل تقصم.
10 اب 2005
صفعة ماركريت فيكلوند! *
في زيارة قصيرة الى السويد الأسبوع الماضي التقيت الكاتب والمربي الفاضل الاستاذ بولس دنخا، الذي حدثني عن رد عضوة مجلس النواب السويدي السيدة ماركريت فيكلوند على اتحاد الاندية السريانية،. ردا على رسالتهم بشأن التعاون بشأن مسألة التحقيق حول المذابح التي اقترفت بحق شعبنا اثناء الحرب العالمية الاولى بأوامر من السلطة العثمانية. وكنت استمع الى تلفزيون سورويو استمعت الى ردها مقروء بصوت الاستاذ صبري يعقوب. وقام السيد نبيل مروكي بنشر مقالة على صفحات عنكاوا كوم بعنوان ماركريت فيكلوند صوت صارخ في البرية. الا انني لا اتفق مع الاخ نبيل ماروكي حول عنوان مقاله لانني ارى ان السيد ماركريت فيكلوند لم تصرخ في البرية. لانها لم تصرخ في شعبها كما فعل يوحنا المعمدان مبشرا بقدوم السيد المسيح. بل كان قولها وكلامها صفعة قوية وهذا تعبير مهذب مني عن ما مارسته السيدة فيكلوند. لانه بحق اكثر من صفعة ان تقوم هذه السيدة الفاضلة، والتي هي من احد بلدان شمال اوربا والبعيدة كل البعد عن الحدث مكانا وزمانا. بالعمل من اجل التحقيق حول المذبحة، ومارست تعاطفها الانساني مع الضحايا وابناؤهم واحفادهم وورثتهم. ولكن الابناء والاحفاد والورثة الكذبة يتحاربون على القميص ولونه واسمه ان كان قميصا حقا ام اسمال بالية. فبالنسبة للسيدة فيكلوند اننا شئ واحد وأمر واحد وقضية واحدة، ونحن نرطن بلغة واحدة فهي قد لا تفهم الفرق بين (انا) و(اونو) وبين (تا) و(هيو). فالاتراك ايضا لم يميزوا بينها ولم يفرقوا، فكان السيف هو الحد وهو الفعل وهو الحدث، فكانت الدماء تراق وتسال وتصبغ القرى والبوادي والسهوب وفجاج الجبال، ولم يتعب الاتراك انفسهم عناء سؤال ان كان هذا يتسمى كلدانيا او سريانيا او اشوريا، لكي يتم الذبح كل بطريقة ليعبر عن المذبوح تعبيرا ناصعا. وكان هناك حوالي نصف مليون ضحية قتلوا بدم بارد، ونحن نحاول بكل صلافة وبكل حقد دفين احدنا على الاخر وبكل ما تمثله قيم العشائرية من العناد والتصلب ان نوزعهم او نتقاسمهم على الاسماء والدم لا يقسم، لانه اختلط بتربة النهرين. ويا خجلتاه، بكل برودة اعصاب في قمة العمل من اجل الاعتراف بحق الضحايا ومن اجل احقاق ولو جزء من حق للدماء التي سالت يتدافع الغريب مادا يده. والبعض من ابناء الامة يردون انهم لن يتعاونا الا بازالة الاسم الفلاني والا بتثبيت اسمهم الوحيد الاوحد. ويتم في كل مرة هدم ما بني للتعنت ولانعدام الرؤية وللتصلب وللغباء وهي الصفة الاكثر ملائمة لهذه الحالة. والغريب ان من قام بهذا الفعل لم يعمل من اجل هذه القضية ولم يعرها اهتمامه، ولكن عندما احس بقرب نضوجها تقدم الصفوف طالبا حذف الاسم الاشوري والاصرار على الاسم السرياني.
قبل قرن ونصف قرن ابتداءت حركة الوعي القومي بين ابناء شعبنا في سهول اورميا تحت التسمية الاشورية وامتدت الى جبال حكاري ووصل صداها الى ماردين وامد بظهور الشهيد اشور يوسف الخربوطي ونعوم فائق. فكل ما عمله رواد العمل القومي هؤلاء انهم كانوا يعتقدون لا بل يؤمنون، بانهم يعملون من اجل امة واحدة وشعب واحد. فلم يفرقوا بين من نادى بانه نسطور وكاثوليكي وارثوذكسي او بأية تسمية اخرى، بل اعتبروهم اشوريين اخوة لهم يعملون مع الكل لاجل الكل. لم يختاروا التسمية الاشورية لتعصب ما لانه ما كانت موجودة بشكل ايديولوجي لكي يتعصبوا لها. بل كان خيارهم المنطقي لانهم اعتبروا انفسهم امتدادا لاثور او اتور وان تواجد اخوتهم على تراب نينوى واشور التاريخية (ܐܬܘܪ ܬܫܥܝܬܢܝܬܐ) دليلا دامغا على هذه الاستمرارية. وانني لعلى يقين لو ان احدهم قال لماذا لا نتسمى باسم الكلدان (ܟܠܕܝܐ) او السريان (ܣܘܪܝܐ)̤ لكان قد حدث نقاش وتوصلوا الى حل، الا انهم لم يثيروا هذا التساؤل لانه لم يكن واردا اساسا في بالهم، فلم يخطر على بالهم ان يأتي بعدهم بمائة وخمسون سنة افرادا يشككون في وحدتهم القومية ويعتبرون انفسهم غرباء عن الاجزاء الاخرى؛ في الوقت الذي لم يتشكك في ذلك الغريب البعيد ولا الجار القريب.
يقول المؤمنون بالكلدانية، انهم يقرون ويعترفون ويحترمون قرار الاشوريون والسريان، وغدا سيقولون والاراميين ايضا، وقد يقولون النحلايي ايضا، والسريان لا يكذبون خبرا فهم يقولون انهم يحترمون ويقرون بالكلدان والاشورييون، وغذا قد يقولون بالالقوشنايي كقومية مستقلة او بالسينايي فهم لا يهمهم الى كم اسم انقسمنا، ولكن هل سيقبلون بالاراميين كقومية مستقلة عن السريان؟ اما الاشوريين فيقولون اننا شعب واحد امة واحدة فرقتنا التسميات ولكننا حقيقة واحدة. فكل الدلائل تقول بذلك من اللغة والتاريخ والارض وشهادة الغرباء من امثال ماركريت فيكلوند وغيرها وشهادة الذابحين ايضا. اي ان الكلدانية باسم الحرية تفرق والسريانية باسم الحرية تفرق، ولكنهما تفرقان شعبا الى اقسام وشعوب بمميزات واحدة ومتطابقة.
نعم لقد اختلفنا على التسمية ، في ظل كل مراحل النضال السابقة، لنقل ما كان هناك وعي بالهوية. ولكن عندما نمى الوعي صار يطالب بهوية مغايرة بالاسم وتحمل ذات التجليات. اي وعي هذا واي حرية هذه؟ انا افهم ان يكون من حق الانسان ان يقول رأيه وان يكون حرا في خياراته. ولكن هل من حق الانسان ان ينفذ كل ما يخطر في باله. هل من حق الانسان ان يقتل بحجة انه حر؟ وها هي عملية قتل امة تحدث امام اعيننا وبدم بارد. ففي الوقت الذي يصرخ ويعلو صوت الغرباء لدعمنا ومساندة قضيتنا. نحن لا نختلف على اولياتها واهدافها بل نختلف ان كان لنا قضية اصلا. فهل هذه هي الحرية ايها الاخوة وهل بهذه الطريقة سنحصل على حقوقنا ونصل الى اهدافا ونخطو خطوات نحو الامام؟
عندما ذكرت مرة ان هناك ملفات تحت بند القضية الاشورية في المحافل الدولية. كان رد احد الاخوة علي بان اذهب انا وملفات قضيتي الى الجحيم. هل سمعتم جهلا وغباء مثل هذا؟ علما ان الامم الاخرى تعمل بجد وتقدم التضحيات واحدة تلو الاخرى لكي تكتمل ملفاتها ولكي يتم الاخذ بها ولكي يتم اعارتها الاهتمام اللازم. ولكن الحقد الذي نكنه احدنا تجاه الاخر لا يماثله اي حقد اخر. والدليل ان السيدة ماركريت فيكلوند ارسلت رسالة تطالب بضم كل الجهود من اجل العمل للاعتراف بالمجازر التي اقترفت بحق شعبنا في تركيا والضحايا لعلم الجميع لم يكونوا فقط نساطرة. بل من كل طوائف شعبنا وللذي لا يصدق عليه الاطلاع على الكتب التي توثق هذه المرحلة وهي عديدة. وكان الرد غير المنتظر، رد من تجرد من كل القيم الانسانية، انهم سيؤيدون جهود السيدة فيكلوند والاخرين عندما لا يتم استعمال الاسم الاشوري، بل السرياني فقط ولا غير.
ان التعبير عن الاختلاف لم يصل الى رفض التسمية فقط، بل الى رفض كل ما تم ابداعه كرمز لهذه الامة. فعملوا في هذه الرموز تفتيتا وتدميرا، اي العمل وبكل صلافة وبوعي تام على زيادة عوامل الفرقة والتشتت وعوامل عرقلة العمل الموحد.
لقد جعل البعض من التسمية سببا لهدم كل ما بنته القضية تحت اليافطة الاشورية، وكان الجهد لم يكن جهد الامة والشعب وكأن الضحايا والشهداء لم يكونوا ابناء الامة والشعب.
لقد حاولت جهدي ان افهم مشاعر اخوتي ممن يتسمون بالكلدانية والسريانية، وحاولت ان اعطيهم حقهم في القول والتصريح باسمهم وانتقدت بمرارة تصرفات بعض مدعي الاشورية وتصرفاتهم الصلفة،. ولكن الامور ليست فقط مشاعر واحاسيس وخصوصا عندما نرى كل هذا الحقد لهدم كل اواصر الوحدة وكل هذا الجهد لخلق مبررات للتباعد.
بالأمس كان الاستاذ مسعود البارازاني في مقابلته مع محطة عشتار يقول للاستاذ جورج منصور ارجو ان تكونوا قد اتفقتم على التسمية اخيرا. عندما استعمل الاسم الثلاثي الكلداني الاشوري السرياني، لقد شعرت بالعار حقا ان نصل الى هذا الدرك من اللامبالاة واللامسؤولية. نعم ومرة اخرى وفي كل مرة نجد ان الاخرين هم من يشعرون بالامنا اكثر منا او يشعرون بها اكثر من البعض منا. هل نسينا حملة العرائض والعرائض المضادة التي ارسلت الى كل الجهات ويا خجلتاه، ان كنا نخجل. وما اقوى صفعة ماركريت فيكلوند! ان كان فينا احساس وقدرة على الخجل.
ماركريت فيكلوند كانت عضو في البرلمان السويدي، عملت جهدها مع منظمات شعبنا في السويد من اجل ادانة تركيا بسبب مجازرها ضد ابناء شعبنا في اوائل القرن العشرين والذين يقدر عددهم بحسب المتوارد من الاخبار بحوالي نصف مليون، اي لون ان هؤلاء النصف مليون كان على قيد الحياة لكان عددنا اليوم اكثر من عشرة ملايين نسمة.
10 اذار 2006
وانه لكذلك حقا!
في مقالته بعنوان حربنا الاهلية.. حرب التسميات تطرق الصديق الاب عمانوئيل يوخنا الى الظاهرة التي يريد البعض نشرها، وهي ظاهرة نشر اسم اشوريا (بالسورث) ووصف الامر بانه مقزز. واثار الامر بعض السادة من القراء، او الحقيقة ان المقزز لم تثرهم ككلمة قيلت في المقالة لانهم يستعملون كلمات اكثر فجاجة وغير لائقة ضد معارضيهم في الرأي. بل ان الذي اثارهم اكثر هجوم الاب عمانوئيل يوخنا على فكرتهم الذهبية. او كنزهم الذي اكتشفوه دون غيرهم وارادوا تسويقه لهذا الشعب المسكين والمبتلي بالتسميات المتعددة وكأنها لا تكفيه، فأتوا ببدعة جديدة ومقززة هي بدعة ابتكار اسمنا القومي بالسورث اشوريا، وكأننا امة لا تمتلك ذاكرة ومستباحة لمن هب ودب لكي يبتكروا لها اسما وينشروه ويستعملوه بلا عواقب او حتى ردة فعل.
ان السادة المنوه عنهم اعلاه ليسوا باكثر من تجار القومانية. فالامة المبتلية بتعددية التسمية بحاجة لحل الاشكالية وليست بحاجة لتسمية جديدة. واشورايا (بالسورث) هي تسمية جديدة وبدعة جديدة واشكالية جديدة. انها ليست حلا بل محاولة لاستحالة ايجاد حل. فمن لايتفق مع الاسم اتورايا (بالسورث) لن يتفق مع اشورايا (بالسورث). انه استرخاص الامة وتاريخها وذاكرتها. فنحن لحد الان لا ندري من اين اتونا بهذه التسمية المقززة فعلا. فهي مقززة لانها تفرض علينا كامر واقع من خلال استعمالها في وسائل الاعلام. وهي مقززة فعلا لانه لم يجر الحوار بشأنها ولم يعلمنا احد كيف فرضت على الامة. انها مقززة فعلا لان هذه التسمية تشعرنا بالاهانة. باهانة ان الامة مستباحة لكل من يريد أن يفرض اي شئ يريده، دون ان يسأل عن ماهية ما يفرضه وفائدته أو ضرره. وهذه هي احد اوجه حربنا المستمرة منذ امد مع الاخرين، اننا نريد لشعبنا مرجعية معينة تحدد الامور، والاخرين يريدون شعبنا ساحة مستباحة لما تتفتق عنه اذهانهم.
يقال لنا ان اسمنا بلغتنا (السورث) هو اشورايا ولكن نتيجة التأثير الفارسي غيرنا الشين الى التاء او التاء المركخة، انها نفس لعبة سورايا، فنحن المتأثرين، ونستوعب ما يطلقه الاخرين علينا ونتقبله وننفذه. ونفس هؤلاء او ممن يدعون هذا الامر ستجدهم يدعون ويفتخرون بان لغتنا (الارامية، السريانية) كانت اللغة العالمية حتى ان الامبراطوية الفارسية اتخذتها لغتها في مراسلاتها الرسمية. فكيف يستقيم الامرين لا ادري؟
يقال إن آشورايا اصح من اتورايا، ولم يطلعنا احد على وثيقة رسيمة او كتاب او رقيم. في الوقت الذي لنا الالاف من الكتب ومئات الالاف من المقالات التي تذكر التسمية (اتورايا)، ابتداءاً من سفر ايشعيا وامثال احيقار ولحد الان. اما اذا كان للاخوة من مؤيدي هذه التسمية المبتدعة من تحليلات او اكتشافات اخرى تؤيد وجهة نظرهم فليزودوننا بها. هذا اذا كان الامر يستحق اساسا نشر هذه التسمية اللقيطة. لانها لن تضيف شيئا، الا زيادة معاناتنا وانقساماتنا.
الشعوب التي تحترم نفسها لها مجامع لغوية متمكنة ومؤلفة من اناس مشهود لهم بالاستقلالية الفكرية وعفة اليد وعدم الرضوخ الا للضمير والمصلحة العليا. هذه المجامع تضيف كلمات جديدة او تصيغها لكي تدخل قاموسها ككلمات جائز استعمالها. اما نحن فحتى اسمنا التاريخي الذي ورثناه وعشنا معه منذ طفولتنا خاضع لاجتهادات كل من يريد الاجتهاد، ليس فقط الاجتهاد بل الفرض كأمر واقع.
يحاول البعض تفسير الامر ان شعبنا يجب أن يسمى بآشورايا (بالسورث) نسبة الى اله اشور. متناسيا اننا منذ ما يقدر الالفين من السنين قد امنا باله الكون وابنه يسوع المسيح كمخلص لنا ورفضنا الاله اشور كاله لنا. ولاجل ايماننا الجديد قدمنا الملايين من الشهداء وفي ظله لعبنا دورا حضاريا رائدا سيبقى العالم يتذكر ابد الدهر. ففي الوقت الذي لا اعتراض لنا عن من يود العودة الى الايمان بالاله اشور وعبادته من منطلق ايماننا بحرية العقيدة. الا اننا لا نقبل تشويه اسمنا القومي جراء اعتقادات البعض. وأليس هذا تكرارا لما نقوله جميعا من ان السوراي هي تحريف لاسمنا باليوناني (اسيريان) واننا اتخذناها تسمية بعد ان امنا بالمسيحية؟
اي شعب من الشعوب المجاورة لنا سيقبل بتغير حرف من حروف اسمه؟ حاولوا ان تقولوا او ان تنشروا العرب ب الالف اي ارب، او الاكراد ب الاغراد او اي حرف اخر، هل سيقبلوها؟ حاولوا ان تنادوا اشور بعاشور، بماذا سيجيبكم، هل سيقبل؟ الن يعتبر العرب والاكراد واشور المسألة اهانة شخصية؟
في بداية التسعينات من القرن الماضي حاول اعضاء الحركة الديمقراطية الاشورية، تشويه العلم الاشوري بقلبه. اي جعل اللون الاحمر فوق والازرق تحت، بحجة ان دماء الشهداء يجب ان تعلى على كل شئ،. قلت حينذاك من حقكم الاجتهاد ولكن تنفيذ اجتهاكم عملية اجرامية بحق الامة والشعب. لان العلم الاشوري اخذ مكانته وكل الاشوريين يستعملونه بدون اعتراض اي انه عامل توحيد، يرمز لنا كلنا وكل واحد منا يشعر انه علمه بحق. ان اي تبديل فيه سيكون عملا كارثيا لان البعض قد يؤيدونكم ولكن حتما الكثيرين سيعارضونكم وبذا نخلق من رمز يوحدنا الى امر مساعد لترسيخ الانقسامات. كما ان تغير العلم لا يمكنكم فرضه على اشوريي العالم، لانكم لا تفرضون قوانينكم عليهم، وبذا بدلا من علم واحد سيكون لنا علمان، وها انا اكرر هذا لمن يحاول نشر هذا الاسم فهل من يسمع؟
لماذا هذا الاسترخاص بأسمنا القومي؟ لماذا هذا الاسترخاص بأنساننا؟ اذا كنا نحن من يفعل ذلك فما بالكم بالغريب؟ واذا كنا نحن من يفعل كل هذا فهل نحن بحاجة للاعداء ليتأمروا علينا؟ لماذا نستبيح ساحتنا، ونطبق كل ما نفكر به؟ نحن لسنا ضد حرية التفكير ولكننا ضد حرية التطبيق. فمن حق اي انسان ان يفكر لان الله اعطاه هذه الملكة. ولكن التطبيق فقط فيما يخصه وحده. اما فيما يخصني فيجب ان اسأل بشأنه. فانا اشوري (اتورايا بالسورث) ومن حقي الحفاظ على نقاء اسمي. وامتلك في هذا الميراث مثلما يمتلك اي فرد اخر. واعتبر تشويه اسمي عملية مقززة او اكثر وهذا من حقي.
8 حزيران 2005
الاتحاد الاشوري العالمي (A U A).. والتغيير المطلوب..
تأسس الاتحاد الاشوري العالمي في 13 نيسان عام 1968 في فرنسا ولا زالت صدى شعاراته تسمع بين ابناء شعبنا ، وبخاصة الشعارات التي تقول اسم واحد لغة واحدة قيادة واحدة لامة واحدة، والمطالبة بالمثلث الاشوري كموطن للشعب الاشوري.
لا يمكن لناكر ان ينكر ما للاتحاد الاشوري العالمي من دور كبير في نشر الوعي القومي وما لتأسيسه من دور تفعيلي لتجديد العمل القومي الذي اصيب بنكسة كبيرة بعد احداث مذبحة سيميل عام 1933 ولا زلنا نتذكر المقالات التي دبجت للنيل من الاتحاد الاشوري العالمي في بداية السبعينيات في مجلات صدرت في بيروت وكانت تمول من قبل النظام العراقي مثل مجلة “كل شيء”، هذه المقالات التي اعتبرها ابناء شعبنا دليلا على صوابية الاتحاد، ودليلا على دوره الكبير، ودليلا ثالثا على مخاوف الحكومة العراقية من دوره المستقبلي.
في بداية عام 1973 دعت الحكومة العراقية وفدا من الاتحاد الاشوري العالمي للتفاوض معه حول حقوق شعبنا الاشوري، وقد حضر الوفد وكان برئاسة المرحوم مالك ياقو مالك اسماعيل وقد قدم الوفد المشروع التالي لتحقيق حقوق شعبنا. اقدم نص المشروع حرفيا للقراء لتعميم الفائدة.
))مقترحات الناطقين بالسريانية – الاشوريين (1973(
تحية الى السيد ممثل رئيس الجمهورية المحترم :
حضرات السادة المؤتمرين :
اننا نثمن دعوة القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي لنا للحضور الى هذا المحل المقدس لمناقشة المشروع الذي طرح من قبل السلطة الوطنية حول منهج الحكم الذاتي لمنطقة كردستان، اننا بهذه العجالة نحيي جيشنا العراقي الباسل الذي يخوض الآن معركة المصير مع جيوش الأمة العربية لتحرير الأراضي المغتصبة من قبل ما يسمى بدولة إسرائيل ركيزة الصهيونية العالمية والإمبريالية ونحيي خطوات السلطة الوطنية بالضرب على مصالح الإمبريالية وذلك بالقرار المتخذ بتأميم حصة الشركتين الأمريكيتين الإمبرياليتين وحيث أن تحرير الأرض المغتصبة يكون كما فعلت حكومة ثورتنا الوطنية على الصعيدين الحربي والإقتصادي واننا لعلى ثقة تامة بانتصار جيشنا العراقي الباسل وجيوش الأمة العربية في معركة المصير، فنحن الناطقين بالسريانية الآشوريين نذكر بهذه العجالة انه منذ القدم وفي عهد أجدادنا سنحاريب ونبوخذنصر قد قارعنا دولتي يهوذا وإسرائيل واننا الآن احفاد اولئك الأبطال الآشوريين، ان ابنائنا المتواجدين في صفوف الجيش العراقي والجيوش العربية الأخرى يمتزح دمهم مع دماء ابناء الشعوب العربية الأخرى لتحرير الأرض المقدسة والمغتصبة من قبل الصهيونية واننا مستعدين جميعاً للتفاني في سبيل قضية وطننا الكبرى. اما بخصوص مشروع الحكم الذاتي لمنطقة كردستان الذي دعينا لمناقشته نتمنى مخلصين لأشقائنا الأكراد التوفيق في تمتعهم بالحكم الذاتي ضمن إطار الجمهورية العراقية.
ونحن بدورنا كممثلين للناطقين بالسريانية من الآشوريين لنا تطلعاتنا القومية ولا سيما بعد ان اخذ على عاتقه حزب البعث العربي الإشتراكي بحل المشكلة القومية في العراق حلاً سلمياً ووفاءً منه بهذا الإلتزام ومن التزام السلطة الوطنية نقترح ما يلى:
اقتراحاتنا على مشروع الحكم الذاتي لمنطقة كردستان
1- نقترح تسمية المشروع بـ (مشروع الحكم الذاتي لمنطقة كردستان والمنطقة الآشورية من الناطقين بالسريانية).
2- جاء في مقدمة المشروع في نهاية صفحته الأولى ما يلي (يتطلب إجراء تعديل دستوري بإضافة فقرة جديدة للمادة الثامنة من دستور 16 تموز سنة 1970 على أن :- تتمتع المنطقة التي غالبية سكانها من الأكراد بالحكم الذاتي وفقاً لما يحدده القانون).
نقترح تعديلها بالصيغة التالية (يتطلب إجراء تعديل دستوري بإضافة فقرتين جديدتين للمادة الثامنة من دستور 16 تموز سنة 1970 التضامن على ان:- الفقرة الجديدة الأولى – تتمتع المنطقة التي غالبية سكانها من الأكراد بالحكم الذاتي وفقاً لما يحدده القانون.
الفقرة الجديدة الثامنة – تتمتع المنطقة التي غالبية سكانها من الناطقين بالسريانية االآشورية بالحكم الذاتي وفقاً لما يحدده القانون.
3- فيما يخص الباب الأول الذي نظم أسس الحكم الذاتي نقترح ما يلي :-
أ- إستناداً الى ما جاء في بيان مجلس قيادة الثورة المؤرخ في 13\9\1972 بخصوص الحدود الإدارية للأقليات القومية وتجمعها في وحدات إدارية يظهر فيها شخصيتها القومية. ونظراً لما جاء في قرار مجلس قيادة الثورة المؤرخ 25\12\1972 حول إعفاء الآشوريين من حوادث سنة 1933 وإعادة الجنسية العراقية لهم. فعليه وحيث ان الناطقين بالسريانية الآشوريين الممثلين (بالآثوريين والكلدان والسريان) هم قومية واحدة، فعليه نقترح أن تكون لنا منطقة خاصة بنا.
بخصوص الفقرة جـ من نفس المادة يضاف إليها ما يلي :-
تعتبر قيود أحصاء عام 1927 هي الأساس بتحديد المنطقة القومية للناطقين بالسريانية الآشوريين للأسباب التالية:- أولاً: بالنسبة للتعداد السكاني :
أ – أن أحصاء سنة 1927 كان قبل حوادث سنة 1933 وكان هذا الإحصاء أقرب احصاء الى تكوين الشعب العراقي كدولة اعتبر قانون الجنسية ان الإقامة الدائمية من 23\8\1921 لغاية 6\8\1924، يعتبر كل من كان مقيماً آنذاك في حدود العراق عراقي الجنسية بالولادة.
ب- أما سبب عدم اخذنا بإحصاء سنة 1924 فلقد كان بعد احداث سنة 1933 التي بسببها غادر الوطن كثير من الناطقين بالسريانية الآشوريين الى خارج العراق ومثال ذلك خلو 62 قرية في منطقة ناحية القوش وقضاء تلكيف وقضاء دهوك بسبب تلك الحوادث. في حين ان الجنسية العراقية قد اعيدت لهم في عهد الثورة المباركة بقرار مجلس قيادة الثورة في 25\12\1972.
جـ- اما سبب عدم اخذنا بأحصاء سنة 1947 فلقد جاء بعد الحرب العالمية الثانية وحيث انه كان هنالك ازمات إقتصادية و بنتيجة الضغط فقد اضطر قسم كبير من الناطقين بالسريانية الآشوريين الى النزوح الى المدن وكذلك سبب عدم اخذنا بإحصاء سنة 1957 نتيجة نزوح قسم كبير من الناطقين بالسريانية الآشوريين الى المدن وبالأخص الى بغداد والمنطقة الجنوبية، فسكن الأكراد المتسللون من تركيا وإيران على الأخص وحلوا محلهم، ومثالاً على ذلك فان قبل حوادث الشمال كان يسكن بغداد 750 عائلة فقط من الناطقين بالسريانية الآشوريين اما الآن فيزيد عددهم على نصف مليون نسمة.
ثانياً : بالنسبة للمنطقة اقليمياً :-
أ- ان جميع القرى الأميرية اعطيت للناطقين بالسريانية الآشوريين للسكن فيها وكذلك اكثر القرى العائدة للملاكين والخالية من السكان. بدلاً من منطقة حكارى التي كانوا يسكنوها قبل الحرب العالمية الأولى.
ب- في عام 1926 أتخذت عصبة الأمم في جنيف قرار بمنح منطقة الموصل للعراق على اساس منح حقوق الأقليات والذي جاء تأكيداً على قرارها المتخذ في سنة 1925 لمنح حقوق الآثوريين في الموصل طبقاً لما جاء في تقرير لجنة تخطيط الحدود العراقية – التركية.
جـ- اتخذت عصبة الأمم في جنيف قرارها المرقم 69 وبتاريخ 15\12\1932، وبحضور معظم اعضائها قرارها بإسكان الآشوريين في مجموعة متجانسة في الموصل.
د- يقول الدكتور وولفانك فون وايزل في وصفه وبتعبير صادق في مؤلفه (ورثـة الأجيال) القضية كما يلى :- ( ان الملك فيصل -ويقصد فيصل الأول- والحكومة البريطانية وعصبة الأمم كانوا قد قطعوا الوعود بشكل معاهدة مع تركيا في عام 1925 بمنح الآشوريين المسيحيين الحكم الذاتي الأقليمي خال من الضرائب وأية نوع من الغرامات. . . الوعود التي لم يلتزم بها والتي اخذت تغوص في البؤس والشقاء اكثر فأكثر. مهمة كبيرة حتى بالنسبة لعصبة الأمم التي الزمت تركيا بتسليم مقاطعة مهمة في شمال الموصل وتسليمها الى العراق مشترطة ان تكون موطناً قومياً للآثوريين المسيحيين.
بخصوص عن الفقرة (هـ) من المادة الأولى على ان تضاف إليها :-
تكون قصبة دهوك مركز لإدارة الحكم الذاتي للناطقين بالسريانية الآشوريين علماً باًننا سبق وان طلبنا هذا الطلب منذ عام 1932.
اما بخصوص الفقرة -ب- والفقرة -د- فحيثما وردت كلمة المنطقة فيقصد بها كل من المنطقتين -المنطقة الكردية ومنطقة الناطقين بالسريانية الاشوريين. من حيث احكامهما.
اما بخصوص الفقرة -و- فتبقى كما هي.
ب- بخصوص المادة الثانية :
أولاً- تضاف فقرة ثانية للفقرة -أ- وتكون على الوجه التالي :
تكون اللغة السريانية لغة التعليم في المنطقة وتدرس اللغة العربية إلزاميا في جميع مراحل التعليم إستناداً الى قرار مجلس قيادة الثورة المرقم 251 والمؤرخ في 16\4\1972.
ثالثاً- تضاف فقرة ثانية للفقرة -جـ- وتكون على الوجه التالي:
)جوز إنشاء مرافق تعليمية في المنطقة عند تواجد العدد الكافي من القوميات الأخرى غير الناطقين بالسريانية الآشوريين وتكون اللغة العربية إلزامية وتدرس اللغة السريانية فيها).
جـ- اما بخصوص المادة الثالثة والمادة الرابعة فتبقى كما هي.
4 – اما الباب الثاني والباب الثالث نقترح على ان ينطبقا على المنطقتين _ المنطقة الكردية ومنطقة الناطقين بالسريانية الآشوريين.
هذه هي إقتراحاتنا المتواضعة التي نرفعها لسيادتكم المعبرة عن تضامننا مع القوميتين الشقيقتين العربية والكردية وسائر افراد شعبنا العراقي لبناء وطن مزدهر متقدم والى امام.
مقترحات الناطقين بالسريانية الاشوريين)) انتهى نص الوثيقة
ومن الجدير بالذكر ان الحزب الوطني الاشوري، قد تأسس حينذاك، ولا زلت اتذكر بعض اجتماعاتنا الحزبية التي كنا نعقدها في دار المرحوم مالك ياقو مالك اسماعيل والاجتماع الحزبي الذي عقدناه بحضور السكرتير العام للاتحاد الاشوري العالمي حينذاك، اي انه كان من المفترض ان يكون الحزب ذراع الاتحاد الاشوري العالمي في الوطن لولا التطورات التي حصلت حيث لم تتوصل المفاوضات بين وفد الاتحاد والحكومة العراقية الى نتيجة ما بسبب عدم موافقة الوفد لفكرة محاربة الحركة الكردية من جهة، وبسبب تبني الحكومة العراقية اتجاه فرض سيطرتها المطلقة على تفاصيل الحياة في الوطن بفعل الاموال الوفيرة التي وفرتها الطفرة النفطية، حيث اعتقدت الحكومة انها ليست بحاجة لاية شراكة سياسية مع اي طرف، ولانها اعتقدت انه بامكانها شراء كل شيء من خلال الاموال التي باتت تنهمر عليها.
كما ان وفاة مالك ياقو المفاجئة قطعت كل الصلات بين الاتحاد والحزب الوطني الاشوري الذي استمر في نضاله باتجاهه الحالي.
كما ان الاتحاد الاشوري العالمي ومن خلال فرعه في ايران وبمساعدة من الحكومة الايرانية تمكن من افتتاح اول اذاعة قومية في قصر شرين موجهة لابناء شعبنا في العراق.
ان الاتحاد الاشوري العالمي قام بالكثير من الايجابيات وقدم الكثير من الخدمات لقضية شعبنا، والاتحاد الاشوري منذ سنوات عضو في منظمة الأمم والشعوب غير الممثلة في هيئة الأمم المتحدة .UNPO
ويمكن ان يقال الكثير عن الاتحاد الاشوري العالمي وفي تفاصيل هذا الكثير هناك ايضا مواقف وازمات كان لها تاثيراتها السلبية في هذه الساحة القومية او تلك.
الا ان الملاحظ ان الاتحاد لم يتطور بما فيه الكفاية لكي يجاري التطورات الحاصلة على الواقع السياسي لشعبنا، وعلى الرغم من تصريح الاخ الدكتور عمانوئيل قمبر بان الاتحاد يسعي لادخال تغييرات في نظامه الداخلي ليتمكن من ضم الأحزاب السياسية اليه، فاننا لازلنا نعتقد بان الخطوة لا زالت غير كافية، ولا تلائم واقع شعبنا المبتلي بالهجرة وتعدد الدول التي يقطنها، كما لا يتوافق مع التطورات السياسية القائمة في ارض الوطن سواء العراق او سو رية او ايران او تركيا، من حيث قدرة التاثير على سياساتها بقدرة اكثر ومن حيث ظهور احزاب سياسية لشعبنا تعمل بشكل علني في هذه البلدان.
المطلوب ان يقوم الاتحاد الاشوري العالمي بعملية مراجعة شاملة للذات ويتبنى تغييرات جذرية وجوهرية تتجاوز حدود الاطر التنظيمية ولتشمل الاهداف والاليات ايضا وعلى حد سواء.
ان عملية المراجعة هذه مهمة جدا ولا بد منها بسبب تغير الظروف الذاتية والموضوعية لشعبنا سواء في الوطن او المهجر.
ففيما يخص العراق، على سبيل المثال لا الحصر، فان سقوط النظام وتعميم حرية العمل السياسي التي بدأت مع تحرير اقليم كردستان العراق عام 1991 لتشمل كل العراق بكل ما وفره ذلك من حضور وفاعلية لاحزابنا والتزامها برامج قومية ووطنية ناهيك عن قدرات ذاتية وتحالفات وطنية لتحقيق هذه البرامج بمجموعها او باجزاء منها، اضافة الى قدرتها للحضور الجماهيري بين ابناء شعبنا من جهة والمشاركة في العملية السياسية الوطنية من جهة اخرى.. وفي هذه بمجموعها تكون هذه الاحزاب حاضرة ومؤثرة في المشهد السياسي القومي والوطني اكثر مما للاتحاد الاشوري العالمي.
نحن نعتقد ان تحديد الاتحاد الاشوري العالمي لهدفه والتزامه له بانه شعار المثلث الاشوري لن يخدم الفعل القومي الاشوري في الوطن مثلما يعيق المسعى والجهد النبيل للاتحاد الاشوري العالمي بان يكون خيمة او مظلة او اطار عمل لاحزابنا السياسية.
انه من الاجدى ان يلتزم الاتحاد هدفا قوميا بعمومية اكبر من خلال طرح الهدف بانه مساندة تحقيق طموحات شعبنا في ارض الوطن بما يتفق ويتوافق مع نضال وعمل احزابنا وقوانا السياسية فيه.
الاتحاد الاشوري العالمي بخصوصية تنظيمه من حيث عدم تحدده بهوية والتزامات واطر وطنية محددة (عراقية او سورية او ايرانية وغيرها) يؤهله اكثر من بقية تنظيمات شعبنا ليكون حلقة الوصل التي تصل بين ابناء شعبنا في كل انحاء العالم، للحفاظ على هوية الشعب من الضياع، وهذا بحد ذاته هدف عظيم وقابل للتحقيق وممكن التنفيذ وبخاصة في بعده الثقافي.
ولكن على الاتحاد الاشوري العالمي ان يخرج من اطاره الحالي ويتقدم للتواصل مع هيئات شعبنا التي تحمل التسميات الكلدانية او السريانية، ويجب ان ينأى بنفسه وينأي عن الصراعات التي لا جدوى منها مثل صراع التسمية.. فكلنا ندرك انه في النهاية لا يصح الا الصحيح..
فأم ما يربط ابناء المكونات الثلاثة هو هذه الهوية المنبثقة من اللغة والتاريخ والايمان والمعاناة المشتركة ناهيك عن التراث والعادات وغيرها، نعتقد ان الاهتمام بهذه الامور وطرحها كأوليات أو برامج رئيسية يمكن لكل هيئات ومنظمات شعبنا ومهما كانت التسمية التي تستعملها من المشاركة في الفعل وبالتالي مضاعفة الزخم للعمل القومي.
ان ما يعانيه شعبنا في العراق وحصوصا في الموصل وجنوبا مرورا ببغداد والى البصرة، وما يعانيه حلفاء شعبنا الطبيعيين من الايزيدية والمندائيين (الصابئة) على يد التكفيريين، وما نعانيه في ايران وسورية وتركيا وخصوصا عدم اقرار تركيا بمذابح الابادة التي مارستها ضد شعبنا وتهميشه، والتهديدات الجدية في الانصهار التي يتعرض لها ابناء شعبنا في المهاجر، يجب ان تجعل المنظمات المهجرية ان تعمل بيد واحدة متناسية المسائل الخلافية الاخرى، او على الاقل جعلها مادة للنقاش وللعمل على المدى البعيد، ولكن عليها الاهتمام بالجدي وبالصميمي من الاعمال فاية تسمية نطلقها على لغتنا لا يجب ان يجعلنا نبتعد عن ايلائها الاهمية القصوى في نشرها وتعلم الابناء بها وفق مناهج متطورة وقابلة للنشر.
لقد وقع الاتحاد الاشوري العالمي، وتحديدا في عقد التسعينيات من القرن المنصرم، في مطب التحالفات السياسية في ساحتنا القومية، مبتعدا خطوات عن هدفه المعلن بكونه الخيمة القومية لكل الفعاليات القومية، ومفضلا التحالفات القصيرة النظر كتحالف القوى الكبرى، ورغم نداءاتنا المخلصة بعدم تقسيم العمل الى هذا الدرك اي القوى الكبرى والقوى الصغرى او الهامشية وعدم الانجرار خلف وهم القوى الكبرى وعزل الاخرين الا ان الاتحاد استمر في هذه السياسية العرجاء لمدة طويلة جعلته يعاني من مصداقية دوره كقيادة محتلمة لشعبنا على المستوى العالمي.
وجميعنا يعلم كيف كانت تقام هذه التحالفات وكيف ولماذا كانت تنتهي او بالأحرى تتآكل وتندثر.. ولسنا بحاجة لاستذكارها هنا خاصة واننا على يقين وثقة بقدرة قيادة الاتحاد الاشوري العالمي على تشخيص الامور بتفاصيلها وبخاصة لجهة تناقضها مع تقديم الاتحاد الاشوري العالمي لذاته على انه اطار عمل المؤسسات السياسية والقومية لشعبنا.
اليوم يجب ان نعي جميعا حاجة بعضنا البعض.. وخصوصا ان قدرات شعبنا محدودة وان كل مكون من مكوناته لا يمكنه الصمود بقدراته لوحده.. واذا كان البعض يعتقد غير ذلك جراء الاندفاعات التي تحصل احيانا لدى هذا المكون او لدى هذا الحزب او لدى هذه المؤسسة، فان تجارب العمل بين ابناء شعبنا تعلمنا ان الاندفاع الاولي دائما يكون قويا ومبشرا ولكن الخمول والانتكاسات والتشرذم تكون هي النتائج التي نحصدها وعلى الاغلب بسبب فرض الرؤئ وبسبب ضيق مساحة وافق العمل.
كما يجب ان يعي الاتحاد وكل المؤسسات القومية الفاعلة والتي تؤمن بوحدة شعبنا بان من يمكنه ان يحقق النتائج الحقيقية في العمل هو من يتمتع ببصيرة نافذه وغير اقصائية وتؤمن بمصلحة الشعب ككل وليس بالافكار الايديولوجية البحتة .
ونحن في الختام اذ نتمنى للاتحاد الاشوري العالمي التقدم والتطور وان يكون حقا خيمة قومية جامعة، فانه لا يسعنا الا ان نقول لكي يكون كذلك فيجب ان يعيد النظر في الكثير من الامور سواء الهيكيلية التنظيمية او
الليفي والآشوريون
يجد بعض الاخوة من عرب العراق، أنه من الضروري تذكير الآشوريين العراقيين بأنهم كانوا في الليفي ودعموا الإنكليزي في احتلاله العراق، وبالتالي فإنهم لا يستحقون، أي عطف أو مساندة أو دعم، جراء هذا الموقف المعتبر من قبلهم موقفا خيانيا.علما أن احتلال أو بالأصح تحرير العراق من السلطة العثمانية ابتداء من الجنوب حيث لا وجود للآشوريين، وكان أول اتصال للإنكليز بالآشوريين في العراق بعد إتمام تحرير العراق. والحقيقة المرة التي لا يود بعض العراقيين من العروبيين علمها أن العراق الحالي كان محتلا من كل العثمانيين لمدة أكثر من خمسة قرون، انقطع العراق عن العالم فيها، وكان مرتعا للصراعات السلطوية، كان ضحيتها الشعب العراقي بكل مكوناته، وبالأخص الاشوريه لأنهم كانوا من دين مغاير لمحتلي العراق المختلفين من الصفويين أو القبائل التركمانية المختلفة.
والذي لا يريدون تذكره، هؤلاء العروبيون أو دعاة العروبة والأسلمة، أن الجيش الليفي تأسس في البداية في منطقة شعيبة قرب البصرة، وكان كل أفراده من العشائر العربية، وتم تجنيد الكورد والآشوريين لاحقا فيه، وأخيرا استقر الموجود على الوجود الآشوري، وخصوصا بعد المرحلة التي سبقت حله، رغم أن الوجود الآشوري في الليفي كان بين المد والجزر وخصوصا في عامي 1931_ 1932، عندما أضرب جل الآشوريين في الليفي دعما لمطالب القيادة السياسية والبطريركية الآشورية في قراراتهم المعروفة بمؤتمر رأس عماديه (ريشا داميديا).
والليفي هو القوة المعتمدة أو الرديفة من أبناء البلد لقوة الاحتلال البريطاني (رسميا الانتداب من قبل عصبة الأمم)، والتي ساعدت علي استتباب الأمن وبالأخص حماية حدود البلاد الحديثة الاستقلال من التعدي عليها من قبل الآخرين. ولعل استبسال الليفي الآشوري في الدفاع عن الحدود العراقية، عندما اجتازت القوات التركية لتلك الحدود عام 1922 واحتلت على أثرها قضاء راوندوز،ودحرها وإعادتها إلى عقر دارها، كان المؤشر القوي للاعتماد عليها في الدفاع عن العراق.
ولكن هذه الواقعة وغيرها لا يتم ذكرها لأحد، لأنها تبين الصورة الحقيقية لممارسات الليفي الآشوري، وهنا يجب أن نفصل بين الليفي الآشوري وغيره من الليفيات لأنها لم تكن موحدة، أو لم تمارس عملها بصورة مشتركة.
إن الليفي قد وقف موقفا شجاعا ضد محاصرة الحبانية، عندما حوصرت من قبل قوات العراقية (القطعات العسكرية ) المؤيدة لما سمي بالمربع الذهبي المتعاون مع النازية وبقيادة رشيد عالي الكيلاني، أحد المسؤولين المباشرين عن مذبحة سميل التي قتل فيها ما يقارب الخمسة الاف من نساء وأطفال وشيوخ الآشوريين عام 1933 في مناطق سميل والوكة ودهوك. إن الذي عاناه الآشوريين من المذابح المختلفة خلال الفترة 1914_ 1917 أثناء المذبحة الكبرى،وخلال آب 1933 على أيدي الجيش العراقي بقيادة بكر صدقي وبأوامر مباشرة من رشيد عالي الكيلاني رئيس الوزراء حينذاك، لم يكن يسمح لهم بترف الاستسلام لهذا الجيش ولما كان ينادي به، وخصوصا أن شعارات وممارسات القيادة التي كانت توجهه كانت معروفة للجميع. وبالتالي أن محاصرة الحبانية وإمكانية احتلالها من قبل هذا الجيش كان يعني أمر واحدا فقط، ألا وهو إعادة تكرار ما حدث في عام 1933. ولذا فقد خرجت قوات الليفي داحرة هذا الحصار وتتبعت الجيش إلى ضواحي بغداد ولم يوقفها إلا نداء مسؤوليها.
يحاول بعض القوميين العرب التذاكي، وذكر أن الليفي حارب الكورد في السليمانية، ووقف ضد الحركة الوطنية العراقية المطالبة باستقلال البلد، ولكن في الحقيقة لا توجد بين العراقيين مفاهيم مشتركة وموحدة لمثل هذه المصطلحات كمصطلح الحركة الوطنية أو الوحدة الوطنية، فما هو وطني لهذا الطرف يعتبر لدى الآخر موقفا خيانيا، وهذا نتيجة استلاب الوطن والعراق من قبل البعض وفرض قيمهم عليه، وعلى الجميع الطاعة وإلا فهو عميل. والمفارقات في مثل هذه المواقف كثيرة ومثيرة للتساؤلات الحقيقية. ففي الوقت الذي يتم اتهام قوات الليفي الآشورية التي كانت كبقية الليفيات تسير بأوامر البريطانيين، بأنه هاجموا ودحروا الحركة الكوردية في السليمانية، إلا أن نفس الأشخاص يسكتون أو يعتبرون مهاجمة القوات الجوية العراقية والقوات البرية لمناطق كوردستان العراق في الأربعينيات بالطائرات، والستينيات قصفت بالنابالم وغيرها من الأسلحة الممنوعة والثمانينيات وصل الأمر لقصفها بالكيمياوي، بالاضافة إلى تدمير أكثر من 4500 قرية كوردية وآشورية وتركمانية ومئات المقابر الجماعية والحملة المعروفة بالأنفال من القرن الماضي عملا وطنيا، يجب الإشادة به. وفي الوقت الذي يعتبر تعامل الآشوريين وككل العراقيين مع البريطانيين عملا مذموما، إلا أن وجود مستشار إنكليزي في كل وزارة عراقية يعتبر عملا عاديا.
يسمح البعض لأنفسهم ممارسة كل شيء، ولكن عندما يمارس الآخرين ذلك ولنفس المبررات، تراهم يرفعون الصوت استنكارا وينشرون الاتهامات المختلفة، فالعرب عندما حاربوا السلطنة العثمانية وشاركوا في تفتيتها، كان ذلك للتحرر من الاستعمار والتتريك والتخلف العثماني، ولكن محاربة الآشوريين لنفس الدولة التي لم يلقوا منها إلا المجازر والمذابح المختلفة، اعتبر من قبلهم خيانة وغدر وعدم تقدير لحماية الدولة لهم وعدم فرض الإسلام عليهم.
لكي تكون الدولة ناطقة باسم شعبها ومن مختلف الملل والنحل، فعليها أن تكون معبرة عنهم وعن طموحاتهم، وليس دولة ذات لون واحد، وبالأخص أن سكان هذه الدولة هم من مكوناتها منذ نشأتها، وليسوا دخلاء عليها. ومن المفارقات المضحكة أن الكثير من الوزراء ومن مستشاري الملك فيصل الأول كانوا من مناطق عربية غير تابعة للعراق، وكان أحد واضعي النظام التربوي العراقي رجل من خارج العراق (ساطع الحصري) ولكن لأن بعض الآشوريين كان مسكنهم في منطقة حكاري التي لم تلحق بالعراق، اتهم جل الآشوريين بأنهم ليسوا عراقيين، علما أن هؤلاء الآشوريين كانوا يقضون أغلب أوقات الشتاء في مناطق تابعة للعراق الحالي، حالهم حال بعض العشائر الموردية أو العربية الرحل، ففي حين تم تعريق كل من كان في العراق بتاريخ 1 كانون الثاني عام 1922 بشكل قانوني شاملا الجميع، إلا أن الآشوريين بقوا يتحملون اتهامات الكثيرين بأنهم من خارج الوطن.
يجب ألا لا يسأل المظلوم لماذا يئن. ولكن المطلوب ارتقاء الوعي الوطني والإنساني، لدرجة محاسبة من يظلم، وليس إيجاد تبريرات مختلفة للظلم وللظالم. فإرسال الاتهامات المختلفة بحق الأقليات لأنها أرادت أن تجد نفسها وتضمن مستقبلها، هو موقف خياني بحق الإنسانية، لان التوق للأمان والحرية هو توق إنساني يجب ألا لا يحدد بأي صورة من الصور. واليوم في ظل تعرض الأقليات أو المكونات القليلة العدد ومنها المسيحيين و الازيدية والصابئة المندائيين لعمليات القتل والتخويف والتهديد، مطلوب ارتقاء الوعي الوطني للمخاطر التي تحيق بهذا الوطن في حالة خلوه من مكوناته الأكثر أصالة، وهذه المخاطر الغير المنذورة تتعلق بالتوجهات الثقافية والسياسية والعلمية والاجتماعية. نحن كعراقيين لحد الآن لم تتح لنا الفرصة الحقيقية لوضع دراسة أكاديمية مستقلة تبين لنا الخسائر والمخاطر التي تعرض لها العراق جراء هجرة أو تهجير يهوده بشكل جماعي، أن من سكت عن ما عانته الأقليات من مختلف صنوف التمييز، يجب أن يدرك أمرا لا ثالث لهما وهما إما أن التمييز سيسري ليشمل الآخرين لاحقا، وهذا ملاحظ لما وصل إليه الأمر بين الشيعة والسنة في العراق، لا بل في عالم العرب، والأمر أن من تعرض للتمييز لا بد وأن يطالب بالعدالة، فلا وجود للصمت الأبدي.
وبرغم أنه تم توضيح مثل هذه الأمور مرارا، إلا أن البعض يريد إثارتها من جديد، وبذا فإن العراق لا يمكن أن يضع حدا لجدالات أبناءه، ماداموا هم لا يختمون أو يضعون خواتم لهذه الجدالات التي تشكك في وطنية الآخر. ومن ثم للانتقال إلى الأهم لوضع خطط للمستقبل.
14 حزيران 2010 ايلاف
الى متى يلاحقنا التاريخ؟
احيانا اشعر وكاننا نحن ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري، نهرول بكل سرعتنا، ويهرول خلفنا تاريخنا، حاملا سياطه، مدميا ظهورنا. محاسبا لنا عن كل فارزة او نقطة ننساها في محاربة الاخرين، او في تكذيب تاريخ الاخرين. فنحن نعتقد إننا نمتلك تاريخا عظيما، لا احد يمتلك مثله. وكل من يدعي ذلك او يقترب من قول ذلك فهو دجال مفتري. نهرب الى دول لا تمتلك تاريخا، وتعترف بان الكثير من احداث او رموز تاريخها صناعة اكاذيب ليس إلا. لا بل ان رموزها التاريخية، يتم تعريتها وكشف كل عيوبها. اما نحن فلا نزال متمسكين بما نقل إلينا في البدايات ولا نرغب في توسيع المدارك وفهم الأحداث ومحاكمة القضايا محاكمة عقلية لكي ندرك الصحيح من الخطاء. نحن نعتقد بان ما نملكه هو الحقيقة، ولا حقيقة غيرها. علما انه لا وجود لحقائق ثابته وخصوصا في الأحداث المتعلقة باكثر من طرف. فكل طرف يشرحها حسب ما تخدمه، او حسب ما نقل اليه، او حسب مصالحه الانية.
غالبية ابناء شعبنا الاشوري، تعيش الان في المهجر، وهنا اقول شعبنا كله سواء كان في العراق او ايران او تركيا او سوريا او لبنان، او دول الاتحاد السوفياتي السابق. وفي هذه المهاجر، نكتسب هويات جديدة وإضافية، ونتعايش مع مختلف الناس ومن اي قومية او دين او لون او لغة كانوا. وهذا الظاهر ليس قناعة شخصية او فهم وإدراك لضرورات التعايش مع الثقافات الاخرى. بل الامر مفروض قانونيا علينا. وإلا كيف نقبل هذا التعايش ونحن، ولكي اكون اكثر تحديدا، وجيراننا او شركاؤنا في الوطن، لا يتمكنون من بناء اسس مثل هذا التعايش؟
لازلنا، نتحارب على التاريخ، فالعربي يقول بعروبة بلدنا العراق كمثال، والكوردي يقول بان الكورد اقدم الاقوام، والاشوري، يبز الجميع بانه اساس الحضارة والمدنية في بيت نهرين، والتركماني يذكرنا باستمراره منذ ايام المعتصم ان لم يكن اقدم. كل واحد يريد ان يصبغ وجه البلد بصبغته، ناكرا للاخر اي وجود. والعراق مرة اخرة كمثال، وليد الامس القريب. وقد تكون مس بيل امه الشرعية لا غير.
في سرد التاريخ، لم يتم دراسة ما حدث للناس وللثقافات والتداخلات، الحديث كان في الغالب عن الملوك وعن الامراء وعن بعض العلماء، اما الناس وما كان يحدث لهم، فهو مخفي في صفيحات لم يقم احد لحد الان بتنقيحها، او انها دمرت في الحروب الكبيرة والكثيرة التي حدثت في المنطقة. في سردنا للتاريخ، لا اثر للاوبئة والفيضانات والجفاف، وكأنها لم تحدث ولم تغيير في وجود السكان. فقط سرد لبعض المراحل وتكاد ان تطفر او تلغي سنوات وسنوات من الوجود والاحداث. يا ترى ما اثر الطاعون الاسود على المنطقة، والذي افقد اوربا نسبة كبيرة من شعبها. لا احد يذكر؟ في احد المرات حدث طاعون في منطقة كرخ دسلوخ (كركوك) فامر مطرانها باعادة صوم نينوى (الباعوثة) وبعد ان صام الناس ثلاث ايام بلا اكل وبلا شرب زال الطاعون اوتوقف عن الانتشار، هل سألنا كم نسبة السكان ممن ذهبوا ضحية له؟ وهل علمنا من حل محلهم.
بسبب الحروب والامراض ولاسباب التغييرات المناخية، حدثت تغييرات سكانية، انتقال سكان من منطقة الى اخرى، لا بل ان هذه التغييرات كان تحدث كل ستة اشهر حينما كان اهالي الجبال يهاجرون الى السهول في الشتاء في رحلة سموها كوزي، وفي الصيف الى قمم الجبال في رحلة سموها زومي طلبا للكلاء لحيواناتهم، كما حدثت تغيير في العقيدة والانتماء واللغة. وهذه كانت الحياة في الماضي. لا يمكننا ان نعيد صنعه بشكل اخر. وعلينا التعايش مع ما حدث ونتقبل احداثه ونتاجها.
وانا اسطر هذه الكلمات، وقع نظري على تنبيه الامم المتحدة من اندثار بعض اللغات من الوجود، ومنها لغتنا، اسمتها الامم المتحدة الارامية، والتي نتحارب على تسميتها بين السريانية والاشورية والكلدانية، وهي مسميات لامر واحد. هل ندرك ماذا يعني بالنسبة لنا مثل هذا الامر ان حدث؟ وخصوصا ان رابطنا الأقوى هو اللغة. هذا يعني بكل بساطة ان الجيل الثاني قد يعرف بعض الكلمات والجيل الذي يليه لن يهتم لمعرفة هذه الكلمات لان لا احد يستعملها في البيت، ويعني ضياع الترابط القومي الأقوى، ليس فقط بين الأفراد، بل مع الارض التي نقول عنها إنها لنا تاريخيا. فهل وصلت الرسالة لمن لا يفقه في الأمر شيئا، لمن تسكرهم الشعارات وخصوصا المعادية للاخر وهو في أحضان الاخر؟ هل وصلت الرسالة؟
ان نكرانا لحق الاخرين في التواجد على ما نقول عنها ارضنا، هو رسالة غاية في الغباء، نرسلها لمن يريد ان يدعم قضيتنا، إنها رسالة التناقض التام بين الحال وما نريد. إنها الرسالة التي تتناقض مع توجهات العالم في تعايش الثقافات والناس، إنها رسالة كراهية وحقد، لا يمكن للاخر تقبلها او فهمها. ان المضمون الانتقامي للكثير مما نرسله، كرسالة اعلام وطلب الفهم لواقع معين، هو في عين الوقت الرسالة القاتلة لقضية شعبنا الكلداني السرياني الاشوري القاتلة، ونحن لا ندرك.
ليس اسهل من التهجم والسب والاستهزاء بالاخر، لانه يقول ما لا نريد سماعه، او لانه يريد ان يصحينا من الواقع المخادع الذي نعيشه، ولكن متى كان بناء الامم بالتهجم والسب والاستهزاء. لا زالت اسرائيل امامنا رغم كل لعنات الايديولوجيين العرب وقادتهم، رغم ما اطلق عليها من القاب ك((اللقيطة))، او رغم اعتبار الصهيونية كمسبة وهي حركة سياسية مثل اي حركات اخرى. اسرائيل وكانها المنطقة المضيئة في المنطقة الحالكة السواد، التي يعمها القتل والدمار الذاتي المستمر، دعوات الدمار التي لم تجد منفذ لها نحو الاخر انصبت على الذات، اولا على الاخر المختلف من الذات في العراق (الكورد، الاشوريون) في سوريا (الكورد، الاشوريون، العلويين تارة ودروز تارة وسنة تارة اخرى) في لبنان (المسيحيين) في مصر (الاقباط) . ومن ثم على الكل. في اسرائيل هناك الاسرائيلي الذي يكشف حسب فهمه عورات القادة الاسرائيلين ومثالب رموزهم، وفضائح تاريخهم، ولكنهم لا زالوا يعيشون ويتقدمون ويعطون للعالم مساهمات عظيمة للتطور والتقدم. في حين ان في بلداننا كل يقفون صفا واحدا خلف القيادات وخلف تاريخ لا يأتيه الباطل لا من امامه ولا من خلفه، ولا احد يجرؤ على الكلام عن مقدساتنا، ونحن وبلداننا لا تزال في تراجع مستمر.
كل العالم المتحضر، يفكر في المستقبل، وماذا عليه ان يعمل من اجل المستقبل. إلا نحن نفكر في الماضي، وماذا علينا ان نعمل من اجل ان لا يتجرا اي فرد الكلام عنه بالسؤ. اما المستقبل فلم يعنينا ولذا نرى ان لغتنا، عنوان وجودنا ووسيلة ترابطنا، تضع من بين اللغات التي في مرحلة الاندثار والضياع.
تحية للنائمين في التاريخ واللاهين عن المستقبل وصناعته والتعايش معه.
23 شباط 2018
نحو مؤتمر كلداني ناجح
قد يعتبر البعض ما اكتبه تطفلا مني، لشأن لا يخصني. اقول وكيف لا يخصني مؤتمرا يهتم بجزء من شعبي ان لم يكن كله، والا ما فائدة كل ما كتبته ان لم يكن لشعبي بكل مسمياته الجميلة والتاريخية. نعم كانسان وكناشط قومي لدي افضليات واعتقادات قد يوافقني عليها البعض او لا، ولكن كل ما كتبته وكل مجال نشطت فيه كان يرمي الى خدمة شعبي بكل التسميات لانه شعبي وهكذا احببته ولكنني ساتمنى ان اعمل الافضل له.
خلال اكثر من اربعون سنة من العمل التنظيمي السياسي الحزبي. وفي مختلف المواقع والحالات، عضوا عاملا، كادرا متقدما، عضوا قياديا، العمل السري، الكفاح المسلح، المهجر والاجتماعات المهجرية، مع مختلف الاطراف، وجدت اننا معشرة الاشوريين الكلدان السريان، نتميز بميزة فريدة، وهي اننا سريعوا القبول بالافكار الجديدة، وخصوصا الداعية الى تأسيس منظمات منشقة، او جديدة بحجة ان القديمة لم تعد تفي بالغرض او ان القيادة المتحكمة بها تسيرها لمصالحها الشخصية، ولكن بعد فترة النشاط والاستجابة السريعة والعمل نخمد ونبرد ونعود ليس الى حيث كنا، بل نجد اننا فقدنا القديم ولم نقتنع بالجديد الذي عملنا له.
اننا مولعين بنظريات المؤامرات، فاحيانا نحن ضحايا التامر الاشوري واخرى الكلداني وثالثا الارامي، والكوردي والعربي وياخذنا الخيال الى ان الصهيونية بالتحالف مع الامبريالية العالمية والماسونية تتامر علينا لكي لا نظهر ونقوى ونقود العالم الى السلام والمحبة. ولكننا لم نسأل علام يتأمر الاخرين علينا؟ هل لقوتنا ام لثروتنا ام لقوة تاثيرنا في مجريات الامور؟!!!
هناك مصطلح شائع بين اليهود وخصوصا ابان فترة الدعوة القومية ضد من حاول او نظر لافشال الدعوة القومية اليهودية وهذا المصطلح ((اليهودي الكاره لنفسه))، ونحن فينا الكثير من ذلك مع الاسف، انا لا اقول ان لا تخالفني او تبين نقاط الضعف في مشروعي او خطابي ولكن ان تحكم عليه بالعدم وبانه وسيلة للفناء او للتخلي عن الدين، فهذا هو القتل وهذا هو الكره. ولذا اخوتي المدعوون والمجتمعون في المؤتمر الكلداني القادم، نحن ننتظر منكم الكثير لشعبنا، واول شئ هو دعم تواجد شعبنا على ارضه التاريخية، والحصول على حقوقه القومية، وبما اننا نقر باننا قومية فان لنا حق تقرير المصير استنادا الى القانون الدولي. وكل حق ناخذه في هذا الطريق هو واجب على عاتق كل منا، ولذا فان المطالبة بالحكم الذاتي او المحافظة هو حق يجب ان نتمتع به وواجب علينا يجب العمل من اجله. اذا ليس الفناء في المطالبة ببعض الحقوق ولكن الفناء في الخنوع والقبول بالامر الواقع، دعونا لا نكون اليهودي الكاره لذاته، فقط لاننا لانحب التسمية الفلانية، دعونا لكي نساعد شعبنا للاستمرار في البقاء بتوفي كل السبل له لتحقيق وتطوير البقاء.
ثقوا ان كل خطوة للامام تخطونها، هي خطوة للامام لكلنا، من يسمون اشوريين ليسوا اعداءكم ولم يكونوا بل هم منادين بمبادئ قومية مثلكم ولكنهم اجتهدوا وقالوا اننا كلنا واحد، واختاروا التسمية الاشورية وهذا الاختيار لم يكن نابعا من توجه طائفي او عشائري، بل بكل بساطة لان له عمق تاريخي مستمر ولانه في ذلك الحين لم يستعمل في اي توجه طائفي او كنسي. ولذا فهم (ان صحت هذه هم، لانهم انتم وانتم هم وكلكم سريان) لم يسرقوا ما ليس لهم. ان من يقول بالاشورية سبقكم كثيرا بالعمل القومي، وهم قد وقعوا في اخطاء عديدة، لم تكن لهم تجارب ولم تكن لهم معارف، لقد حفروا في جبل غريب عنهم انه العمل السياسي، وهؤلاء الاشوريين سواء شئتم ام لا فانهم الاقرب اليكم من اي جهة ومن اي فئة ومن اي طائفة، ولذا فان دراستكم لتجربتهم والاخطاء التي وقعوا فيها، فائدة جمة لكم. من خلال متابعتي لعمل التنظيمات تحت التسمية الكلدانية وجدت انها تقع في نفس اخطاء التنظيمات التي تعمل تحت التسمية الاشورية والسريانية، وهذا يدل على اننا واحد. ولكي لا يغضب البعض لنقل اننا الاقرب الى بعضنا البعض .انهم بقعون في خطاء تكرار ولادة الاحزاب والمؤسسات والانقسامات الاميبية والاتهامات عينها.
ايجابيا عملت الحركة القومية تحت التسمية الاشورية، على امور كثيرة ايجابية، ولعل من اهمها
الاهتمام باللغة السريانية ونشرها باستغلال اي فسحة اتيحت لذلك، الكنائس، الاندية وغيرها
الاهتمام بالفن والتراث ونشره وكل ما يتعلق بالفلكلور والازياء ونشر المعرفة التاريخية ودراسته، على الاقل دراسة اولية لرفع الوعي القومي
الاهتمام بالادب وخصوصا الشعر القومي الحماسي وتاريخ الادب وابداعات الشعب الادبية والعلمية والفلسفية
الاهتمام بالنشاطات الشبابية ومن خلال اعلاه نشر الوعي القومي والتمايز والوعي السياسي.
تاسيس الاحزاب السياسية وكان اولها الحزب الاشتراكي الاشوري عام 1917 واقدم الاحزاب الاشورية المستمرة تاسس في 15 تموز 1957 المنظمة الاثورية الديمقراطية التي اسسها الاخوة الاشوريين السريان في سوريا وتركيا. والحركة السياسية تحت التسمية الاشورية ضمت منذ البدء اطراف من مناطق وكنائس مختلفة لشعبنا بمختلف تسمياته، فهل الحركة القومية الكلدانية القدرة على هذا الاختراق؟ ام انكم حسمتم خياركم ان هناك اشوري متميز وهناك كلداني متميز وكل واحد له انتمائه القومي الواضح؟
لتكن باكورة عملكم الاهتمام باللغة السريانية ونشرها والعمل على توسيع مجالها، فهو الطريق الافضل لنشر الوعي بالذات وبتمايزها عن الاخر.
اخوتي لقد ملينا من الانشاء والبيانات المتطابقة والتي كانها نسخت احداها عن الاخرى، ولن تميزها الا بعد قراءة الاسم، عليكم وعلينا العمل بخطوات عملية، تشعر المتلقي انه امام عمل مبرمج تمنحه الثقة للانخراط فيه، وليس خطابات عن عظمة الاجداد والواقع يكذبه. فواقعنا وواقعكم يكذب كل تغني بالماضي، لا بل يجب ان نخجل من الادعاء بالانتماء لهذا الماضي. اخوتي شارك الاشوريين سابقا على الاقل ولحد الان للبعض في مؤتمرات وندوات وسفرات توعية ونقل المناشير وتوزيعها وكل النشاطات التي يتطلبها رفع الوعي القومي واستحصال حقوق شعبنا، ولم يستلموا اموالا من احد، بل كان النشطاء يتحملون ذلك من جيبهم الخاص، وانا لعلي ثقة انكم تقومون بنفس الشئ، فهذه ضريبة يدفعا الرواد، ولكن هذا لم يكن وليس كفاية لانجاح اي عمل سياسي يرمي لتحقيق الحقوق المشروعة لاي شعب. لكي نستحصل على حقوقنا علينا التمتع بعوامل قوة، يمكن ان تغيير موازين القوى لصالح اي طرف تحالفنا معه، هذا اذا لم نستطع امتلاك عوامل قوة تفرض نفسها كقوة مستقلة يحسب حسابها في العمل السياسي. فهل نحن سائرون في هذا الطريق. وهل ابداء الخنوع والاستسلام والمسكنة يعتبر عامل قوة، ام اننا نعتبر حملا ثقيلا على الاخرين؟ الجواب لكم جميعا.
سادتي الاعزاء عندما اسمعكم او اقراء لكم لا استشعر اي اهتمام منكم لابناء شعبكم في ايران او تركيا او سوريا، وكان الوجود الكلداني محصور في العراق وفي المهاجرين من اصل العراقي (العراق صنيع اتفاقية سايكس بيكو وتعديلاتها) ولعلم بعضكم ممن يرددون المقولات العربية الفاشية عن الاشوريين جاوا العراف من دول الجوار ،ان اخوتكم الاشوريين وان كان بعضهم في حكاري فان حكاري كانت تابعة لولاية الموصل وان اهل حكارى كانوا يقضون ستة اشهر من السنة في السهول الدافئة داخل الحدود العراقية الحالية. هل تعملون من اجل الكلدان ام من اجل كلدان العراق؟
الاشوري يقول بكل بساطة ان الاشوري هو كل من تكلم السورث وامن بانه اشوري، يا ترى هل نقول ان الكلداني هو كل من تكلم السورث وامن انه كلداني، وهنا سنجد ان المشكلة ليست في تعدد القوميات، بل في تعدد التسميات، ويمكن الاتيان بامثلة عديدة من قرى تتكلم نفس اللهجة وهي منقسة الى اشوري وكلداني، اليست ىهذه اشكالية في الهوية القومية؟ كيف يمكن معالجتها؟ ودون معالجتها سيكون هناك الكثير من اللغط حول الهوية وماهية الهوية. علما عندما نقول الهوية القومية فاننا نعني (اللغة، والتراث، والتاريخ، والمصالح المشتركة، والعادات الاجتماعية )
اخوتي للنجاح لسنا محتاجين لعدو وان كان افتراضيا، بل نحن بحاجة لقضية مكتملة العناصر، قضية يمكن الدفاع عنها وكسب الراي العام القومي والعالمي معها. قضية شعب مضطهد ونحن نمتلكها، ولكننا لم نصدر قضيتنا بشكل صحيح، لا بل اننا كنا اكثر الاعداء لها بجهلنا وبانقساماتنا وبتركنا الغريب الغريب لكي يتحكم فيها. نحن بحاجة لوضع برامج اوليات، هل من اولياتنا القضاء على العدو الاشوري المغتصب، علما ان الاشوري لا يضعكم في موقع العدو، بل يقول بكل بساطة ان الاشوري والكلداني هما مسميان لشئ واحد. ام لترسيخ الوعي القومي المميز ام ام. بلا برامج واضح لا قضية ولا نجاح.
اخوتي نجاحكم هو نجاح للاشوري والسرياني وفشلكم لا سمح الله فو فشل لكلنا، فلنعمل للنجاح.
12 ايار 3013
الازمة السورية ودور تنظيمات شعبنا
اندلعت الحالة الثورية التي تعم الكثير من البلدان المنضوية في الجامعة العربية، من حالة احراق البوعزيزي لنفسه في تونس، وخلال ايام تمكنت تونس من التخلص من رئيسها الذي حكمها من خلال الاجهزة الامنية، رغم كل التقييمات الايجابية التي كان تحضى بها تونس من نواحي عدة. لو تفحصنا الحالة التونسية جيدا، فاننا بلا ادنى شك سنجد، ان الواقع التونسي، مثل مستوى التعليم والانفتاح الاجتماعي ونوع من التعددية السياسية والفكرية، والانفتاح على اوربا، كان عاملا حاسما في تقصيرة فترة الاحتجاجات ضد الرئيس زين العابدين وفي الان ذاته كان عاملا مهما في عدم قيان حرب اهلية ومحدودية العنف الحكومي المستعمل. وهذا الامر يمكن ايضا ان يلاحظ في مصر، فمصر رغم الامية والفقر، الا انها كدولة لا زالت تحترم الذات وتعتبر نفسها نموذجا في المنطقة ساعد الجيش في اتخاذ القرار المناسب لانقاذ مصر من الاسواء. الا ان تمكن الفكر الديني المتعصب من التغلغل فيها ومحاولة السيطرة على الدولة وتوجيهها، سيكون سببا في انحلال الدولة وتحولها الى امارات متحاربة على نفسها، ان لم تعي الدولة الامر وتتلافاه، لكي تبقى الدولة ذلك الجهاز القائم بخدمة الجميع من خلال منظور واحد وهو مصريتهم . ولكن المفارقة ان مصر وليبيا وسوريا واليمن، كلهم قالوا نحن لسنا تونس. في اشارة ضمنية الى انهم دول قوية وتونس دولة ضعيفة، حسب مقاييسهم لقوة الدولة والتي كذبتها سريعا الاخبار المتتالية من هذه الدول. اي نعم صدقوا، فهم ليسوا تونس، لان الحدث التونسي ان حدث، فسيكون الدمار والقتال والخراب. ولعل الجميع يتسأل عن سبب تطور الامور في سوريا وليبيا الى قتال وكان الحكومة في حالة حرب مع الشعب، الذي تدعي حمايته وتمثيله والعمل من اجل تحقيق امانيه! انها اسباب تدخل في صلب تكوين النظام السياسي القائم، والتي لا تسمح لاي معارضة او تعتبرها كفرا وجحودا ونكران نعمة. ان هذه الحكومات لا تعرف شعبا حرا ولا تعرف كلمة مواطن، بل تعرف قطيع من الرعاء لا غير، وان استعملت مصطلح المواطن فانه لذر الرماد في العيون، ومن مظاهر الادعاء الثقافي والانفتاح الفكر. ولكن في الحقيقة فانهم يتعاملون مع هذا المواطن كحاجة، كشئ عليه الطاعة والخضوع لرغباته فقط والادلة كثيرة ولعل الصور التي تاتينا يوميا من ليبيا وسوريا واتتنا من العراق سابقا تكفينا. كان من الواضح ان اي انتفاضة في سوريا سيتم مجابهتها بالعنف والشدة المفرطة. لان النظام السوري يؤمن انه قطع كل خطوط الرجعة مع شعبه، فالقضية كانت يا نحن او هم، نحن هنا هي الفئة الحاكمة وهم تعني الشعب، دون اي التحام بين الشعب والقيادة، اللازمة التي اوجعوا ادمغتنا بها.
وضع شعبنا السرياني الاشوري في سوريا، صعب ، لانه يتم وضعه امام خيارات صعبة، سواء من قبل الطغمة الحاكمة او المعارضة، او حتى من قبل بعض من ابناء شعبنا. حيث يتم وضعهم امام خيار تكرار تجربة العراق بحقهم، او بين خياري تايد نظام علماني (كما يدعي) ،وبين نظام اسلامي يكفرهم ويعمل المزيد من اجل تهميشهم، ولو استمعنا الى بعض من يدعي المعارضة مثل الشيخ العرعور، فانه وبلا شك، فالوضع لا يطمئن. وكما قلنا فالوضع في العراق ومصر، هو صورة مقيتة لما ال اليه اوضاع اتباع الاديان الاخرى او ابناء القوميات الغير العربية والكوردية. ولمن يحاول منح صك البراءة للنظام السوري مستغلا ما حدث في العراق ومصر، نقول ان هذا النظام لم يدخر جهدا في العمل من اجل تعريب ابناء شعبنا، وتعريب البلد، وفرض التبعيث والتعريب عليهم، ليس هذا بل انه حاربهم في اسلوب خطير اخرفي الخابور كمثال، حيث تم الاستيلاء على ماءهم، حينما منح قطع اراض كبيرة لمؤازريه قرب راس العين، منبع نهر خابور، حيث قام هؤلاء المؤازرين بحفر ابار ارتوازية وسحب ماء العين ومن ثم تم تجفيف نهر الخابور، وتدمير الزراعة التي هي المورد الوحيد لاغلب مناطق شعبنا، وبالاخص سلسلة القرى الواقعة على ضفتي الخابور، وما الهجرة الواسعة لابناء شعبنا الا نتيجة للسياسات الاقتصادية والتنموية والتعامل مع الشعب لهذا النظام.
الحقيقة انه من الصعب علينا سواء كاشوريين سريان كلدان او كمسيحيين تقبل العيش في ظل نظام يقوم بتكفيرنا كالانظمة الاسلامية، التي يمكن ان تقوم في المنطقة، لان هذه الانظمة تلغي المواطنة المتساوية. ولكن القبول بالواقع القائم وعدم تغييره وهو قد وصل الى عنق الزجاجة، امر غير مجد لان العملية ستكون وكانك تقف في وجه مسيرة تاريخية واجبة التحقق. ان النظام الدكتاتوري وبممارساته واسلوب حكمه قد هيا الواقع لمثل هذه الحالة. لا بل انه سبب وصول الامر الى هذه الحالة التي لا يمكن فيها ايجاد حلول لمشاكل البلد الا من خلال ثورة تقلع النظام وقد تثيرمشاكل اكبر، نتيجة للاحتقان الطائفي المزمن الذي ادخلت البلد اليه. ففي الوقت الذي يتشدق فيه النظام السوري وسبقه النظام العراقي البائد بالعلمانية. فان الوقائع تكذب كل ذلك وتؤكد انها من رسخت الولاء الطائفي والعشائري والاسروي، حيث وضعت لنفسها اسيجة حماية متعددة. لا بل انها من باب الحماية للنظام وراسه قامت باشراك الاخرين في جرائمها لتوزيع دم الضحايا على العشائر والمذاهب والاديان المختلفة، وهذا النمط وجدناه واضحا في العراق وسوريا البعثيان.
ان نجح النظام السوري في تجاوز الحملة القائمة لتغييره، وهو امر مشكوك فيه، فانه سيخرج مثخنا بالجراح، ضعيفا واهنا، سيخضع لقوى اقليمية وسيساوم القوى الداخلية وخصوصا الاسلامية لضمان بقاءه او العفو عنه (من الغريب ملاحظة ان الانظمة القومجية مثل نظام صدام وبشار والقذافي والتي تدعي محاربة الامبريالية والصهيونية والصليبية، قدمت عروض مغرية للدول الغربية مقابل ضمان بقاءها في السلطة ولكن لم يتم الاستجابة لطلبها لان مفعولها انتهى، انها صارت اكسباير). ودلائل تقديم النظام التنازلات معروفة وواضحة، فالاحتجاجات لم تكن قد بدات حتى قدم النظام العروبي السوري التنازلات العديدة لاستمرار بقاءه، الا ان القوى التي قدم لها التنازلات تلقفت المعروض، ولم تعطه صك الامان، لانها تدرك انه سيقدم المزيد والمزيد ومن ثم سيرحل غير ماسوف عليه. ولذا علينا ان ندرك ان النظام راحل وان بقى بالصورة في نهاية الامر، وعلى هذا الاساس يجب ان تعمل احزابنا.
على القوى السياسية لشعبنا السرياني الاشوري ان لا ترضى بوضعها امام خيارين احلاهما مر، رغم ادراكنا ان وضعها ليس سليما لاسباب ديموغرافية وخريطة المنطقة الاقليمية، الا انه عليهم التعلم من تجربة شعبنا المريرة في العراق، والخسائر التي تكبدناها جراء عدم العمل سوية وعدم الاتفاق على اولياتنا، رغم اننا في العراق تمتعنا بفترة قدرها اكثر من عشرة سنوات، كان يمكننا خلالها ان نهئ امورنا بصورة افضل، الا اننا انتظرنا وخسرنا الكثير من الاوراق ولم نتعلم من تجارب الاخرين الا بعد ان اكتوينا بالضربات المؤلمة. ان على قوانا السياسية في سوريا، قد لا يتمتعون بهذا الترف، ولكن عليهم ان يتجاوزوا ذلك كله، لان معاناتنا في العراق كانت معاناتهم وعاشوها لحظة بلحظة، وهي خبرة يجب ان لا يفرطوا بها.
يجب ان ننوه بان هناك تحركات جيدة، ولكن المطلوب ان نعمل من اجل تقوية اوراقنا السياسية، لتعوضنا عن الخلل الديموغرافي، من خلال طرح المبادرات الوطنية التي تضع حلول لمستقبل سوريا يعمه السلام والوئام والاستمرارية. والحلول يجب ان تدرك ان حال سوريا يجب ان يتغير وان تقوم دولة على انقاض شبه دولة، دولة مؤسسات، تراعي فيها التعددية الدينية من خلال ابعاد الدين عن السياسية، مع طرح كل الانظمة الدينية القائمة كمثال لسؤ الحال وانغلاق الافق والانعزال عن العالم. ودولة تقر بالتعددية الاثنية للبلد من خلال ازالة اسم العربية من اسم الدولة وكل ما يترتب عليه، وانفتاح التعليم الرسمي على لغات الامم المكونة للشعب السوري. دولة تكون محور لارساء دولة القانون في المنطقة، ودولة تكون جسرا بين هذه الدول، لانها دولة قادرة على ربط العراق بلبنان، ليس جغرافيا فقط، بل حضاريا واقتصاديا. لقد كانت مرحلة الاستعمار هي افضل مرحلة تمكنت فيها هذه البلدان من تطوير بنى مشتركة مثل خطوط انابيب النفط\ن التي خلقت مصالح مشتركة وفرضت حوارا دائما حولها، وهو الامر الذي فشلت في تحقيقة، هذه الدول في الفترة المسماة بالاستقلالية رغم طول الفترة الثانية قياسا بالاولى.
ان الاوان لاحزاب شعبنا ان تدرك مع من تتحالف ولماذا، فالتحالف بالنتيجة هو لتحقيق اهداف محددة وليس لان الاطراف المتحالفة تعشق بعضها الاخروكل الاطراف السياسية تدرك ذلك، ولذا فان القول ان تحقيق مصالح شعبنا وحقوقنا المشروعة سيكون اساس تحالفنا، لا يضر المكانة الوطنية لهذه الاحزاب، لان من تمثله او تدعي تمثيله هو جزء من الشعب السوري. واذا طالبهم الاخرين بالتنازل فالتنازلات يجب ان تكون متبادلة فالوطن هو للجميع، والمعايير الثقافية والحضارية والحقوق والحريات الفردية لاتخضع لاي مقياس سوى مقياس المساواة التامة.
ان اي تطور ايجابي وخطوة لتحقيق بعض طموحات شعبنا السياسية في سوريا، هو مكسب لكل الشعب في اي مكان كان، ومن الجدير ذكره ان الواقع السوري قد يمنح لابناء شعبنا وقواه السياسية ثقلا اكبر مما هو في العراق. وعلى هذا الاساس فدعم قوانا السياسية المتحدة في سوريا هو واجب كل كلداني سرياني اشوري، اينما كان، سواء كان هذا الدعم ماديا او معنويا.
ان ملاحظة وفهم اللعبة الاقليمية امر مهم للتخطيط ولتقوية اوراقنا السياسية، ولعل اكثر الامور المهمة هي مراقبة التحركات التركية، وفهم ابعاد اللعبة التي تلعبها، لكي تتمكن قوانا من تحديد افضل المخارج والطروحات لتحقيق اماني شعبنا الانية والمستقبلية. ان المبادئ تلهم الناس، ولكن الواقع يفرض عليهم التعامل مع متغييرات عديدة، ولكي لا يكون شعبنا ضحية مبادئ حالمة، علينا ان نخضع مطالبنا واهدافنا القريبة والبعيدة المدى لميزان النقد وتخضع للامكانيات المتاحة.
26 اب 2011

المستشار، هو من يقدم مشورة، لصانع القرار في قضية معينة. والسيد عماد يوخنا كونه مستشارا مجلس النواب لشؤون المكونات، صار مفهوما لدينا انه يقدم استشارة او يطرح اراء او يوضح واقع المكونات حينما يتعلق الامر بهم. او في اي خطوة يخطوها المجلس النيابي يخص المكونات. وهنا نحن نعتقد ان السيد عماد هو مستشار لشؤون المسيحيين في الغالب. وبالتالي ولكي تكون استشارته مؤثرة وتعبر حقا عن واقع ومطالب المكون المسيحي، يفترض بالسيد عماد يوخنا او هكذا نأمل منه ،ان يكون على تواصل دائم بالمؤسسات السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية العاملة في الوسط المسيحي. ولنا تساؤل بسيط، هل يقوم بذلك؟ ام انه ينقل ما لدى حزبه، اي انه والسيد يونادم كنا يقومان بالتعبير عن توجهات معينة ومحددة ومرتبطة بتنظيم سياسي معين فقط؟ وهنا من حقنا ان نتسأل كيف صار السيد عماد مستشارا لمجلس النيابي وهو لا يحضى بتأييد الجميع. هل هناك محاباة خاصة مثلا؟
نشر الاستاذ عماد يوخنا، عضو مجلس النواب السابق، ومستشار رئيس مجلس النواب لشؤون المكونات، منشورا على موقعه في الفيس بوك، وانتشر على مواقع اخرى ، حيث اطلعنا عليه. ما اثار اهتمامي هو ان الخطوة قد تكون نوعية ، واتت من رؤية وامتلاك معلومات مهمة، وبالتالي كان تحركا سريعا منه لايقاف خطوات حكومية مبيتة ضد طموحات وامال شعبنا. وطبعا كما هو ضني بكل ابناء شعبنا، ليس ببعيد عن السيد عماد يوخنا مواقفه القومية هذه، وهو الذي مثل شعبنا في الدورة الثالثة من عمر البرلمان العراقي.
يمكن اختصار مضمون التحذير بهذه الفقرة منه ((حذر السيد عماد يوخنا مستشار رئيس مجلس النواب لشؤون المكونات الحكومة الأتحادية من أي محاولة لعقد اتفاقات او مساومات بأرجاع الصراع على الأرض والذي كان موجود ما قبل داعش دون أحترام أرادة أهالي المنطقة الذين دفعوا الغالي والنفيس نتيجة الصراع على مناطقهم بحجة أنها متنازع عليها ، وفرض أمر واقع في كل مرحلة من جهة كوصاية عليهم رافضا أي عودة للأوضاع على ما كانت عليها في السابق خاصة وان الاهالي الأن تشعر بالراحة من ناحية الوضع الأمني ومسك ابناء المنطقة بملفه ، وعلى الحكومة دعمهم بزيادة أعدادهم وتدريبهم وتسلحيهم ضمن المنضومة الأمنية وأن تدعم المنطقة بالمشاريع الخدمية وتعويض المتضررين وأعادة المهجريين الى بيوتهم لكي تتهيأ بيئة مناسبة للبقاء وأبعاد مناطق المكونات الصغيرة من الصراع بين الأقليم والحكومة الأتحادية وبين الحكومة المحلية في نينوى وفق مزاجات أحزاب تبحث عن مغانم ومصادرة الأراضي والاستفادة من الموارد الطبيعية التي هي ملك لأبناء تلك المناطق محذرين بأنه أذا ما أقدمت الحكومة على مثل هكذا خطوات سوف تتسبب بالمزيد من الهجرة لأبناء شعبنا خوفا من مستقبل مجهول .. ))
ومما اثار اعجابي وزاد من ثقتي بهذا التحذير وفعاليته، تعقيبات الكثير من القراء، التي مدحت وشكرت واعتبرت التحذير درسا بليغا لمن يتجاوز على حقوق شعبنا.
ولكن فقرة من التحذير جعلتني اعود وانبش واتحقق من معلومات كنت امتلكها واعتقدت انها صحيحة، وما ورد في التحذير يقول بغير ذلك. فقلت هل يعقل شخصية بمستوى المستشار ونائب سابق تخطاء، واعتقدت ان معلوماتي هي الخاطئة. و الفقرة هي قوله في الفقرة الثانية الجملة التالية ((ويجدر بألاشارة أن مناطقنا لم تكن يوما متنازع عليها وغير مشموله بأجراءات مادة ١٤٠ وهذا ما أكدته قرارات المحكمة الأتحادية في السابق وتقرير الأمم المتحدة في ٢٠٠٧)) فقمت بالبحث عن قرار المحكمة الاتحادية الذي يشير اليه السيد النائب السابق عماد يوخنا، في موقع المحكمة الاتحادية فلم اجد له اثرا، فذهبت وفحصت جريدة الوقائع العراقية، وبالحقيقة ايضا لم اجد، اي قرار يشير الى ذلك والحقيقة ان بعض الاصدقاء من خلال الفيس نبهوني الى عدم صحة ما يقوله السيد عماد يوخنا ولكن تكذيب الشخصيات العامة والحاملة للامانة والمسؤولية امر ليس بالهين. اما الامم المتحدة فكان اقتراحها، تقسيم منطقة سهل نينوى بين الاقليم ومحافظة نينوى، كحل لاشكالية المطالبة به من قبل الاقليم وهو ما اشرنا اليه مرارا، وليس عدم شمولية سهل نينوى بالمادة 140 اي تأكيدها لشمولها بهذه المادة . ليس هذا فالمادة 140 ليست بخصوص سهل نينوى، بل تشمل مناطق من سنجار والى بدرة وجصان، مرورا بسهل نينوى ومندلي وزرباطية . وهي مطالب الاقليم التي يعتقد انها لم تحل ويجب حلها. وكان من المفترض ان تحل الى عام 2007 ولكن ذلك لم يحدث بسبب المماطلات، كما ان جل هذه الطالب تعود لايام المفاوضات حول الحكم الذاتي اي في بداية السبعينيات القرن الماضي وليست وليدة اليوم فقط.
اهم شئ بالنسبة لي كان ان ما سطره الاستاذ عماد يوخنا، اعتبرته خطوة ايجابية ودليل ان مسؤولينا يقومون بواجباتهم، لا بل انهم يقومون بما ليس واجبهم احيانا. وهذا دليل نكران الذات. ولكن البحث اللعين الذي ورطت نفسي فيه، حول كون المادة 140 تشمل مناطق سهل نينوى، دفعني للبحث عن منصب الاستاذ عماد يوخنا، ومن خلال موقع مجلس النواب وذهبت الى المستشارين ولكن بالحقيقة لم اجد مستشار بعنوان مستشار لشؤون المكونات حقا، واتمنى ان يكون سهوا او نسيانا وليس شئ اخر. بل ظهر ان المستشارين هم الخاصين ب الامور التالية مستشارو مجلس النواب بدرجة خاصة عليا (أ) درجة وكيل وزارة، وهم اعلى جهة استشارية في المجلس يرتبطون برئاسة المجلس مباشرة ويمارسون مهامهم وفق توجيهات رئاسة المجلس ويقدمون خدماتهم الى هيأة الرئاسة ولجان المجلس ونوابه وإعداد التقارير والدراسات والبحوث التي تتعلق بأعمال المجلس واختصاصاته وأي مهام أخرى تُكلّفهم بها هيئة الرئاسة وفي المجالات الآتية:
1. المجال السياسي من خلال المستشار السياسي. 2. المجال القانوني من خلال المستشار القانوني.3. مجال البحث والتطوير من خلال مستشار البحث والتطوير.4. مجال التشريع من خلال مستشار شؤون التشريع.5. مجال تكنلوجيا المعلومات من خلال مستشار العلوم والتكنلوجيا. 6. المجال المالي من خلال المستشار المالي.7. المجال البرلماني من خلال المستشار القانوني للشؤون البرلمانية.
8. مجال العلاقات الخارجية من خلال مستشار العلاقات الخارجية.9. المجال الاقتصادي من خلال المستشار الاقتصادي.
10. المجال الاعلامي من خلال المستشار الاعلامي.
اما البحث والسؤال عن المناطق المشمولة بالمادة 140، فقد اظهرت ان المناطق المشمولة بالمادة المذكورة هي التالية وفيها كل مناطق سهل نينوى
لجنة تنفيذ المادة (140) من دستور جمهورية العراق، لجنة دستورية تنفيذية وزارية قانونية، شكلت بموجب الامر الديواني المرقم (46). عدد (م ر ن/48 /1373) في ( 9 / 8 /2006 ) متضمنا تسمية رئيس اللجنة واعضائها
انطلاقا من المادة (58) من قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية والمادة (140) مـن دسـتور جمهوريـة العــراق والفقرة (22) من برنامج حكومة دولة السيد رئيس الوزراء، ولغرض انجاز هذه الفقرات فقد تم تشكيل لجنة تنفيذ المـادة ( 140 ) من دستور جمهورية العراق.
يتولى رئاسة اللجنة العليا معالي السيد وزير العلوم والتكنولوجيا في قرار اتخذه مجلس الوزراء في جلسته الاعتيادية الثالثة والثلاثين المنعقدة بتاريخ 31/7/2007 بتولي الاستاذ رائد جاهد فهمي رئاسة اللجنة وبموجب كتاب الامانة العامة المرقم ش و/8/1/13093 في 2/8/2007 ، وذلك بعد استقالة رئيس اللجنة السابق الاستاذ هاشم الشبلي وزير العدل من الوزارة بتاريخ 4/4/2007.
مفهوم المناطق المتنازع عليها :
((هي المناطق التي تعرضت لممارسات النظام السابق والمتمثلة بالتغيير الديموغرافي وسياسة التعريب وتغيير الوضع السكاني من خلال ترحيل ونفي و تهجير الأفراد من أماكن سكناهم كهجرة قسرية و توطين أفراد آخرين مكانهم ومصادرة الأملاك والأراضي والاستملاك وإطفاء الحقوق التصرفية وحرمانهم من العمل من خلال تصحيح القومية أو من خلال التلاعب بالحدود الإدارية لتلك المناطق بغية تحقيق أهداف سياسية كان يبغيها النظام السابق ، والفترة القانونية التي تعمل عليها المادة 140 للمناطق المتنازع عليها تنحصر من تاريخ 17 تموز 1968 ولغاية 9 نيسان 2003 )).
1. المناطق المتنازع عليها في محافظة كركوك المشمولة بالمادة 140 من الدستور :
محافظة كركوك بكافة اقضيتها ونواحيها بضمنها قضاء داقوق/ طوز خورماتو / جمجمال / كلار / كفري / تازة خورماتو
2. المناطق المتنازع عليها في محافظة نينوى المشمولة بالمادة 140 من الدستور :
أ- قضاء سنجار و نواحيه
ب- قضاء الشيخان و نواحيه (جزء من سهل نينوى)
ج- قضاء الحمدانية و نواحيه (جزء من سهل نينوى)
د- قضاء تلكيف و نواحيه (جزء من سهل نينوى)
ه- ناحية بعشيقة (جزء من سهل نينوى)
و- ناحية القحطانية (كر عزير) التابعة لقضاء بعاج
ز- قضاء مخمور و نواحيه
ح- ناحية زمار
ط- قضاء عقرة و نواحيه / آمره محسوم استنادا الى الفقرة (أ) من المادة (53) من قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية والمادة (143) من دستور جمهورية العراق .
النواحي
اسم الناحية القضاء العائد لها
ناحية الشمال سنجار/ نينوى
ناحية القيروان سنجار/ نينوى
ناحية القحطانية البعاج/ نينوى
ناحية زمار تلعفر/ نينوى
ناحية باعذرة شيخان/ نينوى
ناحية الفاروق شيخان/ نينوى
ناحية اتروش شيخان/ نينوى
ناحية مريبا شيخان/ نينوى
ناحية مزوري شيخان/ نينوى
ناحية قراج مخمور/ اربيل
ناحية كنديناوه مخمور/ اربيل
ناحية كوير مخمور/ اربيل
ناحية ديبكة مخمور/ اربيل
ناحية العدنانية مخمور/ اربيل
3. المناطق المتنازع عليها في محافظة ديالى المشمولة بالمادة 140 من الدستور :
قضاء خانقين ونواحيها / جلولاء / السعدية / قضاء المقدادية ونواحيها م قضاء بلدروز من ضمنها ناحية مندلي / قضاء بدرة وناحية جصان / ناحية الميدان / ناحية قوره تو.
اذا هناك اخطاء وقع فيها السيد المستشار، وهي اخطاء كارثية في كتابه المعنون ضمنيا الى الحكومة العراقية والذي يهددها بوجوب عدم قيامها باي محاولة للمساومة او عقد اتفاقيات لاعادة الامور الى ماكانت عليه قبل اجتياح داعش لها. وبالرغم من ان مفهوم سهل نينوى هو واحد وضم اقضية تلكيف وشيخان والحمدانية، الا ان السيد المستشار يركز على قضاء الحمدانية، فهل هذا نوع من اقرار بامر ما، كان يكون تنازل مسبق عنهما لطرف اخر.
وهنا خطر في بالي عن امكانية، ان يكون التحذير المنوه عنه اعلاه، اي المرسل من قبل السيد المستشار فقط منشور في الفيس بوك، وليس له اي اثر في الحكومة العراقية اي لا وجود له في موقع او لدى اي مسؤول حكومي ومن اي درجة كان. ولكنني استبعدت الفكرة، فهل يعقل ان مستشارا ونائبا سابقا، يقوم بذلك، فقط لكي يحصل على اللاياكات في الفيس بوك؟
النائب في اي مجلس نواب، وخصوصا في الدول الديموقراطية، هو ممثل مجموعة من الناس، ينقل اراءها وتطلعاتها ومعاناتها الى مجلس النواب، لكي يتخذ المجلس المذكور قرارا بشأنها من خلال الاستشارة باراء الكل. او لكي لا يكون حل مشكلة ما على حساب اخرين. ودور عضو مجلس النواب ليس كتابة العرائض،وتقديمها الى موظفي المجلس في المستوى البيروقراطي، بل الوقوف في جلسات تحدد مسبقا للحديث عن القضية او قضايا متشابه او جلسات عامة، ويقول ما يفترض ان يقال، بخصوص التجاوزات، او غبن مواطنين لاسباب قومية او دينية او مناطقية او حتى لضعف المواطن وعدم قدرته الدفاع عن حقوقه مع الاستناد الى الاوليات والقوانين السارية وحتى الدستور وتفسيرات مواده. ويجب ان يعمل عضو مجلس النواب من اجل ايصال صوته الى الحكومة القائمة لادارة الامور، والقضاء ان كان هناك شكوى من القضاء، مع احترام خصوصية القضاء وعدم التدخل في شؤونه ، ولكن حينما يلاحظ تجاوز على مواطن او مكون، حينها على عضو مجلس النواب ان يرفع صوته ويتكلم. وفي كل هذا عين النائب هي على المجتمع ككل ولذا ينقل القضايا الى الاعلام ويحولها الى قضية راي عام لكي يطور في الوعي القانوني والحقوقي لدى الجمهور ولكي يحصل على دعم ومساندة منه. من واجب عضو مجلس النواب، بناء تحالفات تمكنه على الاقل من تقديم مشاريع قوانين لصالح الفئة التي انتخب ليخدمها. اذكركم بمثال بسيط، في عام 1992 اقترح كل من المرحوم الشهيد فرنسوا الحريري والسيد سركيس اغاجان، بعض العطل الدينية والقومية لكي تكون عطل رسمية لابناء شعبنا، ولانهما كانا اثنان، فكانا بحاجة الى ثمانية اعضاء اخرين لكي يمكنهما تقديم المقترح لكي يناقش في جلسة عامة وينقل الى اللجان المختصة ويطرح للتصويت، ففاتحا ممثلي الحركة الديمقراطية الاشورية ان كانوا يوافقون على تأييد مقترحهم، فقام نواب الحركة مشكورين بالموافقة ايضا، وهنا صاروا بحاجة الى اربعة نواب اخرين، تمكن السيد فرنسوا الحريري والسيد سركيس اغاجان من اقناع نواب من الاخوة الكورد لتأييد المقترح. وطرح المقترح وتم التصويت عليه وصار قانونا بعد موافقة البرلمان عليه. وصارت الحركة الديمقراطية الاشورية تقول انها من طالبت به، كانجاز من انجازاتها. نوابنا اليوم يقدمون عرائض. كدلاله على القيام بواجبهم. فهل واجبهم ذلك ام نشر المعلومات عن ما يعانيه شعبنا من الغبن وبناء تحالفات متعددة ، لاصدار قوانين تخدم حقوق شعبنا. ان النواب يستلمون راتبا، للتكلم وللدفاع عن حقوقنا وليس لكي يكتبوا عرائض. من المفروض في النائب ان يجيد التكلم باللغة التي يتم التخاطب بها في البرلمان ففي بغداد من المفترض ان يجيد نوابنا العربية، وفي اربيل من المفروض ان يجيد النواب الكوردية، لكي لا يصوتوا على قوانين تضر بشعبنا بدون علمهم. فهل سنرى من مستشاري الرؤساء من ابناء شعبنا خطوة حقيقية وليس استعراضا في الفيس بوك، هذا الاستعراض الذي كل واحد منا يمكنه القيام به، لا بل يمكننا ارسال رسالة الى رئاسة الوزراء عن الطريق الايميل، ولكن هل سيأخذ موقعه ومكانته، مثلما لو تم طرحه في مجلس النواب ونوقش وحصل على دعم كتلة او مجموعة من النواب. ارى بان ممثلينا في المجالس النيبابية او غيرها، لا يفهمون دورهم او واجبهم. ندائي لابناء شعبنا، كفى تصدقون كل من نشر ورقة على الفيس وتعتبرونها انجازا، او سحب الحقوق من فم الذيب حسب ما يتم الايحاء به. لا اخوتي ، انهم يضحكون علينا وعليكم ليس اكثر.