القوميون الآشوريون الجدد
تيري بطرس
في عام 1992 بدأ بعض القوميين الآشوريين، بالترويج لعلم (اتا) بصورة جديدة، وهي جعل اللون الأحمر فوق والأزرق تحت وبينهما الأبيض. وحينما اعترضنا، باعتبار العلم من رموز وحدتنا، وبعد معارك جانبية ونقاشات، بدأوا بترويج ما مفاده إن الأمة الآشورية أبان الحروب كانت تجعل اللون الأحمر فوق، وكانت كذبة غير موفقة، فالعلم تم تصميمه نهاية ستينات القرن العشرين، ولا اعتقد إن امتنا دخلت حروب منذ ذاك ولحد الآن، إلا اذا كانت في أحلام البعض.
وما اعتقده، عن هذه الممارسة، إن أحد قيادي طرف آشوري علم البعض كيف يكون العلم الآشوري ولكنه أخطأ في ترتيب الألوان، ولأنه لم يرغب في الاعتراف بخطائه، حاول التبرير بقضية الحروب التي لم يدخلها شعبنا، بل كان ضحية حروب الأخرين، منذ سقوط بابل ولحد الآن.
قبل أيام أرسل لي طرف مما يسمى بالبرلمان الآشوري في المنفى، طلب لتسجيل إعجابي بموقعهم، ورغم قناعتي التامة بان وجود مثل هذه المؤسسة امر ضروري، لأنها تعني إضفاء الشرعية على قرارات قومية أو سحب الشرعية منها، وبالتالي إن العالم يمكن أن يتعامل مع مؤسسة يمكن أن تقول إنها تمثل أبناء شعبنا. ولكن أن يقوم هذا البرلمان وهو لم يعقد جلسة واحدة، بتغيير الاسم القومي الآشوري بالسورث من اتورايا (ܐܬܘܪܝܐ) الى اشورايا (ܐܫܘܪܝܐ)̤ فاعتقد انه أول مسمار يضرب في نعش هذه الأمة التي يدعي أو يحاول تمثيلها.
ولعل أول مرة واجهت تسمية اشورايا، كانت عام 1984 حينما تم كتابة الاسم القومي لشعبنا في تسمية التجمع الديمقراطي الآشوري ب (اشورايا) واعتبرت ذلك خطاء أو قياس التسمية بلغتنا كترجمة من العربية، فقمت وبهدوء بتغيير التسمية الى اتورايا وخصوصا في العدد الثالث من صحيفة خيروتا وما بعده، لأنني كنت أدير نشرها.
عندما ناقشت أحد قياديي القوميين الجدد، حول ضرورة عدم تقسيم المتوحد، أي تقسيم الاتورايي، وان ما يفعلونه بنشر تسمية اشورايي عملية إجرامية بحق شعبنا، وخصوصا إن الحركة القومية الآشورية تبنتها كتسمية ما فوق العشائرية وموحدة لشعبنا، لم يرد إلا بنعت الحركة القومية لشعبنا بأبشع النعوت. وهو يدعي العمل من اجل امته وشعبه، ولم يقدم إنجازا ملحوظا غير نشره ما يقسم شعبه، أليس من حقي أن أشكك في دوافعه؟
أولا لأقر بأنني لا اعرف قراءة الخط المسماري، ولذا فلن أجادل أو أناقش صحة تسمية اشورايا أو خطأها ولنفترض إنها صحيحة، أي إنها استعملت في زمن الإمبراطورية الآشورية، بهذه الصيغة (اشورايا). وهذا الافتراض يمكن أن يوجه له الكثير من التشكيك لان الأمم في ذلك الزمن لم تكن في وارد تسميات الدول أو حتى الأمم. والآشوريين لم يكونوا بحاجة لان يسمون أنفسهم بأنفسهم، ولكن الغريب أو الجوار كان يسمونهم باسم ما، وهذا الاسم قد يكون اشورايا أو اتورايا اسورايا. كل شعب وحسب لفظهم للأحرف المكونة لتسمية اتورايا.
ثانيا ولأقر انه من حق كل إنسان أن يغير اسمه، إن لم يعجبه، ولكنه قطعا لا يمكنه تغيير اسم قريته أو عشيرته.
ثالثا ولأقر أيضا إن من حق كل إنسان أن يقول إن تسمية اشورايا بالسورث اصح من اتورايا ويظهر تبريره لهذه الدعوة. ولكن قطعا ليس من حق أي إنسان تغيير ما يجمعنا كلنا وهو ملكنا كلنا، دون الرجوع الى مرجعية قانونية وأخلاقية منبثقة من شعبنا الآشوري.
فهذا القرار ليس قرارا فرديا وليس قرارا حزبيا، بل هو قرار قومي بحق، ومن يمارس ذلك دون الرجوع الى مثل هذه المرجعية، فهو يريد فرض آرائه ومعتقداته ومبادئه على الجميع ومهما كانت المخاطر التي ستحيق بهذه الأمة.
نحن اليوم نقرأ الكتب بلغتنا بالخط المعروف ب الب بيت كمل والى تاو، ولنا فيها سبع حركات تحرك الأحرف، بالإضافة الى حالة التركيخ التي أتت جراء عوامل قواعدية أو تطور لهجات وتوسعها. المهم إن الضرورة فرضتها. ومن المعلوم إن التغيير في اللهجات يأتي من التغيير في لفظ الأحرف وليس التغيير في الأحرف. ولنا أمثلة كثيرة فحرف التاو، يلفظ كتاو وكثاو وكسمكث وكياء واحيان كشين مثل (بيتا، بيثا، بيسا، بيشا، بييا ) ( ܒܝܬܐ، ܒܝܬܼܐ، ܒܝܣܐ، ܒܝܫܐ، ܒܝܼܝܵܐ) هنا ليس هناك تغيير في التسمية لأنه لم يتم تغيير الحرف فكل هؤلاء يكتبون بيتا (ܒܝܬܐ) وليس ك اتورايا (ܐܬܘܪܝܐ) حينما يتم تحويله الى (ܐܫܘܪܝܐ) حيث يتم تبديل حرف تاو الى شين. ومنذ أكثر من الفي سنة، وفي كل كتبنا المتوارثة منذ أن بدأنا بالكتابة بالأحرف الب بيت الى تاو. نكتب اسم شعبنا (اتورايا) ويأتي غالبا في الكتب القديمة مركخا ك (اثورايا) لضرورات قواعدية.
إذا، الفي سنة ونحن نستعمل تسمية اثورايا أو اتورايا، لا تشفع لدى البعض كل هذه السنين، لكي يكون اسما تاريخيا ولا تضحيات الحركة القومية الآشورية التي ابتدأت منذ حوالي مائتي سنة وجهدها العسكري والسياسي والثقافي والفني، لكي نستمر في استعمال وحفض وحدة شعبنا. وبكل بساطة وخفة ونزق يطرحون التسمية المكتشفة حديثا، دون أن يفكروا ليس فيما قلته فقط، ولكن التأثير المرعب والمستقبلي على شعبنا وامتنا، في ظل أوضاع امتنا وتشتتها ليس جغرافيا فقط، بل ثقافيا، حيث اغلب أبناء شعبنا يستعين بلفات أجنبية لكسب ثقافته اليومية (السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الدينية).
قبل سنوات طوال، اعتقد كانت نهاية عام 1984 كتبت في افتتاحية جريدة خيروتا الناطقة باسم التجمع الديمقراطي الآشوري، محذرا من التلاعب أو محاولة فرض الأمور بالقوة على أبناء شعبنا، لأننا لم نستوعب شعبنا قانونيا وامنيا، بمعنى إنه ليس وحدة واحدة، لا في التسمية ولا في الجغرافية والاهم هو ليس خاضعا لقوانين مسنة من قبلنا، ولا حتى هو بحاجة لحمايتنا، فان حاولنا الفرض بالقوة ولو الضعيفة التي نمتلكها، فان أبناء شعبنا سينسلون من بين أيدينا الى طلب الحماية من اطراف أخرى وان لم تكن من شعبنا، لأنها الأقوى والأغنى والأكثر تأثيرا.
لو استمرينا على هذه الحالة، فسيحدث حتما، بعد مئة سنة، انقسام اتورايا واشورايا. نحن شعب لا ينظر الى مخاطر المستقبل، لأننا نعاني اليوم الكثير. ولكننا كمثقفين علينا أن نتحوط من كل خطوة ونتائجها على مستقبلنا. والا فالويل لنا. وعندما تقع الفأس على الرأس، لن يفيدنا شيء، ودرس التسميات التي هي لشعبنا والتي تحولت بمرور الزمن لحواجز كبيرة أمام وحدتنا، واضحة جدا لمن يريد أن يتعض.
بعض القوميين، يريد أن يحقق إنجازا، مثلهم مثل ذاك الذي رسم العلم بتغيير الألوان، ونحن نقر بحقهم في تحقيق الإنجازات، لا بل نطالبهم بها وسوف نسير خلفهم وندعمهم ونصفق لهم في كل الميادين والمواقع وسنقول سيروا ونحن من وراكم. ولكن ليس أن يكون أول أعمالهم محاولة تغيير ما يوحد جزء كبير منا أو الذين يقولون على أنفسهم اتورايي على الأقل وتقسيمهم الى اتورايي واشورايي مستقبلا. هؤلاء القوميين ينطبق عليهم المثل الذي يقول أول ما نط چط. قيادي الأمة الذين لا يدركون الفرق بين المتغيرات السياسية ومضامين الهوية، لا يمكن لهم أن يقدموا لها أي خدمة، إن الالتزام بالأطر القانونية أو الأخلاقية في حالتنا، امر ضروري لكي نحافظ على وحدة شعبنا، والعملية ليست لعب أطفال اطرح واستعمل ما تشاء دون النظر الى المخاطر المستقبلية. واذا كان من حق كل إنسان أن يقول رأيه، فانه قطعا ليس من حق هذا الأنسان أن يفرض هذا الرأي ا وان ينفذ ما يراه صحيحا والا سنكون حارة كل من ايدو الو .
عزيزي تيري
شلاما اشوريا مليا من خوبا اومتانايا
تعجبني كتاباتك
و لا يهم ان نتفق بالفكرة
المهم هو الجلوس مع ابناء جلدتي على طاولة الوحدة الوطنية و الاستماع و تبادل الأفكار بمحبة
صدقني اذا اجتمعنا بمحبة، فحتى الصخرة المتعنتة ستصغي و تلين
نحن لا نتبع اسلوب التحليل العلمي المنطقي المستند على ادلة تاريخية جغرافية آثارية واقعية ( كما تفعل الأمم المتقدمة الآن)، بل نعتمد على تحليل يستند على فكر ديني عقائدي عشاءري بحت
والنتيجة هي الوضع الحالي لشعبنا
المنطق يحتم علينا العودة الى الأساسيات و البدا بالبناء من جديد على رسخ قوية ثابتة
اي بناء أخر سيتزعزع و يزول
و ان كنت تؤمن ان البناء على منطق الاشورية هو ضيق المنظور و صغير ، لكن سيرسخ
و غدًا سيكون كبيرا و شامل
الشعب يجب ان يعي و يصحو
التغيير اًتًٍ لا محالة
لان الفكر الحالي بكل بساطة لا يتناسق مع المجتمع المتطور
أخوك: دانيال
Id like to thank you for the efforts you have put in penning this blog. Im hoping to view the same high-grade content by you in the future as well. In truth, your creative writing abilities has encouraged me to get my very own site now 😉