قد لا يكون معلوما حاليا او في المستقبل القريب، غاية الرئيس الروسي بوتين، من اجراء مناورات وتدريبات قرب الحدود الأوكرانية. ولكن المتتبع للأحداث سيجد ان نكران الطاقم السياسي الروسي أي نية او رغبة لمهاجمة أوكرانيا، تكذبها محاولاتهم الاستفادة من هذه الحشود لتحقيق مكاسب سياسية مكن خلال المفاوضات الجارية، أي معنى اخر، رسالة خاطئة للعالم الغربي تقول اما ان تحققوا شروطنا او..دون اكمال الجملة ولكن المعنى مفهوم للجميع. إذا نكران الروس لاي نية لمهاجمة أوكرانيا يكذبه دخولهم النشط في المفاوضات وطرحهم الشروط لتحقيق مطال الغرب بإبعاد المناورات عن الحدود الأوكرانية لمسافة امنة. الغرب واعلامه تعامل مع الحدث وكان بوتين مصمم على اجتياح أوكرانيا، وهو المطب الأول الذي وقع فيه بوتين، أي ظهر إعلاميا كغول يريد التهام أوكرانيا الدولة المسالمة والتي سلمت أسلحتها النووية طواعية حينما تم اعلان استقلالها. لا بل ان هذا الاعلام صور بوتين كمغامر يريد فرض شروطه مستغلا امتلاكه الأسلحة النووية أي مهددا بإشعال حرب نووية لا تبقى على أي كائن حي على الأرض. ولهم ادلة كثيرة ولعل أهمها دعمه للانفصاليين في شرق أوكرانيا واستيلائه على جزيرة القرم بالقوة. وتغييره الحكومة في جورجيا وتدخلاته في سوريا وليبيا ودول افريقيا الغربية.
باعتقادي وامام انسداد الأفق امام الحلول المعقولة، فان النتائج ورغم ذلك قد لا تصل الى حرب عالمية فعلية، فتحركات القوات الامريكية في شرق سيبيريا تحذير وهي للعلم في أراضي البلد أي لم تدخل في بلدان أخرى أي في الاسكا الامريكية. فالنتائج وامام هول ما ينتظر الجميع وخصوصا روسيا من النواحي الاقتصادية وجرها وانهاكها كما حدث في التجربة الأفغانية، ستواجه الحكومة الروسية شعبها المنفتح والذي عبر مرارا عن رغبته في العيش على النمط الغربي. أي بالحريات الفردية والسياسية الكاملة. ان دول الغرب وحتى ان واجهت معارضة شعبية ضد الحرب فهذه المعارضة ستكون ضعيفة وخصوصا ان التوجهات اليسارية وبالأخص في المانيا والتوجه الأكثر انفتاحا على العالم في اميركا سيدعم أي حرب لوقف الطموحات الروسية في فرض شروطها السياسية بالعنف وهي ليست مهيئة حقا لدور قيادي عالمي. اما في الجانب الروسي فأي معارضة للحرب ستقابل بالعنف والذي سيولد العنف المتبادل والامر الأكثر اثارة ان روسيا ستحول أوكرانيا من دولة جارة الى دولة عدوة ينظر لها الروس انها قريبة منهم ثقافيا واجتماعيا وتاريخيا. ان خسائر السيد بوتين ستكون كثيرة ولا يمكن احصاءها، ولكن قد يكون أهمها بقاءه شخصيا على قمة الهرم السياسي للاتحاد الروسي. ان الغرب سيحارب روسيا بأقرب جيران روسيا ومنا بطنها الرخو في الدولة المستقلة والمتحالفة معها في الجنوب وجيرانها الأقرب في الغرب كمولدوفا ودول البلطيق الثلاثة. هناك حل وحيد امام بوتين لكي يخرج شبه منتصر حاليا وليس على المدة البعيد، فجيرانه أصبحوا يدركون طموحاته في جعلهم عبيد مشيئته، وهذا الحل قد يكون في دقع أطراف لقيادة انقلاب داخلي يولي روسيا في أمور كثيرة. ولكن كما قلنا انتصار أنى بمقاييس الدول، لأنه سيجعل أي تعامل مع روسيا مثيرا للاشمئزاز ومثيرا من ان يتم استغلال التعامل للتدخل في الشؤون الداخلية، مثل خط نقل الغاز الروسي الى المانيا. ان خسائر روسيا ستكون كثيرة جدا ان لم تتحقق أمور تعيد الوضع الى نصابه بحث تتعامل روسيا مع العالم بمنطق الحوار والنقاش وليس بالقوة. ان ما يدفع روسيا قد اكثر للذهاب في مغامرتها هذه اعتقادها ان الصين ستدعمها، غير مدركة ان الصين لا يمكنها التضحية بعلاقاتها مع الغرب وسوقه، ان الصين تريد من روسيا ان تقوم بمهمة تهديد هذا الغرب فقط وليس تدميره، لأنه سوقها الأكبر والأكثر جلبا للموارد سواء من خلال صرف منتوجاتها او تزويدها بالأفكار والابتكارات والاختراعات التي تقوم هي بإعادة انتاجها بثمن رخيص.